بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ |
فضيحة حقيقية لإدارة بايدن في تسريب معلومات حسّاسة جدًا إلى طهران لماذا أصرّ "الديمقراطيون" على إبقاء جاسوسة إيرانية في قلب "البنتاغون"؟!؛ |
شبكة البصرة |
مصطفى كامل |
بينما تشير أصابع الاتهام الآن إلى موظفة أميركية من أصل إيراني تدعى أريان طباطبائي تعمل رئيسة مكتب نائب وزير الدفاع الأميركي للعمليات الخاصة بشأن تسريب معلومات الهجوم (الإسرائيلي) المتوقع ضد إيران، اتّضح أن جهاتٍ أميركيةٍ عديدةٍ من بينها عددٌ من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين قدّموا على مدى سنواتٍ معلوماتٍ خطيرة جدًا حول ارتباطات أريان طباطبائي بالنظام الإيراني وكونها تعمل ضمن جهودٍ حثيثة ومنسّقة لتلميع صورة ذلك النظام. وأعرب المسؤولون الأميركيون المعنيون عن مخاوفهم من المخاطر التي يمكن أن تلحق بالأمن القومي الأميركي جرّاء إبقاء هذه الموظفة، وآخرين، في مناصبهم الحساسة في وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين على نحوٍ خاص. وتكشف المعلومات المتوفرة أن إدارة الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن أصرّت بشكلٍ غريبٍ جدًا على الإبقاء على هذه الجاسوسة تعمل في واحدٍ من أخطر مناصب وزارة الدفاع "البنتاغون" رغم التحذيرات المعزّزة بالأدلة.
السيناتور ويكر ففي العام الماضي طالب السيناتور روجر ويكر، وهو نائب جمهوري من ولاية ميسيسيبي الأميركية عبر رسالة (ننشرها في أدناه) وجّهها، وثلاثة أعضاء آخرين في مجلس النواب إلى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بالتحقيق في كيفية منح الموظفة إيرانية الأصل أريان طباطبائي تصريحًا أمنيًا عالي المستوى كونها تشغل منصب رئيس مكتب نائب وزير الدفاع للعمليات الخاصة، وهو منصب حسّاس جدًا يتيح لها الإطلاع على مستوى متقدمٍ للغاية وخاصٍ من المعلومات عالية السرية، وبما يهدّد الأمن القومي الأميركي ويعرّض أمن مواطني الولايات المتحدة للخطر. وفي رسالته شرح السيناتور العلاقات التي تربط الموظفة أريان طباطبائي بوزارة الخارجية الإيرانية ومسؤولين بارزين فيها؛ ذاكرًا في مقدمة هؤلاء وزير الخارجية محمد جواد ظريف والمتحدث الرسمي سعيد خطيب زادة، وآخرين. وأوضح أن أريان طباطبائي كانت أحد الأفراد الذين خدموا النظام الإيراني بوصفها جزءًا من عملية إعلامية لوزارة الخارجية الإيرانية تهدف إلى "تطمين العالم بشأن سياسات نظام طهران بشكلٍ عام وبرنامجها النووي بالذات". ونبّه السيناتور ويكر وزير الدفاع أوستن إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لضمان عدم تعرض وزارته للخطر. كثيرًا ما أعرب مسؤولون أميركيون عن مخاوفهم من المخاطر التي يمكن أن تلحق بالأمن القومي الأميركي جرّاء إبقاء عدد من الموظفين من أصولٍ إيرانية في مناصب حساسة في وزارتي الدفاع والخارجية على نحوٍ خاص. وتحدث ويكر في رسالته عن معلومات تفيد بأن أريان طباطبائي كانت منذ العام 2014 جزءًا من مبادرة الخبراء الإيرانيين التي أنشأها كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الإيرانية لتعزيز صورة طهران ومواقفها بشأن قضايا الأمن العالمي وخاصة برنامجها النووي، حيث انضمّت إلى تلك المبادرة بعد لقائها في براغ دبلوماسيًا إيرانيًا يعمل في ألمانيا! وكشف عن أن أريان طباطبائي راجعت وزارة الخارجية الإيرانية في مناسبتين على الأقل قبل حضورها فعاليات سياسية وطلبت رأي الساسة الإيرانيين في مشاركتها في تلك الفعاليات السياسية، وأوضح أنه في إحدى المرات قام رئيس مؤسسة بحثية إيرانية، يعمل كحلقة وصل واضحة بينها وبين وزير الخارجية الإيراني، بإثناء أريان طباطبائي عن المشاركة في مؤتمر في (إسرائيل) عندما طلبت منه إبداء رأيه في مشاركتها بذلك المؤتمر. كما أشار إلى أن أريان طباطبائي ربما سعت إلى الحصول على رأي الحكومة الإيرانية في إحاطة أمام الكونغرس دُعيت لإلقائها في تموز/يوليو 2014. وأسهب السيناتور الأميركي في عرض المخاوف بشأن أريان طباطبائي وقال إنها ليست جديدة، مشيرًا إلى أنه في آذار/مارس 2021، بعد وقت قصير من تعيين أريان طباطبائي مستشارة أولى في مكتب وكيل وزارة الخارجية لشؤون ضبط الأسلحة والأمن الدولي، لوحظ أن لها تاريخ طويل في ترديد نقاط الحديث التي يتبناها النظام الإيراني. وفي نيسان/أبريل 2021 طلب عدد من أعضاء مجلس النواب مراجعة التصريح الأمني الممنوح لطباطبائي. لكن إدارة بايدن رفضت هذه المعلومات ووصفتها بأنها "افتراءات وقذف" وكأنها فضّلت التستّر على تصرفاتها الخاطئة وحماية من أخطأ على تحقيق الأمن القومي الأميركي!
كما طلب السيناتور ويكر من وزير الدفاع تقديم إجابات على عددٍ من الأسئلة تتعلق بـ: 1- طبيعة عمل أريان طباطبائي في الوزارة. 2- مدى سرية المعلومات التي اطّلعت عليها؟ 3- طبيعة التصريح الأمني الممنوح لها ومدى مطابقته للمعايير اللازمة؟ 4- ما إذا كانت خضعت لأي فحص لمكافحة التجسس؟ 6- من هي الوكالة الأمنية التي اتخذت قرار منحها تصريحها الأمني أو راجعته لاحقًا؟ 6- ما إذا كانت أريان طباطبائي أبلغت المسؤولين في "البنتاغون" عن اتصالاتها مع عددٍ من كبار مسؤولي وزارة الخارجية الإيرانية أم لا؟ وأسئلة أخرى في ذات الخصوص. ليس هذا فحسب، بل أن صحيفة "واشنطن فري بيكون" The Washington Free Beacon أفادت في أيلول/سبتمبر 2023 عن بدء تحقيق تجريه لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في تعيين الإيرانية أريان طباطبائي في منصب رئيسي في "البنتاغون". وقالت الصحيفة إن 31 عضوًا جمهوريًا في مجلس الشيوخ الأميركي طلبوا من وزير الدفاع إلغاء تصريح أريان طباطبائي الأمني، بعد أن تردّدت معلومات تشير إلى أنها تعمل ضمن شبكة النفوذ الإيراني في الولايات المتحدة. وكشفت الصحيفة الأميركية عن أن تحقيقًا بدأ في مجلسي الكونغرس (النواب والشيوخ) حول كيفية تعيين أريان طباطبائي في إدارة بايدن، بينما كانت لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب بدأت تحقيقاتها في هذا الشأن في وقت سابق. وقال هؤلاء الشيوخ الـ31 في رسالتهم إلى وزير الدفاع الأميركي إنه من غير المفهوم أن تستمر أريان طباطبائي في العمل بمنصبٍ حسّاس في "البنتاغون" رغم الاتهامات بوجودها في قلب العمليات الاستخباراتية للنظام الإيراني. وكشف في وقتٍ سابقٍ من العام الماضي أن ثلاثة من مساعدي روبرت مالي، الممثل الخاص لوزارة الخارجية الأميركية لشؤون إيران في إدارة بايدن، كانت لهم علاقة وثيقة وغير اعتيادية مع النظام الإيراني. إدارة بايدن تقدّم نهج التسوية والمساومات مع نظام طهران على أمن مواطنيها وأمن الولايات المتحدة ككل، بل أنها تصرّ على تعريض أمن الولايات المتحدة للخطر مقابل المضيّ قدمًا في تلك العلاقات مع نظام طهران. واستندت هذه المعلومات وقتها إلى آلافٍ من رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بين الدبلوماسيين الإيرانيين وأعضاء هذه الشبكة. وتضمّ تلك الشبكة، بالإضافة إلى أريان طباطبائي، كلٌّ من علي واعظ ودينا إسفندياري، بوصفهم أعضاء في الشبكة تتولى وزارة الخارجية الإيرانية توجيههم.
اسفندياري وواعظ إن هذه الفضيحة تؤكد أن إدارة بايدن كانت على علم بطبيعة هذه الموظفة وحقيقة ارتباطاتها بالنظام الإيراني، وأنها تعمّدت غض النظر عن تلك العلاقة رغم المخاطر الكبيرة التي يمكن أن تتسبّب بها على أمن الولايات المتحدة المباشر، وعلى علاقات واشنطن مع حلفائها ومع دول العالم بشكلٍ عام، وعلى طبيعة خطط واشنطن العسكرية السرية وخصوصًا العمليات الخاصة التي تنفّذها في العالم، فضلًا عن تعريض أمن وسلامة المواطنين الأميركيين وكبار المسؤولين في الولايات المتحدة وربما يكون من بينهم الرئيس السابق دونالد ترمب الذي تعرض لمحاولتي اغتيال، بينما تؤكد المعلومات الاستخبارية الأميركية أن نظام طهران يسعى جديًا لتجنيد عناصر داخل الولايات المتحدة بهدف اغتياله. وبذلك يتّضح أن إدارة بايدن تقدّم نهج التسوية والمساومات مع نظام طهران على أمن مواطنيها وأمن الولايات المتحدة ككل، بل أنها تصرّ على تعريض أمن الولايات المتحدة للخطر مقابل المضيّ قدمًا في تلك العلاقات مع نظام طهران، وذلك من خلال إبقائها على هذه الموظفة، وربما غيرها أيضًا التي تشير كل الشواهد إلى كونها عنصرًا مخابراتيًا زرعته الأجهزة الاستخبارية الإيرانية في واحدٍ من أهم مناصب وزارة الدفاع الأميركية وأكثرها قدرة على الإطلاع على مستوى متقدمٍ جدًا وخاصٍ من المعلومات عالية السرية وبالذات تلك المتصلة بالعمليات العسكرية الخاصة حول العالم. وجهات نظر |
شبكة البصرة |
الاربعاء 20 ربيع الثاني 1446 / 23 تشرين الاول 2024 |
يرجى الاشارة الى
شبكة البصرة
عند اعادة النشر او الاقتباس |