بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ |
بعد ان اكتملت الصورة - 3 |
شبكة البصرة |
صلاح المختار |
اصالة التوأمة الاسرائيلية الايرانية الهدف المشترك المنظور بين امريكا والاسرائيليتين الغربية والشرقية هو أن تكون إسرائيل الشرقية،وليس العرب، الطرف الذي يمثل فلسطين في صفقة القرن، والغرب والصهيونية تريدان ذلك لان موقف اسرائيل الشرقية من فلسطين ملحق بمصالحها الستراتيجية وليس من بين المحركات الاساسية لها،فبقدر ما يخدم دعم القضية الفلسطينية الستراتيجية الايرانية يكون الدعم للقضية، وبما ان هذه الستراتيجية قائمة على اعادة بناء (الامبراطورية) الفارسية الاستعمارية التي هدمها العرب فهي ستراتيجية معادية لكل العرب، ويعبر عن العداء للعرب بصيغة ذكية وهي سلب اهم قضاياهم حتى غزو العراق وهي القضية الفلسطينية، والتنكيل بالعرب باسمها انتقام تاريخي! وهكذا يتحدد دور فلسطين في انها اداة مساومة. واستنادا لما سبق فحالما يتحول الدعم للقضية الفلسطينية الى تهديد مباشر للمصالح الايرانية تتخلى اسرائيل الشرقية عن فلسطين وتعرضها في سوق المساومات وتظهر ما كانت تخفيه وهي ان فلسطين ليست من بين القضايا التي تخوض حرب مباشرة من اجلها، وهو ما اعترف به خامنئي رسميا، وعلى النقيض من ذلك فان علاقة فلسطين بالامة العربية علاقة هوية قومية وهي بالطبيعة صلة عضوية تجعلها جزء من قلب الامة وعنصر اساس في ديمومتها وحيوتها، وليست ملحقا ستراتيجيا مؤقتا. العروبة تربط شعب واحد وليس ثمة مجال للعربي الحقيقي ان يتاجر او يساوم على القضية الفلسطينية لانه يعرف ان ما سيترتب على التخلي عن فلسطين حتما هو البدء بتدمير قطره، مادامت كل الاقطار العربية هدفا رسميا للتقسيم في المخططات الغربية والصهيونية وابرز ادلته هو اقرار الكونغرس الامريكي(عام 1982) لخطة برنارد لويس لتقسيم الاقطار العربية، وتنفيذها بدقة خصوصا منذ غزو العراق.والرد القومي الصحيح هو أبقاء الصراع دفاعا عن فلسطين في اعلى ذراه بمشاركة عربية جدية وفاعلة في القتال في فلسطين لانه العامل الاساس في منع الانتقال لتقسيم اقطار عربية اخرى بعد الانتهاء من اكمال صهينة فلسطين. بهذا المعنى فان فالصلة العضوية التي تربط فلسطين بأمتها العربية تعد الضمانة الاساسية لمنع تحولها الى اداة مساومة وعقد صفقات.وهنا نرى الذكاء الشيطاني للتقية الفارسية حيث أن كل الادعاءات بالدفاع عن فلسطين طوال اربعة عقود،وعن دعم حماس وغيرها كان من أجل إكمال الخطوة الحاسمة والأخيرة في الصراع العربي الصهيوني، والتي نراها في الذي وصلت إليه معركة طوفان الأقصى، فماذا نرى الآن؟ أ-أبرز ما نراه هو أن إسرائيل الشرقية بعد ان حققت هدفها الرئيس من التستر بالقضية الفلسطينية، وهو الاستحواذ على قضية فلسطين،وبالتالي يصبح الفرس-وليس العرب- هم من يحددون مسار الصراع المصيري، وتتعزز القبضة الفارسية على مقود الصراع الاعظم حينما تصبح الانظمة العربية ما بين خانع ذليل ومتصهين لئيم، وهو ما نراه بوضوح، ان الهدف المركزي للتقية قد تحقق ومن ثمة لم تعد هناك حاجة لمواصلة المزايدات الايرانية على فلسطين ولا على العداء لامريكا واسرائيل الغربية فقد حلت لحظة تقاسم الغنائم بين هذه الاطراف الثلاثة، وسنرى الهدف الحقيقي الذي اخفته التقية طوال اكثر من اربعة عقود من الصراع المصيري! أيران في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة تعلن، ورسميا هذه المرة،انها فعلا اسرائيل الشرقية التوأم الطبيعي لاسرائيل الغربية، عندما يقول قادتها، على عكس ما كانوا يكررونه طوال اكثر من 4 عقود، وعلى رأسهم خامنئي بأن ايران لن تخوض الحرب من أجل أي طرف آخر! تلك كانت الضربة الاكبر التي كشفت زيف الادعاء بالتمسك بقضية فلسطين، والتي رفعت البراقع نرى الوجه البشع لاسرائيل الشرقية، والذي نرى فيه ملامح البرامكة الذين اغرقوا نخب عربية في العصر العباسي بكرم غريب على الفرس فاشتروا الضمائر والتف حولهم شعراء وساسة ومفكرون عرب وجدوا نساء فارس في بيوتهم واموال فارس تملأ جيوبهم، تماما مثلما نرى ألان شعراء وكتاب يرتدون زي دعم المقاومة الفلسطينية يمجدون قادة الفرس! لقد شهد العصر العباسي انفصال نغول الفرس عن امتهم وصاروا طابورا خامسا يمجد للفرس ويحقر العرب، فنهض الجاحظ ليمزقهم وتبعه مثقفوا العرب في هجوم مضاد، ثم تقدم سيف هارون الرشيد لقطع رؤوس وصلت بيت الخليفة لاجتثاث البرامكة. وخطورة هذه الاعترافات المتتالية بان بلدهم لن يخوض الحرب من اجل فلسطين تكشف عن دلالاتها عندما نرى توقيتها، فما قاله خامنئي كان يقال نقيضه قبل وبعد طوفان الاقصى مباشرة، وكانت المزايدات على فلسطين لها ارضية ولكنها بلا سقف يحدها، اما الان وقد دخلت طوفان الاقصى مرحلة الحسم وكسر العظم فنرى الوجه البشع لاسرائيل الشرقية: فبدلا من الوفاء بالوعد لحماس بالمشاركة في الحرب والتقيد بالشعارات نرى طهران تتخلى عن حماس والجهاد الاسلامي وكل فلسطين وتنخرط في مفاوضات الصفقة الاكبر التي عمل خميني وخامنئي على التوصل اليها مع امريكا وبريطانيا واسرائيل الغربية! كان الفلسطيني في غزة ينتظر المدد الاكبر من طهران وهو يرى كل ما فوق السطح يساوى بالارض وكل روح فلسطينية تتنفس تخنق تحت أطنان العمارات والبيوت المهدمة، ومثلما فعل قاسم سليماني في الموصل قبل غزة حيث انه بمدفعيته وبالطيران الامريكي هدم ثلثي الموصل ودفن الالاف تحت الانقاض ومازال الكثير منهم بعد عشرة اعوام تحت الانقاض، فان سيد قاسم سليماني، وهو خامنئي، ترك امريكا تدفن الاف الفلسطينيين تحت الانقاض بواسطة نتنياهو وهو - اي خامنئي- يغرد:لن ندخل الحرب! خراب غزة والحجم الصادم لعدد شهداءها وجرحاها وفاقدي بيوتهم كان يفرض ان تنخرط اسرائيل الشرقية في الحرب كما وعدت حماس لكي تضع حدا بقوتها العسكرية التي استخدمتها ضد العراق وسورية واليمن ولبنان وغيره بلا حدود، لكنها ابت الا ان تعقد الصفقة التي نضجت مع الشيطانين الاكبر والاصغر! الأوامر الإيرانية الصارمة والثابتة،هي نسخة من الاوامر الاسرائيلية والامريكية:لا توسعوا نطاق الحرب ولا تسمحوا بانفلاتها! وهكذا وقعت حماس وبقية الفصائل في فخ إيراني منصوب ومتفق عليه على الأقل مع الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل أن تحقق طهران أهدافها الاستراتيجية كلها نتيجة غدرها بفلسطين. ولم يكتفي الجانب الإيراني بما سبق بل إن أصرار إسرائيل الغربية على تصفية قادة من حزب الله مثل فؤاد شكر وتصفية المرحوم إسماعيل هنية في طهران لم يحركها لتقوم بالرد رغم أنها أعلنت فورا انها سترد على إسرائيل الغربية ردا مدمرا! ولكن الآن وبعد مضي أكثر من 40 يوما على التهديدات الإيرانية بالرد لم ترد وجاء رد حزب الله هزيلا لم يقتل الا الدجاج في مزرعة اسرائيلية! وافتخر حسن نصر الله في خطابه بعد الهجوم أنه تعمد عدم قتل المدنيين في إسرائيل، لكنه لم يرحم الدجاج المسكين! ب- ما الذي دفع طهران لانهاء ممارسة التقية؟ انها الصفقة الكبرى بين طهران وواشنطن وتل أبيب، التي بدأت تقترب وصورتها تتضح أكثر حينما اشترط خامنئي ونظامه بأن إيران لن ترد على إغتيال هنية إذا وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار، وكل هذه التنازلات كانت محسوبة بدقة وجزء من الصفقة الأمريكية الإسرائيلية الإيرانية، فقد وصلت طهران إلى مرحلة لم تعد فيها تحتاج إلى الغطاء الفلسطيني بعد أن حققت الأهداف المرجوة منه وهي إكمال غزو وتدمير أربعة أقطار عربية وزرع الفتن والكوارث في أقطار أخرى، فحققت بذلك مكاسب ستراتيجية غير مسبوقة تحت الغطاء الفلسطيني، ابرزها القدرة على التفاوض وقضية فلسطين في جعبة المفاوض الايراني بها يضغط وبأسمها يدعو للحل الاقليمي النهائي! وهذا يفسر بدقة لم رفضت طهران تنفيذ وعدها لحماس عندما حلت اللحظة التي يمكن فيها تحرير فلسطين، بعد عملية طوفان الاقصى التي وضعت اسرائيل على حافة الانهيار،وهنا جاء دور المساومة الايرانية فبدلا من دعم حماس وخوض الحرب غدرت بها بعد ان وافقت امريكا على دفع مكافئة لطهران أثر اجتماع سري امريكي ايراني عقد في طهران! فتراجعت عن تنفيذ وعودها لحماس، وتقول المعلومات أن إيران سوف تقبض من أمريكا 400 مليار دولار، وأن المفاوضات النووية ستستأنف وستوقع اتفاقية نووية تجعل المشروع النووي الإيراني رسميا، والأهم من ذلك أن الاتفاق الأمريكي الإيراني الإسرائيلي قد تم على إطلاق يد إيران أكثر من السابق في الوطن العربي وتكريس ما حققته من احتلالات للعراق وسوريا واليمن ولبنان وتوغل في أقطار أخرى ودعم هذا الاحتلال، فهل دعم فلسطين اهم من تحقيق الهدف الاعظم لنظام الملالي؟ ج-ويصل الصلف الفارسي ذروته عندما ينزع خامنئي عمامته ويصرخ بكلام تجنب قوله اكثر من اربعة عقود وهو ان الصراع الحالي هو بين الجبهة الحسينية والجبهة اليزيدية! وهكذا وبجرة لسان محيت ستراتيجية الشيطان الاكبر والشيطان الاصغر وتحرير القدس، وأدعاء تجنب الفتن الطائفية وتحقيق التقارب بين الشيعة والسنة! اما الان فان خامنئي وليس غيره يجاهر بان الصراع هو صراع سني شيعي! كم خدع من العرب بالشعارات الايرانية الزائفة رغم اننا وملايين العرب ومنذ عام 1980 كنا نكشف اللعبة الايرانية التقليدية بتفاصيلها التي يقر بها خامنئي الان، ونحذر منها؟ الحقيقة الثابتة المخفية طوال 4 عقود أخذت تتكشف: أن الهدف المركزي لإيران في الوقت الحاضر هو تحقيق مصالحها القومية على حساب فلسطين والغدر بحماس وغيرها من المنظمات التي صدقت اسرائيل الشرقية، وكل المؤشرات الميدانية تؤكد ذلك. يتبع almukhtar44@gmail.com 8-9-2024 |
شبكة البصرة |
الاثنين 6 ربيع الاول 1446 / 9 أيلول 2024 |
يرجى الاشارة الى
شبكة البصرة
عند اعادة النشر او الاقتباس |