بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قوة العرب المشتركة.. أين هي؟!؛

شبكة البصرة

السيد زهره

هذا السؤال لا شك انه يتردد في ذهن كل مواطن عربي اليوم.

اين قوة العرب المشتركة، عسكريا وسياسيا واقتصاديا وفي كل المجالات؟ لماذا هذ القوة المشتركة ليس لها وجود؟

السؤال يتردد حتما في ذهن كل مواطن عربي وهو يتابع حرب إبادة شعب فلسطين في غزة والعجز العربي المهين في مواجهة الأعداء. أيضا لا شك ان السؤال يرد في ذهن كل مواطن عربي وهو يرى حالة الضياع العربي العامة وقدرة القوى والدول الأجنبية المعادية على استباحة الأرض العربية كما لو كانت ارضا بلا صاحب.. وهكذا.

قبل أيام أعدت قراءة بنود معاهدة الدفاع العربي المشترك التي ربكالم تسمع الأجيال الحالية أي شيء عنها.

معاهدة الدفاع العربي المشترك تم توقيعها في عام 1950 في القاهرة في اطار جامعة الدول العربية، ووقعتها 7 دول عربية، وفي السنويات التالية انضمت اليها باقي الدول العربية تباعا.

المعاهدة تتضمن 13 بندا، أهمها اعتبار ان أي ي عدوان على أي دولة موقعة عدواناً على باقي الدول، وأي مساس بدولة من الدول الموقعة يعتبر مساساً صريحاً بباقي الدول الموقعة

كم تنص على أن ''تعتبر الدول المتعاقدة كل اعتداء مسلح يقع على أية دولة أو أكثر منها أو على قواتها، اعتداء عليها جميعا، ولذلك فإنها عملاً بحق الدفاع الشرعي (الفردي والجماعي) عن كيانها تلتزم بأن تبادر إلى معونة الدولة أو الدول المعتدى عليها، وبأن تتخذ على الفور منفردة ومجتمعة جميع التدابير وتستخدم جميع ما لديها من وسائل بما في ذلك استخدام القوة المسلحة لرد الاعتداء ولإعادة الأمن والسلام إلى نصابهما.

وتنص المعاهدة أيضا على ان "تتشاور الدول المتعاقدة فيما بينها، بناء على طلب إحداها كلما هددت سلامة أراضي أيه واحدة منها أو استقلالها أو أمنها.وفي حالة خطر حرب داهم أو قيام حالة دولية مفاجئة يخشى خطرها تبادل الدول المتعاقدة على الفور إلى توحيد خططها ومساعيها في اتخاذ التدابير الوقائية والدفاعية التي يقتضيها الموقف

كما تضمنت المعاهدة تشكيل لجنة عسكرية دائمة من ممثلي هيئة أركان حرب جيوش الدول العربية، و تأسيس مجلس للدفاع المشترك، يتكون من وزراء الخارجية والدفاع الوطني.

هذه المعاهدة اقرتها الدول العربية في عام 1950 ومن المفروض انها ملزمة. ومنذ ذلك الوقت كما نعلم لم نعرف تنفيذا لها ولا يكاد احد يتذكرها

في عام 2015 اقرت الدول العربية مشروعا آخر بتشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة، أي جيش عربي موحد.

في القمة، قدمت مصر فكرة إنشاء قوة عربية مشتركة هدفها حفظ وصيانة الأمن القومي العربي. ووافقت القمة على الفكرة وصدر قرار بالفعل بالعمل على انشاء القوة.

مهام القوة العسكرية العربية المشتركة كما اقرتها القمة تلخصت في،التدخل العسكري السريع لمواجهة التحديات والتهديدات التي تشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي، والمشاركة في عمليات حفظ السلم والأمن في الدول الأطراف، سواء لمنع نشوب النزاعات المسلحة، أو لتثبيت سريان وقف إطلاق النار واتفاقيات السلام، أو لمساعدة هذه الدول على استعادة وبناء وتجهيز قدراتها العسكرية والأمنية. وأيضا المشاركة في تأمين عمليات الإغاثة والمساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين في حالات الطوارئ الناجمة عن اندلاع نزاعات مسلحة، أو فى حالة وقوع كوارث طبيعية تستدعى ذلك، وحماية وتأمين خطوط المواصلات البحرية والبرية والجوية بغرض صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة أعمال القرصنة والإرهاب، وعمليات البحث والإنقاذ، بجانب أية مهام أخرى يقررها مجلس الدفاع.

اذن، كان إقرار تشكيل هذ القوة العسكرية العربية المشتركة بهذه المهام التي تحددت لها خطوة كبيرة جدا على طريق حماية الأمن القومي العربي والدفاع عن الدول العربية.

بعد قمة شرم الشيخ عقد رؤساء أركان جيوش الدول العربية سلسلة طويلة من الاجتماعات تم فيها صياغة وإقرار البروتوكول التفصيلي لانشاء القوة وكل ما يتعلق بعملها وآلياته.

بعد ذلك، كما نعلم لم تنشأ القوة بالبطع. ليس هذا فحسب، بل اختفى الحديث عنها نهائيا من دون ان يهتم احد بان يشرح ماذا حدث بالضبط.

لو ان معاهدة الدفاع العربي المشترك كان قد تم تنفيذها. ولو ان هذه القوة العسكرية العربية المشتركة كان قد تم اشاؤها، لكان قد اصبح لدينا قوة عربية عسكرية مشتركة قادرة ورادعة.

لو حدث هذا ما كنا سنشهد استباحة الساحة العربية على هذا النحو من كل من هب ودب وما كنا شهدنا هذا الضياع العربي.

ماذا حدث؟ ماذا جرى لنا؟

للحديث بقية بإذن الله.

شبكة البصرة

الاثنين 2 شعبان 1445 / 12 شباط 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط