بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ |
في رحاب الذكرى 66 لإعلان الوحدة العربية بين القطرين الشقيقين مصر وسوريا |
شبكة البصرة |
د. ياسين شاكر العبد الله |
تمر علينا اليوم ذكرى إعلان الوحدة العربية بين القطرين العربيين الشقيقين مصر وسوريا، وبهذا يحقق حزب البعث العربي الاشتراكي اول خطوة على طريق الوحدة التي أمن بها وجعلها ذات أرجحية على المبداين الحرية والاشتراكية فبدون الوحدة لا حرية للأمة العربية ولا اشتراكية لان الوحدة هي الضمانة الأساسية والقاعدة الصلبة لأي منجز على طريق تحقيق حرية الأمة ورفع حالة القهر والسيطرة على مقدراتها، وتفجير طاقات أبناءها منذ أن اطفات شمعة العرب الاخيرة بالقضاء على دولتهم العتيدة الدولة العربية العباسية وعاصمتها بغداد على يد المغول التتر في العام 1258م الموافق 656 للهجرة، فمرت الأمة في عصور الظلام والتبعية وخاصة بعد سيطرة الدولة العثمانية على كل ساحات الأمة واقطارها واستخدام سياسة التتريك لمحو الهوية العربية، ثم تبعها الاستعمار البريطاني والفرنسي عندما احتلوا كل اقطار الأمة بعد الحرب العالمية الأولى 1914 - 1918، فأصبحت الأمة مجزاة بموجب اتفاقية سايكس بيكو سيئة الصيت إلى اقطار وكانتونات ضعيفة لا تقوى على حماية نفسها، وأن هذا الوضع القاهر للأمة كانت له ردود أفعال من طلائعها المؤمنة بوحدتها وحريتها واستقلالها فظهرت الحركات القومية التي نادت برفض السيطرة الأجنبية ومقاومتها وامتلاك الأمة لقدرها القاضي في تحقيق الاستقلال والوحدة وكان على رأس تلك الحركات والاحزاب حزب البعث العربي الاشتراكي الذي بدأ يهيا لولادة جديدة في النضال القومي واستطاع أن يعقد مؤتمره التاسيسي الاول في السابع من نيسان/1947 في العاصمة السورية دمشق العروبة، وبدأ فكره ونضال رفاقه المؤمنين يعم كل اقطار الامة في مشرق الوطن العربي ومغربه، بعد أن طرح شعاره الكبير: أمة عربية واحدة ... ذات رسالة خالدة، واقرنها باهدافه الثلاث: الوحدة والحرية والاشتراكية، وكانت اول خطوة في نضاله على طريق الوحدة بادر إليها وسعى مخلصا في تحقيقها هي قيام وحدة 22/شباط بين القطرين الشقيقين سورية ومصر، وعندما اشترط عبد الناصر حل تنظيمات الحزب في دولة الوحدة ضحى الحزب مكرها على حلها ايمانا منه وتجسيدا عمليا لهذا الهدف السامي الكبير، الذي كان مقدمة النضال والطريق إلى إعادة مجد الأمة ووحدتها، لكن شاءت الاقدار أن يكون الانفصال المر في 28/أيلول/1961. ان اختيار البعث اول تجربة على هذا الطريق كان هو الضمانة للأمة وهذا ما اكدته كل الوقائع وممارسات وأفعال الاجنبي وخاصة منذ مطلع القرن الماضي ولليوم، فالوحدة هي الطريق الذي لا طريق غيره لعزة العرب وخلاصهم من الاستعمار والسيطرة الاجنبية التي سلبت كل حقوقهم وخيراتهم ومقدراتهم، واليوم ما احوجنا إلى هذا الهدف الذي تشتاق له كل النفوس ويضحي من أجله شرفاء العرب والمخلصين للأمة وفي مقدمتهم وطليعتهم حزب البعث العربي الاشتراكي حزب الرسالة الخالدة، فتحية للبعث وهو يقود نضاله القومي الان في أحلك الظروف واصعبها ولن تستطيع قوى الشر من امريكا وإسرائيل وايران وكل الدول الطامعة في أرض الأمة وخيراتها أن تكسر ارادته وعزيمة قيادته في الوصول إلى الأهداف المنشودة وفي مقدمتها تحرير العراق من رجس الاحتلالين الامريكي والايراني المجرمين، وتحرير فلسطين العزيزة من الاحتلال الصهيوني الاستيطاني المجرم، وعودة الأحواز السليبة والجولان وكل شبر مقتطع من أرض الأمة إلى حضنها العربي، وستبقى المقاومة الوطنية والقومية في كل قطر عربي ينوء بثقل الوجود الأجنبي وممارساته القذرة واللااخلاقية هي الوسيلة والطريق والهدف الأسمى في تحقيق كامل أهدافنا القومية، تحية لثوار غزة الابطال ولاهلنا المقاومين في كل شبر من أرض فلسطين، وتحية لمناضلي الحزب بمناسبة هذا اليوم يوم الوحدة، والرحمة وعليين لشهداء البعث الذين سطروا أروع صور البطولة والشجاعه والاقدام في معارك المصير الكبرى، والرحمة لشهداء الأمة وهم يدافعون عن الشرف العربي الرفيع "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب" 22/شباط/2024 |
شبكة البصرة |
الاحد 15 شعبان 1445 / 25 شباط 2024 |
يرجى الاشارة الى
شبكة البصرة
عند اعادة النشر او الاقتباس |