بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

طوفان الأقصى (286) من المستفيد من التقارب بين أنقرة ودمشق

شبكة البصرة

اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

عارف عسل أوغلو Arif Asalioglu

كاتب صحفي وباحث سياسي روسي من أصل تركي

خبير في العلاقات الروسية التركية

مدير المعهد الدولي لتطوير التعاون العلمي في موسكو MIRNAS

وكالة Regnum للأنباء

17 يوليو 2024

بعد عقد من التوتر، هناك بوادر تقارب بين أنقرة ودمشق. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي وجه اتهامات خطيرة للغاية، بدأ مرة أخرى في وصف الرئيس السوري بشار الأسد بأنه "عزيز". قريبا سوف يقول "الصديق".

أعلن الرئيس أردوغان، في 28 حزيران/يونيو، استعداده لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، المقطوعة منذ عام 2012. وفي 12 يوليو/تموز، قال إنه أصدر تعليماته لوزير الخارجية هاكان فيدان "بالاجتماع مع زملائه وإعداد خارطة طريق لعملية التطبيع". وفي الوقت نفسه، أكد أردوغان أن وحدة الأراضي السورية تلبي مصالح تركيا.

لسورية موقف إيجابي تجاه كافة المبادرات الرامية إلى تطبيع العلاقات مع تركيا، لكنها توافق على اتخاذ مثل هذه الخطوة فقط إذا احترمت مبادئ القانون الدولي. وبحسب ما أوردته قناة الإخبارية، صرح بذلك الرئيس السوري بشار الأسد خلال حديثه مع الناخبين في أحد مراكز الاقتراع في دمشق.

شدد الرئيس السوري على أنه لا يزال لا يعرف الغرض الذي يريد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقابلته منه.

وقال الأسد: “لم نسمع حتى الآن من أي زعيم تركي إجابة على سؤال لماذا تدهورت علاقاتنا قبل 13 عاما”، مضيفا: “لذا نسأل: ما هو الهدف من اللقاء، هل سيضع حدا لمشكلة دعم الإرهاب وهل سيؤدي إلى انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية”.

وقال الأسد خلال استقباله في 26 حزيران/يونيو الممثل الخاص للرئيس الروسي للتسوية السورية ألكسندر لافرينتييف، إن دمشق “منفتحة على كل المبادرات الرامية إلى تحسين العلاقات مع تركيا، إذا كانت هذه العملية مبنية على احترام السيادة ورغبة الدولة السورية لاستعادتها على كامل أراضي البلاد”.

 

هناك ملاحظتان دقيقتان في تقارب أردوغان مع سوريا ينبغي الإشارة إليهما:

أولا، قد يكون هذا عملا تأثيره مؤقت. يمكن لأردوغان استخدام هذه الأحداث كورقة مساومة. ربما سلك هذا الطريق لتسهيل تلقي الدعم والقروض من الغرب. وربما كان يفكر أيضًا في شراء طائرات إف-16 ومعدات عسكرية أخرى.

بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا التطور له أيضًا جانب تفاوضي مع روسيا. وقد يرغب في استخدام ذلك للحصول على بعض الفوائد من روسيا (الحصول على قرض لبناء مركز غاز Gas Hub ومحطة للطاقة النووية، والموافقة على بناء محطة سينوب للطاقة النووية، وتأجيل ديون الغاز، وما إلى ذلك). لأن روسيا أرادت منذ فترة طويلة تطبيع العلاقات التركية مع دمشق. بمعنى آخر، ربما كان على أردوغان تعزيز العلاقات مع دمشق من أجل تحسين العلاقات مع روسيا. إنه يستخدم هذا كوسيلة ضغط ويزيد من قدرته على المساومة.

ويبقى أن نرى ما إذا كان هذا الطلب سيفيد الولايات المتحدة وبريطانيا. إذا لم يرغبوا في ذلك، فسوف يتراجع أردوغان عن هذا التصريح. سوف يذهبون معه على طول الطريق إذا أرادوا. هل يمكنهم استبعاد هذه العملية عند الطلب؟ نعم، هناك مثل هذا الاحتمال.

أصبحت موسكو ودمشق قريبتين جدًا خلال فترة السنوات العشر الأخيرة. وربما يرغب الغرب في كسر هذا الارتباط. لأنه قبل الحرب، كان أردوغان والأسد قريبين جدًا. لقد استفادت سوريا وتركيا من قربهما الجغرافي بشكل جيد. ربما أراد الأنجلوسكسون إضعاف نفوذ روسيا باستخدام هذه الورقة مرة أخرى.

كما أن هناك إمكانية لتوسيع الحرب بين قطاع غزة وإسرائيل. ربما أرادوا منع ذلك الآن. إذا اندلع صراع بين إسرائيل وحزب الله، فقد يتصاعد إلى حرب إقليمية كبرى. ربما سيتم اتخاذ التدابير اللازمة لمنع مثل هذا السيناريو.

 

النقطة الثانية المهمة هي أن أردوغان نفسه قد يرغب أيضاً في التوصل إلى حل مع دمشق. إنه عالق جدًا في السياسة الداخلية. بدأت شوارع تركيا تقلق بشأن مشكلة اللاجئين.. وهزم أردوغان في الانتخابات السابقة. إنه لا يريد أن يخوض الانتخابات المقبلة في وضع أسوأ... ربما أراد أن يبدو وكأنه قد اكتشف الأمر وسيطر عليه.

الحوار المتمدن

شبكة البصرة

الخميس 12 محرم 1446 / 18 تموز 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط