بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ |
أصل الحكاية بين الإسرائيليتين؟ |
شبكة البصرة |
صلاح المختار |
لكي نختصر الحكاية عليكم نطرح التساؤلات التالية ونجيب عليها: 1- ما هي وظيفة إسرائيل الإقليمية؟ حددت الوظيفة الاقليمية لاسرائيل في مطلع القرن العشرين،الذي دشن مرحلة إعادة تشكيل الوطن العربي من أجل احكام وادامة السيطرة عليه، وجسد ذلك في وعد بلفور، فحددت وظيفة إسرائيل بكل وضوح على أنها (واحة الحضارة الغربية وسط الشرق المتخلف تحمي مصالحه الستراتيجية)، تذكرون ذلك؟ حسنا إذا كان الجواب واضحا تذكروه بعد قليل. 2- ما هي وظيفة الدولة التي أطلقت عليها تسمية إيران في الثلاثينات من القرن الماضي وكان اسمها حتى ذلك الوقت بلاد فارس؟ ضمت الأحواز، وهي قطر عربي عدد سكانه اكثر من 12 مليون ويمتد من العراق الى عمان جنوبا، ويقع في شرق الخليج العربي، أي اكبر سكانا وارضا من كل دول الخليج العربي ماعدا السعودية، ضمت الى بلاد فارس في العشرينات من القرن الماضي بقرار بريطاني عندما كانت بريطانيا تستعمر إيران، لان المطلوب من بلاد فارس ان تصبح شرطيا إقليميا يحمي المصالح الغربية، جنبا الى جنب مع الكيان الصهيوني المزمع اقامته، وبما ان بلاد فارس تفتقر الى اهم شروط ذلك الدور وهو الموارد الطبيعية لوجود نقص شديد في الماء والارض الزراعية، والغاز والنفط، وهما عصب الصناعة وقتها، وهذا ما وضحه الشاه محمد رضا بعد عزله في كتابة (رد للتاريخ)، فالارض الصالحة للزراعة نسبتها 15% من ارض فارس والماء المتوفر يروي منها 13% فقط، لذلك كان يجب حل هذه المعضلة، فضمت الاحواز لتوفير اهم شروط تحول بلاد فارس الى شرطي اقليمي، لان الاحواز غنية بالماء والارض الزراعية والنفظ والغاز، فتغير الاسم من بلاد فارس الى ايران وحددت وظيفة إيران عند تأسيسها وهي حماية مصالح الغرب الأساسية، تماما كإسرائيل. في ضوء هاذين السؤالين والجواب عليهما نحن أمام دور وظيفي واضح لكل من إسرائيل التي أنشئت بقرار غربي في عام 1947 وإيران التي أنشئت أيضا بقرار غربي في ثلاثينات القرن الماضي، فوظيفة هذين الكيانين هي حماية مصالح الغرب. ولكن السؤال المنطقي هو: ضد من؟ إن وظيفة الشرطي الإقليمي لكل من إسرائيل وإيران هي التدخل في الوطن العربي لمنعه من تحقيق الوحدة العربية والتحرر الاقتصادي وبناء دولة حديثة متقدمة علميا وتكنولوجيا، وهذا الهدف موجود في تقرير بنرمان، وتكرر في كثير من الوثائق الأمريكية والصهيونية طوال القرن ال20، لكن تقرير برنارد لويس الصهيوني البريطاني الأمريكي الجنسية كان التجسيد الأوضح لكل تلك الخطط والذي قام على تقسيم الأقطار العربية ومحو الهوية القومية العربية وإحلال هويات فرعية طائفية وعرقية مصطنعة بدلها، لكي يتأبد وجود إسرائيل ويزول الخطر عنها من جهة، ولكي تضمن عمليات النهب الغربية للوطن العربي خصوصا نفطه وغازه وبقية الثروات، إضافة للسيطرة على موقعه الجغرافي الخطير في الصراعات العالمية، من جهة ثانية. ما هي الصلة بين الكيانين الوظيفيين إسرائيل وإيران طوال أكثر من 70 عاما؟ يمكن بوضوح ملاحظة أن انهما يعملان مثل المطرقة والسندان الموضوع بينهما الوطن العربي، فتلك تضرب والاخرى تسند الضربة كي توجع العرب وتغير اوضاعهم نحو الاسوأ. ولكن في السبعينيات حدث تطوران مهمان في الدور الوظيفي لكل منهما، الأول كان أثناء حرب أكتوبر في عام 1973 فقد أظهرت الحرب أن إسرائيل كيان بشري هش، فالتكوين النفسي والعقلي للمستعمرين الصهاينة في فلسطين ورغم كل التثقيف الديني المزيف القائل بأن فلسطين كانت أرضهم قبل آلاف السنين، يقوم على قاعدة هشة، وكان الدليل تحقيق إنجاز عسكري كبير في حرب أكتوبر بعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف الشديد التحصين، وانتبهت القيادات الغربية إلى هذه الثغرة في إسرائيل حيث أنها أمام حرب تحريك مسيطر عليها ورغم ذلك لم تستطع منع الجيش المصري من عبور القناة، وأخطر ما كشفته هو سهولة انهيار المعنويات الاسرائيلية، والذي جعل غولدا مائير رئيسة وزراء العدو الصهيوني تحرك الرادع النووي! لذلك كان يجب على الغرب التفكير بالنتائج الستراتيجية لهذه الثغرة البنيوية. وكانت هناك حقيقة بارزة اخرى هي عجز اسرائيل عن اختراق الأقطار العربية شعبيا وليس حكوميا فقط، أي أنها فشلت في إقناع العرب بالتكيف مع وجود أسرائيل وقبولها كجسم طبيعي في المنطقة، والسبب في هذا العجز هو أن سكان إسرائيل أغراب، أو وجوده عوائق دينية تمنع التوافق بين العرب واليهود لأن اليهود يعتبرون أنفسهم (شعب الله المختار) وأن بقية الشعوب عبارة عن حيوانات تحمل ملامح البشر ولكنهم ليسوا بشرا وبالتالي يمكن لليهود استعبادهم وقتلهم واغتصاب أموالهم ونسائهم وأطفالهم، وثقافة (الجوييم) هذه كررها وزير الحرب الحالي يوأف جالأنت ووزراء آخرين منهم بن غفير، كانت الجدار العازل نفسيا بين العرب واليهود. لذلك فشلت إسرائيل والغرب معها في تحقيق اختراقات شعبية رغم تحقيق اختراقات حكومية وبقي الشعب العربي حتى هذه اللحظة وبعد مرور أكثر من 45 عاما على التطبيع مع مصر يحمل حصانة ثابتة ضد إسرائيل. وهذه مشكلة خطيرة في بنية إسرائيل تعرقل تحقيق المخطط الصهيوني والغربي وهو السيطرة على الوطن العربي. أما التطور الثاني الذي وقع في نهاية السبعينات فهو تنفيذ خطة زبيغنيو بريجنسكي، مستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد إدارة جيمي كارتر، القائمة على استخدام الدين والطائفة كأداة أيديولوجية لمحاربة الشيوعية وحركات التحرر، وقد أقر بريجنسكي في كتابه (بين عصرين) بأن الأيديولوجيا البرجوازية هزمت شر هزيمة أمام الماركسية اللينينية وحركات التحرر في العالم الثالث، لذلك يجب إيجاد بديل أيديولوجي قادر على إلحاق الهزيمة بالشيوعية وحركات التحرر، وليس أقدر على تحقيق هذه المهمة من الأصوليات الدينية، طبقا لبريجنسكي، التي إن حركت من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا ستستطيع أن تلحق الهزيمة الأيديولوجية والنفسية بالشيوعيين وحركات التحرر، واستنادا إلى هذه النظرية أقدمت الولايات المتحدة على وضع خطة لإسقاط نظام الشاه في إيران بعد عجزه عن اختراق الشعب العربي، لان نظامه قام على الهوية القومية الفارسية وهي هوية مرفوضة من العرب مثل رفضهم للصهيونية، وتنصيب الاصولية الاسلاموية الشيعية حاكمة لإيران بدل الشاه، وشهد عام 1979 إسقاط الشاه وتنصيب خميني حاكما مطلقا لإيران وقامت بذلك المخابرات الامريكية لانه يمثل تلك الاصولية، وبنفس الوقت دعمت الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان (الأصولية الإسلاموية السنية) لتكون قوة دافعة لتفكيك الاتحاد السوفيتي، فكانت ولادة القاعدة وطالبان هي الخيار الأمريكي. وهكذا انبثقت أصوليتان إسلامويتان متناقضتان طائفيا ولكنهما تعملان على تغيير الواقع الإقليمي، وهو ما أدى إلى حصول أخطر انقلاب في القرن ال 20 وهو انهيار الاتحاد السوفيتي وإزاحة الصراع الذي كان يحكم العالم منذ الحرب العالمية الثانية وهو الصراع بين الشيوعية والرأسمالية، وأحل محله الصراع بين الأديان والطوائف والحضارات، وكان ذلك إنجازا لصالح الولايات المتحدة الأمريكية ادى في النهاية إلى تفكك الاتحاد السوفيتي وإلى تفجير صراعات طائفية في الوطن العربي تقودها إيران. وعندما يقارن أي مراقب بين التأثير الإسرائيلي على التركيبات السكانية في الوطن العربي والتأثيرات الإيرانية عليها يكتشف فورا وبلا أي صعوبة بأن اسرائيل فشلت فشلا ذريعا في التطبيع الشعبي مع العرب، وهو الذي وصفه جيمي كارتر عند توقيع اتفاقيتي كامب ديفيد بانه اهم من التطبيع الرسمي، وعلى النقيض من الفشل الاسرائيلي فان إيران هي التي حققت الاختراقات الجوهرية الشعبية الخطيرة في الوطن العربي اعتمادا على ادواتها في العراق والتي سلمتها امريكا الحكم! فنشرت الصراعات الطائفية والعرقية المميتة، وشجعت امريكا نغول ايران على تدمير العراق تدميرا شاملا، ومن العراق وبقوته المضافة لها اتجهت لغزو بقية الاقطار العربية ونشر الفتن الطائفية والعرقية فيها، وهكذا فإن الذي فاز بالدور الوظيفي الأول إقليميا هو إيران وليس إسرائيل. الأمر الذي تترتب عليه ضرورة لا بد منها فالرأسمالية ليست جمعية خيرية وإسرائيل حينما أنشئت كانت وظيفتها فرض السيطرة على الوطن العربي واختراقه لضمان مصالح الشركات الغربية فيه ومنع العرب من التوحد وتحقيق التقدم وهو ما فشلت فيه إسرائيل الى حد كبير، بينما نجحت فيه إيران نجاحا باهرا نشاهده الآن، وكل شركة تخسر تتخلص من ادارتها الفاشلة والغرب تحكمه الشركات، فهل يبقى الغرب يفضل إسرائيل على إيران؟ إن النجاح الوظيفي الإيراني الإقليمي رفع من قيمة إيران في الستراتيجية الغربية وقلل من دور إسرائيل فيها، فـأسرائيل تملك القدرة على الردع بالقوة العسكرية والتفوق التكنولوجي لكنها عاجزة في الحسم بالعنصر البشري، وهو ما اثبتته بصورة حاسمة ونهائية عملية طوفان الاقصى، والقوة العسكرية والتكنولوجية مهمة جدا ولكن امساك الارض وهو الهدف الجوهري للحرب وهي مهمة البشر الجنود وليس الطائرات او الصواريخ، وامامنا غزة البطلة صامدة منذ عام رغم الكوارث التي حلت بها، بينما إيران تملك التفوق البشري على التفوق في السلاح، وهو الاهم في الصراعات الكبرى، فالبشر الذين نجحت إيران في السيطرة عليهم وتوجيههم داخل الأقطار العربية بتأثيرات الطائفية والاصول غير العربية والدعم الغربي والصهيوني لها، هؤلاء البشر هم السلاح النووي الحقيقي لها، والخراب الذي حل بالوطن العربي لم تستطع إسرائيل ولا بريطانيا او فرنسا ولا امريكا تحقيق جزء منه طوال عقود من الصراعات. وبرزت في هذا المشهد حقيقة هي الارسخ ولا يمكن تجاهلها وهي أن الدين والطائفة حينما يزج بهما في السياسة تكون النتيجة هي شرذمة الشعب وتمزيقه إربا إربا، بينما ثبت أن الرابطة الوطنية تضمن وحدة الشعب بكافة طوائفه وأديانه ومكوناته وترفض التمييز والتجزئة على أساس الدين أو الطائفة أو العرق، وهذه الحقيقة الميدانية هي التي جعلت الغرب والصهيونية معا يعتمدان على الأصوليات الدينية الإسلاموية الشيعية والإسلاموية السنية في تمزيق الوطن العربي وإسقاط دوله واحدة بعد الأخرى ودفعها نحو الخراب الشامل، بينما كانت الوطنية والروابط القومية هي التي تبقي الوحدة بين أبناء الشعب العربي وتقاوم الإسلاموية التفكيكية بضراوة. وهنا نجد التفسير المنطقي والواقعي لسبب عدم إقدام الغرب على اجتثاث الكيانات الإسلاموية الشيعية والسنية في كل مكان بما فيها إيران رغم كل ما ظهر منها من مواقف تبدو ظاهريا معادية للغرب وللصهيونية ولكنها في الواقع وكما أثبتت الأحداث كانت جزءا من مخطط تأهيل تلك الحركات الإسلاموية لأجل أن تسيطر على الوطن العربي وتقضي على الرابطة الوطنية والقومية فيه لأن ذلك سيكون تمهيدا لتفتيت كل الأقطار العربية وجعلها أسيرة كيانات قزمة ومقزمة تخضع لهذا الطرف الدولي أو هذا الطرف الإقليمي، وهذا مافعله علنا الرئيس الامريكي باراك اوباما. إذن نحن أمام مشهد ميداني واضح التقاسيم والملامح فإسرائيل تبدو ستراتيجيا عاجزة حتى عن حماية نفسها وعملية طوفان الأقصى جاءت لتؤكد هذه الحقيقة بصورة حاسمة وثبت ان قوة اسرائيل مستمدة من خنوع الانظمة العربية، فحماس وهي منظمة صغيرة عدديا وليست دولة وأسلحتها بدائية لكنها استمرت عام كامل في القتال ببسالة ضد إسرائيل وحطمت اساطير التفوق الاسرائيلي الى الابد، وهي التي نجحت في تأكيد حقيقة قديمة اثبتها المقاومة الفلسطينية منذ سبعينات القرن الماضي وهي أن الجندي الإسرائيلي لا يستطيع الصمود والقتال وغير مستعد لأي تضحية بنفسه من أجل دولة جاء إليها وهو يحمل ذكريات وطنه الأصلي في الخارج. فهل أثبات طوفان الاقصى ان اسرائيل عبء ستراتيجي على الغرب ومشروع رأسمالي فاشل يسمح باستمرار اعتبارها معتمدها الاهم؟ ام ان الغرب سوف يعد إيران هي الذخيرة الستراتيجية الاساسية الاقليمية بعد ان نجحت في تحقيق أخطر وأهم أهداف الغرب والصهيونية معا وهو تفتيت الأقطار العربية؟ في هذا المفصل الحاسم من التحليل نرى انفسنا امام حقيقة خطيرة لابد من حسابها بدقة وهي ان الصراع الإيراني الإسرائيلي يستبطن هدفا مخفيا من الطرفين ولكنه واضح المعالم لمن يفكر ستراتيجيا ويدرس تاريخ أداء كل من إسرائيل وإيران الوظيفي إقليميا، فالغرب لا يقدم الدعم المفتوح لإسرائيل طوال أكثر من 70 عاما لكي تحمي مصالحه وفي النهاية تفشل في ذلك، بينما إيران تنجح في تحقيق تلك الوظيفة التي فشلت فيها إسرائيل بجزء بسيط من الدعم الغربي لاسرائيل، وهذه الحقيقة هي التي دفعت جورج شولتز وزير خارجية أمريكا في عهد رونالد ريغان في الثمانينات لتحذير اسرائيل من حلم تواصل حمايتها ودعمها الى مالا نهاية، حيث قال في الثمانينيات إن على إسرائيل أن تخطط منذ الآن لحالة لن نستطيع فيها الاستمرار في تمويلها وحمايتها وعليها أن تمول نفسها وتحميها! وبعد مرور أكثر من 40 عاما على تحذير شولتز يكتشف العالم بما فيهم أمريكا قبل غيرها أن إسرائيل عبئ وعالة ستراتيجية عليها وليست ذخيرة ستراتيجية كما افترض أن تكون، بينما أثبت الواقع والميدان ان إيران ذخيرة ستراتيجية رخيصة التكاليف بالنسبة للغرب لأنها تعمل إلى جانب خدمة المخطط الغربي على تحقيق مطامعها الاقليمية. ودون أدنى شك فإن حكام إسرائيل ومثقفيها وخبرائها يدركون بوضوح بأن المستقبل ليس لاسرائيل لقناعتهم بأن من يدعمهم في الغرب كان يتوقع منهم تقديم الخدمات المقابلة له والتي لم تقدم بل زادت تكاليف حماية الغرب لإسرائيل بصورة لم يسبق لها مثيل بحيث أن مخازن الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا وفرنسا تكاد أن تفرغ من كثرة ما يرسل إلى إسرائيل يوميا في جسور جوية لإدامة وقوفها أمام حماس فقط، بينما إيران تصنع سلاحها وتقدم رجالا من الأقطار العربية جندتهم لخدمة المخططات الغربية والصهيونية والإيرانية معا. هنا نشخص بدقة تامة أن المحرك الأقوى في الصراع الحالي بين إسرائيل وإيران هو الدور الوظيفي لكل منهما فإسرائيل تدرك بأنها ما لم تستعيد القدرة على الردع، كما قال حرفيا نتنياهو، فلن تكون ضامنة للدعم الغربي الحالي لها وسيتراجع إلى أن يضمر، خصوصا مع حدوث الانقلاب الشامل ضد إسرائيل في أمريكا والغرب عموما والعالم بينما سوف يزداد الميل الرأسمالي للاعتماد على أداة تحقق لها أكثر من الأهداف المطلوبة ومجانا وهي إيران، نتنياهو والنخبة الإسرائيلية وضع إعادة الردع المفقود فوق كل الاهداف الجوهرية وشن الحرب على إيران يستبطن ليس فقط القضاء على المشروع النووي وإنما الأهم من ذلك القضاء على البديل المعد لاسرائيل، وهو أن تكون إيران هي الشرطي الرئيسي في المنطقة وتنحدر قيمة إسرائيل إلى أن تتفكك وتزول من الوجود، فهذا الصراع هو صراع بين جنديين على على الجائزة الكبرى وهي تتويجه شرطيا معتمدا في الإقليم كله. تلك هي اللوحة البانورامية التي علينا أن نزيل التراب عنها لتظهر واضحة لنا، وبدون رؤية هذه اللوحة سيكون مستحيلا علينا فهم ما يجري وبالتالي سوف يكون من العبث تحديد الموقف الصحيح تجاه ما يجري ورسم اهداف نضالنا القومي، معرفة ما يجري هي الخطوة الاولى في انقاذ امتنا العربية. الخلاصة: نحن نشهد صراعا بين مفهومين: مفهوم وجود اسرائيليتين شرقية وغربية مكملتان لبعضهما، وهو الموقف الامريكي المعتمد منذ عهد الشاه وحتى الان، ومفهوم اسرائيل التوارتية والتي تحصل على دعم المسيحية الصهيونية والغرب، وتبقى هي ذخيرتهما الاساسية كما هي الان،بينما تبقى ايران داعمة ثانوية، وهذا ما يقاتل بشراسة نتنياهو من اجله. Almukhtar44@gmail.com 5-10-2024 |
شبكة البصرة |
السبت 2 ربيع الثاني 1446 / 5 تشرين الاول 2024 |
يرجى الاشارة الى
شبكة البصرة
عند اعادة النشر او الاقتباس |