بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ |
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا. طوفان الأقصى 120 |
شبكة البصرة |
اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف |
كاميرون يدبر مؤامرة جيوسياسية في الشرق الأوسط ستانيسلاف تاراسوف كاتب صحفي وباحث سياسي روسي خبير في شؤون الشرق الأوسط والقوقاز بوابة وكالة REX للأنباء عندما تحدث رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون، المعين حديثا في منصب وزير الخارجية البريطاني، لأول مرة بهذه الصفة في البرلمان، قال إن "الأزمة في الشرق الأوسط تشكل تحديا دوليا هائلا" ووعد بأن "صوت لندن سوف يُسمع." كان هذا تطبيقًا لسياسة جديدة تنتهجها لندن في تلك المنطقة، أو بالأحرى، عودة محتملة إلى السياسة الإمبراطورية القديمة. وفي هذا الصدد، بدأ العديد من الخبراء يتذكرون كيف غيّر البريطانيون، بدءاً من القرن الثامن عشر، أشكال مشاركتهم في أحداث الشرق الأوسط: من الوجود الداخلي إلى المشاركة العسكرية في القرنين التاسع عشر والعشرين، ثم أعقب ذلك الانتقال إلى المشاركة العسكرية ثم إلى حكم الظل في شبه الجزيرة العربية في القرن الحادي والعشرين. وفي الوقت نفسه، لوحظ أن لندن في وقت لاحق، باستثناء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لم تكن مدرجة فعليا في أي آليات تفاوضية بشأن التسوية في الشرق الأوسط وتحركت في أعقاب السياسة الأمريكية. والآن يبدو أن اللحظة قد حانت عندما بدأ الموقف الأمريكي في هذه المنطقة يضعف، وقررت لندن بكل الوسائل إستعادة نفوذها السابق هناك، وهم يعتقدون أن كاميرون مناسب للقيام بمثل هذه المهمة. علاوة على ذلك، فقد وصف في مذكراته بالتفصيل مشاركته في إثارة الأزمات في ليبيا وسوريا خلال ما يسمى بـ”الربيع العربي”. لكن قِلة من الناس آنذاك، وحتى الآن، يدركون أن بريطانيا كثيراً ما "تتبع خطها" في ما يتعلق باحتمال تقويض السياسة الأميركية، وأن مثل هذه السياسة بدأت تؤتي ثمارها الآن. وفي لقاء في رام الله مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، عرض كاميرون لأول مرة رؤيته للوضع في قطاع غزة وحدد خطة لتحقيق وقف طويل الأمد لإطلاق النار في القطاع. دعونا نحدد مواقفه الرئيسية: الأول والثاني هما الإعلان الفوري عن هدنة إنسانية وإطلاق سراح الرهائن من قطاع غزة والمفاوضات من أجل وقف دائم لإطلاق النار (ربما). ثالثاً: بدء عملية سياسية لتشكيل حكومة فلسطينية من التكنوقراط تحكم الضفة الغربية وقطاع غزة (هذا مجرد شعار دون محتوى عملي). التالي: يجب على حماس إطلاق سراح جميع الرهائن والالتزام بوقف الهجمات على إسرائيل، ويجب على قادتها، بما في ذلك قائد الحركة، يحيى السنوار، مغادرة قطاع غزة إلى دولة أخرى (وهو أمر غير واقعي). والآن الخلاصة: إن الأفق السياسي الذي رسمه كاميرون لإنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل وتشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية لحكم الضفة الغربية وقطاع غزة يحتوي على ألغام كثيرة ويتطلب جهودا دبلوماسية هائلة من الأطراف المعنية، بما في ذلك إسرائيل. أما اقتراح طرد حماس من غزة فهو استفزاز. الخبير العربي المعروف سعيد السني يعلق على “خطة كاميرون” في الجزيرة كما يلي: "وزير الخارجية البريطاني يدخل «اللعبة» غداة الانتقال إلى «المرحلة الثالثة من الحرب في غزة ويقترح هدنة لمدة 6 أشهر». إسرائيل لم تدمر حماس. في مثل هذه الظروف، فإن انسحاب حماس من القطاع ونقل صلاحياتها إلى إدارة فلسطينية جديدة أمر مستحيل. وفي مثل هذه الظروف، فإن مبادرات كاميرون ليست أكثر من مناورة سياسية خبيثة تهدف إلى حرمان حماس من فرصة التفاوض حتى من أجل إطلاق سراح الرهائن، وهو ما تشارك فيه الولايات المتحدة الآن بنشاط". وبحسب السني، فإن لندن تحاول مع حماس إعادة إنتاج عملية انسحاب الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات من بيروت عام 1982، حيث كانت المقاومة الفلسطينية تتواجد رسميا منذ عام 1969. لكن مثل هذا السيناريو لا يتوافق مع المشاريع الأميركية المعلنة للتسوية الفلسطينية، والعرب في الواقع ليس لديهم موقفهم الخاص، باستثناء إعلان الدولة الفلسطينية. ولهذا السبب تعتبر "خطة كاميرون" حيلة مدمرة تهدف إلى تحويل الوضع نحو احتمال صراع جديد. وهكذا فإن لندن تمثل مؤامرة جيوسياسية حادة جديدة في أفق الشرق الأوسط وتبدأ "لعبتها". الحوار المتمدن |
شبكة البصرة |
الاربعاء 26 رجب 1445 / 7 شباط 2024 |
يرجى الاشارة الى
شبكة البصرة
عند اعادة النشر او الاقتباس |