بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ |
طوفان الأقصى (370) تحليل سريع للوضع في الشرق الأوسط |
شبكة البصرة |
اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف |
سيرغي بيريسليغين مؤرخ روسي وخبير في الشؤون الجيو سياسية، كاتب وناشر وناقد أدبي باحث في علم الإجتماع يختص في علم المستقبل 6 أكتوبر 2024 نحن نقترب من صراع مفتوح داخل الولايات المتحدة. هناك لا وجود لعملاء أمريكيين، ولكن لدينا عملاء البنتاغون، وعملاء الحزب الديمقراطي، بايدن وهاريس، وعملاء ترامب والجمهوريين. وعلى الأرجح لديهم مصالح مختلفة تمامًا، بما في ذلك حول الشرق الأوسط. بدأ إضراب لوجستي خطير للغاية في الولايات المتحدة، وكما يتبين من تاريخ أمريكا، فإن مثل هذه الإضرابات اللوجستية تنتهي بشكل سيء للغاية بالنسبة للحكومة الحالية. يمكننا أن نتذكر إضراب سائقي الشاحنات في تشيلي قبل انقلاب بينوشيه ضد الليندي. والآن تتطور الأحداث في الولايات المتحدة وفقًا لسيناريو مماثل. إذا تم قمع عمال الموانئ بالقوة، فسيؤدي هذا بالتأكيد إلى خسارة الانتخابات في ولايتين رئيسيتين. إذا لم يتم فعل أي شيء، فسرعان ما ستكون أرفف المتاجر فارغة وستكون النتيجة هي نفسها. لا يحق لنا اليوم أن نعتبر أن هناك عملاء يعملون لصالح الولايات المتحدة كقوة موحدة. هناك إسرائيل وهناك نتنياهو، ويبدو لي أن مصالحهما متعارضة تماماً. نتنياهو يفعل كل شيء لتفاقم الصراع، وإسرائيل، على العكس من ذلك، تحتاج إلى إخماد هذا الصراع ومنعه. إن منع الصراع يصب في مصلحة الولايات المتحدة، وقبل كل شيء الحزب الديمقراطي. لقد اكتسب نتنياهو بطريقة ما القدرة على التأثير على العمليات التي تتعارض مع مصالح بلاده والدولة المانحة الرئيسية لإسرائيل. وهذا في حد ذاته غير مسبوق وغير تقليدي ويعني أن العالم يتغير بسرعة أكبر بكثير مما نود أن نلاحظه. يمكننا أن نلاحظ البروباغاندا المنظمة بشكل رائع لصالح نتنياهو. لقد نجح في جعل معظم الأشخاص الذين تحدثت معهم مؤخرًا لا ينتقدون المعلومات الصادرة من السلطات الإسرائيلية. حماس وحزب الله حثالة، وإسرائيل تدافع عن نفسها ضدهما. الناس لا يتفاعلون مع القصف الشامل لقطاع غزة ولبنان. لقد نجحت إسرائيل في خلق الانطباع بأن الضربة الإيرانية على إسرائيل لم يكن لها أي تأثير. وهذا مثير للاهتمام بالفعل، لأن الضربة نفذتها قوات كبيرة. حذرت إيران الولايات المتحدة من الضربة مسبقًا، مع العلم أن الولايات المتحدة ستساعد إسرائيل في إسقاط الصواريخ، مما يعني أن إيران كانت واثقة تمامًا من نفسها، معتقدة أن نظام الدفاع الجوي لن ينجح في التعامل مع الضربة. تفيد إسرائيل أنه لا توجد نتائج. بينما تقول إيران إن الضربة الصاروخية كانت ناجحة للغاية. يقول محللون مستقلون إن إيران لم تكن تريد التسبب في أضرار جسيمة لإسرائيل، لكنها أرادت إثبات أن صواريخها الحديثة يمكنها اختراق نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي "القبة الحديدية"، حتى المعزز بمساعدة أمريكية. وعلى ما يبدو، نجحت إيران في ذلك. تقول بيانات المحللين أنه تم تدمير نظامين أمريكيين للدفاع الجوي على الأقل ومطار واحد. اعترفت إسرائيل بالفعل بتدمير المطار، لكن يُزعم أنه كان فارغًا. يقول المحللون إن المطار لم يكن فارغًا. لقد أظهرت إيران الشيء الرئيسي: الدفاع الجوي الإسرائيلي غير قادر على التعامل مع الصواريخ الإيرانية الحديثة. قالت إيران إنها توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن وقف إطلاق النار، ولكن نتنياهو وجه ضربة إلى قيادة حزب الله وبالتالي خرق الاتفاق من جانب واحد، مما يدل على عدم المقدرة على التحكم بتصرفاته. بعد ذلك، أبلغ السعوديون إيران بشكل غير رسمي أنه في حالة حدوث صراع، فإنهم سيلتزمون بالحياد ولن يسمحوا للأميركيين باستعمال قواعدهم العسكرية. هذا أمر خطير للغاية، لأن السعودية، وليس إسرائيل، هي صلة الوصل الرئيسية للمصالح الأميركية في الشرق الأوسط، فضلاً عن كونها المورد الرئيسي للنفط في حالة حدوث صراع مباشر بين الغرب وروسيا. ما فعله نتنياهو يسيء بشكل كبير إلى الموقف التفاوضي للولايات المتحدة في هذه المنطقة ويغير ميزان القوى في الشرق الأوسط ليس لصالح الولايات المتحدة. من الواضح أن زيلينسكي "ابتدع الموضة" لعدم القدرة على التحكم وعدم مسؤولية الزعيم. أصبح الجنون الآشوري سمة من سمات سلوك النخبة الإسرائيلية. لكن من خلال مشاهدة نتنياهو، يمكننا التحدث أكثر عن تخلفهم العقلي. إنني أرى بشكل متزايد التعصب الديني في تصرفاته. ويمكن تعريفه بعبارتين: "أنا طيب وأستطيع أن أفعل أي شيء!" و"كل ما تفعله إسرائيل ضد اللا بشر عادل وصحيح". وفي حالة انفجارات أجهزة النداء، أعلنت إسرائيل على الفور أنها هي من فعلت ذلك، لكنها بدأت بعد ذلك في إنكار فعلتها. يتصرف نتنياهو مثل المتعصب الديني أو المعتوه. لقد عُرض عليه السلام مع حزب الله وحماس، وهو ما يصب بوضوح في مصلحة إسرائيل، لكنه مزق مثل هذه العروض السخية بأفعاله. ومن وجهة نظر مصالح إسرائيل، فإن هذا غير مسؤول وإجرامي، ولهذا السبب يبدو وكأنه معتوه. والحجة على سبيل المثال أن الجميع يكرهون حزب الله وسنساعدهم على التعامل معه تبدو كذلك بالضبط لقد حشرت إسرائيل نفسها في موقف صعب للغاية مما أثار تصعيد العداء والكراهية، لكنها لا تزال تشعر بالبراءة. وهذا أمر خطير ومخيف. وإذا تحدثنا عن تدخل الله، فقد لا يكون ذلك في صالح إسرائيل. الحوار المتمدن |
شبكة البصرة |
الاحد 10 ربيع الثاني 1446 / 13 تشرين الاول 2024 |
يرجى الاشارة الى
شبكة البصرة
عند اعادة النشر او الاقتباس |