بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

هكذا مكنت أمريكا إيران من صنع قنبلة نووية!؛

شبكة البصرة

اقرؤوا تصريحات بلينكن وزير الخارجية الأمريكية الأخيرة ستجدون فيها اعترافا مباشرا بأن أمريكا سمحت لإيران بإكمال خططها لصنع قنبلة ذرية! فهو يقول أن إيران قادرة على إنتاج مواد انشطارية بهدف صنع قنبلة نووية «خلال أسبوع أو اثنين»! ويضيف كلاما له دلالته الكبرى عندما يقول: أن طهران «لم تطور سلاحاً إلى الآن، لكننا نراقب هذا الأمر من كثب طبعاً». أي إنه يواصل دعمه لمشروع إنتاج قنبلة نووية من قبل إيران دون اي خطوة امريكية لمنع ذلك! وهذا الاعتراف لم يكن مفاجئا لأن حزبنا الذي كرر القول طوال سنوات مضت بأن المشروع النووي الإيراني لا يشكل خطرا عسكريا على أمريكا وإسرائيل لانه مكرس لخدمة المشروع الإمبراطوري الإيراني والذي لا يقوم إلا على ضم أرض العرب للتاج الإمبراطوري الإيراني، وظيفة المشروع النووي تظهر هنا حيث أنه سيستخدم كوسيلة ضغط أساسية جديدة لإجبار العرب على الرضوخ للنزعة الاستعمارية الإيرانية، فإيران بدون القنبلة الذرية وبدعم من أمريكي إسرائيلي وخلال أكثر من 40 عاما مضت منذ تولى خميني السلطة كانت كل طاقاتها مكرسة لتدمير الأقطار العربية ومحو العروبة انطلاقا من شن الحرب على العراق، وصولا إلى الاعتراف بأنها تغزو أربعة أقطار عربية هي العراق وسورية واليمن ولبنان، وأن مشروعها لم ينتهي بل ما زال في حالة توسع وأنها سوف ترفع راياتها فوق مكة والمدينة في السعودية وتضم دول الخليج العربي وغيرها.

ومشروع بهذا الحجم يحتاج لأكثر من الأسلحة التقليدية وأخطر من الوسائل التي اتبعتها إيران لغزو الأربعة أقطار عربية خصوصا وأنها وصلت إلى مرحلة الانكشاف التام وثبات أنها دولة استعمارية هدفها هو إلحاق دول أخرى بها والاستحواذ على ثرواتها.

ولكي تكون الصورة أوضح فإن تصريحات بلينكن تقول لنا مباشرة بأن إيران دولة نووية الآن وأنها امتلكت حصانة ضد شن الحرب عليها مثل كوريا الشمالية وبالتالي فإن التنازل لها من قبل العرب هو المطلوب وإلا فإن البديل هو شن حرب نووية ضد العرب! وعندما نضيف معلومة أخرى تكتمل الصورة وتتضح لنا تماما اهداف الموقف الامريكي من هذا المشروع، فالمشروع النووي العراقي والذي كان في مرحلة الطفولة تم القضاء عليه بهجوم إسرائيلي ساهمت إيران فيه بتقديم المعلومات لإسرائيل، مثلما ساهمت الأقمار الصناعية الأمريكية بتوفير المعلومات الدقيقة عن الموقع لإسرائيل، وهنا تظهر أهمية تدمير المفاعل النووي العراقي وهو في مرحلة البداية، فلو أن هذا المشروع قد اكتمل فإن العراق كان سيصبح حصينا وقويا وقادرا على الردع الستراتيجي للأطراف الإقليمية والدولية بما فيها إيران، تماما كما تفعل كوريا الشمالية منذ امتلكت السلاح النووي وجعلت أمريكا عاجزة عن الهجوم عليها كما قررت بالأصل.

فتدمير المشروع النووي العراقي هو شرط من شروط بناء المشروع النووي الإيراني، والخسارة الستراتيجية التي تعرضت لها الأمة العربية بتدمير المشروع النووي العراقي تظهر الآن واضحة جلية فلو كان هذا المشروع مكتملا لما عربدت إيران واعتدت وتوسعت واحتلت أقطار عربية ونهبت ثروات العراق بشكل خاص.

والملاحظات السابقة تعيد التأكيد على أن هناك قاسم مشترك يجمع أمريكا وإيران وإسرائيل وهو القضاء على الأمة العربية بتقسيمها وتحويلها إلى نثار لا يمكن تجميعه يمثل فسيفساء مصطنعة لأقليات ولهويات ماتت ويراد أحيائها. ويظهر القاسم المشترك الآن أكثر مما مضى حيث أن طوفان الأقصى من خلال النظرة الإيرانية إليها هي خطوة جبارة نحو إكمال إيران غزو الأقطار العربية بعد أن تكمل صورتها المطلوبة وهي إنها تدعم القضية الفلسطينية بينما العرب، ولا يقال الأنظمة العربية، تخلوا عن فلسطين ووقفوا ضدها! وبهذا المنطق تسهل عملية تجنيد الكثير من العرب لخدمة إيران على اعتبار أنها تخدم القضية الفلسطينية حتى وان احتلت أقطار عربية الأحواز منها فقط أكبر من فلسطين عدت مرات سكانا ومساحة وثروات!

فليكن ذلك واضحا عند اتخاذ القرارات وفي مجرى محاولة فهم ما يجري فالمؤامرة الدولية والإقليمية على الأمة العربية أصبحت واضحة المعالم والأهداف بعد أن ترسخت وتجسدت على أرض الواقع في عدة أقطار عربية، وخيارنا الوحيد هو توحيد الصفوف لخوض نضال لا هوادة فيه ضد كل أشكال التآمر على أمتنا، على ان نبدأ بالقضاء على الاستعمار الإيراني والتحرر من احتلاله، ففي اللحظة التي ينتهي فيها الاستعمار الإيراني تفقد أمريكا وإسرائيل أخطر أداة نجحت في زج ألامة العربية في مهالك الفتن الطائفية والعرقية.

هيئة تحرير البعث

افتتاحية جريدة البعث العدد 78

شبكة البصرة

الاحد 15 محرم 1446 / 21 تموز 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط