بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

حزب البعث العربي الاشتراكي     امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة

قيادة قطر العراق المنتخبة      وحدة حرية أشتراكية

بيان البعث في العراق حول الهجوم الايراني على فلسطين المحتلة

شبكة البصرة

في يوم السبت الماضي 13-4-2024 سجل التاريخ تحولا حاسما اكمل كشف اللعبة الخطيرة عندما قامت ايران ومعها امريكا واسرائيل ولأكثر من اسبوع بالتعبئة لما وصفته ايران ب(نهاية الصبر الستراتيجي) ونفذت عملية انتقام مباشر من قتل اسرائيل 6 من قاده الحرس الثوري الايراني في القنصلية الايرانية في دمشق، وكان العالم يتوقع ان يكون هذا الهجوم، وطبقا لما وصف به، تغييرا ستراتيجيا لمسار الصراع في المنطقة، رغم ان حزبنا كان يدرك مسبقا وعبر عن ذلك مرارا بانه لن تكون هناك الا معركة خلبية استعراضية لا تختلف عن المعارك الخلبية المستمرة منذ 45 عاما بين امريكا واسرائيل من جهة ونظام الملالي من جهة ثانية، وكما توقع حزبنا فان ما قامت به ايران اكمل كشف ما بقي مستورا واسقط الادعاءات الايرانية ووضع من دافع عنها في زاوية العمالة لها والتفريط بالقضية الفلسطينية ومصالح الامة العربية.

لقد شهد العالم لعبة صبيان تافهة كشفت حقيقة نظام الملالي حتى لأقرب الناس له، ومن مظاهر التفاهة ان العملية التي قامت بها ايران ضد اسرائيل تم ابلاغ امريكا بها عبر عدة وسطاء قبل اسبوع من تنفيذها، من بينهم عمان، مثلما اوضحت ايران انها لن تستخدم اسلحة مدمرة وستضرب اماكن خالية من البشر والمعدات المهمة، وانها لا تريد توسيع رقعة الصراع...! وهكذا تحتقر إيران وعي الناس وذكائهم بشن حرب يعلن عنها مسبقا مع ان اول قوانين الحرب واهمها هو قانون مفاجئة العدو بشن الحرب! وما دفع نظام الملالي لهذه التفاهة هو ان اسرائيل وضعته في زاوية خانقة بسلسلة عمليات خطيرة داخل ايران جعلتها اضحوكة العالم نتيجة عدم ردها، فقد نفذت اسرائيل عمليات خطيرة داخل ايران منها اختراق المؤسسات الامنية وسرقة ارشيف المشروع النووي الايراني، وقتل علماء ايرانيين وقادة من الحرس الايراني والتحقيق مهم في داخل ايران من قبل الموساد الاسرائيلي، ثم قتلهم او اخذ المعلومات منهم، ودمرت مراكز بحثية وعسكرية وامنية، وتم كل ذلك دون اي رد فعل ايراني عليها !

فقدت ايران صدقيتها امام العالم واخذ انصارها يعجزون عن الرد والدفاع عن ضعفها وهكذا فرض عليها ان تقوم بأسقاط فرض وتقديم حجة ولو تافهة لاتباعها العرب كي يواصلوا دعمها، فكانت عملية السبت الماضي التي اتفق العالم على انها لعبة فاشلة!

وكانت عمليه قتل ستة قادة كبار من الحرس الثوري في القنصلية الايرانية في دمشق هي التي اقنعت النظام الايراني بان عدم الرد سيؤدي الى فقدانه لما تبقى له من تأثير ونفوذ خصوصا بعد عملية الغدر القذرة التي قامت بها ايران بحماس وكتائب القسام حيث وعدتهما بالمشاركة الخماسية في الهجوم على اسرائيل في عملية طوفان الاقصى، ولكنها تراجعت ولم تقم بدورها مثلما لم تسمح لحزب الله بان يستخدم طاقاته الضخمة جدا ضد اسرائيل دعما لحماس وكتائب القسام، وكان هذا الموقف تهديدا خطيرا لكل ما بذلته ايران طوال 45 عاما من اجل الخداع والتضليل في الوطن العربي والعالم الاسلامي، الامر الذي جعل العملية التي تمت محاولة لترميم الوجه الايراني القبيح واعادة الثقة بين انصارها، ولكن النتيجة كانت العكس تماما حيث كشفت العملية عن هشاشة نظام الملالي وضعفه وعجزه عن خوض حرب على الارض الايرانية.

 

يا جماهير شعبنا العربي العظيم: ان ما قامت به ايران يوم السبت تم بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل مسبقا ! ومن مظاهر السخرية من الموقف الايراني هو ان ممثل إيران في الامم المتحدة أعلن بان العملية انتهت رغم ان الصواريخ والطائرات المسيرة كانت في طريقها وتحتاج لثمانية ساعات للوصول الى فلسطين المحتلة! اي ان روح المساومة الايرانية كانت مقررة مسبقا، فليس منطقيا ان يعلن عن انتهاء عملية عسكرية قبل معرفة نتائجها ورد فعل العدو عليها! ولكننا نتعامل مع نظام الخرافة والاساطير وكل شيء ممكن معه!

ان عمليات الغدر بحماس وكتائب القسام تتكرر بدليل أن إيران تشن هذه الحملة العسكرية كرد على مقتل ستة أفراد من حرسها الثوري بينما استشهد حتى الآن أكثر من 35 الف فلسطيني وجرح أكثر من 70 الف ودمرت أكثر من 70% من مناطق السكن في غزة ومات الأطفال من الجوع ونقص الدواء لكن ايران لم تحرك ساكنا ورفض خامنئي شخصيا انخراط ايران في الحرب لإنقاذ غزة تنفيذا لوعود تكررت طوال 45 عام بان (ايران الاسلامية سوف تمحي اسرائيل من الوجود خلال خمس دقائق) ! لقد كان بإمكان إيران ان تشن هذه الحملة العسكرية ثارا لستة أفراد ايرانيين لكنها لم تنصت لصرخات الاف الغزاويين الذين فقدوا احبابهم وهم دون حماية وكانت الحماية متوفرة لدى إيران واتباعها، ولكنها لم تستخدم الا ما يكفي لحفظ ماء وجهها! وتركت الشعب الفلسطيني يذبح في حرب شاملة تستهدف قتل كل فلسطيني على ارض وطنه! لقد اثبتت العملية مرة اخرى كذب كل الادعاءات الايرانية بدعم القضية الفلسطينية واثبتت مرة اخرى انها تستخدمها لتحقيق مكاسب استعمارية في الوطن العربي.

انتهت اللعبة الايرانية ونحن نرى بوضوح تام بان نظام الملالي بذاته هو من مد حبل الانقاذ لنتنياهو وساعده مباشرة على الخروج من ازمته الخانقة التي وجد نفسه فيها بعد سته شهور من وعود فشل في تنفيذها، مثلما ادت العملية الايرانية الى انهاء التحفظ الغربي تجاه الحرب على غزة نتيجة ضغوط انتفاضات العالم ضد اسرائيل فجاءت عملية يوم السبت لتعيد الدعم الغربي لإسرائيل بالكامل، وتصدر تهديدات من حلف النيتو لإيران دعما لإسرائيل! وهكذا نرى ان الدعم الذي تحقق لغزة في العالم بعد الاف الشهداء وعشرات الالاف من الجرحى والمعذبين والمهجرين من اجل محاصرة اسرائيل وإلحاق الهزيمة بها نراه الان يتراجع ويعود الدعم لإسرائيل! وما يلفت النظر بقوة هو ان الهجمة الايرانية على اسرائيل تمت في توقيت مدروس بدقة بين الولايات المتحدة الامريكية وايران واسرائيل معا عبر وسطاء ومن خلال اجهزة مخابرات، فالعملية لم تكن عفوية ولا ايرانية خالصة وكانت ايران وامريكا تدركان نتائجها التي نراها الان، ولهذا كان منطقيا ان يقف الرئيس الامريكي بايدن ويطلب من اسرائيل عدم الرد على ايران واعترف رسميا بان العملية الايرانية كانت فاشلة وفشلها يظهر حينما نعرف انها لم تقتل الاسرائيليا واحدا لان 99% من الصواريخ التي اطلقت على اسرائيل قد دمرت قبل ان تصل الى فلسطين نتيجة معرفتها بالعملية قبل ثمانية ساعات كانت كافية كي تقوم قواتها وقوات امريكا وبريطانيا وفرنسا وجهات اخرى باسقاطها قبل الوصول لسماء فلسطين المحتلة! وهكذا نصل الى نهاية اللعبة الاقذر والتي لن يكون سلوك ايران بعدها الا التماهي العلني والرسمي مع امريكا واسرائيل في صفقات اقليمية قادمة حتما.

ان حزبنا وهو يثبت كل هذه الحقائق يدعو شعبنا العربي للوقوف بحزم وثبات تامين مع خط المقاومة المسلحة الفلسطينية ومع كل مقاوم ضد الاحتلال في العراق والاحواز وسورية واليمن، ويذكّر بان ايران اثبتت بنفسها انها الذخيرة الستراتيجية الاهم للغرب والصهيونية في المنطقة، فلنشدد النضال من اجل عزل ايران واتباعها العرب، ولنطهر الصفوف الفلسطينية من الملوثات الايرانية.

المجد والخلود لشهداء فلسطين والعراق وسورية واليمن والاحواز، والخزي والعار لحكام ايران وانظمة عربية تصهينت.

قيادة قطر العراق لمنتخبة في 15-4-2024

شبكة البصرة

الاثنين 6 شوال 1445 / 15 نيسان 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط