بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

تراجع المساحات الخضراء في العراق.. والتصحر يقتل 100 ألف دونم سنوياً

شبكة البصرة

تقلصت المساحات الخضراء في العراق من نحو 50 إلى 17 بالمائة نتيجة التغيرات المناخية وتقصير الجهات المسؤولة في توفير المساحات الخضراء، لأن المساحات الخضراء تعتبر حاجة ملحّة وليست ترفاً كما تراها بعض الدوائر والمؤسسات الحكومية التي تتبع بما يسمى عسكرياً بسياسة "الأرض المحروقة".

ضعب إدارة الدولة والفساد المستشري وانعدام الخبرة في التعامل مع الظروف الطبيعية، ادى الى تفاقم الأزمات في العراق ومن بينها تمدد التصحر وانحسار المناطق الخضراء.كما أدى تزايد النشاط العمراني على حساب المساحات الخضراء في العراق إلى اختفاء أراضٍ زراعية وتحويلها إلى سكنية وتجارية، ما انعكس سلباً على البيئة وازداد من تلوث الهواء والتغير المناخي، في وقت تشهد البلاد درجات الحرارة تصل إلى خمسين درجة مئوية في ظل انحسار المساحات الخضراء و توقعات بتنامي ظاهرة التصحر خلال الفترة المقبلة.

 

التصحر يتزايد

وتؤكد وزارة الزراعة العراقية، أن البلاد بحاجة إلى زراعة أكثر من 15 مليار شجرة لتأمين غطاء نباتي يقضي على التصحر، فيما يرى مختصون أن إعادة إحياء وتأهيل الغابات وزراعة المساحات بهذه الأعداد من الأشجار خلال السنوات المقبلة يمكن أن يُعيد جزءاً من الهواء النقي إلى الأجواء العراقية، بعد تلوّثها بالنفايات الضارة من العوادم والمصانع وغيرها.

ويحتل العراق المرتبة الثانية بأكثر دول العالم تلوثاً، فيما جاءت العاصمة بغداد بالمرتبة 13 من بين المدن العالمية خلال عام 2022، وذلك وفق مسح عالمي سنوي أجرته شركة سويسرية لتصنيع أجهزة تنقية الهواء.

ويضرب التغير المناخي العراق بقوة خلال الأعوام القليلة الماضية وبصورة غير معهودة، حيث يعد خامس الدول الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية العالمية وفق وزارة البيئة العراقية والأمم المتحدة.

ويفقد العراق سنوياً 100 ألف دونم (الدونم 1000م مربع)، جراء التصحر، كما أن أزمة المياه تسببت بانخفاض الأراضي الزراعية إلى 50 في المائة وفق تصريحات رسمية.

ووفقاً لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" التابعة للأمم المتحدة، فقد باتت مساحات الغابات في العراق لا تشكل سوى 8250 كيلومتراً مربعاً، أي ما نسبته 2% من إجمالي مساحة البلاد.

 

مخاطر مستقبلية

قال عضو مرصد "العراق الأخضر" عمر عبد اللطيف، إن المساحات الخضراء تقلصت من نحو 50 إلى 17 بالمائة بسبب التغيرات المناخية، أبرزها ندرة المياه وعدم اهتمام المواطنين بالزراعة وارتفاع درجات الحرارة، إلى جانب وجود تقصير واضح في توفير المساحات الخضراء من قبل المواطنين والجهات المسؤولة".

وأوضح عبد اللطيف، أن "العراق بحاجة إلى مساحات خضراء، وأن توفير مساحات خضراء يستغرق من عام إلى عامين، لذلك يجب المباشرة بها مبكراً لأن المستقبل مرعب من ناحية التغيرات المناخية، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة والتلوث".

وتابع، أن "في هذا العام يلاحظ ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير طبيعي ما يتطلب إعادة النظر بكل الخطط وجعل المساحات الخضراء هي الأساس لإنعاش الأجواء ومزاج العائلة العراقية".

جدير بالذكر أن المساحات الخضراء تعمل على تحسين جودة الهواء والصحة العامة والترفيه والترويح عن النفس، كما أنها تساعد على تخفيض درجات الحرارة وامتصاص الملوّثات، وكذلك الحماية من الأشعة فوق البنفسجية وتقليل حدة الضوضاء والشعور بالاكتئاب.

 

منع التغول

ويُعاني العراق من نقصٍ حادٍ في المساحات الخضراء، حيث تُقدر المساحة الخضراء لكل فرد بـ 0.2 دونم فقط وهو ما يقل بكثير عن المعدل العالمي البالغ 12 دونماً، كما تُعدّ العديد من المدن العراقية من أكثر المدن تلوّثًا في العالم، حيث تُساهم كثافة السيارات والمصانع في تلوّث الهواء بشكلٍ كبير.

وتُؤدّي تغيرات المناخ إلى تفاقم هذه المشكلة، حيث تُؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة،** مما يُؤثّر سلبًا على نموّ الأشجار والنباتات. كما تُؤدي قلة الأمطار إلى شحّ المياه، وهو أمرٌ ضروريّ لريّ المساحات الخضراء والحفاظ على صحتها.**

وإضافةً إلى ذلك، تُؤدي العواصف الرملية المتكررة إلى دفن الأشجار والنباتات،مما يُؤدّي إلى موتها، ويُمكن ملاحظة تأثيرات تغيرات المناخ على المساحات الخضراء في العراق بشكلٍ واضح، حيث تُعاني العديد من الحدائق والمتنزهات من الجفاف، كما أنّ الأشجار والنباتات تُصبح أكثر عرضةً للأمراض والآفات.

بين الناشط في مجال البيئة والزراعة، فلاح حسن، أن غياب المساحات الخضراء في المدن سببه السياسة الحكومية والأوضاع التي شهدها العراق بعد سنة 2003، وأن "في دول العالم هناك قوانين تمنع تغول الأسمنت على المساحات الخضراء.

وأفاد حسن، أن المباني تحتفظ بالحرارة في ظل غياب الغطاء النباتي، لذلك تعتبر المساحات الخضراء حاجة ملحّة وليست ترفاً كما تراها بعض الدوائر والمؤسسات الحكومية".

وطالب حسن، حكومة بغداد ووزارة الزراعة والدوائر المعنية بالاهتمام بعمليات التشجير وزيادة المساحات الخضراء، فضلاً عن دعم المبادرات الأهلية وعدم الاعتماد على الغابات القديمة، بل العمل على تكوين غابات جديدة وزراعتها بأشجار ملائمة لظروف البلاد الحالية.

وكالة يقين

شبكة البصرة

الاثنين 9 محرم 1446 / 15 تموز 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط