بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ |
هل نجحت ايران في تنفيذ مخططها الخبيث؟ |
شبكة البصرة |
بقلم نزار العوصجي |
في بدء عمليات طوفان الأقصى، طرحنا وجهة نظر سياسية، وقلنا انها مجرد تحليل سياسي لا اكثر ولا اقل. فمن خلال متابعة سياق العمليات القتالية و التحضير لها و التنسيق و عنصر المباغتة، نجد ان كل هذا لا يمكن ان يكون من تخطيط وتنفيذ منظمات مسلحة محدودة الامكانيات، انما هو تخطيط دول، ذلك لأن المجاميع المسلحة لا تمتلك مثل هذه الخبرات، ولا الامكانيات للتخطيط ودفع سياق العمليات القتالية بهذا الشكل، فقط الدول الكبرى و الجيوش هي من لديها مثل هذه الامكانية العسكرية. من خلال التعمق في ابعاد ما يجري على الساحة نستطيع ان نستخلص طبيعة المعركة، ولمصلحة من تسير، لذا فأن كل المؤشرات تؤشر الى ان اكثر المستفيدين هم روسيا و إيران، ذلك لأن روسيا تعي جيداً ابعاد هذه اللعبة، و هاهي تسحب البساط من تحت اميركا و إسرائيل في فلسطين، من خلال هذه العمليات العظيمة التي تسقط فكرة التفوق العسكري الاسرائيلي في المنطقة، وهذا مثال على ان روسيا لديها الادوات و القوة على الارض، وان هذه العربدة الأمريكية الغربية في المنطقة يجب ان تتغير، وان يتم حساب تغيير موازين القوى في المنطقة و العالم لصالح القوى العظمى الاخرى، وفي الجانب الإخر فان سير المعارك في فلسطين سيؤثر على اوكرانيا بوجه خاص، وان التمويل سينقطع عنهم ليذهب الى إسرائيل.. ان ما يجري في غزة الآن حركة ذكية جداً، في توقيت ذكي، والمحصلة تصب في مصلحة روسيا ضد اوكرانيا، الى جانب ان إيران هي المستفيد الأكبر في المنطقة. قد يسأل سائل ماهي الفائدة التي يمكن ان تجنيها إيران؟؟ الجواب بأختصار: - لقد تمكنت إيران من ابعاد المعركة عن ارضها، لتضمن ان الكيان الصهيوني لم يعد يشكل خطراً على امنها، كما لم يعد عقبة في طريق تحقيق مخططاتها التوسعية في عموم المنطقة. - نزع القناع عن التطبيع الخليجي الاسرائيلي وجعله خنوع وخضوع، وفي حالة عدم مباركة العملية من قبل العرب، فانهم سيظهرون بمظهر العملاء. - من المهم جدا تحويل الانظار من السعودية إلى قطر، وجعلها تظهر بأنها القوة الكبرى، وصاحبة الكلمة المسموعة عربياً وعالمياً، عند تدخلها لوقف القتال. - أشغال العرب والأتراك (السنة) في نزاع على من يقود من أجل أضعاف السنة. - جعل إيران و الشيعة قادة العالم الإسلامي، لدفاعهم عن المسلمين و حقوقهم. - استغلال الضعف الامريكي لتمدد الإمبراطورية الفارسية، و خلق معاهدة جديدة بين إيران والغرب. - إثبات لوجود و سيطرة إيران على اهم جزء من طريق الحرير الجديد، و تمكنها من التاثير على القرار الامريكي.
من هنا يبدوا ان الجميع قد ابتلع الطعم، و ان المكر الفارسي قد تفوق على الخبث الصهيوني، وان المستفيد الوحيد من كل ما حصل هم ملالي طهران، و ان المخطط الإيراني في تحويل خط التجارة العالمية مابين دول جنوب شرق اسيا، و في مقدمتها الصين وصولاً الى اوربا، قد نجح الى حداً ما. فبعد طول انتظار تمكن ملالي إيران ان يجعلوا من خط الحرير امر واقع وحتمي لامجال للتخلي عنه، بعد ان جاءت الفرصة المواتية لهم، و التي مكنتهم من فرض سيطرتهم في اغلاق مضيق باب المندب، من خلال توجيه اذرعهم في اليمن، المتمثلة بعصابة الحوثي، ليفرضوا سيطرتهم عن طريق القرصنة البحرية، و هذا ماتحقق لهم بالفعل خلال الاسابيع القليلة الماضية. في تصورنا انها الخطوة الاولى على طريق غلق منافذ اخرى، في مساعي إيران الحثيثة للتأثير على اقتصاديات دول المنطقة، و في مقدمتها دول الخليج العربي، عن طريق اغلاق مضيق هرمز امام الملاحة الخليجية، و من ثم تهديد امنها على اراضيها، بعد ان ضمنت صعوبة تلقيها للدعم الأمريكي و الاوربي القادم من البحر الابيض المتوسط الى البحر الاحمر وصولاً الى بحر العرب الذي يعد الجزء الشمالي الغربي من المحيط الهندي، الذي يعد تجاوزه تهديداً للصين. قلناها مراراً ونكررها، وياليت قومي يسمعون فيعون (اسمعوا وعوا).. ان العمليات العسكرية التي قامت بها حركة حماس كانت بتحريض وتوجيه ودعم من إيران، الهدف منها ابعاد خطر المواجهة مع الكيان الصهيوني عن الساحة الإيرانية، بذلك تحمل شعبنا الفلسطيني المغلوب على امره في غزة، فاتورة الدفاع عن نظام الولي السفيه بكل تفاصيلها، المادية والمعنوية والأنسانية. مالا يعلمه قادة حماس عن خبث الفرس بأن جعلوا من الفلسطينيين كبش فداء، ذلك لأن مايعني ملالي طهران بالدرجة الاولى، هو اعطاء الشرعية لوجود حزب الله العميل، لذا فإن تصفية قيادات حماس (الواحد تلوالاخر) سيكون الحلقة الأخيرة في مسلسل اثبات الوجود الإيراني على الساحة العربية والأقليمية والدولية، بذلك تكون قد تصدرت المشهد على انها حامي الحما في محاربة الإرهاب الدولي الذي يهدد أمن المنطقة، الإرهاب الذي اصطبغت به حركة حماس من حيث تعلم او لاتعلم، مما يمنح الشرعية للنظام الإيراني في التمدد بمباركة دولية. يورو تايمز |
شبكة البصرة |
الاربعاء 3 رمضان 1445 / 13 آذار 2024 |
يرجى الاشارة الى
شبكة البصرة
عند اعادة النشر او الاقتباس |