بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ |
حقيقة الانسحاب الامريكي من العراق.. دعاية فارغة و تقوية للمصالح |
شبكة البصرة |
تعالت الأصوات التي جاءت بمساندة ودعم قوات الإحتلال الأمريكي عند غزو العراق سنة 2003 المطالبة بانسحاب تلك القوات في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي الذي شنته حركة حماس على الأراضي المحتلة من قبل الكيان الصهيوني في فلسطين، وما أعقب ذلك من حرب مدمرة تشنها قوات الإحتلال في قطاع غزة، حتى جاءت تصريحات رئيس وزراء حكومة بغداد الأخيرة بأنه يريد "خروجا سريعا ومنظما" لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من بلاده وسط تصاعد حدة التوتر بين تلك القوات والميليشيات المسلحة المدعومة من إيران. و تعرضت قوات التحالف إلى عشرات الهجمات منذ ذلك الحين، وردت القوات الأمريكية بتنفيذ غارات ضد جماعات عراقية مسلحة. وقال السوداني في حوار مع وكالة رويترز للأنباء: "لنتفق على إطار زمني (للانسحاب) يكون سريعا حتى لا نطيل أمد الوجود وتبقى الهجمات مستمرة"، مشيرا إلى أن الطريقة الوحيدة لتفادي حدوث تصعيد إقليمي هو وقف الحرب في غزة.
الميليشيات الموالية بدت مواقف الميليشيات الموالية لإيران أكثر تشدداً في قضية استهداف القوات الأمريكية لفصائل تابعة للحشد الشعبي العراقي، مثل، حركة (النجباء) و(كتائب حزب الله العراق) وكتائب (سيد الشهداء)، حسبما أوضح الباحث السياسي، فارس الخطاب. الذي أكد أن قوى وفصائل أخرى أبدت تحفظاتها من موضوع استهداف القواعد الأمريكية في العراق. وقال الخطاب في مقال نشر على موقع مركز راسام للدراسات، إن هذه الميليشيات اعتبرت أن التسرع في الطلب من القوات الأمريكية مغادرة العراق مع إستمرار إستهداف قواعد قوات التحالف الدولي في (عين الأسد) غرب العراق و (حرير) في محافظة أربيل، سيضر في مستقبل العملية السياسية في البلد. وأضاف، أن الخطاب الذي تتبناه هذه الفصائل والقوى فإنها ترى في قرار إنهاء مهمة القوات الأجنبية في بلادهم ضرباً من المخاطرة غير محسوبة النتائج وأنها لا تراعي الأوضاع العراقية الخاصة بالقدرات العسكرية وخاصةً الجوية منها والاستخباراتية، ناهيك عن حجم تأثيراته (القرار) على الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية الداخلية والدولية للعراق. وأستغرب الخطاب تناقل عدد من المراقبين لهذا الملف أن من بين هذه الفصائل (عصائب أهل الحق)، التي تمارس دوراً يدفع بإتجاه خلق حالة من التوازن تجاه المصالح الأمريكية كونها، أي (العصائب) تشكل الطرف الفعلي الذي يقود حكومة محمد شياع السوداني.
المصالح الأمريكية الإيرانية من بين أبرز المصالح الأمريكية في الإبقاء على قواتها في العراق، وفقا لمقال بقلم ديفيد بولوك زميل برنامج برنشتاين بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، الذي أوضح أهمية الإبقاء على علاقات ودية مع العراق والتصدي للنفوذ الإيراني، ومنع إيران من "استغلال النفط العراقي". ويضيف بولوك أن انسحاب القوات الأمريكية "يخلق تهديدات إضافية لأمن الكيان الصهيوني، وأن " بلدان مجلس التعاون الخليجي كافة ترى القوات الأمريكية في العراق أساسا للوحدات العسكرية الأمريكية التي تستضيفها على أراضيها، وعاملا حيويا في دفاعها عن نفسها ضد إيران". ويرى البروفيسور ستيف سايمون أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة واشنطن والمدير السابق لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجلس الأمن القومي الأمريكي، أن هناك عددا كبيرا من القطاعات العراقية التي تستفيد من الوجود العسكري الأمريكي. ويضيف سايمون في تصريحات لبي بي سي أن، هناك فائدة مادية إذ تحصل الولايات المتحدة على خامات من العراق، وهناك فائدة استراتيجية لأن الوجود الأمريكي يحول دون عودة تنظيم الدولة من جديد ويحقق توازنا مع إيران. ويشير، إلى أن العديد من العراقيين لا يرغبون في الخضوع للهيمنة الأمريكية، لكنهم في الوقت ذاته لا يرغبون في الخضوع للهيمنة الإيرانية، كما أن الأكراد العراقيين يرون أن الوجود الأمريكي يحميهم من تركيا وإيران وبغداد، وهم كذلك يستفيدون من الناحية المالية من الوجود الأمريكي، على حد وصفه.
حقيقة الانسحاب الأمريكي تصاعد الحديث مؤخرا حول انسحاب القوات الأمريكية من العراق، في وقت تتوالى فيه التحذيرات من انعكاس حرب غزة على المنطقة كلها. ويخضع الوجود الأمريكي في العراق لعدة عوامل، على رأسها الاتفاقية الأمنية التي وقعتها حكومة المالكي مع الولايات المتحدة عام 2009، بالإضافة لما فرضه الواقع عام 2014 إبان سيطرة تنظيم الدولة على أجزاء واسعة من البلاد، ما دفع واشنطن لإنشاء تحالف لحرب التنظيم، وإرسال قوات إضافية للعراق. كما يعتبر تواجد القوات الأمريكية في العراق حلقة من سلسلة علاقات تضبط الوضع في العراق بالنسبة للحكومات المتعاقبة ببغداد، التي طالما حاولت الإبقاء على توازن علاقتها مع واشنطن وطهران في ذات الوقت. ومع الحديث عن إنهاء مهمة التحالف الدولي وانسحاب القوات الأمريكية في العراق، أعلنت وزارة الخارجية العراقية الخميس الماضي، أن بغداد وواشنطن ستطلقان محادثات من شأنها أن تؤدي إلى صياغة "جدول زمني محدد" يؤطّر مدّة وجود التحالف الدولي في العراق، ومباشرة الخفض التدريجي لمستشاريه. وتنشر الولايات المتحدة 2500 عسكري في العراق لتقديم المشورة والمساعدة للقوات العراقية، لمنع عودة تنظيم الدولة، بالإضافة لمئات العسكريين من دول أخرى أغلبها أوروبية في العراق يعلمون ضمن التحالف.
انسحاب مزعوم وفي حديثه لوكالة "يقين"، قال الباحث السياسي، حسين السبعاوي، إن موضوع الانسحاب المزعوم للقوات الأمريكية من العراق متداول منذ عام 2009 بعد التوقيع على الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، مضيفاً: "نسمع في كل فترة سوف تنسحب القوات الأمريكية من العراق، وكذلك نسمع في الإعلام الحكومي بمطالبة الولايات المتحدة بالانسحاب من العراق، وتهدد وتتوعد في حال عدم الإنسحاب، بينما على الأرض لا يوجد أي انسحاب أمريكي من العراق ولا يوجد أي مؤشر لهذا الانسحاب سوى في الإعلام الحكومي". ويرى السبعاوي، أن الولايات المتحدة لم ولن تنسحب من العراق لكي تتركه للقوى الدولية الأخرى التي تتنافس على موقع مثل العراق من حيث الموارد والجغرافية والموقع الإستراتيجي المهم في الشرق الأوسط، كذلك الحكومة العراقية وحلفائها. وأشار إلى أن، دعاة "المقاومة" المتمثلة بالميليشيات والأحزاب، لا يريدون الإنسحاب الأمريكي من العراق، لأنهم يدركون أن أمريكا هي الضامن لبقائهم في السلطة، ولو لا أمريكا ما يجرأ أحدهم أن يتدخل في شؤون الدول العربية ويحمل السلاح خارج حدود العراق لكن بفضل القواعد الأمريكية تشكلت هذه المجاميع المسلحة وانتشرت في العراق وسوريا ويمكن أن يكون لها تواجد في دول أخرى. وأوضح السبعاوي، أن الحرب الإعلامية بين أمريكا ومحور إيران، ما هي إلا حرب كلامية لإشعال الرأي العام فيها وعلى وجه الخصوص الرأي العراقي لكي يطالب البعض ممن يعارضون هذه المجاميع المسلحة ببقاء القوات الأمريكية، وهنا تضمن أمريكا المطالبة ببقاء القوات من جهة، ومن جهة أخرى تحسن صورة حلفائها الذين سلمتهم السلطة على طبق من ذهب. وأكد، أن القوات الأمريكية لم تواجه ضغطا مباشرا على الأرض، وأن هذه الصواريخ التي تسقط بجانب القواعد الأمريكية لم تكن ذات تأثير فعلي، إنما محاولة لذر الرماد في العيون على حد وصفه.
حزب الله يغازل الأمريكان في حالة من الخوف وضمان المصالح، أعلنت جماعة كتائب حزب الله العراقية المسلحة المدعومة من إيران يوم الثلاثاء تعليق جميع عملياتها العسكرية ضد القوات الأمريكية بالمنطقة في قرار يهدف لعدم "إحراج" الحكومة العراقية. وقال أبو حسين الحميداوي الأمين العام للجماعة في بيان على منصة تليجرام "إننا إذ نعلن تعليق العمليات العسكرية والأمنية على قوات الاحتلال -دفعا لإحراج الحكومة العراقية- سنبقى ندافع عن أهلنا في غزة بطرق أخرى". ويأتي القرار عقب مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في هجوم بطائرة مسيرة بالقرب من الحدود الأردنية السورية يوم الأحد، وهو هجوم قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عنه في تقييم غير نهائي إنه يحمل "بصمات" كتائب حزب الله. وأحجم متحدث باسم البنتاجون عن التعليق على بيان الجماعة، واكتفى بالقول إن "الأفعال أعلى صوتا من الكلمات". وكالة يقين |
شبكة البصرة |
السبت 22 رجب 1445 / 3 شباط 2024 |
يرجى الاشارة الى
شبكة البصرة
عند اعادة النشر او الاقتباس |