بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ |
مقاييس الثائر والمناضل والمجاهد والمبدئي في معارك المصير |
شبكة البصرة |
د. ياسين شاكر العبد الله |
قبل الدخول المباشر في عرض صفات ومقاييس الثائر والمناضل في الميدان لابد من أن نلقي نظرة على طبيعة الايديولوجيات والفكر اللذان يؤسسان ويبنيان تلك الصفات في شخصية الثائر والقائد، فالثائر لا يولد من بطن أمه ثائرا بل يمتلك خواص وراثية ارادها الله له، وعندما يكبر تمتزج وتؤمن تلك الخواص بافكار مطروحة ذات دلالات اجتماعية وسياسية واقتصادية واخلاقية تؤهل من أن يلعب الفرد او الجماعة المؤمنة دورا في حياة الوسط الذي يعيشون فيه فيكون ديدنهم هو كيفية الوصول الى تطبيق تلك الأفكار على الواقع الذي قد يكون مريرا بائسا وعبئا ثقيلا على شعب ما او أمة ما، وتكون النتيجة إيجابية بشكل كبير على ذلك الواقع البائس وذات مردود كبيرا على الشعب او الأمة التي التفت وباركت تلك التجربة الجديدة التي قادها فتية آمنوا بها وتمثلوها، أن هذه الأفكار هي الطريق لإنقاذ الشعب من حرمانه ليس على مستوى إشباع البطون وإنما لتحريره من كل عوامل التخلف والضياع والسيطرة الاجنبية والتمتع بالحرية التي تضمن له كرامته وحقه في اختيار طريقه ومن يمثله بصدق في تحقيق سعادته وامانيه، وعندها يتحرر من الفاقة والفقر والجهل والتخلف الذي ضرب اطنابه في كافة انحاء البلاد فغدى الفرد اسيرا في بلاده. مكبلا خاضعا ذليلا مسلوب الارادة لا يقوى على الحياة ومجاراتها، لقد قيل أن الفكر في حد ذاته قوة تاريخية وقوة ثورية لا تقدر، ومجرد وضع أية قضية في صيغة فكرة شاملة فمن المؤكد انها ستكون اول مسأهمة في ارساء حركة الثورة والثوار على أسس صلبة شريطة أن تقترن بطليعة واعية مؤمنة شجاعة ذات أقدام كبير وفعال في سوح النضال دون تردد، وكما قيل عن القائد صدام حسين رحمه الله "اذا قال فعل" وبدون هذه الأوصاف فسيتعثر المشروع والمبادئ ويراوحان في مكانهما، فالافكار تكون حية وذات مردود إيجابي اذا اقترنت بقيادة كفوءة ورجال مناضلين اقوياء في الشدة يكونون حزاما وسندا لهذه القيادة، وتحتل التضحية والايثار وعدم التردد صفاتهم التي يتطلع لها كل المؤمنين بتحرير اوطانهم وبناء المستقبل الباهر والسعيد لشعوبهم، ومن هذا العرض نفهم ونصل إلى مانريده وهو مقاييس الثائر والمناضل والمجاهد المبدئي في بنائه الفكري والعقائدي والذي تحتل صفات الإيمان والتضحية والشجاعة والتروي وسعة الاطلاع واستيعاب تاريخ الأمة والعمل الدؤوب الخالي من التردد اهم صفاته التي يراها رفاقه وأبناء شعبه فيكبر في عيونهم ويكون القدوة الحسنة لهم ولغيرهم والشمعة التي تنير الطريق لكل من يريدون بناء الأوطان واستقلالها، وهنا لابد أن نؤكد حقيقة لن تغيب وهي ان أمتنا العربية أنجبت من هذا النوع من الرجال الكثير في تاريخها وسجلوا أروع الملاحم واعظم الانجازات وإذا ما اعددناهم فالقائمة تطول سواء كان ذلك قبل رسالة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ام بعد هذه الرسالة العظيمة رسالة الإسلام الخالدة، والى يومنا هذا، والأمة العربية التي رأت النور منذ الخليقة ومن صفاتها الرسالة الخالدة هي مصنع الرجال الثوار والمناضلين وأصحاب المبادئ السامية وفي كل اقطار الأمة الذين وقفوا بوجه المستعمر الغازي والتي بزغت شمسها في السابع من نيسان/1947 وجسدت بحق المبادئ التي حملتها بالتضحية والفداء وبالاقدام وبالقرار آلوطني والقومي المستقل في عراق 17 - 30/تموز/1968 - 2003 الذي اخاف الأعداء مما دعاهم إلى العمل الدؤوب لاسقاط هذه التجربة الفتية وبعد فشلهم الذريع في كل مؤامراتهم ومنها الطرق على اسفل الجدار، فخططوا لغزو العراق واحتلاله فكان عدوانهم الهمجي وغير الشرعي الاسود في 20/آذار-- 9/نيسان/2003 هو للقضاء على هذا الوهج العربي الناصع في عراق الأمة، لكن البعث ومن ورائه كل ابناء الأمة لم يستكين ولن يستسلم لأنهم فرسان والظروف الصعبة تبحث عن فرسانها ويرتادونها فرسانها ولا يتجنبوها، فمعارك المصير يحدوها المواجهة والتصدي والتفكير الجدي المقترن بالاصرار على طرد المحتل وذيوله وتحرير كامل التراب الوطني العراقي الذي سيكون بوابة الأمة في تحقيق انتصارات لها في تحرير فلسطين والاحواز والجزر العربية والجولان وجنوب لبنان والاسكندرونة والسودان وكل جزء مغتصب عندما نامت نواطير الأمة عن ثعالب الغرب والامريكان وايران وتركيا وضعفت قواهم ومرضت نفوسهم فاستحوذوا عليها، ان في الأمة طاقات كبيرة فعلى القائد والمناضل وحامل المبادئ حقا استثمارها بكل السبل وان يكون ديدنه النجاح وكسر إرادة العدو وقهره وان تكون هناك استراتيجية يتم تحديدها وفقا للمعطيات على الساحتين الدولية والاقليمية والبحث في سبل تحقيقها وتفعيل شروطها بين وقت وآخر. 9/7/2024 |
شبكة البصرة |
الخميس 5 محرم 1446 / 11 تموز 2025 |
يرجى الاشارة الى
شبكة البصرة
عند اعادة النشر او الاقتباس |