بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

طوفان الأقصى (318) بلينكن يعمل كرجل إطفاء لإسرائيل

شبكة البصرة

اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

ستانيسلاف تاراسوف

مؤرخ وباحث سياسي روسي

خبير في شؤون الشرق الاوسط والقوقاز

وكالة أنباء REX الروسية

19 أغسطس 2024

في 15-16 آب/أغسطس، جرت في العاصمة القطرية الدوحة مفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس بهدف تبادل الأسرى وتحقيق هدنة في قطاع غزة. وحضر اللقاء وفود برئاسة رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن ال ثاني ومدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل ومدير الموساد ديفيد بارني.

وقال مسؤولون أمريكيون إن "المفاوضات سارت بشكل جيد" وستستمر في القاهرة. وفي هذا الصدد، وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي لم يشارك في مفاوضات الدوحة، إلى إسرائيل. وهذه هي زيارته التاسعة للبلاد منذ بدء حرب غزة في أكتوبر الماضي. وبعد محادثات مع القيادة الإسرائيلية، ينوي الانتقال إلى القاهرة. هناك الكثير من الغموض في هذه الحالة. فإذا كان «كل شيء سار على ما يرام» في الدوحة، حيث مثّل بيرنز الولايات المتحدة، فما الفائدة من انضمام بلينكن إلى المفاوضات، وما هي المشاكل التي يحاول حلها في إسرائيل؟

حسب كل الدلائل، أرسل الرئيس الأميركي جو بايدن بلينكن إلى إسرائيل بعد محادثات الدوحة في دور «رجل الإطفاء». وعليه أن يحبط التحركات غير المرغوب فيها التي يقوم بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لعرقلة المفاوضات. وبحسب وكالة بلومبرج الإخبارية، فإن مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، والذي كان المفاوض الرئيسي لحركة حماس في اتفاق غزة بمشاركة دول الوساطة، "كسر بعض خطط العمل الأمريكية" وأدى إلى تفاقم الوضع في المنطقة، مما دفعها إلى حافة الصراع المسلح بين إيران وإسرائيل. ولذلك فإن مهمة بلينكن هي "إبقاء إسرائيل ضمن حدود الاعتدال". هذا هو أول شيء.

ثانيا. وعليه أن يستخدم عامل الوقت، فيبقي عملية التفاوض في حالة قابلة للحياة، تسمح له بكبح جماح تصرفات أطراف الصراع الأخرى خوفاً من قيامها بتعطيل المفاوضات. بالنسبة لبايدن، هذه صورة رابحة، تسمح له بمنع ما يسمى بالتصعيد الأفقي في هذه المرحلة.

وفي الوقت نفسه، تسعى الولايات المتحدة إلى إبقاء الخلافات القائمة بين إسرائيل وحماس حصرياً في شكل مناقشات سياسية ساخنة، وليس المواجهة، وتطرح بشكل دوري مقترحات جديدة إما لوقف إطلاق النار في غزة أو لتبادل الرهائن. وفي الوقت نفسه، لا تشارك إيران فحسب بشكل غير مباشر في عملية التفاوض، بل تركيا أيضاً، التي ترعى حماس علناً وتقدم المشورة لهذه الحركة بشأن النقاط الرئيسية التي "يجب مراعاتها خلال مفاوضات وقف إطلاق النار".

المثير هنا هو أن قضية وقف إطلاق النار في غزة بدأت تنفصل عن قضية عودة الرهائن، ويتم دفع زعيم حماس الجديد، يحيى السنوار، إلى حالة من الانتظار والترقب حتى نجاح إدارة بايدن في التوصل إلى هدنة لتقليل مخاطر الانفجار الإقليمي. لكن كل هذه المناورات ذات طبيعة تكتيكية، حيث يتم لعب «اللعبة» في عدة مواقع في وقت واحد، لكن من دون خطة استراتيجية. لكن حتى الآن، ظل الوعد الذي قطعته إيران وحلفاؤها بتوجيه "ضربة انتقامية" ضد إسرائيل قيد الفحص. في الوقت نفسه، كتبت الطبعة الأميركية من صحيفة واشنطن بوست أن «العلاقات الأميركية مع نتنياهو أصبحت غير مستقرة وغير مؤكدة»، وأن بلينكن «أمامه فرصة لاحتواء سياسات إسرائيل التصعيدية». دعونا نرى.

الحوار المتمدن

شبكة البصرة

الجمعة 19 صفر 1446 / 23 آب 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط