بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

العراق عربي من قبل الفتح الإسلامي

شبكة البصرة

بقلم تامر الزغاري

ملكه التاريخي هو جذيمة الأبرش بن مالك بن فهم الأزدي عاصمة العرب المناذرة قبل الإسلام والعباسيين بعد الإسلام في العراق تأسست مملكة عرابايا في القرن الثالث قبل الميلاد وأشهر ملوكها الملك سنطروق بن نصرو القضاعي وكانت كنيته أبو النصر ولقبه ملك العرب.

اسم "العرب" موجود في النقوش الأكادية في زمن الملك الأكادي شاروكين في القرن الثاني والعشرين قبل الميلاد، وأثبت ذلك أيضا المؤرخ إسرائيل ولفنسون. وحتى إذا راجعنا اللغة المحكية عند الآشوريين والبابليين الذي حكموا العراق سنجد كلمات أبو، أخو، يما، بنتو، عينو، لشان، ليلة، موتا، أذنا، هيكلا، ميا، كوكبو، لب، أنت، أنتِ وهذه الكلمات أبسط دليل على عروبة العراق قبل الإسلام بآلاف السنين.

حتى في زمن إنقسام العراق قبل الاسلام كان مقسماً لثلاث ممالك عربية وهي مملكة التنوخيين ومملكة ميسان ومملكة الحضر. حتى أذا أردنا أن نلقي نظرة سريعة على ملوك العراق قبل الإسلام سنجد أن من أسمائهم المنذر ومالك وعمرو وامرؤ القيس والنعمان وأوس وعبد وغيرها من الأسماء العربية.

حتى زمن الاحتلال الفارسي سواء في العهد البارثي أو الساساني كان الإسم الرسمي لغالبية أرض العراق هو عرب إستان.

في العراق وقعت معركة ذي قار والذي كان لحماية شرف المرأة العربية وفيها تم سحق الفرس على يد جيش من القبائل العربية من أبناء شيبان وبكر وتميم وتيم وذهل ولهازم. فتح العراق كان بدايته من قدوم عربي عراقي إلى المدينة المنورة طالباً من إخوته العرب تحرير العراق من الإحتلال الفارسي. حيث أتى من العراق الصحابي المثنى بن حارثة الشيباني (ر) وقابل الخليفة أبو بكر الصديق (ر)، وقال المثنى بأن العراقيين وقبيلته الشيبانية في العراق، أرسلوا له مطالبين بأن يحرر بلدهم من الإحتلال الفارسي، وقال للصديق: "يا خليفة رسول الله استعملني على من أسلم من قومي أقاتل بهم هذه الأعاجم من أهل فارس"

حتى قبيلة قريش التي بها زعامة العرب والمسلمين أصلها من العراق، فقد قال علي بن أبي طالب (ر): من كان سائلا عن نسبنا فإننا نبط من كوثى، وقال عبد الله بن عباس (ر): نحن معاشر قريش حي من النبط من أهل كوثى.

في فتح العراق وسحق الفرس قال سيدنا عمر بن الخطاب (ر): "العراق جمجمة العرب"، وقال أيضا "والله لأضربن ملوك العجم بملوك العرب". حتى خالد بن الوليد (ر) قال للعرب الذين يقاتلون مع الفرس معاتباً: "ويحكم ما أنتم؟ أعرب فما تنقمون من العرب"

وبعد هذه الأمثلة البسيطة والتي تمثل نقطة من بحر عروبة العراق من ما قبل الميلاد، يأتي أناس يكتبون من منطلق الجهل أو التزوير بأن العراق ليس عربي، وأن العرب أتوه غزاة محتلين، رغم أنهم لو قرأوا كتاباً واحداً سيكتشفون بأن العراق عربي من قبل الفتح الإسلامي بآلاف السنين.

---

المصادر:

1) الواقدي، فتوح الشام.

2) موريس سارتر، سورية في العصور الكلاسيكية.

3) ابن كثير، البداية والنهاية.

4)البلاذري، فتوح البلدان

5) ابن عساكر، تاريخ دمشق

6) ابن الجوزي، مرآة الزمان في تاريخ الأعيان.

7) بهجت القبيسي، محاضرة “العرب العموريون في العراق وسورية ومصر 1793-1535 ق. م. ”.

8) ابن عبد ربه القرطبي، العقد الفريد.

9) إسرائيل ولفنسون، مدخل إلى اللغات السامية.

شبكة البصرة

الاثنين 5 ذو القعدة 1445 / 13 آيار 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط