بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

حزب البعث العربي الإشتراكي     أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة

قيادة قطرالعراق المنتخبة             وحد ة حرية أشتراكية

ماهي المخاطر المترتبة على تصريحات المرشدي؟

شبكة البصرة

لقد حاول حزبنا ان يمتنع عن التعليق على عدة ظواهر سلبية ومنها ظواهر خطيرة، حرصا منه على وحدة الصف وعدم اضافة عوامل اخرى للخلافات، لان المصلحة الوطنية العراقية والمصلحة القومية العربية تفرض علينا، وقبل المصلحة الحزبية، التأني والتدبر والتفكير البعيد فيما يقال ويطرح، ولكن تراكم الاسئلة التي وردت الى قيادة الحزب من الجهاز الحزبي ومن جهات وطنية مستقلة حول مقابلة الدكتور خضير المرشدي مع قناة العربية وما طرحه فيها من اراء بعضها خطير جدا لانه يضيف تهما جديدا للحزب في وقت يحتاج فيه الى العكس تماما اي مواصلة تدمير الاسس التي استندت اليها التهم السابقة التي وجهتها امريكا وايران واطراف اخرى للحزب، لتبرير اجتثاثه بالقوة، ومن هذا المنطلق تأنينا كثيرا في الرد، وبعد ان درسنا ما ورد في المقابلة، فان واجبنا يفرض علينا عدم السماح بمرور بعض الطروحات في هذه المقابلة دون نقد صريح ودقيق لانها دخلت التاريخ ولن تخرج منه الا بدحضها.

وبما اننا نعمل بجدية وبلا تراجع على تضميد جروح الحزب وتوحيد صفوفه ولا نريد فتح جروح جديدة سنركز وبأسلوب موضوعي على اطروحة واحدة فقط ونؤجل بقية الملاحظات الى فتره اخرى. والموضوع الذي سنركز عليه يتسم بخطورة غير عادية لانه يتعلق باضافة تهمة جديدة للحزب، وهذه المرة ليس من الاعداء بل بأسم الحزب! فما الذي قاله الدكتور المرشدي؟

يقول في الجزء الثاني من المقابلة (اهم نقطه ذكرتها في تقريري النقدي احنا البعثيين في العراق لم نسمح ببناء معارضة وطنية ولو كانت هناك معارضة وطنية عراقية حقيقية لو حصل الاحتلال بوجود هذه المعارضة ما كان العراق تهدم بهذه الطريقة)!

هذا اتهام صريح للحزب بانه مسؤول عن عدم قيام الجبهة، وهذا خطأ واضح لايجوز لمن اطلع وعاش تلك المرحلة ان يغفله، فلقد قامت الجبهة في بداية السبعينيات وبمبادرة من البعث وضمت الحزب الشيوعي والحزب الديمقراطي الكردي واطراف اخرى، وفتحت مقرات وصحف مولتها الدولة ووافقت على اصدار صحف لهذه الجهات، ولكن عدم التقيد بقواعد العمل الجبهوي من قبل الاطراف الاخرى وليس حزب البعث، هو الذي ادى الى تفكك الجبهة، وهذه حقيقة معروفة واذا اضطررنا سنقوم بتقديم توضيح شامل يؤكدها.

ومع ذلك فان الحزب لم يتخلى عن هدف اقامة الجبهة التي تضم كل القوى الوطنية، وفي نهاية الثمانينات عقدت سلسلة اجتماعات لقيادة الحزب ومجلس قيادة الثورة وتشكلت ثلاثة لجان: لجنة وضع الدستور الدائم ولجنة قانون الاحزاب ولجنة الصحافه والاعلام، واقرت المسودات. وهذه حقيقة يعرفها كل بعثي وإعلامي ومثقف ومطلع على ما جرى في تلك الفترة، ومن حقائقها المعروفة أن باب تأسيس الأحزاب قد فتح رسميا ووضعت شروط تأسيس الأحزاب ومنها أن لا يقل عدد الأعضاء المؤسسين عن 150 عضوا، وحاولت عدة جهات جمع هذا العدد ولكنها فشلت، ومنها عناصر قومية ناصرية وعناصر مستقلة، وبعضهم احياء الآن. والسبب الذي جعل قيادة الحزب تضع شرط أن يمتلك أي مقدم لإجازة حزب عددا لايقل عن 150 عضوا أن هذا الشرط ضروري جدا حيث أن وجود أحزاب لا قواعد لها ستكون هياكل مفتقرة للتمثيل الجماهيري وبالتالي تتحول الى ادوات تشتيت للجماهير وخداع لهابفكرة وجود احزاب تمثل كتل جماهيرية كبيرة وذلك ليس حقيقيا.

كان النظام الوطني يرى في نهاية الثمانينات بان الاحزاب المجازة يجب ان تكون لها قواعد لان الافتقار للقواعد الشعبية سيضر بقضية العراق ضررا فادحا، فما المنطق في اقامة جبهة مع من لايملك الحد الادنى من الناس؟ والذي يترتب على هذه الحقيقة هو ان الفشل في قيام أحزاب في بداية التسعينات يعود الى عجز من اراد تاسيس الاحزاب عن جمع 150 عضوا، وهذا يؤكد بان البعث ليس هو المسؤول عن عدم قيام الجبهة. وما سبق تأكيده يسقط ما قاله الدكتور خضير المرشدي، خصوصا وان المعلومات الخاصة بتأسيس الأحزاب وشروطها نشرت في الإعلام وعلى نطاق واسع وكتب عنها كثيرا، فلم تم تجاهل هذه المعلومات المعروفة بين العراقيين؟

والحزب يشعر بالدهشة لما ذهب اليه دكتور خضير عندما اضاف لاتهام الحزب بانه من منع قيام الجبهة أتهام اخر اخطر من الاتهام الاول، وهو قوله (ولو كانت هناك معارضة وطنية عراقية حقيقية لو حصل الاحتلال بوجود هذه المعارضة ما كان العراق تهدم بهذه الطريقة)!!! ان هذا الاتهام يحمل الحزب مباشرة وليس ضمنا مسؤولية نجاح الاحتلال والخراب الذي اصاب العراق! وطبقا لكلامه فانه لو قامت الجبهة لما وصل العراق الى ما وصل اليه! فهل توجد تهمة للحزب اخطر من تحميله مسؤولية نجاح الاحتلال؟ ان ماقاله خال من الصحة بالكامل فلو افترضنا أن الجبهة قد قامت وضمت كل القوى المفترض اجازتها فما الذي ستضيفه من قوة شعبية وعسكرية إلى قوة الجيش العراقي والأجهزة الأمنية وجيش القدس والبعثيين وفدائيوا صدام وغيرها من المنظمات المقاتلة؟ هل ستضيف نصف مليون انسان؟ لنفترض انها ستضيف نصف مليون، وهذه الفرضية غير صحيحه بالمرة لان الذي لا يملك 150 عضوا لتأسيس حزب من أين يأتي بنصف مليون؟ ولكن لنفترض أنه يملك نصف مليون: هل سيغير هذا العدد حقيقة أن الجيش العراقي قد دمرت قوته الأساسية من دبابات ومدفعية ومقرات قيادة وتوجيه قبل أن تدخل القوات الى بغداد؟ اما القطعات العسكرية الباقية فقد اصبحت بحكم غير الموجودة بسبب تدمير القيادة والتوجيه العسكري والامني المركزي، فلم تعد القيادة على اتصال بالقطعات العسكرية الباقية ولم تعد القوات الباقية تتلقى اوامر منظمة، فكان من الطبيعي ان تنهار معادلة القوة المادية وتحتل بغداد، فاصبح الانتقال الى المرحلة الثانية من الحرب وهي المقاومة الشعبية المسلحة ضرورة اساسية، والتي قادها القائد الشهيد صدام حسين بنفسه، عندما دخلت القوات الى بغداد بعد معارك ضارية في مطار صدام الدولي وما قبله.

والحقيقة الاوضح للجميع الان هي انه لو كانت هناك جبهة قبل الغزو فإنها لن تغير النتيجة التي وصل إليها العراق لأسباب منطقية ذكرنا بعضها، ويعرف كل مواطن الاسباب الآخرى، فالذي غزى العراق استعمل القوة الساحقة، ووصل الامر حد ان امريكا ابلغت روسيا لكي تبلغ القيادة العراقية بان استمرار المقاومة المسلحة في مطار صدام الدولي وغيره ستجبرها على استخدام اسلحة غير تقليدية لحسم الامر، وبالفعل فان الاسلحة التي استخدمت في المطار كانت غير تقليدية وهي التي غيرت موازين القوى العسكرية.

وما يجب لفت الانتباه اليه هو ان مصدر خطورة هذا الاتهام ليس فقط ما ورد فيه بل ان من ورد على لسانه قدم على انه ممثل للحزب وبالتالي فان الاعداء المتربصين بالحزب وينتظرون اي فرصة لاستغلالها لانه اعتراف من قيادي بعثي بان الحزب هو المسؤول عن انهيار العراق وتسهيل غزوه! وهذ النتيجة تأتي بعد ان نجح اعلام حزبنا ونضال مناضلينا وتضحيات شهداءنا طوال عقدين من الزمن في دحر تلك الاتهامات!

إن هذه الاتهامات تأتي من شخص قدم على انه يمثل الحزب وكنا نتوقع من التنظيم الذي ينتمي إليه ويمثله أن يوضح هذه النقطة لا أن يصمت، لان الصمت موافقة، وبالتالي فإن التنظيم الذي ينتمي اليه اذا كان لا يشاركه الرأي ويعتبره رأيه الشخصي عليه أن يوضح رأيه فيما طرح لخطورته، والا فانه يتحمل المسؤولية كاملة عما طرح. ان اهمية ما سبق ذكره هي التي دفعتنا للرد بلا اي مجاملات كي لاتمر هذه الاتهامات وتعتبرها القوى المعادية (شهادة من داخل حزب البعث تدينه مباشرة).

والبعث اذ يطرح هذه الملاحظات يذكّر بأهم قواعد العمل الحزبي وهي ان انتقاد مسيرة الحزب خارج التنظيم الحزبي غير مسموح بها لاي حزبي سواء كان عضوا عاديا او عضو قيادة لان تقييم المرحلة السابقة من اختصاص المؤتمر القطري المنتخب حصرا، واي مخالفة لهذه القاعدة الحزبية الاساسية تعد خروجا صريحا على ضوابط الحزب وفي مقدمتها النظام الداخلي، واتهام المرشدي للحزب عبر الاعلام بانه لم يسمح بأقامة الجبهة الوطنية ليس من صلاحيته، ولذلك كان من الطبيعي ان تتعدد التساؤلات حول ما طرحه وبعضها حساس جدا، ومنها ماوردنا من الجهاز الحزبي ومن خارجه، وهذه بعضا منها:

لماذا قام المرشدي بتحميل البعث مسؤولية عدم قيام الجبهة وهو يعرف معرفة تامة بأن المسؤول عن فشل الجبهة ليس البعث وإنما الاطراف الاخرى؟ ولماذا ادلى بتلك التصريحات لقناة العربية والتي توصف من قبل الحزب بانها (قناة العبرية) وهي تعمل كما يعرف كل مطلع تحت الاشراف التام للمخابرات الامريكية؟ هل ورطته القناة في هذه المقابلة ام انه هو من اختار التورط؟ ولماذا أختارت القناة دكتور المرشدي دون غيره من رموز واعلام البعث المعروفين والذين قاطعتهم قناة العربية منذ سنوات؟ لماذا بثت المقابلة في هذا الوقت بالذات حيث يتعرض الحزب للمزيد من التعقيدات في ازمته الداخلية وبالطبع فان من يعقد الازمة هي نفس الجهة التي وضعت قانون اجتثاث البعث والجهات المشاركة في تنفيذها؟ ولماذا لمعت القناة المرشدي بطريقة استعراضية كأنه في دعاية انتخابية؟

 

قيادة البعث في 11-5-2024

شبكة البصرة

السبت 3 ذو القعدة 1445 / 11 آيار 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط