بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

حزب البعث العربي الإشتراكي     أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة

قيادة قطرالعراق المنتخبة          وحد ة حرية أشتراكية

الاقليم السني تمهيد لتقسيم العراق!؛

شبكة البصرة

شخص حزبنا منذ بداية الاحتلال حقيقة أن نظام الأقاليم وضع كممهد لتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات: دولة كردية في الشمال ودولة سنية في الوسط ودولة شيعية في الجنوب، وهذا هو المخطط الغربي الصهيوني المعروف والذي عبر عنه بدقة برنارد لويس والذي اقر الكونغرس الامريكي تبنيه لخطته رسميا. ورفضته فصائل المقاومة العراقية التي أجمعت على اعتبار نظام الأقاليم خطوة تمهد لتقسيم العراق تنفيذا للمخطط الأمريكي الصهيوني، ولهذا كانت الدعوة لتطبيق نظام الأقاليم مقتصرة على التابعين للاحتلال، وكانت الجماهير العراقية بغالبيتها الساحقة ضده. فكيف تزيل الولايات المتحدة الأمريكية هذه العقبة الكأداء من طريق تطبيق نظام الأقاليم؟

الجواب كان تعريض العراق شعبا ودولة ومجتمعا إلى معاناة غير عادية تدمر صمود شعبه وتضعه أمام خيارات كلها قاتلة، وعليه أن يختار من بينها، وكان تسليط الميليشيات الإيرانية على الشعب العراقي هو أبرز اساليب الاحتلال الأمريكي لتغيير مواقف الشعب العراقي رغما عنه، وطوال العقدين من الزمن تعرض الشعب العراقي إلى معاناة فريدة لم يواجه مثلها إلا الشعب العربي في فلسطين وسورية وليبيا والسودان، فقد أشعلت الحرائق المدمرة من أجل تغيير مواقف الناس رغما عنهم، ثم تعمدت أمريكا جعل المليشيات التابعة لإيران تسرق كل موارد العراق لأجل أن يصبح الجوع والعوز هما الظاهرة الأبرز في العراق، واقترن ذلك ببروز عصابات انتشرت كالفطر في كل مدن وأحياء العراق تبتز الناس وتهينهم وتسرق رزقهم وتغتصب نسائهم!

لقد نجحت الولايات المتحدة الأمريكية وبواسطة إيران وميليشياتها في إيصال الشعب العراقي إلى هذا المستوى من الكوارث والمعاناة التي جعلت البعض منهم يتنازل عن القيم العليا الدينية والوطنية والأخلاقية ويقبل بالانحرافات لأن الناس وصلوا إلى حافة الموت جوعا ورعبا وابتزازا! وهكذا أصبحت البيئة مناسبة لإعادة طرح نظام الأقاليم، وبصيغة تبدو وكأنها إنقاذ لسنة العراق من الكوارث التي حلت بهم، فانضمت إلى الكتل التي خدمت الاحتلال منذ البداية كتل وعناصر كان بعضها محسوبا على معارضة الاحتلال، ولنظام الأقاليم،وهكذا تمكنت أمريكا من العثور على كتل سكانية تدعم نظام الأقاليم.

المطلوب أمريكيا و صهيونيا قيام إقليم سني، لكي يتبعه نشوء إقليم شيعي، ومنذ عقود لدينا اقليم كردي، فتصبح لدينا ثلاثة أقاليم تجعل من تقسيم العراق لاحقا خطوة سهلة إلى حد كبير تنفيذا لمخطط برنادر لويس. فإقامة الإقليم السني خطوة أساسية تمهد لتقسيم العراق وسيجد دعاة الإقليم وبصورة حتمية، إذا قام هذا الإقليم، أنهم أسرى قرارات أمريكية حاسمة وخطيرة، ومن المستحيل أن يمتلكوا القدرة على تغييرها خصوصا وأن ما تخطط له الولايات المتحدة الأمريكية أبعد من حدود العراق، فالإقليم السني ومنذ سنوات طويلة اعتبر مرشحا لاستيعاب أكثر من اربعة ملايين لاجئ فلسطيني في العالم، ومنطقة الأنبار اختيرت لاستضافتهم، ويترافق ذلك مع التمسك الإسرائيلي بمشروع شارون أي إلغاء الدولة الأردنية واعتبارها فلسطين ويسهل ذلك ملاصقة الأنبار للأردن وستكون هذه المنطقة هي الدولة الفلسطينية، اما الضفة الغربية وغزة فسوف تضمان إلى إسرائيل.

عندما تقع الكارثة ويقام نظام الأقاليم هل بإمكان هذه الكتل الصغيرة التابعة أن تغير المخطط الأمريكي الإسرائيلي الخاص بالعراق والمنطقة وهي لاتملك القوة اللازمة؟ أم إنها ستضطر رغما عنها، إن لم تكن مقتنعة، لقبول الإملاءات الأمريكية؟ الأمر الذي يقودنا إلى تذكر نقطة البداية وهي تقسيم العراق إلى ثلاثة دويلات! فما الذي تغير وجعل بعض من عارضوا نظام الأقاليم يصبحون من دعاته؟ وكيف سينظرون إلى أنفسهم في المرآة وهم يرون أنفسهم وقد أصبحوا أدوات تدمر وحدة العراق وهويته ومستقبله؟

حزبنا يرى نتائج الدعوة للاقليم السني وهي اكمال تقسيم العراق حتما وتكريسه فكلما مر الزمن ترسخت الاقاليم المستقلة ونجحت امريكا في خلق فئة تابعة تمسك بالسلطة وتنشر ثقافة التبعية لامريكا مثلما حدث في المانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية وفقدانهما للاستقلال حتى الان. من هنا فان حزبنا يرى ان النضال ضد الاحتلال وافرازاته هو الحل وليس الاستسلام للاستعمار الامريكي. وبقدر ما تتوحد القوى الوطنية وتعزز وعيها الشامل تجد طريق التحرر سالكا ومفتوحا رغم كل الالغام.

 

قيادة البعث في العراق في 9-7-2024

شبكة البصرة

الخميس 5 محرم 1446 / 11 تموز 2025

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط