بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

طوفان الأقصى (381) المانيا تشارك في إبادة الشعب الفلسطيني

شبكة البصرة

اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف عن الانجليزية

محمد عرسان

كاتب صحفي اردني

رئيس تحرير راديو البلد

وموقع عمان نت

موقع Middle East Eye

14 أكتوبر 2024

شعور ألمانيا بالذنب إزاء الهولوكوست لا يبرر دعمها للفاشية الإسرائيلية.

يجب على الحكومة الألمانية إعادة تقييم موقفها من حرب غزة بشكل عاجل، وتبني سياسة أكثر إنسانية تعترف بحقوق الفلسطينيين.

كنت أحد 17 صحفيًا عربيًا دعتهم وزارة الخارجية الألمانية الشهر الماضي للمشاركة في حوار مع الحكومة ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني. وكان الهدف توضيح موقف ألمانيا من حرب إسرائيل في غزة.

على مدار سبعة أيام، كرر الساسة الألمان باستمرار العبارة: "نحن ثابتون على دعم حق إسرائيل في الوجود". وهذا دفع أحد الصحفيين الفلسطينيين إلى سؤالهم: "ماذا عن حقنا كفلسطينيين في الوجود، بينما يتم إبادتنا على يد حكومة فاشية باستخدام أسلحة ألمانية؟"

منذ بداية الاجتماعات في برلين، كانت التوترات ملموسة، وخاصة بين الصحفيين الفلسطينيين الذين يعيشون في قلب الصراع المتصاعد.

وكانوا صريحين بشكل خاص في التعبير عن إحباطهم إزاء موقف ألمانيا، الذي يستلزم تسليح إسرائيل مع قطع الدعم عن المنظمات الإنسانية الفلسطينية.

وعلاوة على ذلك، يقول موظفو الجمعيات الألمانية العاملة في الأردن إنهم واجهوا ضغوطًا لتجنب الدعوة عبر الإنترنت لصالح فلسطين منذ 7 أكتوبر 2023، كما ذكر موقع ميدل إيست آي سابقًا.

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، كنتيجة مباشرة لجرائم النازية ضد اليهود أثناء الهولوكوست، تبنت ألمانيا سياسة قوية لدعم إسرائيل. أصبح هذا الدعم حجر الزاوية في السياسة الخارجية لبرلين، وتحول إلى التزام دائم.

إن دعم ألمانيا لإسرائيل يتجاوز مجرد تأييد حقها في الدفاع عن النفس، ويمتد إلى توفير المعدات العسكرية المتقدمة، بما في ذلك الغواصات وأنظمة الأسلحة.

 

ألمانيا - شريك في الإبادة الجماعية

كجزء من زيارتنا الأخيرة إلى برلين، تم اصطحابنا في جولة في فيلا وانسي، حيث قرر كبار أعضاء الحزب النازي في عام 1942 بشأن الهولوكوست، وهي واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية في التاريخ. لكن السياسيين الألمان غالبًا ما يربطون ذنبهم بشأن هذه الجرائم ضد اليهود بدعمهم غير المشروط لإسرائيل، حتى في شكلها الفاشي - وكأن دعم إسرائيل يعادل دعم اليهود.

هذا الدعم غير المشروط يضع ألمانيا في موقف صعب، خاصة عندما يتعلق الأمر بحروب إسرائيل المتكررة على غزة.

تؤدي هذه الحروب باستمرار إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين، مما يجعل دعم ألمانيا يبدو وكأنه تواطؤ مع السياسات الإسرائيلية التي تسبب معاناة هائلة، خاصة وسط الحصار المستمر لغزة.

إن إصرار ألمانيا على الربط غير العادل بين الصهيونية واليهودية يضر بالشعب اليهودي نفسه. من خلال توفير الأسلحة والدعم السياسي لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفاشية، تعمل ألمانيا على إضعاف أصوات المعارضة المدنية الإسرائيلية، وتفضل بدلاً من ذلك العناصر المتطرفة في الحكومة التي تغذي آلة الإبادة الجماعية.

هذا يجعل ألمانيا شريكة فعليًا في قتل الآلاف من النساء والأطفال.

لقد أجبر العبء التاريخي الثقيل ألمانيا على دعم إسرائيل دون قيد أو شرط في جميع المحافل الدولية. وفي حين قد يكون مثل هذا الدعم مفهوماً في سياق العلاقات التاريخية، فإن استخدامه كذريعة للتغاضي عن انتهاكات إسرائيل المستمرة لحقوق الإنسان في غزة أمر غير مبرر أخلاقياً وسياسياً.

اليوم، تحتاج ألمانيا بشكل عاجل إلى إعادة تقييم موقفها من الصراع في غزة. يجب أن تحرر نفسها من قيود التاريخ وتتبنى سياسة أكثر عدالة وإنسانية تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني. يمكن لألمانيا أن تلعب دوراً أكثر إيجابية في تعزيز عملية السلام إذا تبنت سياسات تدعم حقوق الإنسان بشكل حقيقي، بما في ذلك حق الفلسطينيين في الحياة.

إن التحدي الأكبر الذي يواجه ألمانيا هو كيفية إيجاد التوازن بين التزامها تجاه إسرائيل والتزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان. يمكنها أن تلعب دوراً بناءً من خلال الدفع نحو حل سلمي وعادل للصراع، وهو الحل الذي يدعو إلى إنشاء دولة فلسطينية على أساس قرارات الأمم المتحدة.

لكن الأولوية القصوى اليوم هي وقف آلة القتل الصهيونية في لبنان وغزة.

شبكة البصرة

الاربعاء 20 ربيع الثاني 1446 / 23 تشرين الاول 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط