بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

خبراء يحذرون من “الرصيف الأمريكي” قبالة غزة:
سيستغله الاحتلال للسيطرة على المساعدات وتهجير الفلسطينيين

شبكة البصرة

يرى خبراء فلسطينيون وأجانب أن الهدف من مشروع المساعدات البحرية لقطاع غزة هو تعزيز السيطرة الإسرائيلية على المساعدات وليس زيادتها، لأن "الميناء يسهِّل على الاحتلال إبقاء الحدود البرية مع غزة مغلقة"، بحسب ما نشر موقع Middle East Eye البريطاني الخميس 4 أبريل/نيسان 2024.

يأتي الإعلان عن أخبار "الرصيف العائم" الذي تقيمه أمريكا مقابل غزة، في الوقت الذي تطارد فيه المجاعة أهالي القطاع، فقد حذرت الأمم المتحدة من أن المجاعة "وشيكة" في شمال القطاع، و"رجَّح" مسؤول أمريكي الجمعة 29 مارس/آذار أن المجاعة قائمة بالفعل، إذ توفي ما لا يقل عن 27 طفلاً بسبب سوء التغذية والجفاف في الشمال المحاصر.

حيث قال طلال عوكل، وهو كاتب فلسطيني من غزة: "الناس في غزة يتضورون جوعاً؛ لذا فهم مستعدون لاستقبال المساعدات من أي مكان"، لكنه أشار إلى التناقض بين مسارعة إسرائيل إلى تأييد فكرة إنشاء الرصيف الأمريكي، وأنها لا تزال تقيد دخول المساعدات من الحدود البرية لغزة.

يرى عوكل أن مشروع الرصيف العائم يهدف إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية على المساعدات التي تدخل غزة.

فيما قال ديفيد هاردن، المدير السابق لبعثة المساعدات الأمريكية في الضفة الغربية وغزة، إن ممر المساعدات البحرية سيُساعد في تخفيف أزمة الجوع المحدقة بقطاع غزة، لكن ينبغي ألا يُستخدم ذريعة كي لا تُفتح مزيد من المعابر البرية، "نحن نريد من الناحية الإنسانية أن نوفر أكبر عدد ممكن من محطات وصول المساعدات، لكن المعابر البرية تظل لا غنى عنها".

في المقابل، قال محللون إن "رصيف المساعدات" مفيد لأهداف إسرائيل العسكرية. فهو وسيلة تخفف الضغوط الغربية التي تطالب بتيسير وصول المساعدات إلى غزة، وتسمح لحكومة إسرائيل بالموافقة على توصيل المواد الغذائية من دون فتح المعابر البرية ومن دون المخاطرة بمواجهة الإسرائيليين الذين يعارضون إدخال المساعدات؛ واسترضاء المحتجين وعائلات بعض المحتجزين الذي يتظاهرون عند المعابر ويطالبون بإغلاقها.

وقالت شيرا إيفرون، من منتدى السياسات الإسرائيلية، إن الممر البحري مستحسن لدى إسرائيل لأنه "يتيح لها الاحتفاظ بالسيطرة الشاملة على توصيل المساعدات إلى القطاع المحاصر، وتقليص الاعتماد على مصر، وإبقاء عمليات التسليم بعيدة عن أنظار الجمهور الإسرائيلي". وترى أن هذا الأمر يكشف عن تصورات إسرائيل بشأن غزة، فهي "تريد الانفصال عن القطاع، لكنها تريد كذلك أن تظل لديها السيطرة الأمنية الشاملة على غزة".

وأوضحت شيرا أن "قبرص لا تُمانع أن تتولى إسرائيل السيطرة على نظام التفتيش، ولا تُمانع الالتزام بالإجراءات الأمنية التي تريدها إسرائيل"، ومن ثم فإن تنفيذ الأمر بهذه الطريقة "صفقة رابحة لإسرائيل من جميع الوجوه".

في غضون ذلك، فإن خوسيه أندريس، الطاهي الشهير ومؤسس منظمة "المطبخ المركزي العالمي" التي بدأت بشحن مئات الأطنان من المواد الغذائية من قبرص إلى غزة في مارس/آذار، انتقدَ المبادرة الأمريكية، وقال إن إدارة بايدن يجب أن تضغط على إسرائيل لكي "تتوقف عن قتل الأطفال واستهداف المتطوعين الإنسانيين والصحافيين! وتفتح مزيداً من الطرق البرية لإدخال المساعدات إلى غزة".

وقال أندريس إن مبادرة الرصيف العائم التي يتولى تنفيذها الجيش الأمريكي "غير منطقية" في ظل وجود المساعدات العالقة على الحدود البرية، فضلاً عن أن الأمر لن يكون موضع ترحيب من سكان غزة.

فيما يذهب الكاتب الفلسطيني طلال عوكل إلى أن إسرائيل وافقت على إنشاء الرصيف ليكون وسيلة لتهجير الفلسطينيين من غزة عبر البحر المتوسط، قبيل الهجوم العسكري المتوقع على رفح، "هناك ممرات برية أكثر وأفضل وأسرع وأرخص تكلفة. لكن هذا [الميناء] إنما هو وسيلة لمساعدة الإسرائيليين في تحقيق هدفهم المتمثل في تهجير الفلسطينيين بعد الإخفاق في دفعهم إلى سيناء".

ومنذ بدء حربها على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تستهدف القوات الإسرائيلية بهجمات ممنهجة ومتواصلة المرافق الطبية والمستشفيات في مختلف مناطق القطاع، ما تسبب في تدمير المنظومة الصحية، وكارثة إنسانية وتدهور في البنى التحتية.

وخلّفت الحرب على غزة عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

عربي بوست

شبكة البصرة

الخميس 25 رمضان 1445 / 4 نيسان 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط