بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ |
طوفان الأقصى (316) مفاوضات الدوحة - ملف خاص |
شبكة البصرة |
اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف |
1- إسرائيل - حماس نهاية الأزمة في غزة لا تزال بعيدة، لكن هناك بوادر إيجابية ستانيسلاف تاراسوف مؤرخ وباحث سياسي روسي خبير في شؤون الشرق الاوسط والقوقاز وكالة أنباء REX الروسية 17 أغسطس 2024 تترقب منطقة الشرق الأوسط مصير المفاوضات المتعلقة بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وكما كان متوقعاً، بدأت المفاوضات في الدوحة بين إسرائيل وحماس، بمشاركة دول الوساطة، تأخذ طابعاً متعدد المراحل. وبدأت في 15 أغسطس وستستمر في القاهرة حتى نهاية الأسبوع المقبل. وتعليقا على الوضع، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: "نحن أقرب بكثير مما كنا عليه قبل ثلاثة أيام من وقف إطلاق النار في غزة، لكننا لم نصل إلى ذلك بعد". وقال إن واشنطن قدمت اقتراحا جديدا لـ”سد الفجوة بين حماس وإسرائيل”، وأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يسافر إلى إسرائيل نيابة عنه. ويقول المفاوضون الذين لم يذكر اسمهم إن أكبر عائقين يظلان الحفاظ على وجود القوات الإسرائيلية على طول ممر فيلادلفيا بين مصر وغزة ومنع انتقال المسلحين الفلسطينيين إلى الجزء الشمالي من القطاع. وتشير الجزيرة إلى أن الدول الوسيطة تسعى الآن إلى استباق أي استفزاز محتمل يمكن أن يدمر “المعادلة الهشة” التي تحققت في الدوحة. وفي تلخيص لنتائج المرحلة الأولى من المفاوضات التي استمرت يومين في الدوحة، كتبت الطبعة الأمريكية لصحيفة "نيويورك تايمز" أنها "كشفت عن وجود علاقة ملحوظة بين حماس وإيران". وفي هذا السياق، قال وزير الليكود السابق أيوب قرا لقناة سكاي نيوز عربية إن "هذا خلق وضعا ظهرت فيه المزيد من الحلول". ووفقا له، "إذا لم تكن إيران في الماضي جزءا من الصفقة، فالآن هي جزء مما يحدث في الدوحة". أي أنه من ناحية، بحسب الولايات المتحدة، «يمكن لطهران تأجيل «الضربة الانتقامية» ضد إسرائيل من أجل إعطاء المفاوضين الفرصة للتوصل إلى هدنة في غزة». ومن ناحية أخرى، هناك رواية مفادها أن إيران، إذا حدث شيء ما، "يمكن أن تعطل دورة المفاوضات وتضرب إسرائيل". صحيح أنه لا يمكن استبعاد سيناريو الضربة الاستباقية من جانب إسرائيل. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس خلال اجتماع مع نظيريه الفرنسي والبريطاني إن بلاده تتوقع دعم الحلفاء "لضرب أهداف هامة في إيران في حالة وقوع هجوم من قبل طهران". هذه المؤامرة تفسر المكالمة الهاتفية التي أجراها رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع طهران ودعوته إلى “عدم الرد على إسرائيل خلال المفاوضات لحل النزاع في قطاع غزة”. على المدى المتوسط الآن ما يلي. الضربة الانتقامية الإيرانية المفترضة ضد إسرائيل بسبب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية تأخرت وتطول. الأمر نفسه ينطبق على رد حزب الله على اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر. وتحاول الدول الوسيطة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، بأي ثمن، ترسيخ النتيجة الإيجابية الهشة التي تحققت في الدوحة. ومن الممكن أن تكون نفس التكتيكات قد استخدمت في القاهرة، بما في ذلك مناقشة نشطة وخطوات صغيرة إلى الأمام. وينبغي أن يؤدي ذلك أيضاً إلى كبح العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وفي الاتجاه اللبناني. وفي الوقت نفسه، نقل موقع "واللا" الإسرائيلي عن مسؤول أميركي قوله "إذا واصلنا المناقشات لعدة أشهر، فإن الخطر يكمن في عدم ترك رهائن على قيد الحياة للتفاوض". وأشار إلى أن هناك اتفاقا على نقل مساعدات إنسانية واسعة النطاق إلى قطاع غزة، وليس من قبيل الصدفة أن الأمم المتحدة أيضا دخلت "اللعبة"، مطالبة بهدنة لمدة سبعة أيام في غزة لتطعيم 40 ألف طفل ضد مرض شلل الأطفال. ومهما قيل، فهذه إشارات إيجابية قادمة من المفاوضات. ولكن نهاية اللعبة في غزة لا تزال بعيدة، وسوف يعتمد الكثير في المستقبل على الدبلوماسية من وراء الكواليس.
2- السيناريو الاحتياطي لإيران ستانيسلاف تاراسوف صحيفة بوليت إنفورم الالكترونية 17 أغسطس 2024 إن العالم أجمع، وخاصة منطقة الشرق الأوسط، يحبسون أنفاسهم في انتظار نتائج مفاوضات الدوحة بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن. وهذه المرة لا يمر "الخط الأحمر" بين إسرائيل وحماس فحسب، بل وأيضاً في المنطقة بالكامل تقريباً، إذا أخذنا في الاعتبار بدء المفاوضات مع إيران، المستعدة لتوجيه "ضربة انتقامية" ضد إسرائيل. وفي الوقت نفسه، يدرك الجميع أن إيران لن تتخذ أي إجراء في هذا الاتجاه أثناء المفاوضات الجارية في الدوحة، بحيث، كما يعتقد أحد الخبراء، "كي لا يبدو الأمر وكأنهم يحاولون إفشالها وبالتالي منح رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو سبب لوضع العصي في عجلة المفاوضات". وفي هذا الصدد، ترتفع أيضاً مسؤولية الانهيار المحتمل للمفاوضات، لأن التصعيد هذه المرة سيخرج من عنق الزجاجة الدبلوماسي الضيق، عندما يضيق أفق المناورة أمام جميع المشاركين في العملية. والمشكلة هي أن إسرائيل تعمل الآن على توحيد حماس وحزب الله وإيران في "جبهة مشتركة"، الأمر الذي يؤدي من ناحية إلى تبسيط الموقف ويزيد من تعقيده من ناحية أخرى. إذا كان هناك نجاح في الدوحة وتم التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس، فمن الممكن نزع فتيل الوضع الإقليمي بشكل عام، ولكن في الوقت نفسه، سيتم تحميل المسؤولية عن الأعمال اللاحقة لهذه الجماعات بشكل موضوعي إلى إيران، مما يزيد بشكل كبير من دور إيران تشكيل مسار الأحداث في المنطقة. وإذا فشلت المفاوضات فإن حزب الله، مثل حماس الآن، سوف يتصرف ككيان مستقل له برنامج عمله الخاص. وتدرك الولايات المتحدة والوسطاء العرب ذلك عندما يحاولون التوصل إلى وقف التصعيد في صيغة إسرائيل وحماس. وليس من قبيل الصدفة أن تتمكن الولايات المتحدة، نتيجة للدبلوماسية التي تجري من وراء الكواليس مع حماس، من تقريب نوايا الأخيرة من مقترحاتها. وهكذا، صرح الزعيم الجديد لحركة حماس، يحيى السنوار، أن “النجاح في المفاوضات يعتمد على الهدوء التام في قطاع غزة ووقف العمليات الإسرائيلية، وحتى دون انسحاب قواتها”. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة "24.ae" العربية أن مهمة الدبلوماسية الأمريكية هي، من خلال “التحالف الضمني مع حماس، فصل إيران عن التزامها الضيق تجاه القضية الفلسطينية من أجل فتح قنوات جديدة للحوار معها حول قضايا إقليمية أخرى». ومن المفترض أنه في حالة الفشل في الدوحة، يمكن لإيران استخدام سيناريوهات بديلة: توجيه ضربة انتقامية محدودة لإسرائيل دون تصعيد كامل، أو تأجيل الضربة واستخدامها كورقة مساومة في المفاوضات المستقبلية. هناك خيار آخر: إما أن تتحمل المسؤولية عن حماس وحزب الله، أو تنأى بنفسها عنهما، مع الأخذ في الاعتبار الفوائد الدبلوماسية والاقتصادية المحتملة لعدم توجيه ضربة عسكرية ضد إسرائيل. كن هذا سياق جيوسياسي معقد، ويتطلب تنفيذه وقتًا وجهودًا دبلوماسية كبيرة. سوف يعتمد الكثير على الجهة التي ستتحمل المسؤولية عن الانهيار المحتمل للمفاوضات في الدوحة. وفي الوقت الحالي، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، "لا يزال نتنياهو هو الشخص الذي يقف وراء إجبار حماس على ترك الطاولة وإعلان انسحابها من صيغة المفاوضات الحالية". وبحسب المنشور، فإن المناورات التي تجريها حكومة نتنياهو خلف الكواليس تجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق. ولكن إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام بشأن غزة، فإن الأحداث ستبدأ بالتطور وفق سيناريو مختلف. الحوار المتمدن |
شبكة البصرة |
الاحد 14 صفر 1446 / 18 آب 2024 |
يرجى الاشارة الى
شبكة البصرة
عند اعادة النشر او الاقتباس |