بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

حزب البعث العربي الإشتراكي      أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة

قيادة قطرالعراق المنتخبة           وحد ة حرية أشتراكية

انها النهاية الحتمية لحزب ولاءه لاعداء الوطن

شبكة البصرة

ونحن نشهد أحداثا خطيرة تغير وجه المنطقة جذريا نجد أنفسنا أمام واجب حاسم وهو تحديد جذور ما حدث وواقعه ونتائجه، لكي يكون لنا موقفا صحيحا يخدم أمتنا العربية، وفيما يلي أهم الملاحظات:

أولا: لقد أثبتت مجريات الأحداث طوال العقود الماضية بأن الدور الذي قام به حزب الله في لبنان كان جوهريا في مخطط تقسيم الأقطار العربية تمهيدا لمحو الهوية العربية وإحلال هويات فرعية مصطنعة لتحل كيانات هجينة محلها، فالدور الذي قام به في لبنان نقل لبنان من حالة التوازن على أساس الإقطاع الطائفي إلى سيطرة حزب الله التامة على لبنان وادى ذلك الى التفتت الداخلي وانهيار الاقتصاد وتعمق الصراعات الداخلية واتخاذها مجرا دمويا، وظهور ديكتاتورية الحزب الواحد، وكل ذلك غير طبيعة لبنان جذريا.

 

ثانيا: إن الولايات المتحدة الأمريكية التي نجحت في تعقب أسامة بن لادن وتصفيته كانت قادرة على تصفية حسن نصر الله،ولكنها لم تفعل طوال العقود الماضية لأن وظيفة حسن نصر الله ليست في خدمة إيران ومخططاتها الاستعمارية فقط بل هي أيضا تخدم المخططات الصهيونية والغربية، حيث أن الحروب الطائفية في الأقطار العربية تعد القاسم المشترك بين الغرب والصهيونية وإيران، ولذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية ومخابراتها وكذلك الموساد الإسرائيلي كانت لهما مصلحة أساسية في بقاء حسن نصر الله وعدم قتله، كي يكمل دوره في تفتيت الأقطار العربية، وهنا لابد من التأكيد على ان كل عدوانات اسرائيل على لبنان بما فيها اغتيال حسن نصرالله تمت بدعم امريكي شامل.

 

ثالثا: إن الدور الذي لعبه حزب الله في سورية يقدم لنا صورة بالغة الوضوح لأهمية هذا الدور في المخططات الغربية والصهيونية وليس الإيرانية فقط، فحزب الله تولى العمليات الأساسية في تصفية بلدات ومدن ومحافظات سورية من أهلها السوريين وأحل محلهم الأجانب من إيرانيين وأفغان، وكل عربي يتذكر بألم ممض كيف دمرت القصير في سورية واغتصبت نساءها وقتل أطفالها وهجر من تبقى حيا منهم، والقتلة من حزب الله كانوا يرددون شعارات طائفية حقيرة!

 

رابعا: امتد الدور التدميري لحزب الله الى العراق فبعد غزوه مباشرة أرسل حزب الله أحد قادته وهو المجرم عماد مغنية إلى العراق لقيادة وتدريب الميليشيات العراقية الموالية لإيران على مقاتلة المقاومة العراقية دعما للغزو الأمريكي للعراق، ووصلت ذراع حزب الله إلى اليمن حيث أن عناصره لعبت دورا أساسيا في تدريب الحوثيين على مقاتلة الشعب اليمني وقواه الوطنية وتزويدهم بالمعلومات التقنية وبالصواريخ، وزرع حزب الله خلاياه في دول الخليج العربي لخلق الاضطرابات وكانت وظيفة تلك الخلايا النائمة هي التحرك في ساعة الصفر للاستيلاء على السلطة، ولم يسلم المغرب العربي ومصر والسودان من دور حزب الله فأسس كتل وجماعات موالية لإيران في تلك المناطق، وهكذا فإنه كان الأداة الأهم في التمهيد لاستعمار الوطن العربي تنفيذا لمخطط أسماه خميني (نشر الثورة الإسلامية).

 

خامسا: كان حسن نصرالله صريحا في تحديد هويته وانتماءه عندما قال بأنه (جندي في جيش حسين العصر) ويقصد خامنئي، وأن طعامه وملبسه ورواتبه وسلاحه كله يأتي من إيران، اضافة الى انه الممثل الرسمي لعلي خامئني في لبنان.

 

سادسا: وليس بالإمكان تجاهل الحقيقة الجوهرية وهي أن حزب الله حزب طائفي أدعى رسميا أنه يمثل الطائفة الشيعية في لبنان، وهكذا نرى بوضوح بأن هذا الحزب كان ينفذ مخططا غربيا وصهيونيا،وهو التقسيم الطائفي العنصري للأقطار العربية انطلاقا من مخطط برنارد لويس الذي ينفذ منذ سنوات طويلة بعد أن تبناه الكونجرس الأمريكي في عام 1982، وطائفية حزب الله تتناقض جذريا مع اي اتجاه تحرري.

 

سابعا: وبنجاح إيران في غزو العراق وسورية واليمن ولبنان وزرع الفتن الطائفية في بقية الأقطار العربية أدى ذلك إلى تهديم الدولة الوطنية وحلول الفوضى والصراعات الطائفية والعرقية محل الصراع التحرري، وأكملت إيران المهمة الأساسية التي كانت وراء إسقاط الشاه من قبل المخابرات الأمريكية وتنصيب خميني بدلا عنه حاكما لإيران، فمنذ إيرانجيت وحتى تسليم العراق من قبل إدارة أوباما لإيران في عام 2011 وما بعده أثبتت كل التطورات أن القوة الأساسية الثانية في غزو العراق هي إيران وليس بريطانيا وانها القوة الاولى في تدميره، ولذلك كان اعتماد الولايات المتحدة الأمريكية على إيران يتجاوز اعتمادها على أي دولة أو طرف آخر في تخريب الوطن العربي. وكل ذلك ادى إلى اختمار الظروف لعقد الصفقة الإيرانية الأمريكية، وكانت بداية الخطوات الأولى في توقيع الصفقة هو اشتراط أمريكا وإسرائيل على إيران التخلي عن أدواتها في الوطن العربي، فكان خامنئي صريحا بصورة فريدة حينما أعلن قبل بضعة أسابيع بأن (الصراع الرئيس في المنطقة هو صراع بين جبهة الحسينيين وجبهة اليزيديين)، اي أنه ليس صراعا بين قوى التحرر وإسرائيل وأمريكا، بل هو صراع بين السنة والشيعة،وهكذا كشف خامنئي عن المستور طوال أكثر من أربعة عقود وهو أن هدف إيران نشر الصراعات الطائفية وتغيير معادلاتها لصالح إيران.

وقبل ذلك صرح خامنئي بأن إيران لن تخوض الحرب من أجل أي طرف خارجي،وكانت تلك ورقة اعتماد أخرى تقدم إلى إسرائيل وأمريكا في إطار الشروط الضرورية الممهدة لعقد الصفقة الإيرانية الأمريكية الإسرائيلية. وجاءت زيارة الرئيس الإيراني الجديد إلى نيويورك كي تقدم إيران على خطوات أكثر وضوحا فقد قال بأننا إخوة مع الأمريكيين وبأننا لا نريد الحرب معهم وإن من يرتبطون بنا مسؤولون عن عملياتهم، وأننا نعمل الآن من أجل إحياء المفاوضات من أجل توقيع اتفاقية نووية جديدة، وكانت تلك الرسالة هي الأوضح التي أكدت التخلي عن حزب الله وبقية الميليشيات لصالح الهدف المركزي الأصلي والحقيقي لإيران وهو السيطرة على المنطقة، فما فائدة الأدوات التي أصبحت مكروهة ومنبوذة في الوطن العربي وإيران اقتربت من عقد الصفقة مع الولايات المتحدة الأمريكية؟

 

ثامنا: أن من يظن بأن ما ارتكبته إسرائيل من جرائم ضد لبنان وشعبه في الأيام الماضية كان بعيدا عن الاتفاق مع إيران يقع في وهم خطير مضلل، فلقد أثبتت العمليات الإسرائيلية منذ عملية البيجر وإلى الآن بأن المعلومات التي امتلكها الموساد لتنفيذ العمليات الناجحة في لبنان اعتمدت ليس فقط على معلومات المخابرات الأمريكية والبريطانية بل أيضا على معلومات قدمتها إيران للولايات المتحدة الأمريكية كدليل على أنها مخلصة وجادة في عقد الصفقة مع أمريكا وإسرائيل، فإيران التي تخلت عن حماس ثم تخلت الآن عن حزب الله ولم تنفذ وعدها بالانتقام لمقتل إسماعيل هنية في عقر دارها هي نفسها التي كانت لها مصلحة في إنهاء حزب الله، وهي نفسها من يملك اهم اسرار حزب الله.

وما يجب الانتباه اليه هو أن حزب الله لم يكن مخترقا أمنيا بل كان كله في حوزة المخابرات الإسرائيلية والأمريكية وليس الإيرانية فقط منذ عقود، وساهم أعلام الغرب والصهيونية مباشرة في تضخيم صورة حسن نصر الله وتحويله إلى نجم لامع في سماء الأمة العربية والعالم الإسلامي كي يمهد لحروب طائفية بين المسلمين.

 

تاسعا: إن هذه الخدمات الجوهرية والتضحيات البشرية الكبيرة باللبنانيين التي قام بها حزب الله من أجل إيران كان يجب لو ان إيران تدافع حقا عن شيعة العالم وتحترم بشريتهم أن تدافع عنهم، وهو ما لم تفعله لأن ورقة حزب الله انتهت مثلما انتهت ورقة الحوثيين والحشد الشعوبي في العراق.

 

عاشرا: ان حزب الله انتهى عمليا فلقد تبلورت قناعة شاملة بانه مكشوف حتى العظام لامريكا واسرائيل وعزز ذلك تخلي ايران عنه، وتبلورت قناعة توأم وهي ان اهدافه لاصلة لها بلبنان ولا بالشيعة بل انه وجد لخدمة المصالح الاستعمارية الايرانية، وهكذا انتفت مبررات العمل فيه نهائيا.

 

حادي عشر: وفي ضوء الانجازات الخطيرة التي حققتها اسرائيل واهمها تفكيك حزب الله بالقضاء على قادته فان شن حرب برية اصبح مستبعدا حتى الان.

 

يا أبناء أمتنا العربية المجيدة: إننا إذ نوضح كل هذه النقاط فلكي لا تغيب عن البال أي حقيقة تضعف قدرتنا على فهم ما يجري، فالتخريب الذي حصل في لبنان ليس فقط بسبب جرائم إسرائيل بل أيضا نتيجة سياسات حزب الله الذي زرع العداوات والثأر العميق والدموي في لبنان واغتال كل من فضحه من الإعلاميين والسياسيين، فأكبر الكوارث التي حلت بلبنان هي انفرادحزب الله بالتحكم به، وما كان ذلك ليتم أبدا لو أن إسرائيل والغرب اعترضا على تسليحه العلني من إيران، بل يمكن الجزم بان تفوقه تسليحيا جرى بموافقة الغرب وإسرائيل لأن نشوء حزب قوي في لبنان يقوم بتخريب الأقطار العربية هدف مركزي غربي وصهيوني.

 

وكل القوى السياسية اللبنانية تتذكر بمرارة أن الغرب الذي كان يدعم قوى سياسية لبنانية كي يبقي ما يسمى التوازن اللبناني قائما كان يتدخل منذ عام 1958 وحتى نشوء حزب الله لمنع غلبة أحد الأطراف على الأطراف الأخرى،ولكن منذ ظهر حزب الله تخلى الغرب عن هذه الموازنة وسمح بنشوء حزب يسيطر على كل لبنان ويقوم متعمدا بإذلال المكونات الأخرى. وعلى المستوى القومي أدى نشوء هذا الحزب إلى إحداث تغييرات عميقة في مجرى النضال الوطني والقومي العربي، فبدلا من تواصل النضال التحرري الذي كان قائما حتى الثمانينات رأينا أن الصراعات الطائفية والعرقية أصبحت هي السائدة وتفككت دول وأحزاب وقوى وتمت تصفية شخصيات وقادة من أجل أن تبقى مسيرة تفكك الأمة العربية تجري على قدم وساق، وكان لايران وحزب الله الدور الاساس في هذا التحول.

 

إن حزبنا وهو يثبت كل ذلك فإن هدفه هو التنبيه لما سيأتي فالقادم ستكون فيه الأمور أكثر تعقيدا وخطورة فالهدف المركزي الذي عملت أمريكا على تحقيقه وهو قيام تحالف إقليمي بقيادتها يضم كل من إسرائيل وإيران وتركيا كي يتصدى للصين وروسيا ويحول الوطن العربي الى قاعدة له. والمطلوب من القوى الوطنية والقومية والإسلامية الحقيقية في الوطن العربي التوحد التام تحت راية النضال ضد كل القوى المعادية لأمتنا وفي المقدمة إسرائيل وأمريكا وإيران، فهذا الثلاثي هو ثلاثي الخراب والدمار الذي لحق بأمتنا وأي أوهام تتجاوز هذه الحقيقة سوف تخدم تحقيق ما بقي من أهداف كبرى، فلا خيار لنا إلا الجبهة القومية العريضة على مستوى الوطن العربي والجبهات الوطنية على مستوى الأقطار لكي تقود النضال من أجل حماية مصالح الأمة العربية والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل تحرير فلسطين ودعم نضال الشعب اللبناني من أجل تضميد جراحه ومعالجة السرطان الذي زرعه حزب الله فيه.

 

عاشت أمتنا العربية حرة واحدة، عاشت المقاومة المسلحة في فلسطين والعراق والأحواز وكل بقعة عربية محتلة، المجد والخلود لشهداء الأمة العربية خصوصا في العراق وفلسطين وسوريا ولبنان.

 

قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي في 28-9-2024

شبكة البصرة

الاحد 26 ربيع الاول 1446 / 29 أيلول 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط