بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ |
حزب البعث العربي الاشتراكي امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة قيادة قطر العراق المنتخبة وحدة حرية أشتراكية |
|
شبكة البصرة |
جريدة البعث العدد 85 في 7 أيلول 2024 جريدة أسبوعية تصدر عن حزب البعث العربي الاشتراكي |
الفهرس الافتتاحية: الكشف الكامل عن الوجه البشع لإيران
مقالات 1- حرب في الضفة أيضا! دكتورة سنية الحسيني 2- المؤتمرات الصحفية لنتنياهو ورسائلها- الرفيق أبو هنيدة القدس المحتلة 3- خبر وتعليق- الرفيق أبو علي القدس المحتلة 4- كلب الفرس في سورية- نصري حسين كساب 5- الصومال تستنجد بالعرب فتلبي تركيا! محمد خليفة 6- دم الحسين (كنز لا يفنى) - رشيد الخيون 7- ماذا لو قلبنا الصورة؟ دكتور عادل الجبوري 8- كيف يحاول نتنياهو إنقاذ نفسه؟ توماس فريدمان 9- قضية الباقين - أدهم الشرقاوي 10- بعد أن اكتملت الصورة 1 صلاح المختار 11- بعد أن اكتملت الصورة 2 صلاح المختار 12- لطف غنطوس من رجال الرعيل الأول- هشام عودة
تقارير 1- معهد واشنطن ينشر أسماء المتورطين والضحايا في قضية التنصت في بغداد 2- انهيار العملية السياسية في العراق 3- قرار بريطانيا تعليق صادرات بعض الأسلحة لإسرائيل 4- كذاب يا حسن: أمريكا تحدد الخطوط الحمر لحزب الله 5- رئيس الوزراء الأسبق في الأردن آخر المحذرين من تجاهل المقاومة الفلسطينية 6- رسالة الكونجرس الأمريكي للرئيس بايدن حول تهريب النفط الإيراني بواسطة العراق 7- حادثة خطيرة في تركيا 8- الصراع على مقادير النهب في العراق 9- بيان رجال الدين حول تصريحات خامنئي عن الصراع بين جبهة الحسين وجبهة يزيد 10- هل لجم حشد القوة الأمريكية إيران عن الرد على اغتيال هنية؟ حكاية الكاركتير والصور 1- روتشيلد يهين الملك تشارلز ملك بريطانيا 2- أطفالنا وأطفال القتل المستعمرين كاريكتير للفنان عادل ناجي
الافتتاحية: الكشف الكامل عن الوجه البشع لإيران! رغم وجود عدة مؤشرات حاسمة أكدت مرة أخرى بأن نظام الملالي في إيران يستخدم القضية الفلسطينية لخدمة مخططه الاستعماري في الوطن العربي، فإن ما قاله ما يسمى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي مؤخرا يحسم الأمور، والذي لا يرى تغيير الموقف الرسمي الايراني في تصريحاته الأخيرة أما أعمى العقل أو ميت الضمير أو كلاهما، فالرجل كان صريحا أشد الصراحة حينما تخلى عن كل الطروحات الإيرانية الرسمية التي عدت موجها ثابتا للسياسات الإيرانية منذ استلم خميني للحكم وحتى الآن، وفي مقدمتها تحرير القدس والدفاع عن فلسطين، تخلى عن ذلك وتبنى ستراتيجية أخرى رسميا كانت سرية ومطبقة فعليا، حيث قال بأن الصراع الحالي والذي ملئ التاريخ وسيستمر في المستقبل هو الصراع بين جبهة الحسين وجبهة يزيد، وإن جبهة الحسين يجب أن تنتصر لأن ذلك حق يجب إعادته لأهله، هذه خلاصة لتصريحات علي خامنئي، وهي تنطوي على الدلالات الخطيرة التالية: 1- ان ايران تعيدنا اكثر من الف عام للخلف وتحاول جرنا لحروب عبثية ولكنها قاتلة للعرب لانها تزجهم في صراعات الطوائف والاقليات وهو جوهر المخطط اللغربي الصهيوني المعروف. 2-إن إيران بقيادة خامنئي غير معنية بالقضية الفلسطينية وإنما تستخدمها كلعبة من ألعابها، فما دام الصراع الحقيقي هو بين جبهة الحسين وجبهة يزيد فأين نرى مكان فلسطين من هذا الصراع؟ إنه مغيب تغييبا تاما. 3- إن على من يشارك في الصراع أن يأخذ هذه التصريحات بكل ما تعنيه تطبيقيا فهو يقول لمن يقف مع إيران أو يتعاون معها من غير الإيرانيين خصوصا العرب عليكم أن تتبنوا وجهة نظرنا المذكورة وتتخلوا عن كل الأهداف الأخرى لديكم وأن تحول قواكم لدعم جبهة الحسين ضد جبهة يزيد. 4- إن فصائل المقاومة الفلسطينية ذات الصلة الستراتيجية مع إيران معنية أكثر من غيرها بهذه التصريحات، فهي لا تكتفي فقط بالتخلي عن شعارات إيران الخاصة بفلسطين رسميا وعمليا بل إنها تدعوهم للتكيف مع هذا الإعلان الخطير، وخامنئي ونظامه يعلمان إن الفصائل الفلسطينية المعنية بهذا النداء سنية الطائفة وبالتالي فإنها متهمة بأنها من جبهة يزيد ما لم تغير هويته الطائفية. 5- إن ما قاله خامنئي رسالة واضحة ومباشرة لكل من إسرائيل وأمريكا يقول فيها بأن صراعنا ليس ضدكما وإنما ضد جيش يزيد وجيش يزيد كما يقصده خامنئي هو الدول العربية والشعب العربي عموما، وبالتالي فإن إيران تعلن رسميا وليس عمليا فقط أنها الآن تلتقي مباشرة مع المخطط الإسرائيلي الأمريكي المعروف- مخطط برنارد لويس- القائم على تقسيم الأقطار العربية على أسس طائفية وعنصرية، وليس هناك خدمة أكبر من هذه الخدمة للغرب ولإسرائيل. 6- يصل خطر هذه الدعوة من قبل خامنئي إلى حد التطابق مع دعوة نتنياهو لجعل إسرائيل دولة يهودية خالصة، فخامنئي أيضا يدعو لجعل كل المسلمين من جيش الحسين كما يسميه، أي أن يتخلوا أن قناعتهم الطائفية ويلتحقوا بالتشيع الصفوي. 7- إن رفع شعار محاربة أمريكا وإسرائيل وتحرير القدس والدفاع عن فلسطين طوال أكثر من أربعة عقود كان عبارة عن أكاذيب وخداع وتضليل لأن الستراتيجية الجديدة التي أعلنها خامنئي هي أن الصراع الحالي هو صراع طائفي بين الشيعة والسنة، فما معنى ذلك وما هي دلالاته؟ بالإضافة لما تقدم فإنه يؤكد بأن النظام الإيراني يعتمد على الكذب والخداع والتضليل ويستمر فيه أكثر من أربعة عقود ثم يأتي بعد هذه الفترة ليقول (أن أهدافي و شعاراتي الرسمية المعلنة ليست هي أهدافي الحقيقية وإنما هدفي الحقيقي هو الانتصار في الصراع السني الشيعي)! والذي يكذب مرة مستعد للكذب عشرات المرات، وفي هذا درس لكل العرب شعبا وحكاما. إن انكشاف هذا الوجه البشع للنظام الإيراني يأتي بعد أن حقق النظام الإيراني هدفا مشتركا بينه وبين الغرب وإسرائيل وهو تدمير الأقطار العربية، فها نحن نرى العراق وسوريا واليمن مدمرة،ولبنان في حالة تدمير شبه تام، ومصر يحاول نتنياهو عمدا زجها في آتون صراع لفتح جبهة أخرى معها، لأن الهدف ليس النظام في مصر وإنما مصر الوطن والشعب،وهو هدف ثابت في الاستراتيجية الصهيونية، وما اصطناع أثيوبيا للصراع حول سد النهضة إلا خطوة حرضت عليها أمريكا وإسرائيل لدفع مصر والسودان إلى محرقة الحروب والاستنزاف والانهيار الاقتصادي. ونظرا لتوفر الأدلة المادية الكاسحة التي لا يمكن إنكارها إطلاقا والتي تثبت أن إيران أخطر بكثير من إسرائيل استنادا إلى ما حققته ميدانيا في العراق وسوريا واليمن ولبنان إضافة لنشرها فتنا طائفية قاتلة في المشرق والمغرب العربيين ولذلك لم يعد منطقيا ولا عمليا أن تستمر إيران في رفع شعارات محاربة أمريكا وإسرائيل والدفاع عن فلسطين، وحان وقت الصفقات مع أمريكا وإسرائيل لتقاسم النفوذ والمصالح في المنطقة وعلى حساب الأمة العربية بالدرجة الأولى. فهل هذا التطور يكفي لإيقاظ النيام ولإقناع من أصر عن عناد وليس عن قناعة بأن علاقته بإيران لا تضر بمصالح الأمة العربية؟
المقالات 1-حرب في الضفة أيضاً بأبعاد أخطر - د. سنية الحسيني تأتي أحداث الضفة الغربية الأخيرة ضمن سلسة غير منقطعة من تاريخ ممتد من الاعتداء على حق الفلسطينيين، مثقل بالعنف والقتل والتدمير، قائم على روايات ملفقة ومضللة وخادعة، متحصن بدعم ومساندة غربية بريطانية - أميركية مكشوفة. مع انطلاق أكبر عملية عسكرية يشنها الاحتلال ضد الضفة الغربية منذ العام 2002، بدأت منذ يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، سقط فيها خلال أسبوع واحد فقط 33 شهيد فلسطيني، وتخطى عدد الجرحى والمعتقلين المئات، والعدد مؤهل للزيادة كل لحظة. وتركز هذه العملية المتواصلة بشكل أساسي على شمال الضفة الغربية، ومخيماتها، وتنتهج تدميراً واسعاً للبنى التحتية للمدن والقرى والمخيمات. ويدعي الاحتلال أن المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، مدعومة من إيران وتنوي شن هجمات على أهداف في المستوطنات المقامة على أرض الفلسطينيين، ولم تقدم كعادتها أي دليل على ذلك. وحسب صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية تعتبر سلطات الاحتلال منطقة الضفة الغربية اليوم منطقة قتال والجبهة الثانية الأكثر أهمية بعد قطاع غزة، وتؤكد نقلاً عن مسؤولين عسكرين إنّ العملية مستمرة وليست سوى البداية. وفي تطور متصل استعرض بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الإثنين الماضي وأثناء تصاعد تلك الأحداث خارطة لفلسطين لم تظهر عليها أي من المدن الفسطينية في الضفة، أو أي إشارة للأراضي الفلسطينية، وظللت خارطة فلسطين كلها بلون مختلف عن اللون الذي ظلل به قطاع غزة والذي لون بنفس لون الظلال المستخدم للأردن. هذه ليست المرة الأولى التي يلغى فيها نتنياهو أي أثر فلسطيني من خارطة فلسطين، فقد فعل ذلك أيضاً أمام دول العالم في افتتاح دورة الجميعة العامة السنوية العام الماضي، قبل أيام من أحداث السابع من أكتوبر، لكنها الأولى التي يرتبط فيها القطاع بالأردن، ويفصله عن الضفة. تأتي أهمية تلك الخارطة التي رفعها نتنياهو بعد بدء الهجمات الحالية التي يواصل الاحتلال شنها في الضفة الغربية بتقاطعها مع دعوة وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس لإخلاء الضفة الغربية من أهلها، والتعامل معها كغزة باعتبارها "حربًا كاملة الأركان". وفكرة تهجير الفلسطينين عن وطنهم ليست فكرة بعيدة عن أذهان قادة وحكومات الاحتلال، فإسرائيل كيان قام في الأساس بالعنف، والتدمير، والدم، والتهجير، وطالما كانت الأردن جزء من خطة لتهجير الفلسطينيين. وطرحت فكرة التهجير ليس فقط لتهجير الفلسطينيين من الضفة وغزة، بل لتهجيرهم أيضاً من داخل الخط الأخضر، عندما طرحت كخيار في المفاوضات. بعد حرب عام 1967، وضع إيغال آلون، وزير العمل الإسرائيلي خطة تحمل اسمه تقسم من خلالها الضفة بين إسرائيل والأردن. وفي الثمانيات من القرن الماضي، اعتبر آرييل شارون أن الأردن هو فلسطين، كما اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه إسحق شامير أن وطن الفلسطينيين في الأردن. وأرجأت لجنة الخارجيّة والأمن في الكنيست مناقشة موضوع تحت عنوان الأردن هي فلسطين. وتشير المعطيات الأخيرة إلى زيادة عدد الفلسطينيين الكلي في جميع أنحاء فلسطين مقارنة باليهود، وارتفاع نسبة الزيادة السكانية لدى الفلسطينيين مقارنة باليهود، الأمر الذي سيزيد حجم الفجوة بين أعداد الطرفين لصالح الفلسطينيين، وهو ما يمس مباشرة مستقبل كيان الاحتلال واستمراره من وجهة نظر قادته. قد يفسر ذلك الواقع، والهدف الممتد للاحتلال، إعادة طرح وبروز فكرة التهجير مرة أخرى خلال الحرب الجارية في غزة حالياً على لسان قادة الاحتلال، الأمر الذي يرفع سؤالاً كبيراً حول مدى إمكانية التفكير فيها للضفة الغربية، وهي المنطقة التي يحاول الاحتلال ضمها منذ احتلاله لها في العام 1967، وتصاعد ذلك بشكل جلي بعد اتفاق أوسلو، ووصل لمستوى خطير مع وصول حكومة نتنياهو اليمينية الحالية للسلطة. لا يمكن فصل التطورات الحاصلة اليوم في الضفة عن تصعيد الاحتلال الذي بدأ مع أحداث السابع من أكتوبر العام الماضي. ففي أكبر حصيلة تبلغها الضفة منذ أكثر من عقدين، ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية فقط منذ ذلك الوقت لـ 682 شهيدًا، وأكثر من 6000 جريح، وتخطى عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الـ 10 ألاف، يعانون أصنافاً من العذاب الذي تخطى في وصفه ذلك التي شاع في سجن أبو غريب، اذ بلغ عن حالات لقتل واغتصاب وتعذيب وحشي في صفوفهم. كما لا يمكن عزل ذلك عن تطورات الحرب في غزة، وإصرار نتنياهو على مواصلتها، وعدم استجابته لنداءات الشارع الإسرائيلي، الذي يتصاعد احتجاجه يوماً بعد يوم، مطالباً حكومته بعقد صفقة تبادل ووقف لإطلاق النار في غزة. ويتحصن نتنياهو، الذي لا يريد أن يترك الحكم، بتحالفه اليميني المتطرف، الذي يضمن له استقرار حكومته، والأغلبية في الكنيست. كما يضمن بقاء جبهات الحرب مفتوحة واستمرار التصعيد بقاء الحكومة الحالية على رأس عملها، دون مساءلة أو محاسبة. ويمكن اعتبار توجهات نتنياهو للتعامل مع غزة مؤشراً لطريقة تفكيره تجاه الضفة. ورغم عدم كشفه عن خطة واضحة تجاه غزة، إلا أن تصريحاته المبعثرة تدلل عليها، فأكد على أن القطاع سيكون تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية بعد الحرب، مع تعين حاكم أو مسؤول لغزة، وبقاء القطاع منزوع السلاح، مع مواصلة حرية العمل العسكري فيه، والتحكم والسيطرة على حدود القطاع مع مصر، والسماح بالتدخل الدولي أو الإقليمي الإنساني، الذي يرفع عنه حمل تحمل مسؤولية وتبعات التدمير الذي أحدثه في القطاع أولاً والاحتلال بعد ذلك، مع السماح بإعادة تأهيل القطاع تحت السيطرة الإسرائيلية. ولا يمكن أن نغفل التصريحات التي جاءت في بداية الاعتداء على غزة حول تهجير الفلسطينيين منها، وحملة التدمير الواسعة التي يشنها الاحتلال على مدار أشهرها الـ 11 لتحويلها لمكان غير قابل للحياة. كما لا يمكن تجاهل موقف نتنياهو وحكومته من السلطة الفلسطينية، فرغم التفاهمات والتنسيق المفترض مع السلطة، وفق ما أرسته اتفاقية أوسلو، والتي ربطت عمل السلطة جوهرياً بسلطات الاحتلال، الا أن نتنياهو يتعمد تجاهل السلطة وعزلها عن صدارة الأحداث، بدأ ذلك مع صعوده وحكومته للحكم نهاية العام 2022، وبات ذلك واضحا بعد أحداث السابع من أكتوبر، ووصل ذروته بعد اجتياح الضفة الحالي. قد يعكس مقال كتبه دنيس روس مؤخراً، ويحمل رسالة عن السلطة الفلسطينية، توجهاً مهماً لحكومة نتنياهو والإدارة الأميركية. وروس يهودي أميركي ويؤمن بالصهيونية، ودبلوماسي سابق، وطالما انخرط بالتنسيق بين الفلسطينيين والإسرائيليين في إدارات متعددة، ويعمل حالياً في مراكز تفكير أميركية قريبة من إسرائيل. وجه روس في مقاله الأخير اتهام مباشر لدبلوماسيين فلسطينيين بدعم "الإرهاب"، بعد أن قام بتتبع تصريحاتهم ومواقعهم للتواصل الاجتماعي. لا يأتي وقت نشر المقال عبثاً، فقد جاء خلال العملية الحالية للاحتلال في الضفة، كما أن شكل المقال مقصود، والذي يوحي بأنه ليس مقال للرأي بقدر كونه بحث وتتبع للمعلومات، ولا يخرج انتشاره وترجمته لعدة لغات عن ذات السياق المقصود له. تأتي حساسية المقال بالنسبة للسلطة الفلسطينية، في أن روس تتبع تصريحات أعلى مسؤولين في وزراة الخارجية، الذين يمثلون سياسة السلطة الرسمية على الصعيد الدولي، كما أن وزير الخارجية الفلسطيني هو ذاته رئيس الوزراء الفلسطيني الأمر الذي يزيد من حساسية الموقف. ومن المفيد هنا لفت النظر لقضية طالما شغلت الرأي العام الفلسطيني وحذر منها، والمتعلقة بطبيعة التعينات للمناصب الحساسة، التي تتطلب مراعاة خاصة، في وضع فلسطيني خاص جداً. وهنا يبرز السؤال، هل يأتي توجه نتنياهو وحكومته تجاه عزل السلطة الفلسطينية، بالتقاطع مع مقاربته التي تخلت عن ترسيخ حالة الانقسام بين السلطة وحركة حماس، أو بين الضفة وغزة، فقرر القضاء على حماس في غزة، والتخلص من السلطة في الضفة؟ وإن كان ذلك صحيحاً فما هو المخطط المحتمل المجهز بدلاً من ذلك؟ ليس من المفهوم كيف يمكن أن يتم شن حرب على الضفة الغربية كغزة، فالضفة تقع بالكامل تحت السيطرة الاسرائيلية، ومقسمة الأوصال، ومدنها وقراها محاطة بالمستوطنات والمواقع العسكرية والحواجز والبوابات الحديدية، مراقبة شوارعها وأزقتها بالكاميرات، ويخضع أثيرها لتتبع، وكل فرد فيها معروف لدى قوات الاحتلال، الأمر الذي يفسر صعوبة الحركة والعمل بحرية. إلا انه من المفيد مراجعة بعض الحقائق التي تتعلق بنتنياهو كرئيس للحكومة، الذي اعتبر في العام 1995 أن "دولة لمنظمة التحرير يمكن أن تقام على بعد 15 كيلومتراً من شواطئ تل أبيب ستشكل خطراً مميتاً مباشراً على الدولة اليهودية"، وأكد مروراً وتكرارا أنه "لن تكون هناك دولة فلسطينية". ويمكن ربط ذلك بسياسة نتنياهو وحكومته بعد وصولهم للحكم نهاية العام 2022، وتتبع سياستهم، التي نقلت سياسة الضم الزاحف، والقائمة على أساس التوسع الاستيطاني، وتقوية المستوطنين في الضفة الغربية ومدينة القدس لحد المواجهة والتصريح، والتي اعتبرتها منظمة "ييش دين" الإسرائيلية أنها قد تؤدي لقمع وتشريد الفلسطينيين. وفي غياب الضغوط الدولية المنسقة، وخاصة الضغوط الأميركية، على نتنياهو للحصول على وقف إطلاق النار وإنهاء الهجوم الإسرائيلي الجديد على الضفة الغربية، فمن المرجح أن يخرج الوضع عن السيطرة.
2-المؤتمرات الصحفية لنتنياهو والرسائل التي تحملها -الرفيق ابو هنيدة القدس المحتلة على مدى الاسبوع المنتهي نشط نتنياهو في الظهور في مؤتمرات صحفية طويلة حرص ان يبدو فيها وكانه محاضر متجهز بكل الوسائط المطلوبة ومنها خارطة لفلسطين تغيب عنها الضفة الغربية بالكامل وهذه اولى الرسائل الصامته التي تعكس قناعات النتن ياهو وحكومته العنصرية والتي يريد بتكرارها ان يرسخها باذهان المشاهدين في كل العالم مختزلا الفلسطينيين بقطاع غزة الذي يشكل خطرا وجوديا "لاسرائيل " والذي يبدو صغيرا بالقياس لاسرائيل وكانه يريد ان يقول لا يجدي مع هذا الورم السرطاني في جسم الكيان سوى البتر ليمرر في ذهن المتلقي خاصة الغربي بانه يزيل هذا التهديد للسلم والامن في المنطقة والعالم وبهذا تمرر جرائمه في الابادة الجماعية بصمت، ومن ناحية اخرى تتيح له تمرير مشروع السيطرة الامنية على القطاع وفسح المجال من خلال التشدد في موضوع محور فيلادلفيا للذهاب لفرض وجود قوات دولية في غزة تتماهى مع المقاربات والخطوط العامة الاسرائيلية ان من ناحية محور فيلادلفيا او المناطق العازلة ام في السيطرة على المواد التي يسمح لها بالعبور وتحت تدقيق ما يعرف بالمواد ثنائية الاستخدامِ. والرسالة الاخرى لجمهوره الصهيوني والتي تقول ان لا صفقة بثمن التنازل عن محور فيلادلفيا حيث يخلط القليل من الملامح الظاهرة مع الكذب الكثير حول اهمية المحور مما سيحرك الشارع وخاصة اهالي المحتجزين كون تمسك نتنياهو بهذا الشرط يعني فشل التوصل لصفقة وعليه الحكم على المحتجزين بالموت في الانفاق وفق قانون هانيبال باعتبار امن اسرائيل اهم من امن وحياة المحتجزين، والرسالة الثالثة للامريكان والوسطاء بان لا صفقة الا وفق شروطه هو وفقط هو يرمي لشراء الوقت بالتفاوض الماراثوني الفاشل، والرسالة الرابعة لمصر فهي في الوقت الذي يتهم فيه ضمنا مصر بانها بوابة الخطر الوجودي على الكيان فانه يرمي لاحقا فرض ملحق امني جديد على اتفاقية كامب ديفيد بما ينتقص من السيادة المصرية وفرض تدخلا اسرائيليا او متعدد الجنسيات لمراقبة الحدود المصرية! والرسالة الاهم بالتالي مزيدا من تضييق الحصار على القطاع ليغدو سجنا كبيرا مقفلا من كل الجهات والتشدد في ذلك من اجل فرض الحلول للوجود الفلسطيني في القطاع ام في الضفة الغربية بما يلغي فرص حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وتقزيم قضيته في بوتقة تجمعات بشرية تدار ذاتيا بائسة محاطة بسلاسل من المستوطنات الاسرائيلية ليسهل السيطرة عليها امنيا ويفتح لها الابواب تحت الضغط الاقتصادي والفراغ الامني الاهلي للهجرة الطوعية الى الاردن ودول المنافي حيث استعجل في التعبير عن ذلك وزير خارجية الكيان كاتس حينما دعا لتهجير كل الفلسطينيين الذين يحملون جنسية اخرى الى الدول التي يحملون جنسياتها وخاصة من يحملون الرقم الوطني الاردني للاردن حيث جاءت عمليات الاجتياح لمخيمات شمال الضفة في سياق خلق مثل تلك البيئة.
3- خبر وتعليق - الرفيق ابو علي القدس المحتله الخبر:نقلت القنوات العبرية عن ان مجموعة من قادة الضباط الاحتياط في الجيش الصهيوني قد تقدموا باقتراح لحكومة الحرب الصهيونية بفرض تفريغ شمال قطاع غزة (شمال محور نتساريم) بتوجيه انذار للسكان من بقي هناك بالرحيل نحو الجنوب واعلان المنطقة منطقة عسكرية مغلقة تمنع عنها المياه والغذاء والدواء تماما وبعدها يتم استهداف كل من بقي باعتبارهم مقاومين بكل انواع الاسلحة التعليق: بات يتضح اكثر الاهداف الابعد للكيان وهو التهجير الجماعي للفلسطينيين طوعا وكرها على مراى ومسمع العالم وهذا يفسر كل الاعمال التدميرية والتهجير وفرض محور نتساريم في المفاوضات تمهيدا لتفريغ غزة وشمال القطاع بما يخدم ضمه واستيطانه لاحقا ووضع اليد على حقل الغاز الفلسطيني هناك.، الاحتلال يدفع الفلسطينيين بسياساته الخانقة والعنصرية وافشاله المسارات السياسية للمقاومة للاحتلال ويستثمر اي فعل مقاوم ليقضم مزيدا من الارض وينقض على الوجود الفلسطيني لابسا ثوب الضحية في وجود عالم غربي داعم له ولمخططاته تحت سمع ونظر القانون الدولي ومؤسساته
4- كلب الفرس في سورية. - نصري حسين كساب 5\9\2024 جاء في كتاب "حافظ الأسد بين الواقع والأسطورة" للدكتور مصطفى عبد العزيز مرسي، والذي شغل سابقاً، منصب سفير مصر لدى سورية،أن هناك خلفيتين للتحالف الذي جمع ما بين ال الاسد وايران الخميني، تجعل لكل منهما دافعا خاصا لقيام هذا الحلف الذي مستمرا حتى الأن.أمّا عن دوافع إيران لتحالفها مع حافظ الأسد، فأجملها المؤلّف بـ"توفير منصّة انطلاق للنفوذ الإيراني في المنطقة العربية". شارحاً الأمر بأن إيران كانت "تخطط لإيجاد موطئ قدم وقاعدة انطلاق سياسي في المنطقة العربية، عبر القاطرة السورية".ومن خلال رعاية طهران تأسيس حزب حسن زميرة في لبنان. مما يؤمن دعم المنهج الفكري الخميني عبر إمداد الحزب المذكور بالسلاح والمال.الميليشيات الإيرانية تنشر في سوريا منذ عام 2012، وبينها ميليشيات عربية وأخرى غير عربية، إضافة للحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس التابع له، ومن أبرز ذلك: لواء فاطميون وهو من الأفغان الفارين الى ايران، وعدد مقاتليه 3 الاف ينتشرون في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق. • لواء زينبيون: مقاتلون باكستانيون وغالبيتهم من البشتون، وهم نحو ألف مسلح في دمشق والضواحي القريبة منها • حزب الله: لا يتخذ مواقع ثابتة له في سوريا، ويستخدم القطع العسكرية الخاصة بالجيش السوري لتنفيذ عملياته وممارسة نشاطه، كما يستخدم منازل مدنية في منطقة السيدة زينب مقارا مؤقتة تتغير بين الحين والآخر. • لواء أبو الفضل العباس: مقاتلون عراقيون، وعدد مقاتليه غير ثابت بسبب الانشقاقات المتكررة. • كتائب حزب الله العراقي: تشكيل عراقي أرسل كثيرا من مقاتليه، البالغ عددهم نحو 7 آلاف، إلى سوريا سنة 2013، ويتعاون مع حزب الله السوري في تنفيذ عملياته. • حركة النجباء العراقية: تشكيل عراقي مدعوم من إيران، قاتل إلى جانب الجيش السوري بريف حلب ودمشق. • عصائب أهل الحق: جماعة عسكرية عراقية لها مقرات فرعية في ريف دمشق والبوكمال. • فيلق الوعد الصادق: ميليشيا عراقية قوامها نحو ألفي عنصر بين العراق وسوريا، ومقرها الفرعي في ريف دمشق. • سرايا طلائع الخرساني: تشكيل عراقي تأسس عام 1984 وتعتبر الجناح العسكري لحزب الطليعة، ويبلغ عدد مقاتليه نحو 5 آلاف بين العراق وسوريا. • قوات محمد باقر الصدر: تشكيل عراقي مهمته مؤازرة عناصر الأمن العام ووزارة الداخلية التابعتين للحكومة السورية، ويرتدي عناصرها زي الشرطة السورية. • لواء الإمام الحسين: تشكيل عراقي ينتشر في ريف دمشق وفي حلب ويرأسه أمجد البهادلي. • لواء ذو الفقار: تشكيل عراقي شارك في معارك عدة ضد فصائل المعارضة في ريف دمشق. • لواء صعدة اليمني: تشكيل يمني من الحوثيين يبلغ قوامه قرابة 750 مسلحا، قاتلوا إلى جانب الجيش السوري في أرياف دمشق الجنوبية والشرقية، وعادوا لليمن إثر اندلاع الحرب هناك. • لواء القدس الفلسطيني: مكون عسكري من الفلسطينيين المقيمين في سوريا، وخاصة في مخيم باب النيرب في حلب، شارك في معارك عدة في حلب ودمشق ودير الزور ودرعا، ويتراوح عدد مقاتليه بين 2500 و3 آلاف، ومقره مخيم باب النيرب ولديه معسكرات تدريب في مخيم حندرات والشيخ نجار والملاح في ريف حلب. حزب الله يتولى قيادة ميليشيات إيران بسوريا بينما هناك ميليشيات سورية محلية تتألف من عشرات من الميليشيات المحلية، إلا أنها تقاتل بأوامر إيرانية، وأبرزها: • الغالبون: سرايا المقاومة الإسلامية في سوريا وهم من منطقة الساحل، عددهم نحو ألف مسلح. • كتيبة الزهراء: من أبناء قرية الزهراء، يقدر عدد مسلحيها بنحو 350. • كتيبة شهيد المحراب: من أبناء مدينة نبّل، وعدد مسلحيها نحو 500. • كتيبة العباس: في الفوعة، وتتألف من نحو 200 مسلح. • كتائب الفوعة: يقدر تعداد مجموعاتها بنحو 800 مسلح. • الإمام الرضا: ميليشيات من علويين سوريين ولبنانيين تنتشر في ريف حمص الشرقي، وعددهم نحو ألفي مسلح. • لواء الباقر: قوامها من أفراد عشيرة برّي الحلبية، وعددهم نحو 500 مسلح، بالإضافة إلى أفراد من قبيلة البكارة التابعين للمعارض السابق الذي عاد إلى الحكومة السورية الشيخ نواف راغب البشير، و تعدادهم نحو 1700 مقاتلا. • قوات درع القلمون و" قوات درع الأمن العسكري": وظيفتهما استقطاب الجنود الفارين من الجيش وتجنيدهم لصالح ميليشيات عراقية وإيرانية. تتوزع الميليشيات الإيرانية في كافة المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات السورية، بعدد لا يقل عن 65 ألف مقاتل، من بينهم 11 ألفا من الجنسية السورية، ونحو 18 ألفا من الجنسيات العربية والآسيوية. خريطة الميليشيات في سوريا وأبرز مواقع سيطرتها: • تسيطر ميليشيات إيران على تلال مهمة بالجنوب السوري، وتتخذ منها مراكز رصد متقدم تحت غطاء الجيش السوري، ويتنقل عناصرها بزيه وآلياته. • وأظهرت خريطة جديدة وجود 28 موقعا للقوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها جنوبا، فضلا عن إنشاء اللواء العسكري الشيعي 313 برئاسة إبراهيم مرجي ومقره في مدينة أزرع، ويتألف من نحو 1200 مقاتل، وهو تابع للحرس الثوري الإيراني ومهمته حماية مخازن الأسلحة الاستراتيجية في المنطقة الجنوبية. • إن العديد من هذه الميليشيات يتواجد في 55 قاعدة و515 نقطة عسكرية في سوريا، وأقر قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي في 2020 أن عدد هؤلاء أكثر من 100 ألف عنصر في حوالي 70 ميليشيا. التواجد الإيراني في سوريا، منتشرة في: • دير الزور والبوكمال والميادين شرقي سوريا. • بادية حمص وريف حمص الشمالي والجنوبي والشرقي والغربي. • على الحدود اللبنانية السورية تحت إشراف حزب الله اللبناني. • في ريف دمشق الجنوبي بدرعا وريف دمشق الجنوبي الغربي مع الجولان المحتلة. • بعض مناطق حلب، وهي ثاني أكبر مدينة في سوريا. • منطقة السيدة زينب في دمشق، وفي محيط العاصمة، وتحديدًا في مطار دمشق والثكنات العسكرية المجاورة، وهي أبرز مناطق التواجد الإيراني في سوريا، • توجد قاعدة عسكرية إيرانية في اللاذقية على البحر المتوسط.
5- الـصـومـال تستنجـد بالـعـرب.. فتلـبـي تـركيـا!؟ محمد خليفة أعترف سلفا أنني واقع في “حب” الشعب الصومالي، منحاز له، حب نابع من معرفة علمية أولا، وتغذيه معايشة طويلة للصوماليين ثانيا تمتد لربع قرن تقريبا، ولكنني مع ذلك لا أستحث العرب حاليا على التدخل السريع لنجدته وحمايته من مخططات ايران بدافع الهوى الذاتي، بل بدوافع قومية موضوعية وانسانية، لأن الصومال اليوم مستهدف في الصميم، ويحتل المرتبة التالية لليمن في مخطط التوسع الايراني في دول الاقليم العربية. يتميز الصوماليون بخصائص ومزايا فريدة جدا بين العرب والافارقة على حد سواء، ويرى باحث أمريكي من اصل اثيوبي يدعى بيركيت هيلاسيلاسي أنهم الشعب الوحيد في افريقيا الذي لا يعرف الانقسامات او التعدديات الاثنية أو الدينية أو اللغوية، فالجميع فيه لهم قومية واحدة ويتحدثون لغة واحدة، ويدينون دينا واحدا على مذهب واحد، وهي ميزة جوهرية لا تتوفر في أي شعب أو بلد من بلدان القارة المنهكة بالانقسامات الدينية والعرقية، ولم يسبق أن ظهر أي شكل من أشكال الانقسام في مجتمعهم أو في بلادهم التي تسمى الصومال التاريخي الذي يعد ثلاثة أضعاف مساحة دولة الصومال الحالية. وفي مرات عديدة قابلت شيخ المؤرخين الصوماليين المعاصرين (شيخ جامع عمر) حدثني الرجل العلامة عن قومه، فقال لي إن جميع أبحاثه انتهت الى أن الصوماليين جميعا ينحدورون من أب واحد وأم واحدة، وأصلهما من الجزيرة العربية هاجرا قبل الاسلام بعدة قرون.هذه الميزة لم يفسدها سوى الانقسام القبلي الذي اشعل حربا أهلية في العشرين سنة الأخيرة، ولكن هذه الحرب قابلة للإطفاء دون أن تترك آثارا عميقة، لأن الصوماليين بجميع قبائلهم متحدون في الثقافة والهوية والمصالح القومية، وينحصر نزاعهم حول السلطة والسياسة لا غير. هذه الوحدة التاريخية العميقة جعلت منهم قوة مرهوبة في محيطها، ومكنتهم من الوقوف في وجه جيرانهم الأكثر عددا والاقوى عسكريا، وخاصة اثيوبيا التي احتلت اقليم أوغادين الغني بالبترول، وفي حرب 1977 استطاع الصوماليون هزيمة الاثيوبيين وتحرير أراضيهم، ولكن خيانة حليفهم السوفياتي وخذلان الأمريكان لهم قلب نتائج الحرب لصالح العدو التاريخي. الاستعمار الاوروبي في مراحل قوته اهتم بالصومال من زاوية الموقع الجغرافي الحساس الذي يوفر لهم ميزة التاثير على باب المندب وسواحل المحيط الهندي القريبة من طريق الهند، فضلا عن تهديد الأمبراطورية الاثيوبية التي لعبت تاريخيا دور القاعدة والحليفة للقوى الأوروبية المسيحية التاريخية الثابتة، فسعت فرنسا وايطاليا وبريطانيا خلال احتلالها للدول المجاورة نشر المسيحية وخلق فئات موالية لها ثقافيا واقتصاديا، لكنها باءت بفشل ذريع على كل المستويات ويقال إنه في كل مرة وصلت بعثة تبشيرية الى الصومال كان أفرادها يلقون المصير الحتمي بسرعة: القتل! حتى لم يعد أي كاهن أو مبشر يجرؤ على الاقتراب، إلا أن هذه الدول الغازية نجحت بفضل القوة المسلحة بتقسيم أراضي (الصومال التاريخي) فسمحت ايطاليا لأثيوبيا باحتلال القسم الأكبر، ثم قدم البريطانيون القسم الغربي الذي اختلوه لكينيا، أما فرنسا فلعبت لعبتها التقليدية وأنشأت دويلة صغيرة أسمتها (جيبوتي) لتكون كيانا ضعيفا يرتهن لمعوناتها ويجعلها قاعدة عسكرية وسياسية دائمة لها. أما المخطط الايراني اليوم فيحاول النجاح فيما فشل الآخرون فيه بواسطة نشر التشيع وخلق قطاع من الصوماليين موال لإيران دينيا وثقافيا وسياسيا، كما فعلت في اليمن تماما وتفعل في سوريا.وحدثني مثقفون وناشطون سياسيون عن الأمر فقالوا: إن الايرانيين نجحوا نسبيا حتى الآن لأنهم يقدمون أنفسهم للصوماليين كمسلمين لا يميزهم عن بقية المسلمين سوى حبهم الزائد لآل البيت، دون التعمق ببقية المسائل المذهبية، ويضيفون إن الحوثيين اليمنيين لعبوا دورا مهما في هذا المجال في أوساط اللاجئين الصوماليين في اليمن الذين يناهزون النصف مليون، فروا من المجاعة والنزاعات العسكرية التي اعقبت انهيار دولتهم في عام 1991 وحتى اليوم. ويرى المتحدثون أن ما أغرى الايرانيين بالعمل على السيطرة على بلادهم مؤخرا أسباب عديدة، في مقدمتها أن الصومال يحتوي على اليورانيوم الذي يبحث عنه الايرانيون في كل مكان من القارة، وكون الصوماليين مقاتلين أشداء، وموقع بلادهم الحيوي بين البحر الاحمر والمحيط الهندي وقربهم من باب المندب، وأما الأهم مما سبق فهو أن الصوماليين يتبعون المذهب السلفي الحنبلي، وكل أئمتهم ومثقفيهم يدرسون في السعودية ويتبعون مذهبها مما يتيح للايرانيين فرصة توظيفهم في الداخل السعودي إذا نجح مخطط تشييع بعضهم، وبالتالي صيد عصفورين بحجر واحد! للصوماليين تجارب سابقة مريرة وسلبية مع العرب، فرغم عضويتهم في الجامعة العربية منذ الاستقلال في نهاية الستينيات لم يقدم لهم “الاشقاء” أي معونات مهمة، وسبق أن حدثني مسؤولون سابقون في نظام الرئيس سياد بري أنهم عندما وضعوا خطة التعريب في منتصف السبعينيات طلبوا مساعدتهم بتقديم كتب التعليم والمدرسين على الاقل ومع ذلك لم تستجب سوى مصر، وتكرر الخذلان عندما قاتلوا اثيوبيا لاسترداد اراضيهم فلم يحصلوا على أي عون عسكري، بل إن نظام اليمن الجنوبي في ذلك الوقت ساند الاثيوبيين ضدهم بأوامر من موسكو!اليوم يطلب الصوماليون في داخل وخارج البلاد من العرب، وخاصة السعودية ومجلس التعاون الخليجي مساندتهم لاحباط مخطط ايران الساعي أولا لنشر التشيع وتفتيت الصوماليين لإيجاد مرتكزات ثابتة لنفوذها في بلادهم، وهو ما يرى فيه الصوماليون خطرا كبيرا لم ينجح فيه المستعمرون الاوروبيون سابقا، نظرا لأن ايران تستغل حاليا انهيار الدولة والاحتراب القبلي وحاجة الفرقاء للسلاح والمال وظروف المجاعات التي حطمت اقتصاد الصومال. الغريب أن دولة عربية خليجية تتصل اليوم بالصوماليين وتعرض عليهم تجنيد خمسين الف صومالي في جيش هدفه القتال على ارض اليمن ضد الحوثيين والمخطط الايراني، بينما لا تهتم هذه الدولة بالتصدي للمخطط نفسه داخل الصومال! الطرف الوحيد الذي هب لمساعدة الصوماليين مؤخرا وفق خطة استراتيجية شاملة هو تركيا التي تعمل حسب روايات بعض المسؤولين الصوماليين للتصدي للتمدد الايراني في هذه المنطقة. ويقول أكثر من مصدر إن الرئيس اردوغان زار مقديشو العام الماضي واطلع مباشرة على مخططات ايران، ووضع امكانات بلاده لاحتواء الدور الايراني هنا وحماية باب المندب، فتعهد باستثمار مئات ملايين الدولارات لاحياء بنيات الدولة والمجتمع التحتية، وبالفعل تعمل الان عشرات الشركات التركية باعادة بناء المشروعات الاساسية كالاسكان (تم انجاز بناء 10، 000 وحدة سكنية) وانشاء طرق المواصلات في مقديشو بما فيها مطار العاصمة، وتسيير رحلات يومية لشركة الطيران التركية، وتقديم معونة نقدية للحكومة الشرعية مقدارها 200 مليون دولار كل شهر، وتدريب قوات الجيش والشرطة.. إلخ. الصوماليون يطالبون الدول العربية بمساندتهم لوجود مصلحة أمنية قومية مشتركة قبل أن يحقق الايرانيون أهدافهم ويستفحل مخططهم، وهم يؤكدون وجود مؤسسات ومنظمات ايرانية فاعلة تنشط وتعمل في الصومال وتقيم علاقات مع مجموعات مسلحة، ومسؤولين في دولة أرض شمال الصومال مقابل الاموال، وتركز الان على التعليم
6-دمُ الحُسَين.. «كنزٌ لا يفنى» رشيد الخيّون نقلا عن صحيفة الاتحاد 4 سبتمبر 2024م رسخت الثّنائيَّة بين الحسين (قُتل: 61 هجريَّة) ويزيد (ت: 64 هجريَّة)، وكأن الدُّنيا، بحاضرها ومستقبلها، خندقان، علويّ وأمويّ، بينما للمقابلة زمنها، بدأت بصفين (37 هجرية)، فلابن تيمية(ت: 728هجرية)، رأيه: «الحُسين رضي الله عنه أكرمه الله تعالى بالشَّهادة في هذا اليوم (العاشر مِن محرم)، وأهان بذلك مَن قتله، أو أعان على قتله، أو رضى بقتله، وله أسوةٌ حسنةٌ بمَن سبقه مِن الشَّهداء، فإنه وأخاه سيدا شباب أهل الجنة...»(فتاوى شيخ الإسلام)، وهذا رأي كلِّ مَن يُحسب تعسفاً على يزيد. ليس محبة للحُسين استخدام دمه في نزاعات اليوم. القصد أن التمييز كان معروفاً، لكنَّ اعتبار الحدث حيّاً في كل آنٍ، حتّى نُحت القول: «كلّ يومٍ عاشوراء وكلّ أرض كربلاء»، ما لا يمكن تمييز المصلحة فيه، والإشارة به إلى الأجيال المتعاقبة، لذا يُفهم أنَّ دمَ الحُسين «كنز لا يفنى»، تُحرك به السِّياسة، أما تفسير ذلك فإنه إشارة إلى الخير والشّر، فمِن متى احتاج تقابلهما إلى كنايةٍ تزكي الكراهيَّة؟! أمَّا عمَّا بين الأمويين والهاشميين، فهاشم وعبد شمس شقيقان، وعبد المطلب وأميَّة أولاد عمّ خلصاء، وكان الخلاف على الزَّعامة بمكة، ولنقل الإمامة، موجوداً قبل الإسلام (المقريزيّ، النِّزاع والتَّخاصم فيما بين بني أميَّة وبني هاشم)، ومع كلِّ ما بينهما، فالتَّداخل الأُسري ظل قائماً، قبل وبعد كربلاء(انظروا: القمي، الكُنى والألقاب، وابن عنبة، عمدة الطّالب). تزوج الحُسين ليلى ابنة ميمونة بنت أبي سفيان، أخت معاوية(ت: 60 هجريّة)، وهي أم ولده عليّ الأكبر، فقيل: «علي الأكبر هاشمي مِن جهة أبيه، ثقفي أمويّ مِن جهة أمِّه»(القميّ، منتهى الآمال)، وقس قرابة يزيد لعلي الأكبر، وفي المصدر الشّيعي نفسه نجد حظوةَ عليّ بن الحُسين السَّجاد، بعد كربلاء، عند الأمويين، ففي «الحَرة»(63 هجرية)، في عهد يزيد، كانت دار السّجاد حمى للمطلوبين، حتَّى ضم إلى «عياله أربعمئة امرأة كثيرات الأبناء مع عيالهنَّ وحشمهنَّ»(منتهى الآمال)، وقائد الجيش الذي استباح المدينة قال للسجاد: «سلنَّي حوائجك، فلم يسأله في أحدٍ ممَن قُدّمَ إلى السّيف إلا شفعه فيه»(منتهى الآمال). كلُّ قضية ومعركة لها ظرفها، والتّاريخ ميز فيها الحقّ عن الباطل، وأبناء الخندقين تصالحا وتصاهرا، نشأت منهما أُسرٌ متشابكة في هاشميتها وأمويتها، فما المطلوب اليوم، والثَّأر أخذه التَوابون مِن قتلة الحُسين فرداً فرداً، بعد ست سنوات، ثم زاد العباسيون بنبش القبور، وانقرض أحفاد يزيد، وتسنم أحفاد الحُسين السُّلطة، وتحت عناوين شتى، كإسماعليين وزيديين واثني عشريين، لكنهم لم يشيدوا العدل المتباكى عليه، لأنَّه مجرد خيالٍ، لا وجود له إلا في الشّعارات. فهذا أحد أحفاد الحُسين، زيد بن موسى الكاظم «خرج بالمدينة وأحرق وقتل، وكان يسمى زيد النَّار»، فنهره أخوه، ولي عهد عبدالله المأمون(ت: 218هجرية)، عليّ الرّضا(ت: 203هجرية): «يا زيد أغرك قول سفلة أهل الكوفة»(المجلسيّ، بحار الأنوار)! يقصد الغلاة، الذين فكرهم يُثقف به من على المنابر، والرّضا الإمام الثّامن عند القائلين بالخندقين. ماذا لو استلم زيد السُّلطة، ألا يظلم ويبطش؟ وهو ابنُ إمام وأخو إمام وحفيد إمام، وهذه تجارب الإسلاميين، ماذا عرضوا قبل السُّلطة، وماذا فعلوا بعدها؟ ليس حقَّاً، يمسي دم الحُسين سلماً إلى السُّلطة، ويُتحنى به لحصانتها، ويُحسب خراب البلدان وعسكرتها فداءً له. حتَّى صار بيت أبي عطاء السّنديّ(ت: نحو 180 هجرية)، مثلاً سائراً: «يا ليتَ جَور بني مروان عاد لنَّا/وأنْ عدلَ بني العبَّاس في النَّارِ»(ابن قُتيبة، الشّعر والشّعراء). عندما تستمر الدّنيا حرباً بين الحُسَين ويزيد، يسقط مِن الحساب «القناعة كنزٌ لا يَفني»(القشيريّ، الرّسالة القشيريَّة)، باعتبارها دعوة صوفيَّة كسلى، ليجري محلها «دم الحُسين.. كنزٌ لا يفنى»، فيه الغنائم السَّوائم!
7-ماذا لو قلبنا الصوره؟ د. عادل الجبوري صحفي وكاتب سياسي حدث يوم امس اعتداء علي خريجي المجموعه الطبيه في العراق والذين يطالبون بالتعيين بعد تخرجهم من كليات الطب وطب الأسنان والصيدله وان هولاء الخريجين تعبوا في سبيل الحصول علي شهادات التخرج اما المتخرجين من الكليات الاهليه صرفوا الملايين من جيوب عوائلهم لدفعها الي الكليات التي تعود السياسين واخيرًا يتم الاعتداء عليهم بشتي وسائل التعذيب من الماء الحار في جو حار والصعق بالكهرباء والتكسير بالهراوات وخلع ملابس احدي الطبيبات وتركها عاريه في الشارع وهذا المنظر لو تم من قبل مجند اسرائيلي تجاه مواطنه فلسطينيه لقامت الحشود تهتف هيهات منا الذله ولكن اليوم يرقصون علي تعريه بنت بلدهم وبنظرهم ليست ذله او مهانه فأي ذله بعد هذه الذله ياحكومه الاطار التنسيقي إلا تنسقوا قرارتكم باحترام التظاهر السلمي الذي كفله دستور بريمر اتقًوا الله في شعب ساكن لكنه يغلي للخلاص منكم فقد دمرتم الاخلاق ودمرتم حياه الانسان وتقولون انكم دوله موسسات ودوله دستور ودوله قانون وانتم دوله لاتمت للقانون والدستور شئ اتقوا الله الشعب تعب منكم ومن أفعالكم الرديئه والشعب برئ منكم ومن أفعالكم؟؟
8- كيف يحاول نتنياهو إنقاذ نفسه؟ مقال توماس فريدمان في نيويورك تايمز نتنياهو لديه مصلحة واحدة: بقاؤه السياسي حتى لو قوض بقاء إسرائيل على المدى الطويل//سيدتي نائبة الرئيس لا شك أن هذا سيدفع نتنياهو إلى القيام بأشياء خلال الشهرين المقبلين من شأنها أن تضر بشكل خطير بفرص انتخابك وتعزيز فرص ترمب فاحذري//نتنياهو هو أحد الأسباب التي دفعتني لصياغة هذه القاعدة بشأن التغطية في الشرق الأوسط: في واشنطن يخبرك المسؤولون بالحقيقية في السر ويكذبون بالعلن، وفي الشرق الأوسط يكذبون عليك في السر ويخبرونك بالحقيقة في العلن// كان نتنياهو في مكالماته الهاتفية يهمس لقادة الولايات المتحدة باللغة الإنجليزية بأنه مهتم بوقف إطلاق النار وصفقة الرهائن ويدرس المقدمات لما أسميه "عقيدة بايدن"، لكن بمجرد أن يغلق الهاتف، يقول لأتباعه باللغة العبرية أشياء تتناقض صراحة مع "عقيدة بايدن" لأن ذلك يهدد "عقيدة نتنياهو"// إذن ما هي "عقيدة بايدن"؟ وما هي "عقيدة نتنياهو"؟ ولماذا هما مهمتان؟ نجحت إدارة بايدن في بناء مجموعة رائعة من التحالفات الإقليمية تمتد من اليابان إلى الهند والخليج وصولا لأوروبا لكن للأسف كان حجر الزاوية لكل هذه التحالفات هو التحالف الدفاعي الذي اقترحه بايدن مع السعودية والمفتاح للحصول على مثل هذه الصفقة من خلال الكونغرس هو موافقة السعودية على تطبيع العلاقات مع إسرائيل والمفتاح لحمل السعوديين على القيام بذلك هو موافقة نتنياهو على مناقشة - مجرد مناقشة - إمكانية حل الدولتين يوما ما//التطبيع أصل استراتيجي هائل لإسرائيل ويخلق الظروف للإمارات والمغرب ومصر لإرسال قوات حفظ سلام إلى غزة بالشراكة مع سلطة فلسطينية محدّثة// عقيدة بايدن اصطدمت بشكل مباشر بعقيدة نتنياهو الذي يركز على تجنب أي عملية سياسية مع الفلسطينيين للحيلولة دون كسر تحالفه مع اليمين المتطرف//عقيدة نتنياهو للبقاء أصبحت أكثر أهمية بعد توجيه الاتهامات إليه بالاحتيال عام 2019 والآن يجب عليه البقاء في السلطة حتى لا يُسجن//نتنياهو يدرك أن هاريس في مأزق، لأن استمرار الحرب مع مزيد من الضحايا المدنيين سيضطر هاريس إما لانتقاده علنا فيخسر أصوات اليهود أو تعض لسانها وتصمت فتخسر أصواب العرب والمسلمين في ولاية ميشيغان الرئيسية//ولن أستغرب إذا ما أقدم نتنياهو على تصعيد الأوضاع في غزة من الآن إلى حين الانتخابات لجعل الأمر أكثر صعوبة على الديمقراطيين// إذا فاز ترمب لن أستغرب أن يعلن نتنياهو أنه حقق النصر الكامل ثم يتمتم بضع كلمات عن الدولة الفلسطينية للحصول على صفقة التطبيع مع السعودية وعندها يطلب من شركائه اليمينيين المتطرفين الرحيل ويترشح بدونهم ومن المرجح أن يكون برنامجه: لقد حققت النصر الكامل في غزة، وعملت على تحقيق انفتاح تاريخي بين إسرائيل والسعودية//نتنياهو سيفوز وترمب سيفوز وإسرائيل ستخسر// إذا فازت هاريس يعلم نتنياهو أنه يحتاج فقط إلى رفع أصبعه ليقوم اللوبي المؤيد لإسرائيل والجمهوريون بحمايته من أي تداعيات ثم في يوم من الأيام أتوقع أن ينظم نتنياهو حفلا لتكريم صديقه لسنوات عديدة، جو بايدن، وسيكون ذلك من خلال مستوطنة جديدة في غزة تسمى بالعبرية "جفعات يوسف" وبالإنكليزية " تل جو"//
9-قضيَّة الباقين! أدهم شرقاوي في العام 2001م كان اللاعب النيجيري "أكيم أومولادي" يلعبُ لفريق "تريفيسو" في الدوري الإيطاليّ لكرة القدم... وكان في كل مباراة يُقابلُ بصافرات الإستهجان، والأغاني العنصرية، من جماهير الفرق المنافسة، ومن جمهور فريقه أحياناً! وكان من الممكن أن يستمر هذا إلى الأبد، لولا أن قرر زملاؤه في الفريق وضع حدٍّ لكل هذا... لم ينتظروا تدخل الفيفا، ولا فزعة الإتحاد الإيطالي، لقد نزلوا جميعاً إلى الملعب في مباراتهم ضد فريق "جنوى" ووجوههم مطلية باللون الأسود، يحملون لافتة كُتب عليها: أكيم أومولادي، كُلنا أنتَ! والشيءُ بالشيءِ يُذكر... منذ أيام قامتْ مَدرسة في كازاخستان بطرد جميع الطالبات المُحجبات، وفي اليوم التالي حضرتْ جميع طالبات المدرسة الغير محجبات وهُنَّ يرتدين الحجاب، في رسالة رائعة إلى المدرسة، وإلى زميلاتهنَّ المطرودات، كُنَّ يقلنَ لهنَّ: كُلنا أنتُنَّ! يقولُ غسان كنفاني: إن قضية الموت لم تكن يوماً قضية الميت، وإنما قضية الباقين! في الحقيقة ليست قضية الموت وحدها هي قضية الباقين، كل قضية يقع فيها ظلم في العالم هي قضية الباقين! والباقون حين يدافعون عن الذين نالهم الظلم هم في الحقيقة يدافعون عن إنسانيتهم أولاً، وعن أنفسهم ثانياً، فالذي لا يُدافع عن الآخرين حين يقع عليهم الظلم إنما يجعل نفسه الضحية التالية التي لن يدافع عنها أحد! في كل قضية سجن وقعت ظلماً، القضية ليست قضية الشخص الذي في السجن بقدر ما هي قضية الأشخاص الذين هم خارجه، إن الحياة تدور وفق معادلة: أُكلتُ يوم أُكل الثور الأسود! إن أسوأ موقف يتخذه الشخص الذي لديه سكن هو أن يقف متفرجاً على الذين يطالبون بحقهم في السكن!وإن أسوأ موقف يتخذه الشخص الذي يجد علاجاً هو أن يقف متفرجاً على الذين يُطالبون بحقهم في الإستشفاء! وإن الساكت عن العنصرية التي لا تطاله هو شريك فيها! ثمة أشياء اسمها القيم والمبادىء، هذه يجب أن تُحمى وتُصان، لأنها هي الإنسان في حقيقته! صاحب القيم والمبادئ يكون ضد السجن ظلماً بغض النظر عن هوية السجين وهوية السجان، ويكون ضد العنصرية بغض النظر عن هوية الشخص الذي يمارسها أو الشخص الذي تقع عليه! إن الأوطان تخرب لأن المظلوم حين يقع عليه الظلم لا يجد من يقول له: كُلنا أنتَ!
10- بعد ان اكتملت الصورة التوأمة قبل الولادة صلاح المختار احتجنا إلى أكثر من أربعة عقود كانت زاخرة بالأحداث الخطيرة والمعقدة كي تثبت الأدلة وليس الأقوال ما كشفنا عنه منذ استبدال ألشاه بخميني من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وبمساعدة فرنسية، وهو أن النظام الإيراني الجديد الذي يقوده الملالي صنيعة الغرب كسابقه،ولم يستبدل بنظام الشاه إلا لأجل تنفيذ ستراتيجية غربية صهيونية هي الأخطر منذ قرون، وتتمثل في تقسيم الأقطار العربية، كلها دون استثناء، وإشعال فتن وأزمات تؤدي إلى محو الهوية الوطنية وانهيار القيم الأخلاقية العليا فيتحول الإنسان العربي إلى مخلوق همه الوحيد أن يبقى حيا حتى تحت سطوة قيم لا يقبلها. ولكي نختم رواية هذه القصة الكارثية والتي كتبنا عنها كثيرا كتبا وبحوثا ومقالات ومحاضرات طوال أكثر من أربعة عقود فإن من الضروري طرح ملاحظات جوهرية تساعد على رؤية الصورة بكاملها بعد أن كانت تشاهد جزئيا أو بصورة غامضة ومشوشة، وما يحتم ذلك الملابسات الخطيرة التي احاطت بعملية طوفان الاقصى: ملاحظة واحد: لا يمكن فهم أي أزمة كبرى يكون الغرب والصهيونية طرفا فيها إلا بتذكر حقيقة من المستحيل فهم ما يجري بدون أخذها بنظر الاعتبار، وهي أن الغرب والصهيونية يخططان لنصف قرن أو قرن كامل، وتتغير الحكومات ولكن كل حكومة جديدة تكمل ما بدأته سابقتها من خطط لأن المؤسسة السياسية في الغرب المسيطرة على النظم هي التي تتحكم بصعود وسقوط الحكومات تحت غطاء الديمقراطية، وبما أن الخطط الغربية والصهيونية معقدة وخطيرة جدا وتبدو ظاهريا مستحيلة التطبيق والتحقيق فإن المطلوب من قبل حكومات الغرب أن تقسّط عملية التنفيذ بجعلها تمر بمراحل متتابعة، كل مرحلة جديدة تكمل ما تم إنجازه في المراحل السابقة، وهذه هي الفائدة الأعظم لوجود مؤسسة سياسية راسخة في بلدان الغرب. ومن البديهيات الثابتة في ممارسات الغرب والصهيونية أن الأسرار الخطيرة لا تعلن قبل مرور نصف قرن على الأقل وهذه من أبرز التقاليد البريطانية والأمريكية والصهيونية كذلك. وما يميز الصهيونية عن الغرب هو أنها أقدم منه في رسم الخطط بعيدة المدى والممتدة لقرون والفيات لتحقيقها، وهذا هو حال الفرس أيضا، فاليهود والفرس تميزوا عبر التاريخ بوجود خطط لهم معلنة إلى حد كبير ولكنها تبدو مثل القصص الاسطورية والخيالية وبالتالي لا تؤخذ على محمل الجد ولايستعد الضحايا لمواجهة تنفيذها، وذلك جزء من الإيحاءات والتكتيكات المستخدمة لتجميد ردة فعل الضحايا، فاليهود ومثلا خططوا منذ أكثر من 2000 عام لغزو فلسطين وكل أرض وطأتها أقدامهم عبر التاريخ،وكذلك الفرس بعد الفتح الإسلامي أخذوا عن اليهود هذه السمة فأصبحت لهذه القوى الثلاث الغرب واليهود والفرس خطط أما سرية أو شبه سرية أو معلنة ولكنها محاطة بالتشكيك بصدقها وصحتها كبروتوكولات حكماء صهيون، ويشكك بصحة تلك الخطط أصحابها لإبعاد خطر الضحايا وردود أفعالهم المتوقعة. ولو نظرنا إلى التاريخ الحديث خصوصا منذ نهاية القرن التاسع عشر حينما اكتشف وجود النفط في المشرق العربي وكانت بريطانيا تستعمر وطننا العربي هي وفرنسا، واقترن ذلك ببروز حاجة ماسة لتطور الثورة الصناعية الأولى وانتقالها من الاعتماد على الفحم إلى طاقة أخرى فكان اكتشاف النفط هو الحل السحري لجعل الرأسمالية تحقق قفزات هائلة عن طريق هذه الطاقة البديلة الأفضل والأرخص من الفحم. ومما يجب أن لا يغفل، ولو للحظة واحدة، هو أن المؤتمر الصهيوني الأول عقد في عام 1897 بعد اكتشاف النفط وليس قبل ذلك، ولهذا فإن تأسيس الصهيونية من قبل بريطانيا،وليس من قبل اليهود، كان عبارة عن خطة زرع كيان في وسط الوطن العربي يمثل الغرب ويخدمه ويوفر الظروف المطلوبة للسيطرة على الوطن العربي لأجل احتكار النفط بصورة مضمونة، ولو نظرنا الآن وبعد مرور أكثر من 120 عاما على صدور وعد بلفور لرأينا الترابط العضوي في مسلسل الإعداد خطوة خطوة لإنشاء الكيان الصهيوني وترسيخه وجعله أقوى من كل الدول العربية، حيث نرى أن تعاقب خطوات المخطط يقوم على فكرة توسع التنفيذ وزيادة الإمساك بمناطق نفوذ أكبر من السابق في كل خطوة جديدة، مع الحرص الشديد على ان لايسمح للضحايا بالانتباه لحقيقة ما يجري، خصوصا الربط بين اكتشاف النفط وتأسيس الصهيونية العالمية وصدور وعد بلفور ثم اتفاقية سايكس بيكو، فالمطلوب هو الجهل أو التجهيل بوجود أي رابط بين ما حدث قبل أكثر من قرن وبما يجري الآن وهذا شرط من شروط نجاح أي مخطط غربي صهيوني،وتلك من اهم سمات التخطيط الغربي. ومن المدهش والملفت للنظر إن الأغلبية الساحقة من المفكرين والخبراء والساسة العرب، بما فيهم أكثرهم اقتدارا ونجاحا، لم يربطوا بين ضم الأحواز في عشرينيات القرن الماضي إلى بلاد فارس،وهكذا كان اسم ايران الحالية، وتسميتها بعد ذلك في الثلاثينات باسم إيران، وبين القرار المنتظر التنفيذ بعد ذلك وهو إنشاء إسرائيل في فلسطين، فالخطة الغربية الصهيونية لم تقم فقط على إنشاء كيان غريب في فلسطين يفصل مشرق الوطن العربي عن مغربه بل كان يجب خلق كيان آخر قوي يكمل المهمة بجعله حليفا للكيان المخطط قيامه في فلسطين، فليس من المنطقي أن يقام كيان غريب في فلسطين من مهاجرين وغرباء ولا يتوقع حصول مقاومة شرسة من الشعب الفلسطيني والشعب العربي عموما.كما أنه لم يكن من الحكمة من وجهة نظر الغرب والصهيونية الاعتماد على فكرة إن الأنظمة العربية لانها صنيعة لبريطانيا وللغرب عموما فأنها لن تكون عقبة أمام قيام إسرائيل، التغيير في الأنظمة كان متوقعا طبقا لجدلية الصراع، وهذا يثبت أن التفكير الغربي البعيد المدى كان صحيحا، فما أن احتلت فلسطين حتى ظهرت مقاومات شعبية شرسة في فلسطين وفي الأقطار العربية الأخرى. وهكذا أصبح من المنطقي جدا أن يوفر الغرب ضمانة إضافية تساعد على ديمومة إسرائيل وحماية مصالح الغرب والضمانة هي أن تنقل بلاد فارس الضعيفة والمفتقرة إلى مقومات القوة الإقليمية العظمى،نظرا لافتقارها للمياه والأرض الزراعية والثروات الطبيعية كالنفط والغاز، فكان يجب منحها القوة المطلوبة التي تفتقر اليها لتتحول الى قوة اقليمية فاعلة،وبما أن بلاد فارس تميزت تاريخيا بعلاقة قوية باليهود منذ عهد كورش الذي دمر بابل لإنقاذ اليهود، ومرورا بمختلف مراحل التاريخ التي اتخذت به فيها بلاد فارس مواقف دعم الخطط الأوروبية والخطط الآسيوية ضد العرب مثل غزوات التتار، فكانت بلاد فارس هي الحليف والداعم الثابت لغزوات الغرب واسيا. هل كان من الضروري ستراتيجيا أن يوضع العرب بين المطرقة الصهيونية والسندان الفارسي كي تكتمل شروط تدميرهم تمهيدا لمحوهم هوية وقيما وتاريخا ووجودا؟ نعم ولهذا فإن إضافة الأحواز من قبل بريطانيا إلى بلاد فارس كان جزء من ذلك المخطط البعيد المدى للغرب والصهيونية لضمان وجود قوة إضافية أخرى تكمل دور إسرائيل وتقدم لها الحماية فتؤمن للغرب السيطرة التامة على النفط والغاز وبقية ثروات الوطن العربي وموقعه،إضافة لما هو أهم وهو منع هذين الكيانين (اسرائيل وايران) تحقيق الوحدة العربية بين مشرق ومغرب الوطن العربي والتي إذا تحققت ستنبثق قوة جبارة غير قابلة للاحتواء من قبل الغرب والصهيونية وبلاد فارس نهائيا، وتقلب التوازنات الستتراتجية. استنادا إلى ما تقدم يجب النظر إلى ما يجري الآن لتأكيد اشارتنا الجوهرية وهي أن إنشاء إيران بعد ضم الأحواز إليها كان جزء من المخطط الغربي الصهيوني لأحكام القبضة على الوطن العربي، وبالتالي فإن الدور الإيراني، ماضيا وحاضرا، لا يمكن أن يخرج عن هذا الإطار حتى وان كان ممكنا اللعب ضمنه، لسبب بسيط هو أن الغرب ليس جمعية خيرية تقدم الخدمات للنظام في بلاد فارس ثم في إيران ثم تتركه يعمل على هواه بل هي شركة كبرى كل ما تقدمه تنتظر قطف ثماره المادية،وهكذا فإننا حينما أطلقنا مصطلح إسرائيل الشرقية على إيران ومصطلح إسرائيل الغربية على إسرائيل التي تحتل فلسطين كنا ندرك الترابط العضوي المتين والثابت بين هذين الكيانين في إطار المخطط الغربي الصهيوني تجاه الوطن العربي، وواقع حالنا يؤكد بالقطع ما سبق. أن استفاضتنا في شرح ملاحظتنا الأولى هدفه استبعاد اي فصل بين وجود ما يسمى إيران أو إسرائيل الشرقية وإسرائيل الغربية واثبات وجود روابط عضوية بينهما ومصالح سترايجية مشتركة أهمها غزو الاقطار العربية ومحو الهوية العربية وهو ما اكده غزو العراق والدور الايراني الحاسم في تنفيذ المخطط الامريكي فيه وفي سورية واليمن ولبنان وغيره،وهذه الروابط موجوة منذ التأسيس لكلاهما ومازالت مستمرة وقوية حتى الان، اضافة الى صلتهما معا بالغرب الاستعماري صلة تبعية في الاطار العام،فهذه القوى الثلاث تشكل محورا مترابط ستراتيجيا ومصلحيا وتاريخيا ونفسيا، وما يجمعهم هو قاسم مشترك يتمحور حول معاداة الأمة العربية ماضيا وحاضرا. ومن يتجاهل هذه الملاحظة لن يستطيع فهم تعقيدات ما يجري منذ أكثر من أربعة عقود بين نظام الملالي والولايات المتحدة وإسرائيل الغربية، فقط فكروا بالاتي: لو ان بلاد فارس لم تضم اليها الاحواز، وموارد نفطها وغازها ومياهها توفر اكثر من 85% لايران الحالية، هل كانت اسرائيل الشرقية تستطيع تحقيق كل غزواتها وعدواناتها على الاقطار العربية في عهدي الشاه وخميني؟ هل كانت تستطيع تنفيذ مشاريع عملاقة مثل التصنيع وبناء جيش قوي في عهد الشاه ثم في عهد الملالي؟ ان تمويل سياسة امبريالية، والسياسية الايرانية في عهدي الشاه وخميني امبريالية بكل ما تعنيه هذه الكلمة،يحتاج لموارد ضخمة لم تكن بلاد فارس تملكها لكنها امتلكتها بعد ضم الاحواز اليها من قبل بريطانيا، ان الانتباه الدائم لهذه الملاحظة التاريخية فقط هو الذي يمكن الباحث من معرفة النتائج الصحيحة والوصول إليها. يتبع. 2-9-2024
11- بعد ان اكتملت الصورة -٢ التقية فن التضليل صلاح المختار الملاحظة الثانية: في الصراعات الكبرى المعقدة والخطيرة يلجأ الغرب والصهيونية واسرائيل الشرقية إلى أساليب في التخطيط والتفكير غير معتادة من قبل العرب وهي تقع تحت مفهوم التقية، أي تبني موقف ظاهري متناقض مع الهدف الحقيقي الذي يتم إخفاؤه، والتقية وأن أعتبرها البعض نتاج سايكولوجيا التشيع الصفوي إلا أنها في الواقع سمة من سمات الشخصية اليهودية،وانتقلت إلى بلاد فارس بعد الفتح الإسلامي، فالتقية يلجأ إليها الضعفاء غالبا لأن ضعفهم يجعلهم عاجزين عن الإفصاح عن مواقفهم الحقيقية خوفا من ردود فعل المستهدفين، فيتظاهرون بعكس ما ينون ويخططون، وفي حالة اخرى يلجأ القوي للتقية لتقليل خسائره التي تترتب على انكشاف خططه الحقيقة المخفية فيعمل على ابقاء الضحية هادئا مطمئنا كي يمكن اكمال عملية ذبحه بلا مقاومة! لذلك كنا نرى اليهود قبل إنشاء إسرائيل الغربية يتمسكنون ويتظاهرون بالضعف ويبدون أفضل أنواع الطيبة والتعاون مع محيطهم، ولكنهم بعد قيام اسرائيل الغربية تنمروا واصبحوا وحوشا كاسرة مثل يهود شرقيين! وكذلك الفرس وإن اختلفت إلى حد كبير طبيعة التقية في بلاد فارس حيث أن بلاد فارس أصبحت ضعيفة بعد الفتح الإسلامي وكانت قبلها قوية في مراحل تاريخية معينة قامت فيها إمبراطوريات قوية، فالتراث الاستعماري للدولة الفارسية عميق وقديم واصيل، ولهذا فإنه اقترن بعد إسقاط العرب للإمبراطورية الفارسية بتقية مشحونة بالتظاهر بالود والاستخذاء، فلا تفارق فم الفارسي او اتباع الفرس،منذ الحكمين الاموي والعباسي حتى غزو العراق كلمة (يامولاي...) والتي تقترب من معنى انا عبد لك، عندما يخاطبون العربي،وهذا الاستخذاء المحسوب تقية موه العنجهية الفارسية ولكنها لم تمت،وبرزت ألاحقاد الفارسية بقوة أشد عمقا من أحقاد اليهود على العرب، واعتمدت على أساليب في ممارسة العداء أكثر إيذاء من ممارسات اليهود، وهذا ما يعرفه العرب الأقربون إلى بلاد فارس خصوصا العراق، وكانت اكبر الكوارث حلت باالعراق وسورية من صنع الفرس بعد غزو العراق. والتقية تجر الى مالا يستوعبه العقل العربي بصورة سهلة، وبالتالي فأنه يبقى مستبعدا الاحتمالات القاتلة لانها غير منطقية حتى يقع الفأس في الرأس فيكتشف ان طريقة محاكمته للاحداث تختلف جذريا عن محاكمات اعداءه لها! فالحركة الصهيونية في ألمانيا مثلا هي التي كانت وراء اضطهاد يهود ألمانيا بصورة بشعة والمحارق النازية كان من يديرها يهود، وكانوا كارهين لليهود الرافضين للصهيونية لانهم رفضوا الهجرة الى فلسطين اعتقادا منهم بان اسرائيل لن تقوم الابعد عودة المسيح، فدعوة الصهيونية لانشاء اسرائيل (مخالفة لاوامر الرب)، وحصل ذلك بعد أن عقدت الصهيونية الألمانية صفقة مع هتلر قامت بموجبها بتوفير ملايين الدولارات لأجل تنفيذ الخطط العسكرية لهتلر،ومنها صنع صنوف من الأسلحة متقدمة ولم يكن هتلر يملك التمويل اللازم لتحقيقها،فقدمت له الحركة الصهيونية ما يحتاجه من مال مقابل أن يضطهد اليهود في ألمانيا، وحينما سألهم هتلر عن سبب هذا السخاء تجاه ألمانيا قالوا له بكل صراحة (نحن نريد أن يهاجر اليهود إلى فلسطين)، فتخيلوا كيف يفكر العقل اليهودي عندما يموت الآلاف منهم على يد يهود أو ألمان بمساعدة اليهود فقط لأجل تهجيرهم إلى فلسطين؟ انه ثمن يجب أن يدفع من أجل تحقيق ما هو أكبر وهو إنشاء إسرائيل. كما أن الولايات المتحدة الأمريكية عرف عنها أنها تضع لكل مرحلة من تنفيذ خططها اطارا سياسيا وفكريا ونفسيا هدفه منع الضحايا من الربط بين قرارات وخطط سابقة وبين ما يجري لهم، فتتظاهر بانها تعمل من اجل مساعدة تلك الدولة لبناء الحداثة والديمقراطية واحترام حقوق الانسان وانها تدافع عن الصديق والحليف، وان ما يشاع عن وجود خطط امريكية معادية للحليف او الصديق هي محض اكاذيب هدفها زرع عدم الثقة،ونظرة سريعة لكيفية تنفيذ وعد بلفور واتفاقية سايكس بيكو وخطة بنرمان وهي كلها وضعت في بداية القرن العشرين ومازلت تنفذ حتى الان بلا توقف تثبت بالقطع باننا نواجه مخططا تاريخيا عمره اكثر من قرن ومع ذلك يفتقر كثيرون الى القدرة على الربط بين تسلسل الاحداث وكونها اجزاء مترابطة من مخططات ثابتة! أما إسرائيل الشرقية فإنها تفعل نفس الشيء فنظام خميني مثلا بدأ مسيرته بشعارات تتحكم بها التقية ومنها الدفاع عن فلسطين والقدس ومحاربة الشيطان الاكبر (امريكا) والشيطان الاصغر (اسرائيل) الغربية، وكان ذلك كله غطاء لخداع العرب والمسلمين وجر الكثير منهم لدعم مواقف نظام الملالي حتى لو كانت تبدو غريبة ومناقضة لشعار الموت لامريكا مثل اصرار خميني على شن الحرب على العراق، وكان شعار (تحرير القدس يمر عبر تحرير بغداد) هو اللعبة التي منعت البعض من الانتباه لما يقوم به نظام الملالي مع العراق اولا،وبقي الامر هكذا طوال اكثر من اربعة عقود زخرت بأحداث خطيرة جدا هددت الوجود العربي مباشرة واكثر مما هدده الكيان الصهيوني وامريكا، مثل نشر الفتن الطائفية في الوطن العربي مقرونة بنشر كافة انواع الفساد الاخلاقي والمالي وتعميم المخدرات، وزرع الشذوذ الجنسي وزواج المتعه الذي وصل حد الاباحية الجماعية والتي تمارس اثناء الزيارات الدينية التي تتحول الى مهرجانات اباحية غير مسبوقة يمارس الجنس فيها من قبل عشرات الالاف! ووصل التحلل الاخلاقي والضميري حدود ممارسة زنا المحارم، ومع ذلك بقي البعض يسير خلف نظام الملالي ويدعمه لانه (داعم للقضية الفلسطينية) ويقدم الدعم المالي والعسكري لمنظمات فلسطينية! وصفقة إيران جيت عقدت في ظل حرب كلامية شرسة بين أمريكا وإسرائيل الشرقية وقدمت فيها أمريكا وإسرائيل الغربية اسلحة ضخمة لإيران أستخدمتها ضد العراق في الحرب التي شنها خميني عليه، رغم ان نظام الملالي يصر على شتم امريكا واسرائيل الغربية بلا توقف ليكون ذلك وسيلة اقناع للاتباع كي يستمروا في طاعة الولي الفقيه! وكذلك فإن حكام إسرائيل الشرقية يظهرون كل الود لأعدائهم قبل نشوب الحروب بينهم وبعدها،وهذه حالة معروفة فإذا كان الرئيس الإيراني يستقبل شخصيات عراقية بعد إنهاء الحرب بالتقبيل والأحضان مع إنه كاره لهم كرها شديدا كما أثبتت الأحداث فإن ذلك يمثل أبرز تعبير عن التقية. اننا نشرح كل ذلك لكي نوضح طريقة تفكير وتخطيط اعداء امتنا العربية المختلف جذريا عن طريقة تفكيرنا وتخطيطنا فتتوسع امكانية استيعاب حقائق مرعبة تنكشف ولكن بعد خراب البصرة! وفي ضوء ما تقدم يمكن تناول موضوع الدعم الإيراني للقضية الفلسطينية،وكان هذا التكتيك الايراني يستهدف عزل العراق عن العرب، أثناء الحرب التي شنها خميني عليه، إضافة إلى أنه غطاء ناجح للسيطرة على المنافذ الإعلامية والسياسية والنفسية للقضية الفلسطينية وإبعاد العرب عنها خصوصا بعد غزو العراق وتبني الأنظمة العربية موقف يتراوح بين اللامبالاة تجاه فلسطين وبين التطبيع مع إسرائيل الغربية، فأصبح الدعم الإيراني لحماس والجهاد الإسلامي وكتائب القسام وسيلة فعالة كي تحسب القضية الفلسطينية على إسرائيل الشرقية بدل أن تبقى في إطارها العربي، رغم ان الفرس معادون في الواقع لفلسطين، فالذي يعادي العراق وسورية وبقية الاقطار العربية ينطلق من موقف قومي عنصري كاره لكل العرب لكنه يستخدم التقية لتحييد قسم من العرب او لكسبهم الى جانبه ضد بقية العرب عبر تبني موقف داعم بسخاء لمنظمات فلسطينية تماما مثلما دعمت الصهيونية الالمانية هتلر ـ أستمرت طهران في ممارسة دعم منظمات فلسطينية وشتم الصهيونيه وامريكا طوال عقود وتحت هذا الغطاء نجحت في غزو اقطار عربية رئيسية مثل العراق وسورية، ودمرا تدميرا شاملا ابشع من تدمير فلسطين واكثر تكلفة بعدة مراحل من كل تضيحات الشعب الفلسطيني، وتهدد الهوية القومية العربية لتلك الاقطار بصورة حاسمة لكن كل ذلك لم يحرك المشاعر الوطنية والقومية في تلك المنظمات الفلسطينية والتي بقيت تمتدح قادة الفرس، مثل قاسم سليماني، الذين ولغوا في دماء ملايين العرب في العراق وسورية! وتستمر عملية الخداع الكبرى هذه الى ان يصل الصراع الى ذروته الحاسمة فتضطر أسرائيل الشرقية لرفع برقع التقية عن وجهها والاسفار عن موقفها الحقيقي المخفي طوال اكثر من اربعة عقود كانت عقود كذب وخداع مبرمجين! وهو ما نراه الان بكل ضوح خصوصا بعن تصريحات علي خامنئي التي اكد فيها ان الصراع الحقيقي هو بين معسكر الحسين ومعسكر يزيد، اي بين السنة والشيعة! وهكذا وضعت تلك المنظمات الفلسطينية السنية امام واقع تعجز عن تفسيره واستيعابه لانها غطست في بحر الخداع واصبحت في وضع بالغ الخطورة، وهذا ما سوف نوضحه.يتبع.
12-من رجال الرعيل الاول من فلسطين: الشاعر الفلسطيني هشام عودة كثيرًا ما سمعت اسم الرفيق لطف غنطوس منذ بداية رحلتي في عالم السياسة والنشاط السياسي والنقابي، وعلمت حينها أنه من عائلة فلسطينية توجهت إلى بغداد بعد نكبة فلسطين عام ١٩٤٨ وفي هذه المدينة النابضة بالحياة أكمل لطف غنطوس دراسته الثانوية والتحق بجامعة بغداد، وكان قد التحق بصفوف حزب البعث العربي الاشتراكي وأصبح واحدًا من ألمع الطلبة البعثيين أثناء دراسته الجامعية.. وهذا في اعتقادي ما أدى إلى انتخابه رئيسًا للاتحاد العام لطلبة فلسطين عند تأسيسه عام ١٩٥٩، حيث تحتفظ ذاكرة الناشطين في ذلك الوقت وما بعده باسم لطف غنطوس بوصفه البعثي الذي ترأس الهيئة التنفيذية الأولى لاتحاد الطلبة، وفي النصف الثاني من ستينات القرن الماضي أصبح لطف غنطوس أحد الأسماء القيادية الوازنة في الثورة الفلسطينية وهو المولود عام ١٩٣٨ اليوم أصبحتُ والأستاذ لطف غنطوس صديقين في هذا الفضاء الافتراضي.. وعندما تصفحت بعض ما يكتب وجدته ما يزال في عنفوان شبابه رغم سنوات عمره الست والثمانين، وهو يعيش في منفاه الاختياري ما وراء البحار.. اليوم تعرفتُ على مناضل من الرعيل الأول كان له حضوره اللافت في المشهد السياسي والنقابي والحزبي الفلسطيني قبل ستين عامًا وأكثر شكرًا لك أيها الرفيق المناضل وأطال الله بعمرك لنحتفل معًا بفلسطيننا المحررة من الماء إلى الماء
تقارير 1- معهد واشنطن ينشر قائمة المتورطين والضحايا في قضية التنصت ويدعو الى إيقاف تبادل المعلومات الاستخبارية مع بغداد 7 سبتمبر، 2024 أفاد تقرير لمعهد واشنطن ان فضيحة تنصت كبيرة في العراق، تدفع واشنطن الى إيقاف التعاون الاستخباري مع بغداد، بسبب انعدام الثقة وتسرب المعلومات، واختراق جهاز المخابرات العراقي من قبل قوى موالية لايران. وفيما يلي تلخيص للأسماء الواردة في التقرير والاتهامات المتعلقة بالتنصت. مصدر سياسي رفيع أكد لـ المنصة ان المعلومات الواردة في التقرير، الغرض منها اثارة الفتنة، وهي مستمدة من مصادر معارضة “تستاء من اي تغيير ايجابي نحو الاستقرار” في العراق، وهي تسعى الى اثارة الضجة الكبيرة حول الملف الذي تم معالجته وفق القوانين والانظمة المرعية، وان محاولات تسييسه من قبل المعهد الامريكي، مفضوحة. الضحايا: القاضي فائق زيدان - رئيس مجلس القضاء الأعلى: تم استهدافه بالمراقبة. نوري المالكي - رئيس وزراء سابق: تعرض للمراقبة، وكذلك صهره ياسر عبد صخيل المالكي. هادي العامري - رئيس “الإطار التنسيقي” و”منظمة بدر” المدعومتين من إيران: كان من بين المستهدفين بالمراقبة. محسن المندلاوي - رئيس مجلس النواب بالوكالة وعضو “منظمة بدر”: كان مستهدفاً. محمد الحلبوسي - رئيس مجلس النواب السابق: من الشخصيات المستهدفة. حيدر العبادي - رئيس وزراء سابق: تعرض للتنصت. همام حمودي - رئيس “المجلس الأعلى الإسلامي العراقي”: كان ضمن المستهدفين. أحمد الفتلاوي - مستشار عمار الحكيم: من بين الشخصيات المستهدفة. أعضاء في مكتب الرئيس ومسؤولون في “الحشد الشعبي”: تم استهدافهم أيضاً. قيس الخزعلي - زعيم “عصائب أهل الحق”: لم يتم استهدافه (يقول التقرير انه مسيطر على حكومة السوداني). المتورطون: عبد الكريم السوداني - السكرتير العسكري لرئيس الوزراء. خالد اليعقوبي - مستشار السوداني لشؤون الأمن. محمد جوحي - قائد الخلية، اعترف بالجريمة. أحمد السوداني - قريب رئيس الوزراء ورئيس “جهاز المخابرات الوطني” بالوكالة. التهم الرئيسية: استخدام أجهزة وممتلكات الدولة للتنصت على سياسيين وقضاة وشخصيات بارزة. محاولة إعداد فضائح ضد سياسيين ومسؤولين. استغلال “جهاز المخابرات الوطني” لتنفيذ خطة التنصت. وفي الثالث من أيلول/سبتمبر، تم اعتقال المصور الشخصي لرئيس الوزراء فيما يتعلق بالمخطط. جهاز المخابرات: فيصل غازي اللامي و وسام المحياوي يقول التقرير انه لم يعد الوثوق في جهاز المخابرات العراقي، بعد انفجار الفساد المسيّس في أفضل وكالة استخبارات في العراق عبر فضيحة تَنَصُّت كبرى موجهة من مكتب رئيس الوزراء؛ ويتعين على واشنطن تعديل تبادل المعلومات الاستخباراتية الثنائية وفقاً لذلك.يقول التقرير: في أوائل عام 2023، تم تعيين مدير جديد لمكافحة التجسس في “جهاز المخابرات الوطني العراقي” وهو فيصل غازي اللامي، ابن شقيق رئيس “هيئة الحشد الشعبي” فالح الفياض، وأحد أتباع أبو آلاء الولائي كما يشغل وسام المحياوي - الذي هو مرشح آخر من قبل الفياض - منصب مدير شعبة المراقبة في جهاز المخابرات الوطني العراقي.
2- انهيار العملية السياسية خلافات الاطار مع السوداني واجتماعهم يوم امس من دونه واعتقال أغلب اركان مكتبة والمرتبطين معه وهو يعلم أن كل ما يحصل بقضية التنصت للتغطية على سرقة القرن دفع السوداني اليوم لتقديم استقالته لرئيس الجمهورية،الخلافات داخل الاطار وصلت إلى طريق مسدود والمالكي وجدها فرصة سانحه القفز مره أخرى لسدة الحكم واوضح ذلك بلقائه يوم امس مع السفيرة الأمريكية وتعهد بانهاء الفوضى وتعزيز الشراكه وحل المليشيات، وتلميح المالكي بتوجهه نحو عودته لرئاسة الوزراء الذي اعترض علية منافسه الأقوى قيس الخزعلي وفريقه وتخوف المليشيات من عودته وحل المليشيات كما وعد السفيرة الأمريكية بذلك، وهم على علم أنه لا يتورع بقصفهم وقتل قادتهم اذا اقتضى الأمر وعزز مكانته عند الأمريكان وفي رئاسة الوزراء وسبق أن فعلها بصولة الفرسان باستهداف جيش المهدي وطلب تدخل القوات الامريكية لضربهم. الاطار لم يبقى لهم خيارات والجميع يريد انقاذ نفسه بعد أن طلب عمار الحكيم في الاجتماع أن تكون محاكمة القرن علنية،واغلب قادة الاطار مشتركين فيها مما يعني التخلص من المنافسين عبر القضاء وتسقيطهم وانهاء وجودهم أو فرض الأمر عليهم بانسحابهم من اجل عدم محاكمتهم. كل المؤشرات تشير إلى امر واحد مؤكد: انتهاء مرحلة النظام القائم ويجب إيجاد مخارج للمرحلة القادمة التي ستختفي اغلب وجوه المرحلة القديمة، وكل من سيكون على سدة الحكم في مجلس الوزراء أن بقي السوداني أو استلمها المالكي أمامه خيارات صعبه واهمها المواجهة مع حيتان الفساد والمليشيات والنفوذ الايراني والا سيلتحق بمن سيسقط ويطاح به بالقانون أو بالقوة. الجميع يعلم أن النظام الايراني فقد قدرته وقوته وهو في طريقه للزوال أن لم ينفذ ماهو مطلوب منه بالفقرات ال 12 التي حددها سابقا بومبيو وزير الخارجية الأمريكي السابق،وتاكد لهم ذلك بعد تخلية عن أقرب حلفائه واقواهم وهو حزب الله وتاكد الأمر لهم بعد أن تخاذل النظام الايراني واستجبن بعدم الرد ومواجهه اسرائيل فإن كان هذا مصير صقور ساسة الشيعة فما هو حال ساسة السنه الذيول؟ اللعبه كما قلنا في نهاية الشوط الاضافي الثاني ولا مكان للتعادل فيها 1. اللقاء المتوتر بين السوداني وزيدان: أكد مصدر مطلع على الأوضاع السياسية أن لقاءً جرى بين السوداني وزيدان تميز بجو من التوتر الشديد. حاول السوداني بشتى الطرق إغلاق ملف قضية التنصت وإخراج المتهمين الرئيسيين محمد جوحي وعلي مطير من دائرة الاتهام، إلا أن زيدان أصر على المضي قدمًا في محاكمة المتهمين، معتبرًا أن هذه القضية تمس بشكل مباشر الأمن القومي العراقي. 2. تدخل القوى الخارجية:أشار المصدر نفسه إلى تدخل قوى خارجية مؤثرة على الساحة السياسية العراقية في محاولة لإغلاق القضية والتوصل إلى اتفاق بين السوداني وزيدان. هذه القوى أدركت أن استمرار هذه القضية قد يهدد بإسقاط حكومة السوداني، خاصة بعد تأكدها من أن التوجيهات بالتنصت كانت تصدر منه شخصياً. هذا التدخل الخارجي يعكس مدى خطورة الموقف والتداخل الكبير بين المصالح الداخلية والخارجية في العراق. 3. توسع نطاق التجسس:لم تقتصر عمليات التنصت التي نفذتها الخلية على هواتف النواب فقط، بل امتدت لتشمل هواتف القادة السياسيين والرئاسات الأخرى. أوضحت المصادر أن هذه العمليات كانت تُدار من داخل مكتب رئيس الوزراء، عبر خلية نشطت أيضاً على خط المساومة والابتزاز السياسي. استخدام المعلومات المستقطبة من هذه العمليات كان يتم في ظروف تخدم مصالح السوداني، سواء باستباق ردود الفعل السياسية أو بتوجيه ضغوط على الشخصيات المستهدفة. 4. دور الفريق عبد الكريم السوداني:كشف مصدر مطلع قريب من التحقيق في قضية شبكة الابتزاز والتنصت أن المتهم الأول هو الفريق عبد الكريم السوداني، السكرتير العسكري لرئيس الوزراء. جاءت هذه الاتهامات استنادًا إلى اعترافات من قبل المتهمين محمد جوحي وعلي مطير، اللذين أشارا إلى السوداني كالعقل المدبر للشبكة. ورغم هذه الاعترافات، هناك تعتيم واضح على دور الفريق السوداني، حيث يحاول البعض إخفاء دوره وتحميل المسؤولية كاملة لمحمد جوحي وعلي مطير فقط. 5. استهداف القادة البارزين:كشفت مصادر أمنية موثوقة أن خلية التجسس كانت تستهدف عدداً من القادة البارزين ضمن الإطار التنسيقي، ومن بينهم رئيس مجلس القضاء الأعلى، القاضي فائق زيدان، ووزير الداخلية، عبد الأمير الشمري. هذه الخلية كانت تعمل على جمع معلومات حساسة تتعلق بأنشطتهم وتحركاتهم، مما يثير مخاوف جدية حول مدى عمق الاختراقات التي يمكن أن تهدد البنية السياسية والأمنية للعراق. 6. تمويل الخلية:أفاد مصدر قضائي قريب من التحقيق أن محمد جوحي اعترف بأن تمويل شبكة التجسس والابتزاز كان يصل إلى عشرات الآلاف من الدولارات شهريًا، وذلك بموافقة أحمد السوداني، الذي يدير فعلياً جهاز المخابرات. اعترف جوحي أيضًا بأن خالد اليعقوبي، مستشار السوداني، والفريق عبد الكريم السوداني كانا يشرفان على عمليات التجسس التي نفذتها الخلية. هذا التمويل تم عن طريق ميزانية جهاز المخابرات، مما يثير تساؤلات حول مدى تواطؤ بعض الجهات الرسمية في تمويل هذه الأنشطة غير القانونية. 7. قائمة الضحايا:كشفت مصادر مطلعة أن الشخصيات التي استهدفتها عمليات التنصت التي نفذتها خلية جوحي تشمل نخبة من القادة السياسيين، من بينهم فائق زيدان، نوري المالكي، هادي العامري، محسن المندلاوي، محمد الحلبوسي، وغيرهم. هذه العمليات تم تنفيذها بالتعاون مع ضباط في جهاز المخابرات، بدعم وتمويل من ميزانية الصرف السري لجهاز المخابرات، تحت إشراف عبد الكريم السوداني وخالد اليعقوبي. 8. الضغط على القضاء:في محاولة لتغطية فضيحة خلية جوحي، أفادت مصادر موثوقة بأن السوداني يمارس ضغوطاً كبيرة على القاضي فائق زيدان للتستر على الفضيحة. ورغم هذه الضغوط، يتمسك زيدان بموقفه الراسخ، معتبراً أن قضية خلية جوحي تتعلق بشكل مباشر بحماية الأمن القومي العراقي، وهو ما يعده خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال. 9. "السوداني غيت": الفضيحة السياسية الكبرى:في تطور جديد، ظهر مصطلح سياسي جديد في العراق وهو "السوداني غيث"، في إشارة إلى فضيحة "وترغيت" التي أسقطت الرئيس الأميركي نيكسون. كشف مصدر سياسي مطلع أن السوداني يسعى للاستعانة بالإيرانيين والسفارة الأميركية للضغط على زيدان بهدف التستر على فضيحة جوحي. وأضاف المصدر أن وفداً إيرانياً وصل إلى بغداد لتحقيق هذا الهدف. -بتوجيه من فائق زيدان قام علي حسين جفات باعتقال محمد جوحي وهو مسؤول بمكتب رئيس الوزراء وعند اعتقاله اعترض احسان العوادي مدير مكتب السوداني وقال ان السوداني لا يريد تسليمه الان فقال له علي حسين جفات (ازين شاربك وشارب السوداني كلكم عليكم ملفات)اعترف محمد جوحي على ان السكرتير العسكري لرئيس الوزراء الفريق عبد الكريم السوداني وشقيق رئيس الوزراء عباس شياع السوداني هم من يقود ما تسمى خلية التجسس ويعطوهم الاوامر بتوجيه من السوداني نفسه قبل يوم امس عاد قاضي جهاز المخابرات وقم باعتقال السكرتير العسكري لرئيس الوزراء الفريق عبد الكريم السوداني والسكرتير الاخر احسان العوادي ومدير مكتب رئيس جهاز المخابرات احمد السوداني الذي يقود الجهاز لعدم وجود رئيس له وهم الان قيد الاعتقال.. وبحسب اعلام مقرب لاحزاب الاطار مذكرة القاء القبض الصادرة بحق رئيس هيئة النزاهة حيدر حنون صادرة بسبب تورطه وعمله مع شبكة تجسس محمد جوحي للبحث في ملفات لاستهداف سياسيين ورجال أعمال من ضمنهم نوري المالكي ومحمد الحلبوسي وياسر صخيل المالكي عبر ضابط يعمل في الامن الوطني يدعى علي مطير اعترف عليه جوحي.... وكشف مصدر قضائي مطلع عن تورط رئيس جهاز الامن الوطني ابو علي البصري بشبكة محمد جوحي من خلال تسخير بعض ضباط الجهاز للعمل مع جوحي.. - جوحي اعترف بأن مدير المنافذ الحدودية في جهاز المخابرات (حقي) كان يزوّده بتفاصيل عن حركة رجال الأعمال وصور جوازات سفرهم ومرافقيهم. كشف مصدر قضائي قريب من التحقيق ان محمد جوحي اعترف بأن تمويل الشبكة يصل الى عشرات الاف الدولارات شهريا بموافقة احمد السوداني الذي يدير فعلياً جهاز المخابرات والذي استخدم ميزانية السرية جهاز المخابرات لتمويل خلية جوحي - وأشار المصدر الى انه على أثر اعترافات جوحي، تم اعتقال عشرات المتورطين من جهاز المخابرات، والامن الوطني، ومجلس النواب، واستخبارات وزارة الداخلية...الاعلام المقرب لاحزاب الاطار هو التابع لنوري المالكي الذي اثار الموضوع لاسقاط السوداني التابع لقيس الخزعلي...الصراع الان بين فريقين:الاول قيس الخزعلي وادواته وهي محمد شياع السوداني ومكتبه وهم يريدون تبرئه نور زهير ودفع الحرج عن حكومتهم،والفريق الثاني نوري المالكي وادواته منها محسن المندلاوي وابو فدك ومصطفى سند يريدون الاستفادة من اموال نور زهير من جهة واسقاط السوداني التابع لقيس وتنصيب محسن المندلاوي التابع لنوري المالكي.... هذا جزء من الصراع لكن توجد تفاصيل اخرى معقدة ولم تكشف بعد
3-قرار بريطانيا تعليق صادرات بعض الأسلحة لإسرائيل "خطوة رمزية" ،استثنى القرار البريطاني أجزاء طائرات إف-35 المقاتلة. أحمد يحيى، بي بي سي 5 سبتمبر/أيلول 2024 لم يكن قرار بريطانيا بتعليق صادرات بعض الأسلحة لإسرائيل مفاجئا، لكنه لم يخل من الصدمة للمسؤولين الإسرائيليين في الوقت ذاته، فالخطوة جاءت من حليف تاريخي وفي "وقت حساس".وأعلنت بريطانيا، يوم الاثنين الماضي، أنها قررت تعليق حوالي 30 رخصة تصدير لمعدات عسكرية إلى إسرائيل، وذلك بعد مراجعة امتثال إسرائيل للقانون الإنساني الدولي خلال عملياتها العسكرية في غزة. جاء ذلك على لسان وزير الخارجية، ديفيد لامي، في إحاطة له أمام مجلس العموم. ما هي الأسلحة التي تستخدمها حماس وإسرائيل في الحرب الحالية، وتأثيرها على الصراع مستقبلا؟ما هي خيارات مصر المستقبلية بعد اكتمال ملء خزان سد النهضة الإثيوبي؟تشمل هذه الرخص الـ 30، من أصل حوالي 350 رخصة إجمالاً، مكونات للطائرات العسكرية والمروحيات والطائرات المسيرة وعناصر تسهل استهداف المواقع الأرضية، لكن مع استمرار توريد أجزاء لطائرات إف-35.وأكد المسؤولون أن الحكومة توصلت إلى أن هناك خطراً واضحاً، من أن تُستخدم العناصر المصدرة إلى إسرائيل في انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي.
4-كذاب يا حسن: أميركا تحدد «الخطوط الحُمر» لحرب «حزب الله» في زيارته الأخيرة إلى لبنان في منتصف شهر أغسطس (آب) الماضي، اجتمع المبعوث الأميركي آموس هوكستين مع رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، وتناقل الإعلام اللبناني أخباراً عن حَمْل تحذيرات أميركية للبنان من تفاقم الوضع في الجنوب، مما سيؤدي إلى عملية إسرائيلية تدميرية ستطول جميع أنحاء الداخل اللبناني، وأن هوكستين نصح بفصل قضية لبنان عن حرب غزة. وقد نقل بعض الصحف أن الرئيس بري رد على ضيفه بالقول إن الرسالة أُرسلت إلى العنوان الخطأ، وإن على هوكستين الضغط على بنيامين نتنياهو لوقف جنونه. ولكن وراء الكواليس، ومن مصدر مقرب جداً من بري، جاء أن «أهم هدف من الزيارة كان الطلب من رئيس المجلس النيابي نقل رسالة إلى قيادة (حزب الله) فحواها أن الرد على قتل القيادي فؤاد شكر أمر تتفهمه الولايات المتحدة، ولكن ضمن ضوابط و(خطوط حُمر) على (حزب الله) ألّا يتجاوزها، وإذا فعل، فإن الرد سيأتي فوراً من البوارج الحربية الأميركية والبريطانية التي هي على مسافة قريبة من الشاطئ اللبناني، وسيُستعمل في الرد ما سيُدهش (الحزب) بالتقنية الدقيقة المدمِّرة لكل ما فوق الأرض وتحتها». وضمن «الخطوط الحُمر» في الرسالة المطلوب عدم تجاوزها امتناع «الحزب» عن استعمال صواريخه المتوسطة وبعيدة المدى، وحصر العمليات في صواريخ «الكاتيوشا» وعدد محدود من المسيّرات؛ وعدم استهداف منصة «كاريش» لاستخراج الغاز؛ وعدم ضرب الأماكن السكانية المأهولة والمنشآت العامة، مثل المطارات والموانئ ومحطات الكهرباء والمستشفيات، وكذلك التبليغ عن موعد الضربة بواسطة وسيط قطري قبل 12 ساعة من حصولها». وقد أوفد بري بعد مغادرة هوكستين أحدَ المستشارين للاجتماع مع منسق الأنشطة في «حزب الله»، وفيق صفا، لإبلاغه الرسالة. في فجر يوم الأحد 25 أغسطس (آب) الماضي أطلق الحزب 230 قذيفة «هاون» ومسيّرة، متفادياً منصة «كاريش» والمناطق السكنية والمنشآت المهمة، وأعلن «الحزب» عن إصابة مبنى جمع المعلومات الاستخباراتية في غاليلوت المسمى «مبنى 8200». وقد استبقت إسرائيل هجوم «حزب الله» بثلاث ساعات ووجهت ضربات سمّتها «استباقية» نفذتها طائرات «إف16»، واستهدفت مخازن أسلحة وذخيرة ومنصات إطلاق صواريخ في 30 بلدة لبنانية جنوبية. وفي مساء يوم «المعركة»، أطل الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله، وألقى خطاباً أعلن فيه أن الرد على اغتيال فؤاد شكر قد حصل، وأنه ألحق هزيمة نكراء بجيش العدو، وبشّر اللبنانيين بأنهم يستطيعون العودة إلى قراهم وحياتهم الطبيعية، وانطلقت تظاهرات احتفالية في مناطق «الحزب» مهللة ومكبرة ومعظمة للأمين العام. ما قبل رسالة هوكستين مختلف عمّا يليها؛ إذ أصبح من الواضح أن مَن يحدد عمليات «الحزب» العسكرية و«الخطوط الحُمر» هي الولايات المتحدة بالمباشر، وبالتالي أصبح «السلاح وآلاف الصواريخ لردع العدو» ليس إلا تبريراً لحمله وردع معارضيه في الداخل إذا استطاع. ورغم إعلان نصر الله أن الرد على قتل القيادي شكر قد تم، فإن إسرائيل استمرّت في اعتداءاتها واغتيالها مقاتلي «الممانعة»، ضمن تعتيم قسري شامل من «الحزب»، إضافة إلى ما يحدث في جنوب لبنان. وقد قال أحد المواطنين الجنوبيين إنه خلال قيادة سيارته متجهاً من قريته إلى مدينة صيدا شمالاً اضطر إلى التوقف بعد أن سطع في وجهه ضوء قوي أصابه بالعمى الكامل، وقد سمع صوت مسيّرة على علوّ منخفض جداً، وبعد فترة ابتعدت، واستعاد الرجل نظره بعد نحو ساعة. وقد شرح خبير عسكري لبناني بأن العملية متكررة، وأنه من المرجح أنها نتيجة معلومات مخابراتية إسرائيلية، وفي حالة هذا الرجل كانت تتعلق بأحد قادة «حزب الله» الذي يتجول بسيارة شبيهة بتلك التي أُوقفت، وأنه بعد عملية تدقيق اتضح أن الأمر غير ذلك، فلم تُقصف. هذا هو وضع الجنوب اللبناني... أرض يسرح فيها الجيش الإسرائيلي، ويرتع قتلاً وتدميراً واعتداءً على المواطنين، وليس هناك من يردع، وإذا أراد «الحزب» الرد، فسيكون ضمن «خطوط حُمر» لا قدرة له على تجاوزها. من المؤكد أن «حزب الله» يدرك أن ردع الإسرائيلي بات وهماً للداني من البيئة الحاضنة وللقاصي من اللبنانيين عموماً، وأن ما يسعى إليه هو سيطرته على القرار السياسي في لبنان، التي هي امتداد لسيطرة إيران المترامية على البحر الأبيض المتوسط. إلا إن معضلة «الحزب» وأسياده في طهران أنهم ينجحون بتفوق في السيطرة؛ ولكن يفشلون في إدارة ما يسيطرون عليه، فتعم الفوضى والجريمة، ويسود الفقر والعوز والتخلف. من ناحية أخرى، تسعى إيران إلى البناء على المكاسب الدبلوماسية التي تحققت لها من خلال تجنب الصراع المباشر مع إسرائيل وسط حرب غزة، عبر الإشارة إلى رغبتها في إبرام اتفاق جديد مع القوى الغربية بشأن برنامجها النووي. وفي مقابلة مع التلفزيون الحكومي الإيراني يوم 23 أغسطس الماضي، أشار وزير الخارجية المعيّن حديثاً، عباس عراقجي، إلى التحول في السياسة، مما جعلها تتماشى مع موقف الغرب عبر الاعتراف بأن أجزاءً من «خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)» المتفق عليها في عام 2015، أصبحت غير صالحة بمرور الوقت. وقال عراقجي إن «(خطة العمل الشاملة المشتركة) في شكلها الحالي غير قابلة للإحياء»؛ لأنه لم يتم الوفاء بالمواعيد النهائية الرئيسية في الاتفاق، مما يستلزم إجراء محادثات بشأن إعادة فتح هذه البنود وإجراء تغييرات.
5- رئيس الوزراء الاسبق طاهر المصري “آخر المُحذّرين” من “تجاهل المُقاومة الفِلسطينيّة”. نقاشات أردنية أكثر حدّيّة وسُخونة بعد “تطوّرات الضفة الغربية”… دعوات لإعادة النظر وتصويب “بعض الأمور” وقناعة بأن “الرئيس عباس” لم يعد ضامنًا لمصالح المملكة لم يحدد السياسي الأردني المخضرم والبارز ورئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري الملاحظات المحددة التي يرغب بتصويبها وتعديلها ضمن المقاربة التي يقترحها على الدولة الأردنية بخصوص تطورات الأحداث في فلسطين المحتلة. واعتبر المصري علنا أمس بأن على الأردن أن يُعيد النظر ببعض قراراته وخياراته لكنه واستنادا إلى وكالة قدس برس لن يدلي بتوضيحات اضافية عما يقترحه بهذا الخصوص وتحدّث بإسهاب مجددا عن المخاطر التي يمكن أن تمس بمصالح الأردن دولة وشعبا في ظل استمرار الاوضاع غير المستقرة في فلسطين المحتلة وابتعاد خيارات حل الدولة وحل الدولتين على نحن يمكن ان يؤدي للمساس بالمصالح الأردنية. مراقبون حاولوا الاستفسار عن مقاصد المصري في المجال الحيوي للملاحظات التي تقدم علنا بها حيث طالب بتصويب بعض الأمور في مسيرة الموقف السياسي للدولة لكنه لم يشرح التفاصيل واشار من باب التلميح إلى أن البقاء فلسطينيا في دائرة مساندة ما تسميه الدولة الأردنية بالشرعية الفلسطينية مسالة تحتاج لإعادة نظر والمقصود هنا ان المصري يؤيد فيما يبدو اقتراحا بأن تقيم الحكومة الأردنية علاقات مباشرة مع بقية مكونات المشهد الوطني الفلسطيني وبالتالي فصائل المقاومة. ولا يوجد جديد على صعيد العلاقة والتواصل ما بين الأردن وفصائل المقاومة الفلسطينية وسبق للمصري نفسه أن أبلغ عدة شخصيات سياسية وإعلامية بانه لاحظ مؤخرا على لسان كبار المسؤولين في الأردن بأن الموقف السياسي الأردني يعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من الخطوط الحمراء التي ينبغي أن لا يتم تجاوزها. ويبدو أن حرصا إضافيا داخل الدولة الأردنية مع جهد يُبذل للحفاظ على ما تسميه حكومة عمان بالشرعية الفلسطينية. ولمس المصري هذا الإطار لكنه تحدّث عن تطورات حرجة ومخاطر اساسية في الطريق وقال علنا إن بقاء البوصلة الأردنية في اطار المعادلات الحالية مسالة تستوجب إعادة النظر والمراجعة فيما يرى سياسيون أكثر أن البقاء مع الرئيس عباس لم يعد يكفي لتأمين المصالح الأردنية.ويُحجم المصري بالعادة عن الإدلاء بآراء علنية بسبب حجم التعقيدات السياسية لكن يقترح الآن بأن المشهد الفلسطيني اصبح مفتوحا على الاحتمالات واعتبر في وقت سابق أن الأردن معنى بنتائج و تداعيات الصراع الجذري الذي يحصل الآن داخل أو في عمق المشهد الفلسطيني. وشدّد المصري أيضا على أن فلسطين لن تتحرر الا بالمقاومة معتبرا بأن الصراع بين الاحتلال الإسرائيلي ومقاومة الشعب الفلسطيني قد يحتاج لعدّة سنوات إضافية. ومن هُنا تبرز بتقديره السياسي الخبير حاجة دولة مثل الأردن لمقاربة مختلفة في مسالة تحديد كيفية تنويع العلاقات والاتصالات والتعامل مع الواقع الموضوعي بمعنى وجود امور لابد من تصويبها وإعادة نظر بالكثير من الاعتبارات وتنويع العلاقات من المستوى الإقليمي مع دول المحاور والمقصود هنا بكل حال الجمهورية الإيرانية أو دول وأطراف محور المقاومة وإن كان المصري يمتنع عن قول ذلك بشكل مباشر وبشكل واضح. والصوت الذي خرج من المصري مؤخرا قد يكون آخر صوت سياسي يقترح مقاربة أسرع نحو تشبيك الأيادي بالمقاومة الفلسطيينية خصوصا وأنه يدرك بأن مصلحة الاردن كما قال أن تحسم هذه المواجهة الحالية لصالح المقاومة الفلسطينية محذرا من أن المشكلة الأكبر للمصالح الأردنية والعربية والفلسطينية عموما هو أن تحسم أو يحسم اليمين الإسرائيلي المواجهة الحالية لصالحه. وهو أمر سبق أن حذّرت منه أيضا شخصيات بارزة تقلّدت منصب رئاسة الوزراء في الأردن عدة مرات من بينها أحمد عبيدات وعلي أبو الراغب إضافة إلى سياسيين من طراز مختلف على رأسهم الدكتور ممدوح العبادي، إضافة إلى آخرين. وتبحث عموما النخبة السياسية الأردنية عن حالة مقاربة تحاول تفسير القول مرجعيا ومؤسسيا بأن خيارات الدولة الأردنية أصبحت في المسالة الفلسطينية وتحديدا بعد تطورات وتدحرجات ملف الضفة الغربية مفتوحة على كل الاحتمالات.
6-رسالة الكونغرس الأمريكي إلى الرئيس بايدن حول تهريب النفط الإيراني بواسطة العراق نص الرسالة: كونغرس الولايات المتحدة الأمريكية واشنطن ٤ أيلول ٢٠٢٤ الرئيس المحترم جوزيف ر. بايدن البيت الأبيض عزيزي السيد الرئيس: نكتب بشأن الزيارة الوشيكة التي سيقوم بها حيان عبد الغني، وزير النفط في حكومة العراق. هناك العديد من التقارير العامة التي تزعم أن عبد الغني ومسؤولين آخرين في الحكومة العراقية متورطون في التهرب من العقوبات على نطاق واسع نيابة عن النظام في إيران. بالنظر إلى هذه التقارير، نطلب بكل احترام أن تمنع إدارتكم الوزير عبد الغني من حضور الفعاليات في الولايات المتحدة لحين يتم التحقيق في هذه الادعاءات وتقديم النتائج إلى الكونغرس. علاوة على ذلك، و إذا تم التحقق من ذلك، فإننا نحثك على وضع هؤلاء الأفراد والكيانات، على العقوبات ووبحسب ما هو مناسب. نحن نشعر بالقلق إزاء هذه التقارير المعلنة والخاصة على حد سواء بأن قطاع النفط العراقي يتم تحويله إلى وسيلة قوية ومستدامة تقوم من خلالها جماعات الميليشيات المتحالفة مع إيران والحرس الثوري الإسلامي الإيراني بتمويل الارهاب. وذكر تقريراً صدر مؤخرا عن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن حجم بعض هذه العمليات كبيرا جدا ويقدر بصاف ما يقرب من مليار دولار سنويا. وسيمكن هذا الكيانات الإرهابية التي حددتها الولايات المتحدة من تسهيل التهرب من العقوبات وذلك من خلال السماح لصادرات النفط الإيراني بالوصول إلى السوق العالمية وتحت غطاء بأنه نفط عراقي. وعلاوة على ذلك، نشعر بالقلق من أن المخطط قد يشمل إساءة استخدام وصول العراق إلى الدولار الأمريكي من خلال مبيعات النفط لمنح إيران إمكانية الوصول غير المشروع إلى الدولار. ويساورنا القلق أيضا من أن كبار المسؤولين العراقيين وأسرهم، بمن فيهم أولئك الذين يعملون في وزارة النفط العراقية ووزارة الصناعة والمعادن العراقية، متورطون وبشكل مباشر. ويشمل ذلك التلاعب بالتخصيصات وتهريب النفط الأسود من قبل شركات تملكها و تسيطر عليها عصائب أهل الحق)، وهي منظمة عراقية ترعاها إيران وتعتبرها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية أجنبية وإرهابية عالمية محددة بشكل خاص. هناك تقارير معلنة أخرى أن النفط الأسود قد يتم تحويله من استخداماته الصناعية المقصودة وبدلا من ذلك يتم تهريبه إلى السوق الدولية، مما يعود بالفائدة إلى الحرس الثوري الإيراني ووكلاء إيران في العراق. وثمة مصدر قلق آخر هو أن حكومة العراق قد تسهل عمليات التهرب من العقوبات الإيرانية من خلال السماح للنفط الخام الإيراني بدخول مناطق تحميل النفط البحرية في العراق، حيث يخلط مع النفط العراقي المهرب من قبل الإرهابيين ويصنف على أنه منتجات عراقية. هذا العمليات تم التحقيق بها من قبل إدارة بايدن وأثارت قلقا كبيرا في الماضي. يزيد هذا المخطط من اسعار النفط الخام الإيراني المعاقب ولصالح إيران والحرس الثوري الإيراني. من المحتمل جدا أن يكون المسؤولون في مكتب رئيس الوزراء العراقي ووزارة النفط العراقية والشركة العامة لتسويق النفط (SOMO) ووزارة النقل على دراية بآلية التهرب من العقوبات هذه ومتواطئين فيها. وأخيرا، نشعر أيضا بقلق عميق من أن إيران، كجزء من هذه العمليات غير المشروعة، تستغل وصول العراق العام إلى تجارة النفط المعتمدة بالدولار للوصول لنفسها والحصىول على الدولار الأمريكي. استنادا إلى هذه التقارير، نطلب منك التحقيق وتقييم ما إذا كانت وزارة النفط، والمؤسسة الحكومية لتسويق النفط، وشركة توزيع المنتجات النفطية، والشركة العامة لموانئ العراق، والشركة الحكومية للصناعات المعدنية، وأي من كبار المسؤولين في تلك الدوائر الحكومية، بما في ذلك الوزير حيان عبد الغني، قد شاركوا في فعاليات قابلة للعقوبات أو تسبب لشخص أمريكي لمخالفة العقوبات، وبالتالي التورط في سلوكيات محظورة. بالنظر إلى الحجم والإطار الزمني المحتمل لعمليات التهرب هذه، فمن والتي يبدو انه أن تكون قد تم تطويرها و توسيعها خلال فترة ولاية الوزير عبد الغني، وبالاعتماد على معرفته وخبرته كمدير سابق لشركة نفط البصرة.
7-حادثة خطيرة في تركيا؟ “نحن جنود مصطفى كمال”.. واقعة “مُظاهرة الضبّاط” التي أزعجت أردوغان!.. كيف وأين وقعت؟ ولماذا أعادت للأذهان “الانقلابات العسكرية”؟ وهل من دلالة لإشهار الضبّاط سُيوفهم فيها؟ وكيف ينظر الحزب الحاكم لولائهم لأتاتورك؟ وهل تُعاقبهم وزارة الدفاع؟ وهل يقف خلفهم “خُصوم تركيا”؟ لم تكن واقعة عابرة وعفويّة، تلك التي وقعت بحُضور الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، حيث عبّر الأخير عن انزعاجه منها شخصيًّا، وهذا ما نقله الصحفي التركي عبد القادر سيلفي عن الرئيس الذي عبّر عن انزعاجه من واقعة “مُظاهرة الضباط”. “مُظاهرة الضباط” تلك وقعت خلال حفل تخرّج في كلية الحرب البرية، حيث مئات من الضباط الأتراك يُؤدّون قسماً يُعربون فيه عن “ولائهم” لمؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، وهي واقعة أثارت وتُثير الجدل في تركيا، وسط النخب، وعلى المنصات التواصلية. الصحفي التركي الذي نقل انزعاج الرئيس التركي من الواقعة، معروفٌ بقُربه من دوائر الحكومة، كما مُرافقته للرئيس التركي في جولاته الخارجية، ويبدو أن الرئيس أردوغان تعمّد إظهار انزعاجه من المُظاهرة، فالصحفي نقل انزعاج الرئيس في مقال جرى نشره في صحيفة “حرييت” المحلية.وقال أردوغان: “أزعجتني حادثة القسم التي حدثت في الكلية الحربية”، وأضاف: “سأتحدث مع يشار باشا”، في إشارة إلى وزير الدفاع التركي يشار غولر.وقال الرئيس التركي، بحسب الصحفي سيلفي؛ إن “حادثة القسم لم تحدث في أثناء وجودي هناك (في الكلية الحربية)، بل حدثت بعد مُغادرتنا المكان”. وتُوضع علامات استفهام حول مكان وزمان المُظاهرة، حيث وقعت خلال حفل تخرج الكلية الحربية، وبغض النظر خلال تواجد أردوغان، أو عدمه.ويعتقد الرئيس التركي كما نقل عنه الصحفي سيلفي، بأن من أقسموا بولائهم لأتاتورك، ليسوا طُلّابًا، بل خرّيجون، ولافت بأن الرئيس مُهتم بالواقعة غير المسبوقة، حيث شدّد على أن وزارة الدفاع التركية ستبدأ بإجراء تحقيق مُفصّل في الحادثة، وذلك بحسب ما جاء في مقال الصحفي التركي المنشور في صحيفة “حرييت” المحلية، ما يطرح تساؤلات حول مخاوف جديّة شعر بها الرئيس أردوغان.
8-الصراع على مقادير النهب في العراق! صراع الوجود بين قيس الخزعلي زعيم تنظيم العصائب مع نوري المالكي زعيم تنظيم حزب الدعوة.بدأت ملامح هذا الصراع تبرز منذ تولي محمد شياع السوداني رئاسة الوزراء وهو ابن حزب الدعوة واحد ادوات الدولة العميقة لنوري المالكي والذي كان يشغل منصب وزير المالية عام 2014 وهو ونوري المالكي نهبا ميزانية العراق البالغة 160 ترليون دينار واختفت من خزينة الدولة جميعها!حيث قام نوري المالكي ومحمد شياع بتسليمها الى قاسم سليماني مقابل ابقاءه في الولاية الثالثة وذهب جزء منها الى قاسم سليماني شخصيا 60 ترليون دينار لتمويل لتنظيم داعش والاخر لتمويل المليشيات التي قاتلت داعش في مخطط ايراني عبر انشاء عدو سني يعطي شرعية للشيعة للاستيلاء على العراق بحجة محاربة هذا العدو ثم تسليمه الى ايران كما حدث بعدها والجزء الثالث تم تسليمه الى مجتبى خامنئي ابن علي خامنئي والمرشح لمنصب الولي السفيه وهو حصل على اكثر من 100 ترليون دينار منها مقابل اعطاء التزكية والدعم المطلق لنوري المالكي وجعله الاداة الاولى لايران في العراق!
9- (بيان حول تصريحات خامنئي حول حقيقة صراعهم ومن هم أعداؤهم)! الحمد للّه وحده، والصّلاة والسّلام على رسول اللّه الأمين، أما بعد: ففي الوقت الذي خيَّب فيه النظام الإيراني الحالي، ماكان ينتظره (بعضهم) من نصرة حقيقية لأهل غزة، بعد أن خذلها القريب والبعيد، ولو مجرد ردٍّ شكليّ لحفظ ماء الوجه بعد استهداف القائد المجاهد (إسماعيل هنية) رئيس المكتب السياسي لحركة حماس -رحمه اللّه-، الذي طالته يد الغدر والخيانة على أراضيها، وبتخاذل ظاهر في حمايته وتأمينه؛ فإذا مرشد النظام الإيراني (علي خامنئي) يطلق جملة من التغريدات العجيبة، معلنًا فيها ميدانَ معركته الحقيقية التي يقاتل فيها، وعدوَّه اللدود الذي يواجهه، وأبدية الصراع مع من أسماهم اليزيديّة، وهو المصطلح التاريخي الذي يقصد به هو وغيره (أهل السنّة والجماعة)!. وهو مصطلح مكذوب مغلوط؛ وليس ثمَّ اليوم ولا منذ أكثر من ألف وثلاثمائة عام جبهة يزيدية وأخرى حسينية! وسيدنا الحسين بن علي -رضي الله عنهما- من كبار أئمة أهل السنة والجماعة، ولن نسمح لاحد بتغيير التأريخ لمصالح فئوية خاصة، وإخراجه وآل بيته من وصفهم الصحيح ومكانتهم العزيزة في قلب كل مسلم.وتأتي هذه العبارات التي أطلقها (خامنئي) بما تحمله من حقد دفين على السواد الأعظم من المسلمين (السّنّة)؛ لتحمل في الوقت نفسه رسائل طمأنة للصهاينة ومن خلفهم، ليطلقوا أيديهم الملطخة بدماء الشعب الفلسطيني دون خوف من ثأر أو ردّة فعل!. ومع ما تحمله هذه الرسائل من حقد وبغضٍ؛ فإنها كذلك تكشف زيف الشعارات التي طالما أطلقها هذا النظام ورموزه؛ من شعارات نصرة (فلسطين والقدس والأقصى إلخ)! وهي الشعارات التي انخدع بها من لا يدرك ما يحمله هؤلاء من بغضاء لهذه الأمّة الماجدة، ولصحابة الصادق الأمين ﷺ، ورضي اللّه عنهم أجمعين!. إنّ هذه الكلمات التي أطلقها خامئني والحقّ يقال: هي بيان واضح لا لبس فيه عن حقيقة موقفهم المخزي من القضية الفلسطينية والمتاجرة فيها، عن طريق شعارات يروّجون بها لثورتهم المزعومة، ويخدعون به أقوامًا غافلين! ولا تزال المواقف والأحداث بدءًا من صابرا وشاتيلا وما تلاها من أحداث وتمكين ما يسمّی: حزب اللّه من الجنوب اللبناني، وموقفهم من دعم نظام بشار الأسد الطائفي، ومحاولتهم سرقة تاريخ المقاومة العراقية، وغيرها من أحداث جرت ضمن مخطط ماكر لعزل المحيط ودول الطوق من المكونات والفصائل السنيّة المقاتلة؛ ليكون حمل السلاح والقتال محتكرًا علی (طائفة) دون غيرها، وبرعاية إقليمية ودولية. وقد تُوِّج ذلك بما سُمي بمحور المقاومة، الذي يلوحون به لتحقيق مصالحهم الخاصة البغيضة، وهو في الحقيقة محور (طائفي) باستثناء الحالة الفلسطينيّة، التي يدفعون فتاتًا من الدعم المحدود ذرًّا للرماد في العيون، وسعيًا للتشويش وتجاهل ما يقدمه السواد الأعظم من المسلمين بشعوبه (السنيّة) من بذل ودعم بالمال والعتاد وغيرهما، على الرغم من مواقف بعض الأنظمة العربية التي أعلنت اصطفافها مع الكيان الصهيوني ومن معه! دون تفريق منهم بين المواقف الرسمية والشعبية؛ سعيًا للتدليس والتلبيس على الرأي العام، وإلا فأين هو الموقف الشعبي الإيراني من أحداث فلسطين، ولماذا يسجل الشارع الإيراني النشاط الأضعف في التضامن مع الحالة الفلسطينية؟!. إنّ هذه التصريحات وتلك العبارات تحتاج من بعض موجِّهي ومفكري (أهل السنّة والجماعة) وسياسيّهم، مراجعة حقيقية مواقفهم من وعود هذا النظام العنصري البغيض، وليعلموا أنهم يتعلقون بسراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه وجد الغدر والخذلان والشعارات الجوفاء في أحسن الأحوال، قال تعالی: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَاعَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [آل عمران: 118]. وصلّى اللّه وسلّم وبارك على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين. الموقعون على البيان: 1- رابطة علماء المسلمين. 2- منتدى العلماء. 3- رابطة العلماء السوريين. 4- رابطة علماء إرتريا. 5- هيئة علماء اليمن. 6- هيئة علماء المسلمين في العراق. 7- الرابطة العالمية للفقهاء. 8- الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة.. بالسودان. 9-رابطة علماء المغرب العربي. 10- تجمع حملة الشهادات العليا في محافظة الأنبار. 11- التجمع الشبابي للإصلاح. 12- تجمع طموح بلا حدود. 13- الميثاق الوطني العراقي. 14- رابطة أهل السنة والجماعة في العراق. 15-رابطة علماء ودعاة جنوب شرق آسيا. 16-هيئة علماء ليبيا. 17- الهيئة العالمية لمناصرة فلسطين. الشخصيات الموقعة 45 من مختلف الدول الاسلامية
10-هل لجم حشد القوة الأميركية إيران عن الردّ على اغتيال هنية؟ يشعر المسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بأنهم حققوا انتصارا ضد إيران، ويستطيع المتحدث إلى مسؤولين في هذه الإدارة استشعار هذا الشعور من خلال تعداد المسؤولين الأميركيين سلسلة من الأهداف التي حققها بايدن خلال الأشهر الماضية. وكانت إيران وما تزال تهدد بشن هجوم انتقامي على اغتيال زعيم تنظيم حماس إسماعيل هنية، لكن جو بايدن بعث إليها برسائل مباشرة ومن خلال الوسطاء، أن الولايات المتحدة ستكون مستعدة للرد على أي تهديدات، وحماية الجنود الأميركيين في المنطقة والدفاع عن إسرائيل.ولو نظرنا إلى حجم القوات التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى المنطقة خلال الأسابيع الماضية، لوصلنا إلى نتيجة واحدة وهي أن الأميركيين يملكون الآن قدرة عسكرية ضخمة في المنطقة.فوزارة الدفاع الأميركية أرسلت إلى المياه قبالة إيران، حاملتي طائرات مع كل السفن المرافقة لها. كما حشدت في المنطقة طائرات على قدرات عالية مثل إف 16 وإف 15 وإف 35 وإف 22، ثم أعلنت أنها ترسل غواصة تحمل صواريخ من نوع توماهوك، وكلها قادرة على رصد أهداف وضربها، وصدّ هجمات صاروخية إيرانية تستهدف الأميركيين في المنطقة أو تستهدف إسرائيل أو تستهدف أراضي الدول الجارة.“إيران لم تفعل شيئا” وأوضح مسؤول أميركي أن إيران لم تفعل شيئاً منذ اغتيال هنية، مضيفاً أن السياق الزمني يثبت أن بعث الرسائل أمر مهم جداً.وتابع أن إرسال القوات الضخمة إلى المنطقة له مهمتان، الأولى هي الدفاع عند الضرورة، والبعث برسالة أن الولايات المتحدة لديها الإرادة والقدرة. كما قال إن إيران تعرف أن أقوى قوة في العالم تقف إلى جانب الدول التي تخاصمها، مشدداً على أن إسرائيل وباقي الدول في المنطقة، يعرفون أن الولايات المتحدة تقف إلى جانبهم. الأميركيون باقون لا يريد الأميركيون القول إنهم “ردعوا إيران” لأن الأوضاع في الشرق الأوسط تأخذ مجرى غير متوقع في بعض الأحيان، لكن مسؤولا أميركيا قال بأن الولايات المتحدة أثبتت، وتثبت من خلال الحضور العسكري الضخم أنها لم تترك منطقة الشرق الأوسط.وصحيح القول إن الولايات المتحدة ترى منذ أكثر من عشر سنوات، أن المخاوف الأكبر تنبع من تصاعد القوة الصينية، وأن على واشنطن أن تتدارك المخاطر التي تسببت بها روسيا بهجومها على أوكرانيا، لكن إدارة بايدن الحالية تريد التأكيد أنها قادرة على مواجهة المخاطر في منطقة الشرق الأوسط من خلال قوة عسكرية متحرّكة وعالية القدرات التقنية وقوة نارية ضخمة. كما يهتم الأميركيون بهذه الرسالة، خصوصا أن إيران اعتبرت بعد خروج القوات الأميركية من أفغانستان، أن الولايات المتحدة تريد ترك المنطقة، وكانت طهران ترى أن لديها الفرصة لاستغلال الفراغ الأميركي وتحقيق أهداف إضافية في الشرق الأوسط، لكن المسؤولين الأميركيين يشيرون بوضوح إلى أن ما قامت به واشنطن خلال السنوات الماضية يجب أن يؤكد عكس ذلك تماماً، والرسالة موجهة إلى إيران ولباقي الحلفاء في منطقة الشرق الأوسط.إيران تخشى ترامب من المثير جداً للانتباه، أن كل هذه الأحداث تترافق مع “كلام كثير عن الملف النووي الإيراني”، فخلال الأيام الماضية أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن إيران تتابع تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وأنها تملك أكثر من 140 كيلوغراماً من هذه المواد المرتفعة الخصوبة.ترافق ذلك مع كلام المرشد الإيراني، علي خامينئي، يوم الثلاثاء الماضي والذي أشار إلى أنه من الممكن الدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة في هذا المجال. ومن الممكن أن يكون كلام المرشد الإيراني في سياق المعتاد، فإيران اعتادت على محاولة مد الجسور مع الإدارات الديمقراطية، وتتخوّف من الإدارات الجمهورية التي تهددها عادة باستعمال القوة.والآن، مع اقتراب الولايات المتحدة من الانتخابات الرئاسية، هناك “نافذة ضيّقة” من شهرين للتحدّث إلى بايدن قبل أن تنجلي المعركة الرئاسية، وحظوظ المرشح الجمهوري للفوز بها تصل إلى 50% وربما أكثر. بايدن لا يتجاوب أوضحت وزارة الخارجية الأميركية الاربعاء الماضي أن إدارة بايدن كانت مستعدة للتحاور مع إيران.أضاف متحدث باسم وزارة الخارجية في تصريحات خاصة، أنه لو أرادت إيران أن تثبت جدّيتها، فإن باستطاعتهم وقف التصعيد النووي والبدء بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.كما تابع المتحدث باسم وزارة الخارجية إلى أن مقاربة الولايات المتحدة لم تتغيّر، قائلا: “قلنا منذ وقت طويل إننا نرى الدبلوماسية كأفضل وسيلة للوصول إلى حل فعّال ومستدام للبرنامج النووي الإيراني”.وتابع: “على أي حال، نحن على مسافة بعيدة من ذلك الآن بسبب التصعيد الواسع الذي تقوم به إيران بما في ذلك التصعيد النووي وفشل إيران عن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.يعرفون النووي الإيراني يشار إلى أن مسؤولا في الإدارة الأميركية كان شدّد على الحلّ الدبلوماسي، نافيا أن تكون القوة العسكرية التي حشدتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تخصص في جزء من مهمتها ردع إيران عن متابعة البرنامج النووي.لكنه أكد أن الولايات المتحدة لديها رؤية واضحة لما تفعله إيران في برنامجها النووي، وأنها تعرف أين هي المواقع الإيرانية.
حكايا الكاريكتير والصور 1- روتشيلد يهين الملك تشارلز ملك بريطانيا 2-اطفالنا واطفال القتلة المستعمرين رسم الفنان عادل ناجي |
شبكة البصرة |
الاثنين 6 ربيع الاول 1446 / 9 أيلول 2024 |
يرجى الاشارة الى
شبكة البصرة
عند اعادة النشر او الاقتباس |