بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

عائلات عراقية محاصرة في غزّة.. صمت وتجاهل من حكومة بغداد

شبكة البصرة

مرت خمس شهور على الحرب الصهيونية في قطاع غزة الفلسطيني، و التي راح ضحيتها أكثر من 30 ألف قتيل، وخلّفت معاناة إنسانية غير مسبوقة، وسط غياب لأفق صلب لإنهاء الحرب.

وأختلطت دماء الشهداء العربية بين مواطنين من جنسيات مختلفة كانوا يسكنون القطاع والمناطق المحيطة بها عائلات متصاهرة أو أفراد عاملين، ومن بينها عائلات عراقية ذهبت إلى فلسطين، وأخرى فلسطينية كانت تسكن العراق.

ورصدت منظمات حقوقية وجود عائلات عراقية محاصرة في قطاع غزة، تعيش اوضاعاً إنسانية متدهورة وسط صمت حكومي، وتجاهلً لمعاناة العراقيين في الداخل والخارج.

 

عائلات عراقية محاصرة

وجهت عدد من العائلات العراقية، التي تعيش في قطاع غزة، مناشدتها الانسانية إلى منظمات حقوق الانسان والمجتمع الدولي و الجهات الحكومية العراقية للتدخل العاجل من أجل إخراجها من القطاع، الذي مازال يشهد معارك ضارية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الصهيوني.

وأكد مرصد "أفاد" لحقوق الإنسان، نقلاً عن مناشدات العائلات من داخل قطاع غزة الذي يتعرض "لإبادة" جماعية من قبل "الاحتلال" الصهيوني.

وذكر المرصد في بيانه نقلاً عن إحدى النساء العراقيات وهي متزوجة من رجل فلسطيني، لديها 4 أولاد يحملون الجنسية العراقية، بالقول: "عند محاولة تجديد جواز سفري وأبنائي في السفارة العراقية بالعاصمة المصرية القاهرة، طلبت السفارة أوراقا متعلقة بحجة وصاية لأحد أولادي البالغ عمره 16 عاما".

وبسبب ذلك، اضطرت المرأة للعودة إلى غزة، على حد قولها، مضيفة: "بعدها بيومين وقعت أحداث السابع من تشرين الأول، والهجوم الإسرائيلي على القطاع"، ونتيجة ذلك، ما تزال المرأة "محتجزة" في غزة جراء الحرب، كما تؤكد، وتلفت إلى أنهم يعانون أوضاعا "مأساوية" للغاية، حيث "تدمر منزلنا الذي كنا نعيش فيه بعد هروبنا إلى جنوب غزة".

وذكر البيان، أن امرأة عراقية أخرى وأمها طالبت، بإخراجهن من غزة، وتحدثت النسوة للمرصد عن أهوال ما يعيشونه بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفق البيان، مطالباً، حكومة بغداد، ووزارة الخارجية العراقية، الإسراع بإخراج تلك العوائل العراقية من القطاع قبل فوات الأوان، بناء على مناشداتها، بحسب البيان.

ومع دخول الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة يومها الـ149، ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي للقطاع إلى 30410 قتلى، و71700 مصاب منذ 7 أكتوبر 2023، بحسب أحدث إحصائية للصحة في غزة.

في حين ما يزال الطيران الصهيوني يشن غارات عنيفة على رفح وخان يونس جنوبي القطاع، في وقت استهدف فيه شاحنة مساعدات في دير البلح وسط القطاع، مرتكبا مجزرة جديدة أسفرت عن استشهاد 8 فلسطينيين وإصابة آخرين.

 

ردود أفعال دولية

حذّرت منظّمة الصحة العالمية من أن أطفالاً يموتون جوعاً في مستشفيين في شمال غزة، فإن المفاوضات التي تستضيفها القاهرة بهدف إحراز تهدئة لم تتمكن، حتى مساء أمس، من التوصل إلى نقطة تؤدي لوقف إطلاق النار، وفق وزير الخارجية المصري سامح شكري.

ومن جانب آخر، قال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ في بيان اليوم السبت إن الوضع الإنساني في غزة، الحرج بالفعل، يصبح الآن «غير محتمل بسرعة».

وأضاف غريفيث أنه لا توجد كهرباء أو مياه أو وقود في غزة ويتناقص الغذاء بشكل خطير، وحث جميع الدول التي تتمتع بنفوذ على استخدامه لضمان احترام قواعد الحرب وتجنب مزيد من التصعيد.

وفي السياق عبرت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس عن قلقها الشديد إزاء الوضع الانساني في قطاع غزة خلال محادثاتها مع بيني غانتس، عضو حكومة الحرب الصهيونية. ودعت هاريس إلى وقف فوري لإطلاق النار وزيادة المساعدات لغزة التي تعاني من خطر المجاعة.وشددت على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لتحسين الوضع الإنساني في المنطقة. وأظهرت المحادثات الانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية من خلال تجاوب غانتس مع مطالب هاريس لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية.

وأكدت هاريس على ضرورة فتح نقاط عبور جديدة وعدم فرض قيود غير ضرورية على وصول المساعدات لسكان غزة. كما دعت حركة حماس إلى قبول الشروط المطروحة لهدنة مؤقتة. يأتي هذا في إطار استمرار الجهود الدولية للتوصل إلى وقف للأعمال العدوانية ودعم المدنيين في منطقة الصراع.

 

تجاهل حكومة بغداد

تجاهلت حكومة بغداد المناشدات والصرخات التي أطلقتها العائلات العراقية المحاصرة في قطاع غزة، والتي تطالب بسهيل خروجهم من القطاع على أثر الحرب والابادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال الصهيوني.

وبعد مرور أيام على النداءات والصرخات التي أطلقتها النسوة العراقيات في قطاع غزة، مازالت حكومة بغداد تلتزم الصمت والتجاهل لهذه المناشدات، في حين تدعي هذه الحكومة والميليشيات المساندة لها مناهضة الاحتلال ومقاومته.

ويقول الحقوق، هيثم أحمد، إن العائلات العراقية المتواجدة في خارج العراق بشكل عام، وتلك المحاصرة في قطاع غزة تعلم يقيناً أن حكومة بغداد أضعف من أن تسترد حقوق شعبها في الخارج.

وأضاف، أحمد لوكالة "يقين"، أن العراقيين داخل العراق يعانون من بطش حكومة بغداد وضعفها السيادي، وسطوتها على أبناء الوطن البسطاء فقط، حيث لا يمكنها بأي شكل من الأشكال استرداد حق المواطنين داخلياً وخارجياً.

وتسائل أحمد، كيف تأملون من حكومة نصف شعبها نازح ومهاجر، وحقوق النازحين داخل البلد مسلوبة؟، حيث لا أمن ولا أمان ولا تعليم ولا صحة ولا خدمات، فضلاً عن قيامها أو مساهمتها بعمليات التغيير الديموغرافي والتغييب القسري وإعطاء القوة والمساحة القانونية لميليشيات خارجة عن القانون.

وكالة يقين

شبكة البصرة

الخميس 26 شعبان 1445 / 7 آذار 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط