بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

لماذا يحاربون الأونروا؟

شبكة البصرة

السيد زهره

تحدثت امس عن الحرب الشرسة التي يشنها الكيان الصهيوني والدول الغربية على وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في الوقت الحاضر وكيف ان هذه الحرب تعتبر جريمة بشعة بحق ملايين اللاجئين الفلسطينيين وخصوصا في غزة.

السؤال المهم : لماذا يحاربون الأونروا اليوم؟.. لماذا يريدون القضاء على دورها ومهمتها؟.

بداية، لمن لا يعلم، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين انشأتها الأمم المتحدة في اعقاب اغتصاب فلسطين في 1948 لحماية واغاثة ملايين اللاجئين الذين شردهم العدو الصهيوني. تم انشاء "هيئة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين" في نوفمبر 1948 لتقديم المعونة للاجئين الفلسطينيين. وفي 8 ديسمبر 1949 وبموجب قرار الجمعية العامة رقم 302، تأسست وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

الوكالة اليوم مسئولة عن مساعدة واغاثة وحماية اكثر من 6 ملايين لاجيء فلسطيني.

عودة الى السؤال المهم : لماذا يحاربون الوكالة ويريدون القضاء على دورها؟

وراء ذلك سببان كبيران:

السبب الأول: الدور الذي لعبته الوكالة منذ بدء حرب الابادة في غزة الدائرة حاليا.

الوكالة منذ بداية الحرب فضحت في تقاريرها وبياناتها عن الوضع في غزة جرائم الكيان الصهيوني وكشفت اكاذيبه التي يروجها.

الوكالة فعلت هذا من ليس من منطلق سياسي وانما من منطلق دورها المهنى الذي تقوم به. العدو الصهيوني اعتبر ان مجرد ان تنشر الوكالة الحقائق حول الأوضاع الإنسانية المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون في غزة جريمة.

وليست الأونروا وحدها هي التي فعلت هذا. كل المنظمات والوكالات الدولية المتخصصة كل في مجاله فعلت هذا امام هول الجرائم الصهيونية ولم تستطع ان تقف صامتة. فعلت هذا منظمات مثل الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة وكل وكالات الأمم المتحدة المعنية بالقضايا والأوضاع الإنسانية.

العدو الصهيوني يريد ان ينتقم من ألأونروا لهذا السبب، ويفعل هذا مع باقي المنظمات الدولية.

السبب الثاني: وهو الأهم ان هذه الحرب على الأونروا هي جزء أساسي من مخطط تصفية القضية الفلسطينية نهائيا.

جزء أساسي من مخطط التصفية هو العمل على القضاء نهائيا على قضية اللاجئين الفلسطينيين ومحوها من أي اجندة دولية.

حين تم اغتصاب فلسطين وقيام الكيان الصهيوني كان من اكبر قرارات الأمم المتحدة إقرار حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة او التعويض.

في 11 ديسمبر1948  صدر القرار رقم 194 الذي نص على : "وجوب السماح بالعودة، في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وكذلك عن كل فقدان أو خسارة أو ضرر للممتلكات بحيث يعود الشيء إلى أصله وفقاً لمبادئ القانون الدولي والعدالة، بحيث يعوّض عن ذلك الفقدان أو الخسارة أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة".

اذن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين من اكبر الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ولا يمكن ابدا الحديث عن أي تسوية او حل للصراع من دون إقرار هذا الحق.

هذا الحق يشكل مصدر رعب للعدو الصهيوني. يعتبر العدو ان حصول الفلسطينيين على حق العودة هو بداية النهاية للكيان الصهيوني ذاته.

ومعنى ان القرار الدولي بهذا الحق للعودة لم يطبق حتى الآن انه سقط. هذا حق لا يسقط بالتقادم او التجاهل او الانكار.

وكالة الأونروا هي أكبر تجسيد لهذا الحق الفلسطيني وتذكير دائم للعالم بان هذا حق لا يمكن ولا يجوز التنازل عنه.

لهذا السبب تحديدا يشن العدو الصهيون هذه الحرب على الأونروا، وأفصح صراحة عن انه يريد القضاء عليها وانهاء وجودها نهائيا على أمل ان يطمس هذا حق العودة.

اذن الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا التي تتسابق اليوم لإعلان قطع التمويل عن الأونروا هي أولا تحكم بالاعدام، كما قالت منظمات دولية، على اكثر من ستة ملايين لاجيء فلسطيني.

والأمر الآخر ان هذه الدول الغربية بهذا القرار أصبحت شريكا أساسيا مع الكيان الصهيوني في مخطط تصفية القضية الفلسطينية.

نقول هذا لننبه الى ان الدول العربية اليوم تتحمل مسئولية تاريخية كبرى بالحفاظ على كيان ووجود الأونروا ودعمها لكي تواصل مهمتها.

ابسط شيء تفعله الدول العربية هنا هو ان تتكفل بكل تمويل للأونروا في مواجهة هذه الحرب الصهيونية الغربية على الوكالة.

شبكة البصرة

الاربعاء 19 رجب 1445 / 31 كانون الثاني 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط