بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحوادث المرورية في العراق.. شوارع للموت وقوانين غائبة

شبكة البصرة

أضيفت لأسباب القتل المتعمد والإنفلات الأمني والسياسي، وعمليات الخطف والتغييب والتغييب والتغيير الديموغرافي، مشاكل الطرق المرورية و أرتفاع معدلات الحوادث لأرقام قياسية، راح ضحيتها عشرات المواطنين.ويجد المواطن العراقي أينما يتلفت العراقي ثمة خطر يحدق به، فإن نجا من قتل لم ينج من حرق وغرق، وإن نجا من موت عابر لم ينج من حادث سير، وان نجا من كل هذا مات هما.

غياب واضح لكل ما يحفظ أرواح الناس في ظل دولة لا تستطيع تأمين حتى حدودها، ومن بين الحوادث التي تداهم العراق كل يوم بل كل ساعة، و باتت حوادث السير سواء على الطرق الداخلية او الخارجية هاجس رعب يؤرق العراقيين، واصبحت ماكينة سلب تقطف أرواح العراقيين بعد ما كان هاجس الموت والاختطاف يتصدر قائمة الخوف الاولى لديهم قبل أعوام وحتى اليوم،حيث تجاوزت أعداد ضحايا الحوادث المرورية أضعاف أعداد ضحايا أعمال العنف والإرهاب والقتل والنزاعات العشائرية والانتحار.

 

احصائية رسمية

كشفت مديرية المرور العامة، في العراق عن إحصائية بعدد الحوادث المرورية خلال عام 2023، فضلاً عن خططها المعمول بها للحد من الارتفاع الكبير لأعداد الحوادث المرورية في العراق.

وقال، زياد القيسي مدير العلاقات والاعلام في مديرية المرور العامة إن عدد الحوادث المرورية المسجلة بكل رسمي خلال هذا العام تجاوزت السبعة آلاف حادث، كانت أغلبها مميتة، ومن أبرز الأسباب هو قيادة العجلة بسرعة والسير عكس الاتجاه وعدم الالتزام بقواعد السلامة العبث بالهاتف النقال، فضلا عن قيادة المركبات تحت تأثير النعاس أو المسكرات.

وأوضحت المديرية وضع خطة لتقليل الحوادث على الطرق الخارجية بعد زيادة نسبة الحوادث خلال الآونة الأخيرة، وهناك أسباب كثيرة لحوادث السير على الطرق الخارجية والتي خلفت خسائر بشرية كبيرة، تم على أثرها وضع معالجة لهذه الحوادث عبر عدة وسائل.وبين القيسي أنه "من ضمن تلك الطرق إنشاء قواطع مرورية لكل (50 كم) نقاط ومراكز مرورية تكون مشتركة ما بين شرطة النجدة وشرطة المرور وسيارة للدفاع المدني والتنسيق مع وزارة الصحة لوضع سيارة اسعاف لإنقاذ المصابين من جراء الحوادث".

أما النصف الأخير من العام 2021 شهد ارتفاعا بنسبة الحوادث المرورية التي فتكت بأرواح العراقيين، إذ سجل 8286 حادثا مروريا، توفيّ على إثرها 2152 شخصا، بمعدل 22 حادثا في اليوم تودي بحياة 6 أشخاص يوميا وارتفعت الحوادث المرورية في عام 2021 بنحو 44% عن العام الذي سبقه الذي سجل 4666 حادثا مروريا تسبب بوفاة 1552 شخصا، في حين ارتفعت نسبة ضحايا الحوادث بنسبة 30%، بحسب تقارير استقصائية غير رسمية. وتعد الطرق السيئة والتخسفات والشوارع غير المُعبّدة وغياب السياج الأمني والاهمال الحكومي وغياب الوعي المروري لدى المواطن ابرز العوامل التي زادت من نسبة احتمال وقوع تلك الحوادث.

 

أرقام كبيرة

وبحسب جهاز الإحصاء المركزي التابع لوزارة التخطيط، فقد شهد العراق خلال الاعوام العشرة الماضية أكثر من 67000 حادث مروري اودى بحياة 22952 شخصاً وتسبب باصابة 79545 شخصا، وهذه الأعداد المخيفة لا تتسبب بخسائر على مستوى حياة المواطنين فقط بل خسائر مادية تصل الى عشرات ملايين الدولارات.

ويشير الإحصاء الجديد إلى أن ما معدله 8 ضحايا في العراق يوميا بسبب الحوادث المرورية ونحو 250 يقتلون شهريا خلال العام الواحد، وهو رقم يفوق بكثير أرقام ضحايا العنف والإرهاب في العراق وبعدة أضعاف، و إن غالبية الحوادث المميتة تقع على الطرق العامة والسريعة، والسبب بالغالب يكون السائق.

ويعد عدم الالتزام بإجراءات الأمان والسلامة، أو التجاوز بين السيارات وسلوك طرق عكسية، والسرعة المفرطة، إضافة إلى تهالك بعض السيارات، تسبب الحوادث المميتة للأسف"

 

أيادٍ خفية

من جانبه وصف، الخبير الأمني، كاظم الجحيشي، الحوادث المرورية في العراق بأنها إحدى ماكينات الموت في العراق، ويُشير بأصابع الاتهام الى أياد خفية تستخدم هذه الورقة أداة من أدوات تدمير وتخريب البلد، مع فشل كل الحكومات المُتعاقبة في معالجة مشكلة الطرق والجسور الرئيسية.وأوضح الجحيشي، أن "طرق الموت" تلك التي تربط بين محافظتي البصرة والعمارة، وطريق الناصرية القادسية، وأربيل بغداد، وواسط والتأميم وبعقوبة، التي باتت تحصد أرواح العشرات من العراقيين من دون إجراءات حكومية تؤمّن تلك الطرق وكأن الامر اشبه بمصيدة اعدت للعراقيين. ويشير الجحيشي الى تعدّد واستمرار مكائن الموت في العراق، موضحا أن الأداة الأولى والأبرز هي المخدرات التي مازالت تفتك بالشباب، فضلا عن ظاهرة الانتحار التي باتت تزداد هي الأخرى نتيجة الضغوط النفسية والبطالة والظلم الذي يقع على شرائح المجتمع مع انتشار الأمراض والأوبئة وتحديدا المناطق الجنوبية، مرورا بحوادث السير التي تفاقمت بشكل لافت خلال الأعوام 2020، 2021، 2022.

وكالة يقين

شبكة البصرة

الاثنين 16 شعبان 1445 / 26 شباط 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط