بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إسماعيل هنية يواصل إصراره على إنتهاك المحرمات

شبكة البصرة

ماجد مكي الجميل

هناك صورة يظهر فيها إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومعه مرافقه الفلسطيني -مثلما يبدو- وهما يمتنعان عن أداء الصلاة على الطريقة الشيعية مع مصلين إيرانيين في حُسينية في طهران. في هذه الصورة التي تعود إلى أواخر عام 2006، يظهر هنية جالساً على أرض الحسينية ومرافقه يقف خلفه وكافة المصلين في حالة سجود (شاهد رابط الصورة).

 

هذا الرفض الذي أظهره هنية -أو يُمكن أن يُظهره أي شخص آخر- للصلاة مع قومٍ، لا يدلُ على إعتراف بديانة هؤلاء القوم، إن لم نقل تكفيرهم. هذا هو الأمر ببساطة تامة.

 

في خطاب بثه التلفزيون إحتفالاً بيوم القدس أمس (الأربعاء 3 نيسان/أبريل 2024)، قال هنية: ”نستذكر في هذا اليوم العظيم الإمام الخميني رحمه الله الذي جعل القدس ركناً من اركان الثورة والمقاومة وغاية سامية متجددة للأمة الإسلامية المجيدة”.

 

لندع جانباً هذا الكلام غير المسؤول عن الخميني ”جعلَ القدس ركناً من أركان الثورة والمقاومة”، فهو قولٌ شبع الناس شبعاً من الإستهزاء به، ولنسأل: كيف يُمكن لهنية أن يرفض ديانة الخميني والأخير يعتبر القدس ركناً من أركان ثورته؟ معنى هذا أن هنية لم يكن يُصدِّق شعارات الخميني المرفوعة منذ عام 1979، لكنه صدَّقها الآن.

 

أو لنطرح السؤال بصيغة أخرى: كيف صدَّق هنية أن القدس أصبحت ركناً من أركان ثورة الخميني في وقت أن جوهر عمل إيران في المنطقة يتركَّزَ نحو التفريس، ونشر الدين الذي رفض هنية صلاته، والتطهير الديني والمذهبي ضد أبناء أربع دول عربية كانَ هنية يُصلي صلاتهم؟

 

تقول إحصائية للأمم المتحدة نُشِرَت قبل نحو عامَين أن أكثر من 14 مليون سوري كانوا ضحايا قتل أو إختفاء أو تعذيب أو تشريد أو تهجير…الخ مارستها قوات النظام والقصف الروسي ومنظمات شيعية مسلحة تابعة لإيران (عراقية، أفغانية، لبنانية، باكستانية، إيرانية…). والعملية مازالت مستمرة حتى هذا اليوم الذي إعتبر فيه هنية القدس ركناً من أركان نظام خميني، وأظن أن هنية يعلم جيداً أنه يكذب.

 

لا أعتقد أن الكثير منَّا يعرف دقائق آلية إتخاذ القرار السياسي في حركة حماس. الشبكة العنكبوتية لم تُساعد كثيراً عند البحث عن هذا الموضوع. أظن أن تمجيد هنية للخميني وقبله قاسم سليماني -”شهيد القدس”- لا يُمثِّل ولا يُمكن أن يُمثِّل غالبية حركة حماس. أعضاء حماس عرب مسلمون، عقيدتهم الدين الإسلامي الأصيل، وهم جيداً تطور التاريخ الإسلامي عبر العصور، والعداء الفارسي للعرب والإسلام…الخ.

 

على سبيل المثال، تزعَّم خالد مشعل سياسة الإنفصال عن المدار الإيراني وأنه كان يحاول إعادة بناء علاقات حماس مع الأنظمة العربية. غير أن خلفه في رئاسة المكتب السياسي، إسماعيل هنية، إتبع سياسة التقارب مع النظام الإيراني، وما أن تولى رئاسة المكتب حتى نفَّذَ عدة مطالب لإيران من بينها تشكيل ”مكتب العلاقات الإسلامية - العربية” بهدف جرّ غير حماس من العرب والفلسطينيين للتعاون مع إيران وتخطي مشعل، بطبيعة الحال.

 

نحن العرب عموماً تستهوينا المواقف السلبية الحدية رغبة منَّا في إظهار مبدئيتنا، وأحياناً نَصرُّ على هذه المواقف حتى لو آذت مبادئنا. نعم، ينبغي أن نؤمن بالمواقف الحادة ”لكن أحياناً”، خاصة إذا مسَّت العقيدة أو الإنتماء إلى الوطن. أما إنتهاج سبيل السلبية الحادة دوماً كأسلوب للعمل، فأعتقد أن ذلك يُخالف الحكمة والمصلحة.

 

عليه، لا أعتقد أن مهاجمة حماس بسبب تصريح هنية الأخير سيكون مُجدياً. على النقيض من ذلك، فإن إقامة إتصالات مع الحركة للتعبير عن استهجان تصريحات هنية وحده دون غيره، وتركيز النقد عليه وحده باعتباره شاذاً عن أسس العقيدة الدينية التي تنتمي إليها الحركة، وبناء جسور للتعاون المستقبلي مع حماس، سيكون أفضل بكثير من مهاجمة حماس أو مقاطعتها.

رابط يتعلق باسماعيل هنية يجلس في حسينية في طهران

https://www.ammonnews.net/img/big/407.jpg?small

4 نيسان/أبريل 2024

شبكة البصرة

السبت 27 رمضان 1445 / 6 نيسان 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط