بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ |
نابُ كلب في جلد خنزير |
شبكة البصرة |
محمود حكميان |
فاز مسعود بزشكيان اليوم (السبت) في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسيّة الإيرانيّة أمام سعيد جليلي وفقا لرويترز. وفي أول تصريح له منذ إعلان فوزه أكد بزشكيان اليوم أنه «سيمد يد الصداقة للجميع». كتبت صحيفة الشرق الاوسط اللندنية عن ذلك: سيكون تأثير نتيجة الانتخابات محدوداً على توجّه البلاد لأنّ للرئيس في إيران صلاحيات محدودة. وتقع المسؤولية الأولى في الحكم في البلاد على عاتق المرشد الأعلى الذي يُعتبر رأس الدولة، أما الرئيس فهو مسؤول على رأس حكومته عن تطبيق الخطوط السياسية العريضة التي يضعها المرشد الأعلى علي خامنئي. منذ توليه منصب الولي الفقيه، تدخل خامنئي في أغلب الانتخابات وسعى من أجل هندستها حتى تكون في خدمة أهدافه ومخططاته ولا تتقاطع معها قيد أنملة، لكنه لم يتدخخ ويهندس أية إنتخابات كما حدث مع الإنتخابات الرئاسية التي جاءت برئيسي وتلك التي جعلته يبقى لولاية ثانية، كما إنه وفي الوقت لم يعول على أي من قادة ومسٶولي النظام مثلما عول على رئيسي وراهن عليه، ولذلك لا يجب أبدا إعتبار مصرع رئيسي مجرد حادثة عرضية ستمر على خامنئي مرور الكرام بل هي ضربة موجعة في الصميم وحتى إن توقيت حدوثها كان في وقت صعب وحرج على حد سواء. الإنتخابات لإختيار خلف لرئيسي، معضلة أخرى بالغة الصعوبة والتعقيد، حيث يجد خامنئي نفسه في موقف ووضع لايحسد عليه أبدا، ولاسيما وإن معظم المساعي الحثيثة المبذولة من قبله ومن قبل نظامه لحث الشعب الايراني على المشاركة في الانتخابات وليس مقاطعتها، قد باءت بالفشل والدليل العيني على ذلك إن المقاطعة أكبر من تلك التي حدثت خلال إنتخابات مجلس الشورى وخبراء القيادة، وهو دليل واضح على إن الرفض الشعبي للنظام يتنامى ويتزايد وليس يقل ويذبل كما يتمنى ويرجو خامنئي والنظام. هناك أمر يجب أخده بنظر الاعتبار والاهمية البالغة، وهو إن خامنئي عندما قام بهندسة الإنتخابات الرئاسية للمرحلتين التي أوصلتا رئيسي للجلوس على كرسي الرئاسة، فإنه قام بذلك لعمله بأن النظام يواجه مرحلة يشهد فيها تحديات وتهديدات غير مسبوقة يبدو خلالها واضحا بأن الشعب وصل الى قناعة كاملة برفض هذا النظام تماما والسعي من أجل الاطاحة به وإن كون الانتفاضات الثلاثة الاخيرة ذات طابع سياسي وظهرت عليها آثار وبصمات منظمة مجاهدي خلق بكل وضوح، قد أجبر خامنئي فيما أجبره على العمل على إتباع نهج يسعى لتقليص دائرة السلطة والنفوذ في النظام وجلب العناصر الاكثر ثقة وإعتدادا للسلطة، وجلب رئيسي كان لهذا السبب، ولكن مصرعه الذي جاء ليس مفاجئا وإنما صادما لخامنئي، جعله في حيرة من أمره خصوصا وإن مشاعر رفض وكراهية النظام في تزايد مستمر في حين أن قوة النظام وتماسكه في تراجع ملفت للنظر بحيث أن هناك فارقا كبيرا لصالح مشاعر رفض وكراهية النظام، ولذلك فإن خامنئي قد تيقن تماما من أن المواجهة ومنذ إنتفاضة 28 ديسمبر2017، قد تطورت الى مواجهة الوجود والعدم مع النظام، ولأجل ذلك وجد خامنئي نفسه مضطرا لوضع حد للعبة الاعتدال والسعي من أجل إنكماش مفرط في النظام لخوض مواجهة الوجود والعدم التي تنتظر النظام بفارغ الصبر. خامنئي وهو لازال لم يتجرع لحد الان الكأس المر لمصرع رئيسي، فإن الذي يزيد من مرارة هذا الكأس وحتى يجعل منه حنظلا بحق وحقيقة، إن هذه الانتخابات قد تزامنت مع تجمع إيران الحرة 2024، والذي يعتبر مناسبة من أجل شحذ همم الشعب الايراني وتحفيزه أكثر من أجل مواصلة صراعه ومواجهته ضد النظام وأثر ويٶثر كثيرا على نبض الشارع الايراني، فإن هذا التجمع قد ركز أكثر من أي وقت مضى على ضرورة تفعيل وإذكاء الصراع والمواجهة القائمة بين الشعب وبين النظام من أجل حسم الامور وعدم السماح للنظام بالبقاء أكثر من ذلك! *عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية |
شبكة البصرة |
الخميس 5 محرم 1446 / 11 تموز 2025 |
يرجى الاشارة الى
شبكة البصرة
عند اعادة النشر او الاقتباس |