بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ |
في خدمة الكيان الصهيوني |
شبكة البصرة |
السيد زهره |
ذكرت أمس ان النظام الإيراني بالهجوم الهزلي الذي شنه قدم خدمة كبرى للكيان الصهيوني. بداية، منذ أن بدأت حرب الإبادة الصهيونية في غزة، استغلها النظام الإيراني أفضل استغلال ممكن لخدمة مشروعه في المنطقة العربية ولتحقيق أهدافه وأطماعه الخاصة. النظام الإيراني استغل الحرب والغضب الشعبي العربي وقام بتحريك القوى العميلة له في العراق ولبنان واليمن وهدد بالتصعيد، تحت ذريعة حرب غزة، من أجل هدف أساسي هو انتزاع تنازلات من أمريكا ولتحقيق بعض اهداف مشروعه. لم يكن هدفه دعم الفلسطينيين ولا الوقوف بجانب اهل عزة. النظام الإيراني نجح في العراق مثلا في ابتزاز أمريكا لتحقيق هدفه ألاساسي المتمثل في خروج الولايات المتحدة من العراق كي تصبح الساحة العراقية خالية له تماما يفعل بها ما يشاء. وبالفعل رضخت أمريكا وتتفاوض حاليا حول خروج قواتها من العراق. وعلى نفس النهج حين توافق النظام الإيراني مع أمريكا على شن الهجوم الأخير بالشكل الذي حدث والنتيجة الهزلية التي انتهى اليها، لم يكن في ذهنه لا القضية الفلسطينية ولا مأساة اهل غزة. كان في ذهنه مصلحته الذاتية فقط وتصوير نفسه على انه انتقم لتدمير قنصليته في دمشق حفظا لماء الوجه. الهجوم الايراني جاء كما ذكرت ليقدم للكيان الصهيوني خدمات كبرى في هذا التوقيت وذلك من ثلاثة جوانب: أولا: الهجوم وقع في وقت كان العالم كله بلا استثناء قد أفاق على حقيقة الكيان الصهيوني وصورته البشعة ككيان إرهابي يرتكب ابشع جرائم الحرب والابادة التي عرفها العالم. تجسد هذا في مواقف كل شعوب العالم ومنظماته الدولية وأجهزة الاعلام. جاء الهجوم الايراني ليتيح للكيان الصهيوني ان يعيد تصوير نفسه امام العالم في صورة الكيان المهدد من جيرانه والذي يدافع عن نفسه في مواجهة هذه التهديدات الخطيرة. الكيان الصهيوني جنى هذا المكسب لتحسين صورته القبيحة من دون ان يدفع أي ثمن على الاطلاق ومن دون ان يتعرض لأي خسارة حتى ولو طفيفة جراء الهجوم.
ثانيا: وقع الهجوم الايراني في وقت كان العالم كله وبما في ذلك الدول الغربية نفسها قد ضاق ذرعا بحرب الابادة الصهيونية، وتصاعدت الضغوط الجدية على الكيان الصهيوني لوقف الحرب وإنقاذ الشعب الفلسطيتي مما يتعرض له. وجاء الهجوم ليعيد اصطفاف الدول الغربية خلف الكيان الصهيوني دفاعا عنه ووقوفا بجانبه. رأينا كيف ان دولا مثلا أمريكا وبريطانيا وفرنسا تفاخرت بأنها شاركت في اسقاط المسيرات الايرانية اثناء الهجوم، وكيف عادت كل الدول الغربية لتؤكد التزامها بحماية الكيان الصهيوني والدفاع عنه.
ثالثا: وأخطر نتائج الهجوم الإيراني انه صرف انظار العالم عن مأساة اهل غزة وحرب الابادة التي يتعرضون لها والأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشونها. اليوم لا أحد يتحدث عن مأساة اهل غزة. الكل يتحدث عن هجوم ايران وكيف سوف يرد الكيان الصهيوني على الهجوم وهل يمكن الحيلولة دون توسع الصراع في المنطقة.. الخ. تراجع الاهتمام بحرب ابادة غزة وعن الضغوط الي يجب ممارستها لإجبار الكيان الصهيوني على انهائها. هكذا قدمت ايران بهجومها كما ذكرنا خدمات كبرى للكيان الصهيوني. نقول هذا ولا نستطيع ان نلوم ايران على ما فعلته وتفعله. ايران تسعى لتحقيق مصالحها والمضي قدما في تنفيذ مشروعها الطائفي التوسعي في المنطقة العربية بالطريقة التي تراها وتستغل كل الظروف والتطورات من اجل ذلك. والقضية الفلسطينية على رأس القضايا التي تستغلها ايران لمصلحتها. لكن ليس من حق النظام الايراني ان يزعم هو وعملاؤه في المنطقة انه يفعل ما يفعل من اجل قضية فلسطين او دفاعا عن اهل غزة وما يتعرضون له من إبادة. |
شبكة البصرة |
الاثنين 6 شوال 1445 / 15 نيسان 2024 |
يرجى الاشارة الى
شبكة البصرة
عند اعادة النشر او الاقتباس |