بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ |
الصحاف والتلميذ المهين |
شبكة البصرة |
علي الحسن |
نشر السيد ممدوح المهيني -مدير قناتي العربية والحدث السعوديتين- مقالا في صفحة الرأي بجريدة الشرق الأوسط استعرض فيه ثقافته الإعلامية وراح يعلّم القراء أصول العمل الصحفي وبلا مناسبة ذكر باستخفاف اسم الأستاذ محمد سعيد الصحاف وزير الخارجية ومن قبلها وزير الإعلام زمن النظام الوطني في العراق، وأقول على الفور أني لست بصدد الدفاع عن الأستاذ الصحاف إذ أنه قادر على القيام بذلك بكفاءة عالية ولعله آثر تجاهل مقال السيد المهيني حتى لا تتساوى الرؤوس! وقد تساءل السيد المهيني في مقاله لماذا لا نرى صحّافياً يابانياً أو انجليزياً؟ ولو كان السيد المهيني قد دخل دنيا الإعلام من بابها الأكاديمي لعرف أن كان لكل من بريطانيا واليابان "صحّافيوها"؛ فخلال الحرب العالمية الثانية هددت القوات الألمانية الأراضي البريطانية وخاصة عقب هزيمة الحلفاء في "دانكيرك" الفرنسية، فانبرت ثلة من صحافيي بريطانيا و"صحّافيها" مثل إيان فلمنغ وفيرنون بارتلت وكلير هولينغورث ومارثا فيلهورن لإذكاء الروح القتالية لدى الشعب البريطاني وحثه على الرباط على طول شواطيء بلاده لصد الغزو الألماني المتوقع وكانت الصيحة وقتها سنقاتل بأسناننا وبأظافرنا وسنجعل من قوات النازي طعاما لأسماك بحر الشمال! وكذلك حدث عقب القصف النووي الأميركي لمدينتي "هيروشيما" و"ناغازاكي" يومي 6 و12 آب 1945 أن استلّ "صحّافيو" اليابان وبالذات صحفيو جريدة "يوميوري" وبالذات الصحفية "يوكو ادنا" أقلامهم من تحت الركام ومن بين جثث مئات آلاف القتلى ليهيبوا بشعبهم أن ينهض ويتعالى على جراحات لم تعرف عمقها وآلامها البشرية من قبل، وتكرر الأمر مع السيد محمد سعيد الصحاف الذي وقف أمام أفق من الدم والنار وتحت وابل قصف غربي أعمى ليؤكد صمود شعبنا وصلابته واستعداده لمواصلة المعركة حتى تحطيم قوات الغزو، ولعل موقف السيد الصحاف كان أكثر دقة وخطورة ففي الساعات التي كان يقوم فيها بواجبه على أرض الميدان كانت فرقة من عصابة العميل أحمد الجلبي تجوب المنطقة بحثاً عنه وهي تحمل أمرا من الجلبي وأسياده بتصفية الصحاف فور العثور عليه! يحاضر علينا السيد المهيني في مقاله أن دور الصحافة أن تنزع السرّية عن السياسة والقادة العسكريين وأنه يتعين على الصحافة أن تقدم لنا الحقائق، والتساؤل هنا هل قام المهيني بما تمليه عليه واجباته الصحفية فنزع السّرية على سبيل المثال عن صراعات البيت المالك السعودي أو عن الأوجه التي تُصرف فيها أموال الشعب السعودي؟ هل تطرّق المهيني يوماً لمسألة غياب عقد اجتماعي بين العائلة المالكة والشعب أو عن غياب دستور يحدد حقوق وواجبات السلطة والمواطنين ونحن في القرن الواحد والعشرين؟ ثم هل لفت أحد نظر المهيني إلى أنه منذ توليه إدارة الفضائيتين السعوديتين تكشف التماهي الفاضح بين نهجيهما و بين الإعلام الصهيوني في اسرائيل والولايات المتحدة الأميركية؟ لو بدأ السيد المهيني حياته الإعلامية من موقع العلم والدراسة لكان عرف منذ البداية أن هناك فارق جوهري بين "سيّد صوته" و"صوت سيّده". |
شبكة البصرة |
الاثنين 22 صفر 1446 / 26 آب 2024 |
يرجى الاشارة الى
شبكة البصرة
عند اعادة النشر او الاقتباس |