بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

نهاية الصهيونية وكيانها صارت واقعا

شبكة البصرة

في كل يوم تتوفر المزيد من الأدلة والشواهد على أن الصهيونية قد انتهت إلى الأبد، ويترتب على ذلك إن صنيعتها المشوه إسرائيل هي الأخرى ستنتهي حتما مهما تأخر الامر، ولعل ابرز الادلة التي تؤكد ذلك ما رأيناه في الكونغرس الأمريكي من تجمع كبير ليهود أمريكا قبل وصول مجرم الحرب نتنياهو مطالبين بطرده ومقاطعته، ثم إكمال الصورة حينما تغيب عن حضور جلسة الكونغرس عدد ضخم من أعضائه الديمقراطيين والجمهوريين في غرفتي مجلس الشيوخ ومجلس النواب، فاضطرت أمريكا لأول مرة لتزوير عدد الحضور في اجتماع الكونغرس حيث أضافت عناصر كثيرة لتملأ فراغ الكراسي الكبير لكي لا يظهر العدد الحقيقي للمقاطعين، وكل هؤلاء الذين أجلستهم في مقاعد أعضاء الكونغرس ليسوا أعضاء فيه، وهذا مؤشر على أن أمريكان انحدرت بسرعة إلى مستوى دولة من العالم الثالث تزور علنا وبلا تردد!

فما معنى كل ذلك؟

المعنى الأكبر هو أن العمر الافتراضي لإسرائيل قد انتهى وليس بالإمكان تجديده أو إطالته، فقد انكشفت اللعبة بكل جوانبها المظلمة والمخزية والتي تشكل عارا في جبين من أسسوا إسرائيل ودعموها لتبقى حتى الآن، بكل ما ارتكبت من جرائم غير مسبوقة منذ قرون في الكرة الأرضية والتي ستبقى شواهد على ترسخ روح الجريمة في نفوس من اسسوا اسرائيل ومن دعموها، فالذي نراه الآن في غزة يعبر تعبيرا دقيقا عن الطبيعة التكوينية لإسرائيل، وهي أنها أداة قتل وأبادة جماعية للآخر أيا كان مسلما أو مسيحيا، وسرقة أرض وثروات الآخرين علنا وبوقاحة لا نظير لها، وتنفيذ خطط الإبادة الشاملة للأطفال والنساء والشيوخ إضافة للشباب، علنا وكل تلك الجرائم تنقلها شاشات التلفزيون ومنصات الانترنيت لحظة بلحظة وجريمة بعد اخرى!

وكل تلك الجرائم البشعة ضد الانسانية ترتكب بقوة تبرير هو الأخطر منذ ظهرت البشرية والذي يقول ب(أننا نحن شعب الله المختار وأن بقية المخلوقات خلقها الله لخدمتنا فهم عبيد لنا نقتلهم ونغتصب نسائهم ونسرق أموالهم و نفعل بهم ما نشاء لأنهم خلقوا لخدمتنا)، وتلك هي نظرية الجوييم المعروفة، والتي يتعلمها اطفال اسرائيل في المدارس الابتدائية!

اللعبة انتهت وإسرائيل تعيش زمنها الأخير، وأمريكا تدرك ذلك جيدا ومعها كل من دعم إسرائيل طوال عقود، ولكن مصيبة إسرائيل وبقايا الصهيونية هي أن مصدر قوتهم وضمانة بقائهم الأساسية هي الأخرى تتداعى وتنحدر وتغيب شمسها، فالولايات المتحدة الأمريكية لم تعد أمريكا التي غزت العراق وكان طبيعيا أن تنكشف على الأرض العراقية حقيقتها وهي أنها قط من ورق وليس نمر من ورق، كما قال ماو تسي تونغ قائد الثورة الصينية، فالقط لديه مخالب ويستطيع أن يجرح الإنسان، ولكن جروح القطط سهلة التحمل وهو ما اكتشفه العالم بعد أن أثبتت المقاومة العراقية البطلة بعد غزو العراق مباشرة وطوال سنوات بقاء القوات الأمريكية في العراق أن الجندي الأمريكي فاقد للمعنويات ولا يقاتل إلا خلف دبابته وبحماية طائراته، وفي حروب التحرير تحيّد الطائرات والدبابات بشكل عام فلا تبقى إلا المعنويات التي تحدد مصير المعارك، وبقوة المعنويات انتصرت المقاومة العراقية وأجبرت القط الأمريكي على الانسحاب ذليلا مهانا محطما نفسيا أكثر مما كان عليه، فسقطت أسطورة أمريكا التي كانت ترهب قوى عظمى، وسقطت معها أساطير تفوقها العسكري والتكنولوجي.

وهكذا فإن كارثة إسرائيل لا تقتصر على انهيارها من الداخل واستحالة إعادة ترميم مستعمرتها في فلسطين بل إن حاميها وممولها ومزودها بالسلاح وبأحدث التكنولوجيات هو الآخر يتراجع وينحدر وبالكاد يستطيع حماية مصالحه ونفسه.

فلنعزز دور المقاومة المسلحة ونجعلها هي الأداة الرئيسة للتحرير وطرد الاحتلال سواء كان إسرائيليا أو أمريكيا أو إيرانيا وغيره، وليكن شعارنا هو الذي ردده العالم طوال تسعة شهور مضت وهو (فلسطين حرة من النهر إلى البحر)، فلم يعد ذلك الشعار هو شعارنا وحدنا طوال عقود مضت بل أصبح يتردد في الكونغرس الأمريكي وحول البيت الأبيض وفي شوارع الولايات المتحدة الأمريكية كلها ويردده يهود أمريكا قبل غيرهم، واصبحت جماهير العالم في كل قاراته تتغنى بفلسطين وترفع علمها في المطاعم والباصات والشوارع، واخذ الناس يطردون الاسرائيليين من اي مكان دخلوه، في تعبير لا يقبل الخطأ في تفسيره وهو أن إسرائيل قد انتهت وأن أي قوة في العالم لا تستطيع إبقائها بعد أن انهارت من الداخل

هيئة تحرير البعث

افتتاحية جريدة البعث العدد 79

شبكة البصرة

الاثنين 23 محرم 1446 / 29 تموز 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط