بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ |
حزب البعث العربي الاشتراكي امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة قيادة قطر العراق المنتخبة وحدة حرية أشتراكية عيد الغدير هو لغم الغدر الإيراني |
شبكة البصرة |
يا جماهير شعبنا العظيم: نشهد في هذه الأيام تنفيذ خطوة مرسومة في المخطط المشترك الأمريكي - الصهيوني - الإيراني، وهي فرض ما سمي ب(عيد الغدير) في برلمان الاحتلال غير الشرعي، وتأتي هذه الخطوة مصممة لتكون لغماً خطيراً يفجر الأوضاع في العراق بطريقة غير مسبوقة بعد سلسلة من الخطوات التي تم بموجبها الاستيلاء على أملاك كثيرة للوقف السني، والسيطرة بالقوة على المراقد الدينية في سامراء وغيرها! ولم تخفي الميليشيات الإيرانية أن هدفها هو تحويل الحكم في العراق إلى حكم طائفة واحدة تحتكر فيه مناصب رئيس الدولة ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان وتمنع الطوائف والمكونات الاخرى من تولي اي منها، وتوسع نطاق انفرادها بحكم العراق بفرض معتقداتها على بقية الطوائف والأديان في العراق! وهذه الخطوة التي سبقتها خطوات دموية أدت إلى كوارث مازال شعب العراق يئن من أوجاعها، دفعت حزبنا للتعامل مع هذا القرار على أنه اللغم الأخطر في هذه المرحلة والذي يجب تعطيله. إن حزبنا القومي الهوية والرافض لكل توجه طائفي أو عنصري يؤمن بأن كل العراقيين يتمتعون بالمساواة ولا يهمه إلى اي طائفة أو دين ينتمي هذا القائد أو ذاك لأن ثقتنا بهم تنبع من مواقفهم الوطنية والقومية، أما أن تُنفذ خطوات سيطرة بأسم طائفة واحدة بالقوة فهذا خطير ومرفوض وسيجر لكوارث أقسى مما واجهناه طوال العقدين الماضيين من الاحتلال. إن ما فرض في مجلس النواب - أذا طبق - اعتداء صريح على الشعب العراقي بكافة مكوناته،بما فيه على المكون الشيعي، والهدف منه هو تعزيز الغزو الإيراني للعراق بتوسيع التغييرات السكانية القسرية التي تمت وأدت إلى منح الجنسية العراقية لأكثر من ستة ملايين إيراني وتابع لإيران، وتهجير أكثر من خمسة ملايين عراقي ونزوح ثلاثة ملايين عراقي من محافظاتهم، وإخضاع التعليم في العراق بكافة مراحله لإيران، وكل تلك الخطوات وغيرها كثير تمت لأجل تغيير هوية العراق الوطنية، وزيادة القدرة الإيرانية على كسب مواقع جديدة في حرب تقاسم النفوذ مع أمريكا وإسرائيل. إن حزبنا يلفت النظر بوضوح إلى أن أخطر ما في هذه الخطوة ومهد لها هو الغطاء النفسي والسياسي الذي منحته حماس بعد عملية طوفان الأقصى لإيران ونظامها الاستعماري، خصوصاً قيام السيد اسماعيل هنية، وقادة آخرين في حماس، بتجيير بطولة وتضحيات شهداء المقاومة الفلسطينية وصمود وعذابات شعبنا في غزة لصالح إيران بادعاء أن النصر والصمود في غزة حصلا بفضل الدعم الإيراني، وبالتالي فإن الوقوف مع نظام الملالي بدون تحفظ ضرورة فلسطينية! فكان طبيعياً أن تتمادى إيران في جرائمها بعد أن حصلت على هذه الشهادة من أطراف فلسطينية، وأصبحت قضية غزو إيران للعراق وسورية واليمن ولبنان ثانوية وتقلص عدد من يدافع عن تحريرها من إيران! وليس هناك شك بأن إيران بدعمها لحماس وغيرها لا تهدف إلى دعم القضية الفلسطينية بل تريد استخدام اسم فلسطين لتكريس غزوها للأقطار العربية وصولاً إلى تحقيق هدفها النهائي وهو محو الهوية العربية لتلك الأقطار واعتبارها محافظات إيرانية كما أعلن قادة إيرانيون! وكل تصريح تطلقه حماس ينسب انتصارات غزة لإيران يُعد رسالة واضحة تفضي إلى نتائج خطيرة ومنها ما يلي: 1- تبني عيد الغدير في العراق ينطوي على احتمال نشوب حرب طائفية مدمرة، ولم تَقدُم إيران على هذه الخطوة المؤجلة عقدين إلا الآن لأنها تتمتع بغطاء فلسطيني قوي! 2- محاولة عناصر مرتبطة بإيران تنفيذ مخطط انقلابي في كل من الأردن والكويت، وأيضاً تحت غطاء فلسطيني!. 3- منحت تصريحات حماس الفرصة لأتباع إيران (العرب) لكي يعززوا نشاطهم الداعم للغزو الإيراني بدون ضغوط اتهام إيران بأنها دولة استعمارية تحتل أقطار عربية. 4- الحقيقة الأخرى المهمة والتي لا يجوز إغفالها هي أن التطبيع الذي أقدمت عليه دول خليجية، ما كان ممكناً له أن يجد ما يبرره لولا التهديدات الإيرانية لها وفي هذا خدمة مباشرة لإسرائيل، ولأمريكا أيضاً مصلحة مباشرة في إرهاب الأنظمة بواسطة التهديدات الإيرانية لأن ذلك سيزيد من ارتماءها في أحضان الغرب، وشراء الأسلحة الأمريكية!
وحزبنا يلفت النظر أيضاً إلى أن إيران التي فشلت في الإقدام على الخطوة الأخطر طوال 21 سنة لإحداث التغيير الجذري المنتظر في التركيبة السكانية وجدت في مديح حماس لها أثناء طوفان الأقصى الفرصة المثالية لتحقيق ذلك! والحقيقة المرة التي نعيش تأثيراتها الآن تتمثل في أن حماس هي من منحت إيران الفرصة والحافز للإقدام على خطواتها الأخيرة تجاه العراق والأردن والكويت! وهي تتحمل المسؤولية التأريخية عما سيترتب على دعمها لإيران ضد أقطار عربية. إن حزبنا وهو يوضح كل ذلك لابد ان يضيف ما يكمل الصورة، فهذا المخطط الإيراني لم يكن بالإمكان تطبيق خطواته لولا أنه في الأصل جزء من مخطط أمريكي صهيوني وضعه برنارد لويس وعوديد ينون، وهو يدعو لتقسيم الأقطار العربية ومحو الهوية العربية، ناهيك عن حقيقة معروفة وهي أن من سلم العراق لإيران هي أمريكا، وهي التي كانت تدفع رواتب الميليشيات الإيرانية التي تذبح العراقيين يومياً، وقد أعلن ذلك الرئيس السابق " ترامب " عندما كان رئيساً وقطع الدعم المالي أثناء رئاسته، فأمريكا هي المسؤول الأول عن كل ما يجري في العراق وغيره من الأقطار العربية من كوارث، ولو كانت أمريكا جادة في رفض التغول الإيراني فإن ذلك سيكون سهلاً لأن الشعب العربي في الأقطار المحتلة مستعد بالملايين لتصفية الميليشيات الإيرانية خلال ساعات، ولكن الذي يمنع ذلك هو قرار أمريكا إبقاء تلك الأقطار بيد إيران كي تكمل تدميرها!. ويخطأ من يظن بأن مفاتيح القوة في العراق بيد إيران فهي بيد أمريكا، وفي اللحظة التي تقرر فيها التخلص من إيران سيتم خلال ساعات، لكن أمريكا، وهي التي خططت لما يجري وتوافقت مع الأهداف الإيرانية، وتريد إكمال تنفيذ بقية مخططها باليد الإيرانية. إن تحرير العراق عمل وطني مدبر ومفحوص بدقة، فلنشدد النضال من أجل عراق متحرر بإرادة القوى الوطنية العراقية وتصميمها ووعيها.
قيادة البعث العراق في 24-5-2024 |
شبكة البصرة |
الجمعة 16 ذو القعدة 1445 / 24 آيار 2024 |
يرجى الاشارة الى
شبكة البصرة
عند اعادة النشر او الاقتباس |