بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 حزب البعث العربي الاشتراكي  امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة

قيادة قطر العراق المنتخبة   وحدة حرية أشتراكية

شبكة البصرة

جريدة البعث العدد 57 في 24-2-2024

جريدة أسبوعية تصدر عن حزب البعث العربي الاشتراكي

الفهرس

الافتتاحية: هذا ما يقوله اولمرت!

 

مقالات

1- المناضل قاسم سلام ترجل من صهوة جواده بقلم دكتور عبد العزيز صالح بن حبتور اليمن

2- ماذا يعني فرض قيود على دخول المسجد الأقصى في رمضان؟ بقلم الرفيق أبو هنيدة القدس المحتلة

3- صحوة ضمير عالمية بقلم الرفيق ابو حمزة فلسطين المحتلة

4 -فلسطين واللحظة الحرجة بقلم الرفيق صامد القدس المحتلة

5- هل سبعة اكتوبر حدث إرهابي استهدف مدنيين؟ بقلم الرفيق ابو شجاع القدس المحتلة

6- امبراطورية فلسطين العظمى بقلم دكتور نبهان عثمان غانم فلسطين المحتلة

7- استراتيجية بايدن بين الواقع والتطبيق بقلم يوسف صدقه - لبنان

8- الهامسون بقلم الاستاذ ابو رشا - لبنان

9- هل تقتسم ايران واسرائيل النفوذ في المنطقة؟ بقلم راكان السعايدة - الاردن

10- الالتحام: المعركة الفاصلة بقلم محمد وداعا - السودان

11- المقابر الجماعية في العراق بقلم نزار الصوصجي - العراق

12- موقف إيران من الحرب على غزة بين السياسي والإعلامي بقلم زهير سالم - سورية

13- فشل خليجي على كل الأصعدة بقلم الشيخ عصام البوهلاله - العراق

14- توطين المهاجرين وعد بلفور الثاني الجزء الاول بقلم محمد الكوري ولد العربي - موريتانيا

15- في ذكرى الوحدة العربية زياد سامي عيتاني - لبنان

16- الضوابط المتحكمة بالخلاف الأمريكي الإيراني بقلم صلاح المختار - العراق

17- هل بقي شيء مخفي؟ بقلم الرفيق أبو الحسن - فلسطين المحتلة

18- لم يبقى للحكومة النازية في اسرائيل سوى ثقب في نهاية النفق بقلم ابو غياث – العراق

 

تقارير وأخبار

1- هل تعرف ميسا؟

2- عروبة سامراء تتأكل!

3- الغرب مكن ايران من صنع المسيرات!

4- تصريحات الأمير ويليام بشأن غزة ستسبب ثلاث مشاكل!

 

الشعر في المعركة

1- متى تصحون؟ دكتور أحمد قايد الصايدي - اليمن

2- أطفال غزة زين الدين ديب - لبنان

كاركتير يشخص الدعم الامريكي لنتنياهو

 

الافتتاحية: هذا ما يقوله اولمرت

ملاحظة: تنشر جريدة البعث نص التقرير الخاص بتصريحات أيهود أولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق لانها تفصح ان الهدف الحقيقي لسياسة حكومة نتنياهو من وراء الحرب على غزة، فهو قائد اسرائيلي ويعرف خفايا الامور ومن هنا تكتسب تصريحاته اهمية خاصة، اذ انه يعترف بكارثية هذه السياسة وما ستجره على المنطقة من كوارث اوسع، وما ورد على لسانه اقوى تأثيرا من تصريحات اي طرف عربي وتضع النقاط على الحروف بصورة خطيرة، الامر الذي جعلنا نضعها كافتتاحية لجريدتنا.

هيئة تحرير البعث

نص التصريحات:

تل أبيب- معا- قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، إن غزة "مجرد خطوة" في مخطط حكومة بنيامين نتنياهو لـ"تطهير" الضفة الغربية من الفلسطينيين وتفريغ المسجد الأقصى من المسلمين وضم الأراضي الفلسطينية إلى إسرائيل.وفي مقال له في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الجمعة، وصف أولمرت حكومة نتنياهو بأنها "عصابة".

وقال: "الهدف الأسمى للثنائي اليميني المتطرف، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ليس احتلال قطاع غزة".وأضاف: "حتى الاستيطان في أنحاء القطاع المدمر ليس هو الهدف النهائي لمجموعة من المهلوسين الذين استولوا على السلطة في إسرائيل".وتابع: "غزة هي مجرد فصل تمهيدي، والمنصة التي تريد هذه العصابة أن تبنيها كأساس ستدور عليه المعركة الحقيقية التي يتطلعون إليها: معركة الضفة الغربية وجبل الهيكل"، في إشارة للمسجد الأقصى.

وأشار أولمرت إلى أن "الهدف النهائي لهذه العصابة هو تطهير الضفة الغربية من سكانها الفلسطينيين، وتطهير جبل الهيكل من المصلين المسلمين وضم الأراضي إلى إسرائيل".

وحذر من ان "الطريق لتحقيق هذا الهدف مملوء بالدماء. الدم الإسرائيلي في الدولة وفي الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل منذ 57 عاماً، وكذلك الدم اليهودي في أماكن أخرى من العالم".وقال: "كذلك الكثير من الدماء الفلسطينية، بالطبع، في المناطق (الفلسطينية)، في القدس، وإذا لم يكن هناك بديل أيضاً بين المواطنين العرب في إسرائيل".

وأضاف: "لن يتحقق هذا الهدف دون صراع عنيف واسع النطاق. الكارثة. حرب شاملة".وأشار أولمرت إلى أنه "نجحت هذه العصابة في المرحلة الأولى قبل الضجة والحرب الشاملة التي يأملون على ما يبدو أن تندلع هنا".وقال في إشارة الى حكومة نتنياهو: "لقد سيطروا على حكومة إسرائيل وجعلوا من الرجل الذي يرأسها خادماً لهم. إن احتمال قيامهم بتفكيك الحكومة وطرد رئيس الوزراء من إدارة شؤون الدولة ليس بالأمر الغريب. إنها عملية تجري في هذه اللحظة بالذات، خطوة بخطوة".

وبشأن الحرب على غزة، ذكر أولمرت إنه "من الواضح أننا بعيدون عن النصر الكامل. مثل هذا النصر غير ممكن وحتى لو استمر العمل العسكري لعدة أشهر أخرى، فإن الثمن الذي يدفعه لا يستحق رؤية النصر الذي لا توجد إمكانية حقيقية لتحقيقه".

وقال: "إن استمرار العمل العسكري الآن سوف يجر إسرائيل إلى رفح وهذا ما يريدونه. إن مثل هذه الخطوة سوف تعرض اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر للخطر بشكل ملموس وفوري".وتتصاعد التهديدات الإسرائيلية بتنفيذ عملية برية في رفح الملاصقة للحدود مع مصر، رغم تحذيرات إقليمية ودولية متصاعدة من تداعيات كارثية محتملة.وأضاف: "وسط كل هذا قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إحراق جبل الهيكل (المسجد الأقصى)".

وأشار إلى أن بن غفير وسموتريتش يريدان أن تتفجر ردود الفعل على قرار تقييد الصلاة في المسجد الأقصى في رمضان الأوضاع في الضفة الغربية، كما يريدان الحرب على لبنان.والأحد الماضي، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على توصية وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، بتقييد والحد من وصول ودخول الفلسطينيين من القدس والداخل (أراضي 48) إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وفق وسائل إعلام عبرية.

وقال أولمرت: "يدرك رئيس الوزراء العواقب الحتمية الناجمة عن هذا الاستسلام التام للعصابة المتطرفة التي تسيطر على حكومته. إنه يرى، ويفهم، لكنه يتعاون".

وأضاف: "في نهاية المطاف، فإن نتنياهو على استعداد للتخلي عن الرهائن (الأسرى الإسرائيليين في غزة) وتقويض اتفاقيات السلام مع مصر والأردن".وتابع أولمرت: "فهو على استعداد لتقويض العلاقات مع الولايات المتحدة إلى درجة حدوث أزمة واضحة مع الرئيس الأكثر التزاماً بأمن إسرائيل على الإطلاق، جو بايدن".وحذر من أن "نتنياهو يدرك أن استمرار هذه العملية المتهورة سيؤدي إلى عزلة إسرائيل في المجتمع الدولي بشكل لم تشهده من قبل".

 

مقالات

1- المناضل/قاسم سلام الشرجبي ترجل من على صهوة جواده البعثي العروبي

أ.د/عبدالعزيز صالح بن حبتور

رئيس مجلس وزراء تصريف الأعمال في الجمهورية اليمنية/صنعاء

22 شباط/فبراير 2024

ودّعت الجمهورية اليمنية، وأعضاء وأنصار حزب البعث العربي الاشتراكي في اليمن في يوم الأحد بتاريخ 28/يناير/2024 م، ودّعت القامة السياسية الحزبية البعثية الكبيرة الأخ/قاسم سلام سعيد الشرجبي، ودّعته بحزن شديد في مشهدٍ جنائزي مهيب في مسقط رأسه في محافظة تعز، مديرية الشمايتين، عزلة شرعب، قرية حظه، بعد أن وافاه الأجل في مدينة القاهرة عاصمة مصر العروبة حيث كان يقضي فترة علاجٍ لأشهرٍ هناك.مَن منّا نحن الجيل الذي يصغره بعقدين ونيّف من الزمان لا يتذكر ذلك المناضل العروبي البعثي/قاسم سلام، وهو الشخصية المكافحة في صفوف طلائع خلايا البعث العربي الاشتراكي في مدينة عدن التي استطاع الرفاق الأوائل من استقطابه وتنظيمه لأنهم لاحظوا فيه تميُّزه الحزبي، وثقافته التنظيمية، وألمعيته الثقافية منذ وقت مبكر في مدارس ضاحية التواهي في مدينة عدن.

نتذكر معاً خطاباته المبهرة وتصريحاته النارية وحواراته الإذاعية والصحفية العروبية المؤثرة، وكنا يوم ذاك في مُقتبل حياتنا الشبابية الطلابية نتابع باهتمام بالغ ما يقوله عدد من الشخصيات السياسية والثقافية والحزبية اليمنية.تعرفت عليه شخصياً في أول زيارة لنا للعاصمة العراقية بغداد في العام 1995 م، وكنا يومها في زيارة وفد أكاديمي علمي للعراق الشقيق برفقة البروفسور/صالح علي باصره رئيس جامعة عدن رحمة الله عليه، والبروفسور/محمد أحمد فلهوم عميد كلية التربية/المكلا، أطال الله في عمره.

استضافنا استضافة كريمة إلي منزله العامر في قلب مدينة بغداد بمعية الزميل/رياض العكبري سفير الجمهورية اليمنية في العراق الشقيق أطال الله في عمره، ويومها استعرض بشمول ضاف نضالات حزب البعث العربي الاشتراكي في الوطن العربي وبضمنها اليمن، وكونه كان عضواً في القيادة القومية في بغداد، كان استعراضه لتلك النضالات في حدود قناعاته والتزامه الحزبي التنظيمي لحزب البعث، القطر العراقي.

تمتاز شخصية/قاسم سلام بأنه محاجج سياسي حزبي عنيد، ولا يستسلم بسهولة في الحوارات التي دارت يوم ذاك حول دور حزب البعث العربي الاشتراكي في الوطن العربي وانشقاقاته المتعددة وأثر ذلك الانشقاق والتشظي على المسيرة النضالية والكفاحية للحزب، لكن هكذا سارت أمور الحزب التنظيمية في هذه الحياة السياسية العربية المُعقدة.

تكثفت علاقاتنا بالفقيد/قاسم سلام بعد أن قرر العودة إلي أحضان الوطن العزيز، وبعد أن عُيِّن عضواً بمجلس شورى الجمهورية اليمنية في العام 2002م، استقر في العاصمة صنعاء، وفي العام 2012م انتُخب رئيساً للتحالف الوطني الديمقراطي كتحالف لحزب المؤتمر الشعبي العام، وفي العام 2011م وفي أثناء الأزمة السياسية التي عصفت بالجمهورية اليمنية، تم تكليفه بشغل منصب وزير السياحة في حكومة الوفاق الوطني وعضواً في الحوار الوطني الشامل المُنعقد في فندق موفنبيك.

وخلال تلك المسيرة النضالية أظهر الرفيق/قاسم سلام الشرجبي قدرات سياسية وحوارية وثقافية وإدارية عالية المستوى، ووفق قواعد العمل السياسي الراقي، ووضع اسمه الجميل في قائمة المناضلين الخالدين الذين أسهموا في إخراج اليمن من أزمتها السياسية العميقة، وقد كادت اليمن أن تخرج من ذلك النفق المظلم الذي وُضعت فيه والخروج إلى بر الأمان لولا بدء العدوان السعودي الإمارتي الخليجي على اليمن في صبيحة يوم الخميس الموافق 26/مارس/2015م.

رحم الله الفقيد العزيز البعثي الجسور/قاسم سلام سعيد الشرجبي وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه وأحبابه ومُريديه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

بسم الله الرحمن الرحيم

((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي))صدق الله العظيم.

الخلاصة:-مثل هؤلاء القادة العظماء الوطنيون البارزون في اليمن، سواءً إن كانوا شهداء أو فُقداء، علينا أن لا نتعامل معهم وكأنهم أناس عاديون عاشوا ومروا مرور الكرام في حياتهم ومماتهم، بل يجب على الجهات ذات العلاقة (حكومية أو حزبية) أن توثق تاريخهم ومسيرتهم الكفاحية والجهادية، وأن يُحفظ تراثهم السياسي والفكري والثقافي في الإرشيف الخالد لمسيرة الشعب اليمني.وفوق كل ذي علم عليم

 

2-ماذا يعني فرض القيود على دخول المسجد الاقصى في رمضان؟

بقلم الرفيق ابوهنيدة القدس المحتلة

اقرت حكومة الاحتلال قيود غير مسبوقة على الفلسطينيين تجاه الدخول للمسجد الاقصى المبارك وخاصة لاداءصلوات ايام الجمع طيلة الشهر الفضيل، حيث اخذت بتوصيات وزير الامن العنصري بن غفير بالكامل وهي لاول مرة يفرض قيد العمر بهذا الشكل ليسمح فقط لمن هم من المسنين اي فوق الستين سواء لسكان القدس او فلسطينيي 48 وعدم السماح بالمطلق لسكان الضفة من الدخول واداء الشعائر حيث اشير الى ذلك في سياق الخبر وان لم يبرز هذا بوضوح ليتم قياس ردود الافعال عليه قبل اعلانه رسميا، فلماذا يشير كل ذلك؟:

1-اولا يحاول بن غفير ومن موقعه كوزير للامن الداخلي حيث تتبع له قوات الشرطة ان يسقط الصفة والقيمة الكبرى لهذا المسجد كأولى القبلتين وثالث الحرمين كمقدمة للتقليل لاحقا من ردود الافعال لما يبيت له، وانتم ترون ان الاحتلال لم يبقي من المساجد في قطاع غزة شيئا فاستهدف معظمها وماض في استهداف ما بقي منها دون ان يكون ذلك محركا لمليارين ونصف من المسلمين موزعين على 57 دولة بما يكفي ليكون ذلك محركا اساسيا من محركات العمل والضغط لوقف الحرب! فهل هذا سيكون موقف العالم العادل والمتحضر لو استهدف كنيس يهودي واحد ولو بالخطا؟

2-فرض القيود على المصلين في الاقصى منذ السابع من اكتوبر خاصة في صلوات ايام الجمعة ويكاد يكون اقتصارها على جوارها داخل السور من المسلمين لترسيخ تحويله كمسجد حي لا اكثر وهذا ايضا يصب في الهدف الاول.

3-هذه القيود العنصرية والتي غالت عما طرحته الشاباك والاجهزة الامنية الاخرى والتي اوصت برفع كل القيود عن فلسطينيي الداخل والقدس وابقاءها على الفئات العمرية تحت 45 عام على سكان الضفة الغربية. وطبعا تمنع بالمطلق على سكان القطاع كتحصيل حاصل لحالة الحرب التي يعيشها القطاع، والتي عللتها الشاباك بان المنع المطلق على سكان الضفة سيرفع من تصعيد التوتر وقد يدفع الضفة الغربية للاشتعال بالكامل.

4-السبب الاهم لهذه القيود غير المسبوقة انها تاتي استباقية لحصر وفصل فرص التصعيد في الضفة والداخل بما فيها القدس خشية ان يتكرر تماهي حراك فلسطينيي الداخل مع ما يحدث في غزة والضفة لقناعة بن غفير ونتنياهو ان التصعيد ات كحقيقة مطلقة فبهذه القيود يعتقدون بفرص السيطرة اكثر خاصة في غياب فئات الشباب.

5-والسبب الاهم في عقلية بن غفير والكيان هي اسقاط الرمزبة التي مثلتها تسمية عملية السابع من اكتوبر بطوفان الاقصى وبالتالي اسقاط السبب الاول للعملية، وهو تحد سافر ورسالة اصرار بانهم ماضون بما يخططون له بما يتعلق بالاقصى.

6-هذا يؤكد بان هذه القيود في حال اقرارها ومرورها بدون رد فعل فان ذلك يعطيهم الجراة للمضي في عملية رفح قدما خلال شهر رمضان وان هم من الان يوميا يستهدفون رفح بنطاق واسع.

فهل يعي شعبنا الفلسطيني في الضفة والداخل والقدس ما يخطط له؟ وهل تعي امتنا والمسلمين ما الذي يبيته الاحتلال لهم ولاقصاهم، ام انهم غابت منهم النخوة وغفلت العيون وتبلدت العقولٍ؟

ان الرد الذي يفهمه الاحتلال ويرضخ له ان يتحرك كل شعبنا في الجمعة الاولى من رمضان من الضفة والقدس والداخل رجالا ونساء شيبا وشبانا واطفالا مسيحيين ومسلمين وليرتكب العدو مجزرة على كل المعابر عندها فقط ستكسر هذه القيود وتتوقف الحرب على شعبنا في القطاع وليس فقط في رفح.

 

3-صحوة ضمير عالمية الرفيق ابو حمزة/فلسطين المحتلة

صحوة ضمير في العالم نتلمسها في بعض المواقف والحراكات والتصريحات والمظاهرات والوقفات التضامنية مع غزة، تتفاوت ما بين ادانه الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب في غزه او بعض المواقف الإنسانية ودعوات إلى هدن او خلط الغث بالسمين وادانة الطرفين المعتدي والمعتدى عليه..وقد ترتقي هذه الصحوة إلى تأييد الحق الفلسطيني في إقامة دولته..هذه الدولة التي لا يجرؤ كثيرون على تعريفها واين وكيف هي مجرد قول دوله والباقي عند نتنياهو..

صحوة ضمير تم ايقاظه بأصوات القنابل وازيز الطائرات وقوة التفجيرات والمتفجرات والقذائف الذكية وغير الذكية التي غالبا ما ترسلها هذه الدول التي نشهد فيها الصحوة الي إسرائيل...صحوه مسرحيه تشبه الدموع التي تتساقط على اثر مشهد عاطفي او جمله في قصيده او صرخة ضمير وبعدها يعود المشاهد إلى الضحك واحتضان صديقته المجاورة وتبادل القبل معها..صحوه بلا فعل لم نشهد لها اسنان ولا انياب فلا قطع ولا مقاطعه وإنما مجرد عبارات خجولة..لم نسمع بعد بمقاطعه إسرائيل او قطع العلاقات معها او منع التبادل او التصدير او طردها من منظمات دوليه مثلا.

صحوه كاذبه لشرب الماء او الذهاب إلى الحمام لقضاء الحاجه والعودة إلى النوم..

لذلك ما زالت إسرائيل تهزأ وتستهزيء بكل ما يقال ويخرج مسؤوليها ويشتمون على الملا شعوب ودول ورؤساء واعلام وكل من يخالفهم الرأي ما زالت إسرائيل تضرب بعرض الحائط كل القرارات وكل الدعوات وكل المناشدات وتقول طز فيكو..وتستند إلى حائط قوي من الدعم والاسناد حائط أمريكي اوروبي متصهين يميني عنصري..حائط من الجوار العربي والسلطة الفلسطينية التي ما زالت تتعامل مع إسرائيل على أنها جار تختلف معه على رش الماء في الشارع..

عرب ما زالوا يحافظون على العلاقات الدبلوماسية والاتفاقات الموقعة مع الكيان الصهيوني بماء العين ويحمونها بالروح والدم! فكيف للعالم ان يتصرف بقوه اكبر وهو يرى الاقربين ومن يدعون انهم عربا يمدون الكيان الصهيوني بالماء والحليب والوجبات الطازجة والبندورة والخضار ويسهلون مرور القوافل عبر الممر البري بعد ان أغلق الحوثيون البحر الأحمر..

صحوه ضمير في بعض العالم لأسباب انسانيه او لا نعرفها وانعدام الضمير عند الحاكم العربي المخادع الذي يقول شيئا في النهار ويندس في فراش نتنياهو ليلا...كل هل حفله من المناشدات والاستنكار والشجب لا تساوي في قوتها وفعلها تفجير فتحة نفق...

ان الفعل المقاوم هو ما سيغير الرأي العام والمواقف ويحولها إلى فعل اما المواقف الباهتة المتخاذلة فلها فعل معاكس يفقد القضية زخمها وقوتها بحجة ان الصراع قد انتهي والتطبيع شغال على قدم وساق ولا مشكله...ما نخشاه ان يتحول شهر رمضان القادم الي بكائية على الشعب الفلسطيني وتقديم فضلات الطعام لأهل غزه والتصدق عليهم بما تجود به الانفس وهذا آخر ما يريده اهل غزه..

اهل غزه لا يريدون بكاء ولا صدقات ولا دعوات ولا ادعيه اهل غزه يريدون حقهم في الحياه وحقهم عند الاحتلال وحقهم في العيش ونيل الحرية الأقصى لا يريد تخفيض سن المصلين الذين سيسمح بن غفير لهم للصلاة في الأقصى، يريد حريته وتحريره من الاحتلال كما هي القدس وسائر فلسطين..

لا نريد موائد رحمن ولا وجبات طعام ولا كل هذا الهراء نريد تحرير وطننا وإقامة دولتنا المستقلة والعيش كباقي شعوب الارض..لا نريد صحوة ضمائركم نريد سيوفكم للجم هذا المجرم الجبان النازي الفاشي الذي اشبعنا والعالم يتفرج قتلا وتدميرا وحرقا وأباده. لا نريد دموعكم ولا شفقتكم نحن شعب الجبارين صامدون نقاوم المحتل ونريد دعمكم الصادق ومواقفكم المشرفة...

 

4-فلسطين واللحظة الحرجة الرفيق صامد/القدس المحتلة

من زمان وفي كل مرحله او موقف او مواجهه كنا نسمع عباره اننا على مفترق طرق او منعطف حاد او حاله تهور وفقدان للمكابح، وكأننا في مدرسة تدريب سواقه..في السياسة وفي القضايا الوطنية والتعامل مع الاحتلال لا يوجد الا واحد من اثنين اما الاحتلال او الحرية والانعتاق من المحتل..واليوم نحن فعلا على مفترق طرق للمرة الاولى بعد ٧٥ عاما من الاحتلال الصهيوني البغيض وكل ما الحقه بشعبنا من قتل وتهجير وتشريد ولجوء واخبار على العيش في المخيمات لأطول مده في التاريخ يعيش شعب في مخيمات اللجوء داخل وخارج وطنه وفي ظل رعاية دوليه وقرارات امميه لم تنفذ ولم تحترم وبقيت حبيسة الإدراج..

اليوم وبعد ٧٥ عاما نرى فلسطين فعلا على مفترق طرق وقد حملها طوفان الأقصى بعد السابع من اكتوبر ووضعها على أولوية ان لم تكن الأولوية الاولى والشغل الشاغل للعالم فقد ازاحت من الواجهة ودائرة الاهتمام كل القضايا الساخنة الأخرى مثل اوكرانيا وأفريقيا وغيرها..اليوم فلسطين قضية القضايا في كل المحافل..وها هي المواجهة وحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على شعبنا في غزه تقترب من الشهر الخامس وقد القيت عليه الالاف من الاطنان من القنابل والصواريخ وقتل وجرح اكثر من ١٠٠ الف وشرد اكثر من مليونين ودمرت غزه المدينة والقطاع بأكثر من ٨٠% من مبانيها وبنيتها التحتية..

وها هي المواجهة السياسية التي تدور في كل عواصم العالم ولا تكاد تخلو عاصمه من عواصم القرار المهمة دون حراك حول فلسطين من واشنطن الي باريس وروما والقاهرة والدوحة والرياض واسطنبول وغيرها،واللافت هذه المواجهة القانونية للمرة الثانية في محكمة العدل الدولية في لاهاي خلال شهر واحد تجلب اسرائيل الي المحكمة وتعرى قانونيا واخلاقيا..والمواجهة الدبلوماسية مع العالم وتبادل الشتائم على الهواء ما بين رؤساء دول وممثلي الاحتلال الصهيوني في كل المحافل بعد ان فضحت الجرائم المرتكبة على الهواء إسرائيل وداعميها وخاصه أميركا..

تقف فلسطين اليوم على مفترق طرق نحو الحرية والتحرير والاستقلال وإقامة الدولة وعليه يجب الحذر والانتباه فالمنعطف خطير والعدو متربص وحاقد ويعلم حجم خسارته وهزيمته ويجب حماية الانجازات والحفاظ على الصمود والالتفاف حول المقاومة صانعه الحرية..فلسطين على مفترق طرق للمرة الاولى وما النصر الا صبر ساعه وما النصر الا من عند الله ان تنصروه ينصركم ويثبت اقدامكم...

 

5- هل 7اكتوبر حدث ارهابي استهدف مدنيين - الرفيق ابو شجاع القدس

الدعاية الصهيونية والعويل والظهور بدور الضحية الذي يتقنوه جيدا بما يملكونه من سيطرة على وسائط الاعلام والدعم المطلق من الامبرياليات العالمية براس الحربة الامريكية مرورا بالدهاء البريطاني والانتهازية الفرنسية والالمانية، للدرجة التي دعت مكرون في الايام الاولى ان يقوم بجولة يدعو فيها لبناء تحالف ضد حماس كما التحالف ضد داعش! فما هي الحقيقة وهل الذي حدث كان مجرد عملية تستهدف الحصول على اسرى صهاينة وتوجيه رسالة للحكومة الاسرائيلية بعدم المساس بالأقصى؟؟

ان عملية طوفان الاقصى من اسمها تفصح عن حجمها وحجم اهدافها فابتداء الطوفان في الطبيعة هو حالة جارفة لكل ما هو سطحي، زائف وبالغالب يكون الفضلات والقمامة والبنى الهشة، وهنا تسمية الطوفان هي حالة تعبير عن حاجة تختمر في قلوب وعقول الفلسطينيين بان الصراع اخذ مديات متقدمة في تزييف التاريخ والاستيلاء على الحق التاريخي الفلسطيني في ارضه خاصة بعد فشل اوسلو الذريع في تحقيق شيء من طموحات الشعب الفلسطيني، بل ذهبت الى التخلي الفعلي عن كل ما ينص عليه في هذه الاتفاقية مهما كان هزيلا لمصلحة الشعب الفلسطيني وبقي فقط تمسك الاحتلال بجانب التنسيق الامني، لا بل كل قضايا الوضع النهائي تم تجاهلها والقفز عليها خاصة مواضيع الحدود واللاجئين والقدس حتى توقفت المفاوضات تماما منذ سنة 2014 وتسارعت عمليات الاستيطان في الضفة والقدس وسنت القوانين التي تخرج القدس تماما من ملف التفاوض واخرها رفض قبول اجراء الانتخابات فيها مع التكرار اليومي لاقتحام الاقصى من قبل المستوطنين وتدنيسه واغلاقه امام المصلين في اوقات كثيرة مع الاعتداءات على المصلين والمرابطين من النساء والشيوخ.

كل ذلك دعى المقاومة ان تدرس الوضع القائم خاصة بعد عملية سيف القدس والخروج بنتيجة واحدة بان الاحتلال في خططه وخطط داعميه وجد ليبقى واي حديث اخر مجرد هراء ونفاق وفي احسن الاحوال هو تجميل لعملية الذبح والتهجير للشعب الفلسطيني قضما ناعما تطور لقضم عنيف وان الشعب الفلسطيني سيصحو قريبا وقد وجد نفسه مطرودا في تهجير قسري خارج حدود فلسطين التاريخية وفق ترتيب وتحضير شيطاني صامت احيانا وصارخ في احيان اخرى، عبر عن نفسه فيما يقوم به المستوطنون من مهاجمة للقرى العربية بالاعتداء العنيف والحرق للمنازل والمحال الفلسطينية كما يحدث في حوارة.

في ضوء ذلك ارتات المقاومة ان التدبير الصهيوني لا بد ان يقابل بتدبير علمي وحكيم من التصدي للمشاريع الصهيونية المكشوفة وخاصة بعد تشديد الحصار على قطاع غزة لمدة 17عاما وخوض خمس مواجهات معه، فاعطت الاولوية لبناء مقومات القوة ان بالافراد او بالامكانات فوضعت برنامجا متكاملا يستوعب كل الظروف الموضوعية والذاتية وفي ظل حصار شامل فكان ان تبلورت خطة بناء الانفاق الواسعة تبعتها استثمار العقول العلمية الفلسطينية والهندسية فتم تطوير الادوات القتالية اللازمة والتي تناسب الحالة فتم التركيز على ثلاث جبهات الاولى اسلحة مواجهة الدروع والافراد فكانت اسلحة الياسين 105 و TPG  وشواظ والهاونات المختلفة، مع انتاج كميات ضخمة منها مع الحرص على توفير مصانع لها ولذخائرها في الانفاق، والجبهة الاخرى سلاح الصواريخ من حيث الدقة والمدى والراس المتفجر فانتجت مستويات شتى تغطي كل فلسطين ورافق ذلك تطوير المسيرات الاستطلاعية والانتحارية، ولا يغيب عن البال استهداف الخونة والجواسيس في القطاع مع بناء جهاز استخباري قوي استطاع ان يتحصل على معلومات تفصيليه عن العدو مكنت المقاومة من تحقيق الخداع الاستراتيجي للعدو والحصول على اهداف سمينة من العملية كالحصول على عقد معلوماتية كبيرة ان في ايرز او من القاعدة 8200 او من قاعدة قيادة فرقة غزة.

كل ذلك ياتى كنتيجة دراسة علمية تفوقت على العدو وللمرة الاولى مواجهة العدو بتدبر وفعل مدروس وليس فزعة عرب، كل ذلك يؤكد ان هذا الاعداد المتراكم الذي تجاوز العامين لم يكن مجرد فعل لتحقيق عملية يتحصل منها المقاومون على اسرى يتم تبادلهم مع اسرانا،وان كانت هذه ستكون تحصيل حاصل لعملية الطوفان، ولا هي فقط للرد على اعتداءات المستوطنين على الاقصى وان حملت العملية اسمه لما له من رمزية محركة لمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين فهذا الاعداد الضخم، واضح انه ارادة لرفع سقف وهدف التصدي للاحتلال الجاثم منذ 1967كخطوة اولى للتحرير الشامل لفلسطين من النهر الى البحر.

هذا الذي فهمه الكيان من اليوم الاولى وراى فيه تهديد وجودي عبر عنه نتنياهو جليا من خلال اعلان الحرب رسميا لأول مرة في تاريخ الكيان ووضع اهداف ثلاثة للحرب كلها في العمق تهدف لاستعادة الامن المفقود في نفس كل صهيوني في الكيان القائم منذ تأسيسه على اكذوبة قائمتي الامن والرخاء لتشجيع اليهود للقدوم للكيان.

ان طوفان الاقصى بهذا ضرب الوجود الصهيوني في مقتل حقيقي يفسره الاجماع الصهيوني في الاهداف وتسارع الغرب الامبريالي في الوقوف الى جانب الكيان ودعمه،ويفسر هذا التطهير العرقي المجنون والتدمير للبنى التحتية الكاملة من لوجستية وصحية وتعليمية من مدارس وجامعات وهذا الاصرار على جعل الحياة مستحيلة في القطاعٍ.ان الطوفان سيكون طوفانا في كل النواحي والنتائج على صعيد القضية الفلسطينية والجوار والمنطقة، لتسلم سواعد المقاومين التي صنعت الحدث الذي هو رد مشروع وفق القانون الدولي من شعب محتل على جرائم الاحتلال في مقاومة مشروعه كفلها القانون وليست ارهابا فسكان الغلاف هم سكان مستوطنات عسكرية انشات لتمثل خط الدفاع الاول عن العمق الصهيوني ولا حق للمحتل ان يدعي بحق الدفاع المشروع عن النفس الذي يمارس كذبه به ومنافقيه وداعميه.

 

6- إمبراطورية فلسطين العظمى: د. نبهان عثمان غانم _ فلسطين

18.2.2024

كالعادة الغرب الاستعماري المتوحش، عند كل عدوان يشنه  على العالم العربي، يبدأ بالتشدق بحل الدولتين.اتذكر عند عدوانه على العراق الشقيق، كنت انتظر مؤتمرا صحفيا لجورج بوش الابن وتوني بلير رئيس وزراء بريطانيا، بعد تهديدهم بإعادة العراق الى العصر الحجري، دون مناسبة ودون مقدمة ودون سياق الحديث، أعلنا نحن ندعم حل الدولتين، دولة للفسلطينين. وانتقل فورا لتهديده بتدمير العراق.شعرت حينها ان هذا المجرم توني بلير وزميله جورج بوش الابن، يعتبرا الأمة العربية أمة ساذجة يكفيها هذا التصريح، كي تدعم عدوانهم على العراق.

والان في ظل الحرب الابادة الجماعية التي تمارسها اداتهم إسرائيل ضد شعبنا الفلسطيني بدعم الغرب الاستعماري المتوحش، يخرجون علينا بتصاريحهم الاعلامية بدعم حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية، دون ان يذكروا اين ستقام وما هي حدودها وعاصمتها؟ طبيعي هذه الكلام فقط للخداع، لأننا شعوب ساذجة بنظرهم،

الآن لو طلبنا منهم اقامة إمبراطورية فلسطين العظمى في المريخ لدعموها. لأنهم في قرارة أنفسهم يعتبروننا شعوب تافه وساذجة، تصدق كل ما يقولونه.

حذاري من خداعهم وتسويقه.

 

7- استراتيجيةُ بايدن في الشرقِ الأوسط بينَ الواقعِ والتطبيق –بقلم يوسف صدقة*

نشرَ الصحافي الأميركي المعروف توماس فريدمان الاستراتيجية الجديدة لإدارة جو بايدن في صحيفة "نيويورك تايمز" لمُقاربةِ الأوضاع المُضطربة في الشرق الاوسط، والتي تشمل قطاع غزّة وإسرائيل وإيران ومنطقة الشرق الأوسط. تتضمّن هذه الاستراتيجية، حسب فريدمان، ثلاثة مسارات تدمج بين الرؤية الاستراتيجية والاستشراف السياسي: على واشنطن تَبنّي موقفًا قويًّا وحازمًا تجاه إيران، بما في ذلك القيام باعمالٍ عسكرية ضدّ وكلاء إيران في المنطقة، وذلك ردًّا على مقتل ثلاثة جنود أميركيين في قاعدةٍ أميركية في الاردن من طريق طائرة مسيّرة أطلقتها إحدى الجماعات الموالية لإيران من الميليشيات العراقية.

ستُطلقُ واشنطن مبادرةً ديبلوماسية جديدة لإقامة دولة فلسطينية، وقد تتضمّن اعترافًا أميركيًا بدولة فسلطين منزوعة السلاح في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وعلى الفلسطينيين في هذا المجال القيام بإصلاحاتٍ سياسية وأمنية، لضمان قيام دولة قابلة للحياة، على ألّا تُهدّدُ إسرائيل في المستقبل. وقد أجرت واشنطن مشاورات مع الدول الفاعلة في المنطقة حول المقاربة المطلوب اعتمادها للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

أمّا المسارُ الثالث فيتضمّن تحالفًا أمنيًا أميركيًا مُوَسَّعًا مع السعودية، وقد يشمل أيضًا تطبيع العلاقات السعودية مع إسرائيل فيما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية ستعتمد خيار العملية الديبلوماسية، والتي ستؤدّي إلى إنشاءِ دولةٍ فلسطينية منزوعة السلاح بقيادة سلطة فلسطينية جديدة (انتهى النص).

تبقى استراتيجية بايدن أسيرة رؤية أوباما، والتي تُركّزُ على الحوار المستمر مع إيران، مع ممارسة الضغوط على السلطة الايرانية للحدّ من تطوير برنامجها النووي. وعليه فإن بايدن لم يُغيّر استراتيجيته حتى الآن، رُغم الانفتاح على الدول الخليجية ولا سيما السعودية.

وقد تَنازَعَ الإدارة الأميركية، بعد القصف الذي استهدف الجنود الأميركيين في "Tower 22" في منطقة الحدود الاردنية-السورية، خياران للردّ على وكلاء إيران في سوريا والعراق. فالخيار الأول والذي تبنّته مديرية المخابرات المركزية (سي آي إيه) هو القيام بردٍّ عسكري محدود. أما مديرية المخابرات التابعة لوزارة الدفاع، فقد كانت تحبّذ الرد وضرب أهداف في إيران نفسها.

هذا وقد ثبّت مدير المخابرات المركزية الأميركية وليم بيرنز، رؤية الرئيس بايدن، عندما أشار في مقالته الأخيرة، التي نشرتها "أسواق العرب" بالعربية توازيًا مع نشرها بالإنكليزية في "فورين أفّيرز"، إلى أنَّ التعاطي والحوار مع إيران هو مفتاحُ الأمن في المنطقة، وأمن اسرائيل. وأشارت معلومات ديبلوماسية إلى أنَّ الإدارة الأميركية أبلغت السلطات العراقية مُسبقًا بتوقيت الضربات الأميركية على المواقع الميليشيات الموالية لإيران في العراق، مما جعلها تتخذ تدابير احترازية. وهذا ما يفسّر عدم وقوع خسائر كبيرة في صفوفها، وقد غاب عن المسرح العراقي أحد قادة ميليشيا النجباء أكرم الكعبي الذي تنصّل من الضربات على القاعدة الاميركية في الأردن، واتّهم "كتائب حزب الله" العراقية بها. وكانت هذه الجماعة أعلنت عن تعليق الضربات ضد الأميركيين بعد تهديد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالاستقالة. وعليه فإنَّ الضربات الأميركية التي طالت 85 هدفًا في العراق وسوريا والتي شملت مراكز قيادة وتجسّس ومواقع تخزين ضواريخ وطائرات مسيّرة، لم تترجم بضربات قاصمة في العراق وسوريا، وهذا ما يفتح باب الحوار ومجددًا بين واشنطن وطهران في سلطنة عُمان.

ويرى بعض المتابعين بما يجري في كواليس واشنطن بأن استراتيجية إدارة بايدن حول الشرق الأوسط قد سُرّبت بصورة غير رسمية عبر الصحافي توماس فريدمان، لمعرفة ردود الفعل العربية والدولية عليها. ويتبين من ذلك، إذا صحّت هذه المعلومات، أن الإدارة الأميركية، ما زالت تتمسك بالحوار مع إيران، رُغمَ تعرّضِ القواعد الأميركية في سوريا والعراق والأردن لغارات المسيّرات، والردود العسكرية عليها.

من جهة أخرى، أكّدَ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهبان، خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، على أنَّ هناكَ حوارًا أميركيًا-إيرانيًا عنوانه خفض التوتّر، ومنع تجدّد النيران في المنطقة. وعليه، فإنَّ تصعيدَ واشنطن بقصف الميليشيات الموالية لايران، قد يكون حلّا مؤقتًا. ولكن من الواضح أنَّ واشنطن تواجه صعوبة تتمثّل في وقف تدحرج الأحوال في الشرق الاوسط قبل وقف إطلاق النار في غزة، ووضع حدّ للاحتلال الإسرائيلي، وإنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة. وفي ظِّل غياب هذه الاستراتيجية، فإنَّ القوى الإقليمية ستظلّ تستمرّ في استعمال المسألة الفلسطينية لأهدافها، وسيبقى العالمان العربي والاسلامي في مرحلة العداء للغرب.

فمن الصعوبة تصوّر إنشاء دولة فلسطينية، إذا لم تكن تحظى بدعمٍ من كافة القوى على الساحة الفلسطينية من سلطة وفصائل، وغالبية الدول الفاعلة في المنطقة ومنها السعودية والدول العربية وتركيا، وإلّا فإن القوى المعارضة ستضع العراقيل إزاءها. وما يزيد الأمر صعوبة هو تعنّت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو والجناح المتطرّف في الحكومة مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموترتش، فعدم وجود حلّ عادل للقضية الفلسطينية، لن يكون هناك سلام دائم في الشرق الاوسط، ولن يتحقق السلام السياسي والاقتصادي للحالمين بذلك من زمن بعيد، فعدم تحقيق السلام سيكون مدخلًا إلى تجدّد العنف مُجددًا، والدخول في دوامته، وكذلك تراجع تأثير الغرب وشرعيته. والخطر يكمن ليس في اندلاع العنف، إنما تزايد الدعوات إلى معاداة الغرب.

أما على صعيد تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل فسيظل مطلبًا أميركيًا، إلّا أنه يتعذّر على السعودية القيام بأية خطوة تطبيعية قبل ضمان قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.يبقى أنَّ أيَّ حلٍّ في الوقت الحالي هو بيد رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو وواشنطن، ويتمثل بإنزال نتنياهو عن شجرة الطموحات الجامحة.

السفير يوسف صدقة هو ديبلوماسي لبناني متقاعد وكاتب سياسي.

 

8-الهامسون بقلم الاستاذ ابو رشا/لبنان

كنّا خير أمة أُخرجت للناس، نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، وكنّا أصحاب حضارة وقيم، كنّا أمة تتعاضد، تتكاتف كالجسد الواحد، اذا اشتكى عضو منه انتفض باقي الجسد للدفاع والحماية، كنّا شعباً واحداً، نتكلم لغة واحدة، تجمعنا مسلمات الأمة من قيم ودين وحضارة وتاريخ ومصير مشترك، كنّا نتراحم فيما بيننا، أشداء على المعتدين، رحماء فيما بيننا، ليس لنا من عدو في ديننا وأرضنا سوى الصهاينة، كنّا أول من وضع شرائع حقوق الانسان (حلف الفضول)، وكنّا السبّاقين في الطب والعلوم والرياضيات وعلم الفلك، وكانت مؤلفاتنا تُترجم الى كل اللغات الحيّة، وكانت اللغة العربية محط أنظار كل الشعوب، حتى أن أمماً كثيرة كتبت لغتها بالحرف العربي، تقرّباً من هذه الأمة التي كرّمها الله بالنبي العربي والقرآن العربي ونقل التكريم الى الجنّة حيث ان لغة أهل الجنّة هي العربية، ورغم كل ذلك ساوى سبحانه بين الناس «لا فرق بين عربي وأعجمي إلاّ بالتقوى» ولا فرق بين أسود وأبيض، وحاولنا إنهاء الرقّ والعبودية وتحكّم الناس برقاب بعضهم البعض «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً» فلسفة سيدنا عمر] المستقاة من عظمة الاسلام.

نحن أمة لها أمجاد وتاريخ مشرّف، لها قيم ومجتمعات محصّنة جاء الهامسون، فرّقونا شيَعاً وأحزاباً، طوائف ومذاهب، مآذن ونواقيس، عروبيين وغير عروبيين، قوميين وغير قوميين..دخل سوس التفرقة في عصب الأمة، نخر مقوماتها، فتّتها الى مزَق تدين بأهواء مختلفة، همّشوا تماسكنا وزرعوا العداوة والبغضاء في النفوس الضعيفة، وعملوا على صناعة عداوات مستقاة من ثغرات التاريخ، جعلوا منّا هوامش متنافرة، متناحرة، وأبعدونا عن قضايا الأمة المصيرية، وخصوصاً قضية فلسطين، نسينا أنفسنا في خضم هذه الهجمة ولبسنا وجوهاً وأقنعة لا تمت لهذه الأمة بصلة، أصبح التنكّر للأمة جواز مرور لدخول العولمة.

انتقل الهامسون من العام الى الخاص، دخلوا على كل قطر، وفي كل قطر مزّقوا المجتمع، وفي كل مِزْقة بثّوا الأفكار المتناقضة حتى أصبحنا خلايا هجينة، مفكّكة يصعب تلاحمها وتكوين مجتمع آمن يقوم على مصالح مشتركة وأمان واطمئنان.

الهامسون كثر، ونحن تشظّينا على أبواب مرحلة تفكّك الأمة، وإعادة صياغتها بما يتناسب مع مصالح العدو الصهيوني وحلفائه من الداخل العربي والخارج.

هل نستسلم؟!..

يقول منطق التاريخ، ان المقاومة لا تُهزم، فلنقاوم هذا المشروع السرطاني، بالتماسك والوعي وبث مقومات الصمود وتقريب وجهات النظر، وإقامة شراكة حقيقية بين مكوّنات المجتمع العربي أساسها الحرية والديموقراطية ودولة المؤسسات، وإلغاء جميع أشكال التفرقة القطرية والاجتماعية والمذهبية وتحصين الاقتصاد، والانتقال السلمي للسلطة، وإنشاء فرص عمل وتأمين الدراسة حتى الاختصاص.

إنتعل الهامسون جهلنا، ومشينا في أزقة الليل حفاة على شوك الجهل، فنهش بعضنا البعض، ورضينا ان نأكل لحم إخوتنا نيّئاً دون رحمة او شفقة او رادع قيمي او قومي او حضاري.الهامسون اليوم خيّرونا بين ان نكون عملاء مباشرة او بالواسطة او في السجون، نختار الموت مقاومين ولن نرضخ لإرادة الهامسين الجدد.

 

9- هل تقتسم إيران و"إسرائيل" النفوذ في المنطقة؟ راكان السعايدة -نقيب الصحفيين الأردنيين

١٧/٠٢/٢٠٢٤

ملاحظة من جريدة البعث: هذا المقال جيد وصحيح في فكرته العامة ولكنه يقع في خطأ فادح وهو اعتبار ان امريكا لا تستطيع الحاق الهزيمة بإيران ولذلك فهي مضطرة لمسايرتها وتقاسم النفوذ معها! ان هذا خطأ ستراتيجي خطير لأنه يتجاهل ان مصدر قوة ايران هو امريكا واسرائيل اصلا، فأمريكا هي التي اسقطت الشاه وفرضت خميني، وامريكا واسرائيل هما من قدم الاسلحة والعتاد والمعلومات الاستخبارية عن العراق لإيران اثناء شنها الحرب على العراق، وامريكا هي التي امنت لإيران دخول العراق بعد غزوه ومولت ميليشياتها واطلقت يدها لتدمير العراق ومحاولة محو هويته العربية، وامريكا هي التي سلمت العراق رسميا لإيران عندما هزمت امام المقاومة العراقية في عام 2011، والاهم من كل ما تقدم هو حقيقة ان امريكا وقبل امتلاك ايران القوة وغزو العراق وسورية واليمن ولبنان ونشر نفوذها في بقية الاقطار العربية تبنت في التسعينيات من القرن الماضي سياسة رسمية في عهد الرئيس بيل كلنتون اسمها (الاحتواء المزدوج) وهي تقول عنها ان امريكا ترفض الحوار مع العراق وتصر على اخضاعه بالعنف والحرب، ولكنها تعتمد في التعامل مع ايران لاجل احتواءها على الاساليب غير العسكرية والضغوط السياسية والاقتصادية، وهذا هو بالضبط ما تقوم به حتى الان، لذلك فان اعتبار ان امريكا عاجزة عن اخضاع ايران خطأ فادح في الفهم) جريدة البعث.

الخلاصة النهائية: الشرق الأسط سيقسم إلى منطقتي نفوذ، واحدة تهيمن عليها "إسرائيل"، والأخرى تهيمن عليها إيران، وأميركا هي الراعي والمتحكم الأعلى والمنسق بينهما. كيف..؟ بداية، طبعًا هذا ليس قدرًا محتومًا، لكن المعطيات على الأرض تنتهي إلى هذه الخلاصة، وتجعل منها واقعًا منتظرًا، بالنظر إلى تسليم الدول العربية (سنية المذهب) بعدم قدرتها على مجابهة هذه المعطيات لتغيير مسارها لتناقض أجنداتها وتصادمها.ولو كانت الدول العربية "السنية" تدرك بالعمق مآلات ما يجري في قطاع غزة لربما تجاوزت خلافاتها وانعدام الثقة بينها وغيرت مواقفها وتصدت لـ"إسرائيل" ومخططاتها في القطاع والضفة الغربية والقدس.

وإسرائيل" تدرك أن العقبة الوحيدة في طريق مشاريعها هي مقاومة قطاع غزة، وحركة حماس السنية تحديدًا، وكي تفعل ما تريد، وتعيد تشكيل المنطقة ونطاق نفوذها وعمقه عليها التخلص من هذه المقاومة بالدرجة الأولى.

والمفترض أن الدول العربية تعلم يقينًا أن المقاومة في غزة، أحبتها أم كرهتها، هي حائط الصد الأخير عن أمنها القومي، وعن وجودها وطبيعة وجودها ومقدار سيادتها، وهي، أي المقاومة، الوحيدة التي تُلجم "إسرائيل" ومشاريعها، وعلى رأسها تصفية القضية الفلسطينية. لذا، فإن مالات ما يجري في قطاع غزة، ونهايات العدوان الهمجي الفاشي على القطاع ونتيجته، ستحدد بصورة دقيقة الشكل الذي ستكون عليه المنطقة.

أي؛ إذا انتصرت المقاومة فإن مشاريع "إسرائيل" ستنتهي إلى مزبلة التاريخ، لكن، إن تمكنت "إسرائيل" من سحق المقاومة، لا قّدر الله، فستطلق العنان لمشاريعها، وتفرضها فرضاً على دول المنطقة، ولن تجد من يتصدى لها أو يعترض على منطقها أو يجابه كيدها.وحتى تحسم المعركة الوجودية في قطاع غزة، ويقف الجميع على مَن حسَم وشكل الحسم، لأنه مفصليٌّ في مآلات مستقبل المنطقة ودولها، فإن الدول العربية معنية بالتعامل مع الأسوأ؛ أسوأ السيناريوهات التي سيفرضها هذه الحسم.

وهذا الأسوأ هو أن تخرج المقاومة من دائرة الفعل والتأثير، لا قدّر الله، وهذا الخروج، الذي لا نأمله ولا نتمناه، تتحمله الدول العربية التي خذلت قطاع غزة، ومن قبل خذلت نفسها ولم تدرك أنها مقبلة على دفع ثمن باهظ من وجودها واستقلالها وسيادتها.

مرة أخرى، كيف..؟

تدرك أميركا و"إسرائيل" أن إيران قوة إقليمية، لا قِبل لهما بتصفيتها أو إضعاف نفوذها وتأثيرها.وتدركان أيضا أن إيران تجذرت في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ويستحيل استئصالها من هذه الدول، بل وهي، أي إيران، تمتلك نفوذًا في دول خليجية تستطيع تحريكه إذا ما أرادت لخلق حالة فوضى فيها.لهذا، في اليقين الأميركي و"الإسرائيلي" فإن التعامل مع إيران في نهاية المطاف يقوم على احتوائها وليس التصادم النهائي والأبدي معها، ما يعني في النهاية التفاهم مع إيران، والأخيرة تنتظر إنضاج كل الظروف التي تُجلِسها مع أميركا على طاولة التفاوض للتفاهم.

وكل محاولات أميركا و"إسرائيل" للتصدي لوكلاء إيران في المنطقة لا تُجاوز الرغبة في تقليم أظافرها، وإضعافها حتي لا تضطر لأن تفاوض إيران على نفوذها في المنطقة من موقع قوة كبير، بل من موقع قوة ضعيف، وبما لا يسمح لها بفرض شروط تعجيزية.

ولأن لأميركا مصالح في المنطقة، وحتى في أفغانستان، ولأنها تريد التفرغ للصين وروسيا، فهي معنية باستقرار المنطقة وضبط إيقاعها، وهذا الاستقرار لا يمكن أن يتحقق إلاّ بالتفاهم مع إيران.

ماذا يعني ذلك..؟يعني ذلك أن أميركا، في ظروف معينة، ستتفاهم مع إيران، ومن ثم سترعى تفاهمات مع "إسرائيل" تنتهي بتقسيم المنطقة إلى منطقتي نفوذ؛ واحدة تهمين عليها إيران وتتحكم بزمامها، والأخرى تهيمن عليها "إسرائيل" وتتحكم بزمامها.

وبلغة أدق وأوضح، سيتم تقسيم الدول العربية بين مناطق نفوذ تدور في الفضاء الأيراني وأخرى تدور في الفضاء الإسرائيلي، ومن يتتبع جيدًا واقع الدول العربية يستطيع بسهولة توقع مَن مِن هذه الدول ستكون تابعة لـ"إسرائيل" ومن ستكون تابعة لإيران.

وأميركا ستكون المهيمن الأعلى، الذي يدير ويتحكم بهذا كله، ومرجعية رعاتها ("إسرائيل" وإيران) في إدارة شؤون المنطقة، بما يضمن في المحصلة النهائية ضمان مصالح أميركا وسيطرتها على العالم ويقوي مجابهتها للصين وروسيا.مع الأسف، فإن الدول العربية التي توافرت لها فرصة تاريخية للاستثمار في ضعف "إسرائيل" وانكشافها على يد المقاومة في قطاع غزة، المقاومة التي أظهرت مدى هشاشة هذا الكيان وتآكله، وحتى مدى تآكل النفوذ الأميركي، لم تفعل شيئًا للبناء على ما تم لتحمي نفسها من المخططات والمشاريع "الإسرائيلية".وظهرت الدول العربية وكأنها لا تريد انكسار "إسرائيل" وتحجيمها، ولا تريد أن تصدق، أي الدول العربية، أن هذه الكيان أحاط نفسه بالأوهام والخداع الاستراتيجي، وأنه لم يكن بالقوة التي توقعتها، ولا يملك الردع الذي لا يمكن كسره.

عمليًا، لم تنته الفرصة، وأمام الدول العربية لحظة مفصلية تاريخية لتنهض كقوة إقليمية تحمي مصالحها، وتكون مستقلة لا تتبع نفوذ "إسرائيل" أو إيران، وإلاّ؛ فان مقبل الأيام سيكون شاهدًا على تغييرات عميقة في المنطقة ضحاياها دول عربية وأنظمة، سيكون وجودها على المحك..

 

10- الالتحام.. المعركة الفاصلة بقلم محمد وداعة السودان

فبراير 2024م

*تعظيم سلام للقوات المسلحة و القوات النظامية الاخرى، و للمقاومة الشعبية وللشعب السودانى الصامد**القوات المسلحة تقوم بواجبها دفاعا عن كيان الدولة و حرية البلاد و استقلالها**الجيش والشعب فى خندق واحد من اجل تحرير البلاد و طرد المليشيا و المرتزقة الاجانب* *بالامس المليشيا خسرت الحرب وواجهت اوهامها بالتعايش مع المواطنين فى المناطق التى تواجدت فيها* *الادارة الامريكية منهكة و مثقلة باخطاءها فى حرب اوكرانيا و حرب الابادة فى غزة و حرب السودان،*

*شواهد: امريكا تتجه لرفع الغطاء عن داعمى مليشيا الدعم السريع و فى مقدمتهم الامارات،*يوم امس كان استثنائيآ على طريق انهاء الحرب، وهو يوم له ما بعده لجهة ايقاف مغامرة مليشيا الدعم السريع و داعميها فى الداخل و الخارج، سوى كان ذلك بأجبار مليشيا الدعم السريع على التفاوض و اكمال مسار جدة بالخروج من بيوت المواطنين و الاعيان المدنية و اخلاء الشوارع و المراكز الخدمية، او بإخضاع المليشيا عسكريآ اذا تعذر التفاوض لتعنت المليشيا و استمرارها فى الحرب، بالأمس ادان مجلس الشيوخ الأمريكي (قوات الدعم السريع) بارتكاب جريمة الابادة الجماعية و سماها بالجنجويد، وقد أوضح المشروع أن قوات الدعم السريع قامت بأعمال مثل الاعتقالات غير القانونية، والتعذيب والضرب، والابتزاز، والعنف الجنسي، والاغتصاب الجماعي، والاستعباد الجنسي والتهجير القسري، و اعلن دعمه لاجراءات المحكمة الجنائية الدولية باجراء تحقيقات لمعاقبة قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، مثلما حدث في منطقة الجنينة بولاية غرب دارفور، كما طالب بتنفيذ القرار الاممى رقم 1591، و بالرغم من وجود تباين بين الادارة الامريكية ممثلة فى وزارة الخارجية و المشرعين الامريكيين الا ان هذا القرار ربما يؤشر الى تغيير ملموس و جوهرى فى الطريقة التى تتعامل بها الادارة الامريكية مع ملف الحرب فى السودان، و تصحيح الاخطاء الكارثية التى ارتكبها السفير المستقيل جود فرى، الادارة الامريكية منهكة و مثقلة باخطاءها فى حرب اوكرانيا و حرب الابادة فى غزة، و ربما تتجه لرفع الغطاء عن داعمى مليشيا الدعم السريع و فى مقدمتهم الامارات.

ليس من شك ان تقييم نتائج التحام قوات الجيش فى ام درمان و فتح الطريق بين كررى و المهندسين تحتاج الى بعض الوقت لتبين آثارها على سير المعركة، مع ان المؤكد ان هذا الالتحام كان هدفآ سعى له الجيش طيلة الفترة الماضية ضمن خطته العسكرية، وترافق هذا الحدث مع خروج تلقائى للمواطنين لتحية قوات الجيش فى مظهر احتفالى يظهر حقيقة الاوضاع على الارض، يؤكد ان المليشيا خسرت الحرب، و خسرت اوهامها بالتعايش مع المواطنين فى المناطق التى تواجدت فيها او احتلتها، و كل ذلك التضليل لم يكن الا اضغاث احلام، و ان الجيش و الشعب فى خندق واحد من اجل تحرير البلاد و طرد المليشيا و المرتزقة الاجانب.

معركة الامس ستكون علامة فارقة فى مسار الحرب، فهى تأكيد على الجسارة و المثابرة و الصبر (المر) على تحقيق الاهداف، وهى رسالة من الشعب السوداني للمليشيا و مرتزقتها و داعميها و المتحالفين معها، و كان وجود قائد الجيش فى الخطوط الامامية اثناء المعركة بين الضباط و الجنود رسالة لمن يعنيهم الامر فى الداخل و الخارج، القوات المسلحة تقوم بواجبها دفاعا عن كيان الدولة و حرية البلاد و استقلالها، وهى على استعداد لتقديم التضحيات من اجل طرد الغزاة و المليشيا المتمردة،

تعظيم سلام للقوات المسلحة و القوات النظامية الاخرى، و للمقاومة الشعبية وللشعب السوداني الصامد،

 

11- المقابر الجماعية بقلم نزار العوصجي

قال تعالى (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)..لم يشهد العراق منذ تأسيسه شخوص أكذب من العملاء الذين جاء بهم الاحتلال البغيض في 2003، ذلك لانهم تتلمذوا على يد نظام الولي السفيه الفارسي، متناسين ان حبل الكذب قصير كما يقولون، وان الحقيقة لابد ان تظهر الى الوجود مهما طال الزمن، هذا ما نحن فيه اليوم من خلال مشاهد غابت عنها قيم الأنسانية، وسط تعتيم اعلامي لجرائم الابادة الجماعية في العراق رغم وجود ما يقارب من (100) قناة فضائية عراقية، متكتمة على ابشع الجرائم التي ترتكب بحق من يرفض الخنوع والخضوع للأحتلالين الأمريكي والإيراني..

ان ملف الجثث مجهولة الهوية في العراق هو ملف غامض ومغيب اعلامياً وسياسياً وقانونياً، وان هذه الجرائم جنائية يجب احالتها كملفات ابادة جماعية الى محكمة الجنايات الدولية..لقد تكررت وعلى مدار الأشهر والاعوام الماضية ومنذ عام 2003، حالات ظهور الجثث مجهولة الهوية في العراق، ومن حقنا ان نتحقق من الجهات التي تقف وراء عمليات التعذيب و القتل والتصفية الجسدية الممنهجة ضد المواطنين في العراق، فلطالما كانت جرائم التصفية الجسدية تخلف جثث مجهولة الهوية، وهذه الجرائم تحدث بصمت مطبق وتجاهل مريب من قبل الحكومة والبرلمان و وزارة العدل و وزارة حقوق الانسان و مجلس القضاء الاعلى و دائرة الادعاء العام، و صمت وتجاهل من قبل نقابة المحامين العراقيين، اليس هؤلاء بشر ومواطنون عراقيون محميون بموجب الدستور؟!

من الواجب الأخلاقي ان يصار الى حراك جماهيري مصحوب بحملة قانونية شعبية مدعومة من الاعلام، للوقف على جرائم الابادة الجماعية هذه، مع توصيف دقيق للجهات التي تقوم بتصفية العراقيين جسدياً، وان يتم أحصاء اعداد المغدورين والتحقق من اسمائهم، لذا فأن من الواجب على كافة الأحرار البحث عن اسماء الضحايا و معرفة سبب خطفهم وتصفيتهم، ومن ثم دفنهم كمجهولي الهوية، (علماً ان جميع اسمائهم معروفة من قبل قاتليهم)، وكذلك تحديد اماكن القبور المجهولة، وفحص الحامض النووي لها في جميع مناطق العراق، واحالتها كملف ابادة جماعية الى الامم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية للتحقيق فيها، لعجز الحكومة العراقية عن تولي هذا الملف الجنائي الخطير..

هذا غيض من فيض من ما جرى ويجري في العراق، في زمن الحرية والديمقراطية المزعومة، وهذه رسالة الى مروجي كذوبة المقابر الجماعية التي نسبت زوراً وبهتاً للنظام الوطني..

المجزرة الصحراوية، دفنوا أحياءً

تقول الشاعرة الامريكية جنيفر ميدن، إنه دائما من سوء الحظ تذكر مأساة دفن الجنود العراقيين أحياء بواسطة كاساحات رمل غمرت ملاجئهم بالتراب والذهول والصمت عام 1991.” لقد دفنا الحرب. إنها دائما مسألة جندي واحد في الرمال، على بطنه، لم يصدق أين هو ويرى دبابة بكبر الولايات المتحدة التي يحب أفلامها وفيها ما يزال ابن عمه يعيش، تصل فوقه وتأخذ هواءه، وتملأ رئتيه بالتراب”.

جنيفر أمريكية تتوجع من جريمة دفن جنود عراقيين، 60 الف ضحية، لأنها الضمير الحي اليقظ فارق الانسان عن الوحش البشري المقنّع، من حسن الحظ انها ليست عراقية وإلا كنا سنغرق في تفاصيل مختلفة، لأن العراقي سواء كان جندياً أم لا، لا يصلح جملة شعرية، الغزل مخصص للبلابل والفراشات والعصافير الصناعية.

جنيفر ليست الشاعرة الوحيدة التي أدانت الجريمة بل هناك شعراء وشاعرات في أمريكا والغرب أدانوها، نحن لا نُقتل برصاصهم بل بسخف تفكيرنا وحماقة معاييرنا وموت ذاكرتنا، كيف يحترمنا العالم اذا كنا لا نحترم أنفسنا؟

لا أحد في العراق تحدث عن ذلك لهذا السبب أفرطوا في قتلنا. لماذا تقيم الدول والشعوب النصب التذكارية في الشوارع والساحات العامة لضحايا الحروب؟ لكي لا تنسى، لا تصفح، لا تتكرر، وتردع، جعل القتلة أحياءً في الذاكرة.

حين سئل يومها ديك جيني وكان وزيرا للدفاع عن مبرر هذه الجريمة، جريمة دفن آلاف الجنود العراقيين أحياء في خنادقهم بدون قتال وبعضهم أعلن استسلامه، وكان ذلك، وهنا الجريمة الأكبر بعد وقف إطلاق النار، أجاب هذا الوزير ونائب الرئيس، “نعم، حصل ذلك. لكن تصوروا ماذا كان سيفعل هؤلاء لو ظلوا على قيد الحياة؟”.

تفاصيل جريمة دفن الجنود العراقيين أحياءً في حرب الكويت 1991 بكاسحات رمل من مسافة نصف كيلومتر، هي الجريمة الثانية في التاريخ عندما قامت القوات النازية بدفن الجنود السوفييت أحياء واعتبرت جريمة حرب في محاكم نورنبيرغ للنظام النازي.

الجريمة المنسية أو المخفية من ذاكرتنا، موثقة في كتاب الكاتبة الفرنسية كريستين عبدالكريم ديلان بعنوان: ” الحرب القذرة النظيفة” عن دار: لي شارش ميدي إيدتير- باريس، نقلاً عن وثائق وشهادات ضباط أمريكان بالأسماء الحقيقية والتواريخ، مع شهادات صحف: واشنطن بوست وهارل تربيون الأمريكيتين، وصحيفة الغارديان البريطانية بعنوان في شهر أيلول 1991: ” دفن جنود عراقيين أحياءً”.

تقول الكاتبة كريستين: ” يوم 17 يناير ـــ كانون الثاني 1991 في الساعة الثالثة صباحا تحت لافتة عاصفة الصحراء التي انطلقت بإطلاق مائة صاروخ توماهوك من البحرية الأميركية الراسية في مياه الخليج. ومنذ الساعات الأولى من القصف الجوي تم تدمير 90% من محطات الطاقة الكهربائية وأربع محطات كبرى لضخ المياه من مجموع سبع محطات يمتلكها العراق، كما تعرضت أغلب مواقع النفط ومخازن الوقود إلى جانب مراكز التموين الغذائي والمواقع المدنية من مساكن ومدارس ومستشفيات ومراكز اتصال وغيرها إلى عمليات قصف مسترسل”.

النص الأخير قد يجيب على سؤال: لماذا مشكلة الكهرباء لا تحل؟

ضرب الكهرباء هو ضرب المستقبل لأن الكهرباء ليست اضاءة فحسب بل الجامعة والمستشفى ومراكز الابحاث والعلم والتواصل مع العلوم والمزاج والحالة النفسية وعرقلتها بطرق خفية حتى اليوم قرار سياسي امريكي.لكن قبل ذلك علينا الكف عن الخفة العقلية في أن أهل مكة أدرى بشعابها، مكة اليوم ليست منعزلة في صحراء بل تحت انظار العالم على مدار الساعة من غرف النوم، وجماعة نحن في العراق ونرى الواقع ونعرفه، كما لو أن واقع السياسة في دكاكين العطارين أو الشوارع، هؤلاء غشم ولا يعرفون من هم لكنها غطرسة الجاهل وثقة الاحمق.

الكولونيل مورنيو قائد الكتيبة الثانية في “الفرقة الحمراء” المنفذة حرفياً قال: “إن عملية الدفن التي تمت كانت عملية تكتيكية عسكرية دقيقة للقوات الأمريكية ومن بين مخططي العملية كان هناك المهندس ستيفن هاوكيش في الفرقة الأولى الذي قام ببناء معسكر تدريبي في الأراضي السعودية من أجل تدريب وتعليم الجنود على عملية دفن الجنود أحياء في خنادقهم”،

جريمة بحجم دفن 60 الف ضحية أحياءً لم يسمع بها أحد، أمر صادم لا يقل غرابةً عن الجريمة: تدربوا مسبقاً على جريمة الدفن، أي مع سبق الإصرار. بمعنى أدق: الإعدام المسبق.في أي دولة في العالم ـــ غير العراق ـــ كان سيؤدي هذا الكشف الى ضجة وفضيحة وحملة كبرى ومطالبة بفتح تحقيق لكننا مقبرة لذلك لن يتوقفوا عن القتل لانهم بكل بساطة يعرفوننا جيداً، جيدا ً بدقة مجهرية.

سنختلف على “رقم” الضحايا لا على الجريمة مع ان دفن انسان حياً هو جريمة وقتل للناس جميعاً لكن هذه” عقلية الرقم”، مع أن عدد القتلى على طريق الموت في سفوان البصرة بعد الانسحاب بلغ 25 الف بعد قرار وقف اطلاق النار ومجموع ضحايا الغزو المشؤوم من العسكريين والمدنيين بلغ 250 ـــ 300 الف، والنظام لم يتمكن من حصر الاعداد، والولايات المتحدة والكونغرس تتستر على الجريمة.

الصين في مشكلة مع اليابان مستمرة حتى اليوم وعلاقات متوترة وتطالب بالاعتراف والاعتذار والتعويض عن جريمة قتل أسرى صينيين قبل قرن، الجزائر في صراع مع فرنسا حول القضية نفسها،أوروبا تعتذر لجرائمها في دول كثيرة، لا أحد يعترف أو يعتذر لنا لأننا ببساطة لا ندري ولا نعرف وحتى لا نريد أن نعرف، مع ان الولايات المتحدة تحتل العراق اليوم بـــ 12 قاعدة عسكرية مع هيمنة سياسية في احتلال مبرقع، وهذه الجرائم لا تسقط بتعاقب الزمن.

في تصريح للعقيد الامريكي انتوني مارينو قائد الوحدة الثانية من الجيش الأميركي: ” قتلنا آلاف الجنود العراقيين”، وأضاف: بأنه قد رأى العديد من أذرع الجنود العراقيين الماسكة بالسلاح وهي تتململ تحت التراب”.أضاف الكولونيل مورينو لصحيفة واشنطن بوست بوقاحة: “بعد تنفيذ العملية ونظرا لبشاعة الموقف وللخشية من قدوم الصحفيين فقد تمت عملية مسح الرمال وتغطيتها من خلال معدات وأجهزة حربية أخرى لإخفاء المجزرة وأي اثر لها”.

مجزرة Mỹ Lai-massakren ماي لاي 1968 في فيتنام التي ارتكبها جنود امريكان خلال الحرب الفيتنامية ذهب ضحيتها 500 فرد هزت العالم وكشفها الصحافي سيمور هيرش مفجر فضيحة تفجير خط نورد ستريم وسجن أبو غريب مؤلف: القيادة الأمريكية العمياء، حائز جائزة البوليتزر أرفع جائزة أمريكية لكشفه المجزرة.صحيفة التايمز البريطانية ومانفستو الايطالية في التاريخ نفسه، وصحف أمريكية شهيرة مثل الهيرال تربيون وواشنطن بوست، تعرضت للجريمة بعناوين متقاربة: ” (إن عملية دفن الجنود العراقيين وهم أحياء لم تكن عملية معزولة وأنما كانت عملية تكتيكية عسكرية دقيقة للقوات الأميركية)، لكن ولا صحيفة عراقية امس واليوم تناولتها..

قال الملازم وير متبجحاً: “لقد ابدناهم. وقعت المذبحة بعد اعلان وقف اطلاق النار”.

من غير المعقول ان جندياً مختنقاً تحت الرمل ومدفوناً ويظل يحمل سلاحاً، لكنها الذريعة المنحطة لتبرير الجريمة..انها ابشع من الجرائم عل الاطلاق، ولابد للعالم ان يطلع عليها …

 

12- موقف إيران من الحرب على غزة بين السياسي والإعلامي - زهير سالم

20/2/2024

حسب رويترز وواشنطن بوست،هذا تقرير لا تحليل..يسود في منطقتنا العربية والإسلامية نزاع بل شغب كبير، حول حقيقة الموقف الإيراني – الصفوي- الطائفي من الحرب الصهيونية على أهلنا في فلسطين وغزة..فبعض الناس يحلو له أن يتاجر، وأن يسترسل في التهويل والتضخيم والتطبيل والتزمير.. بما في ذلك بعض وسائل الإعلام، ويظن بعض القائمين عليها، أنهم يفعلون ذلك على طريقة التوريط..

بعض الفلسطينيين ومنهم بعض الأخوة الذين يصارعون الموج، يعجبهم أحيانا أن يتعلقوا بما يطفو على وجه الماء، فينبري لهم بعض المتصيدين الذين لا...

قواعد اللعبة الاستراتيجية المقررة بين واشنطن وطهران منذ عودة الخميني إلى طهران فقم، ستر العورة الطائفية، بمثل شعار "الموت لأمريكا والموت لإسرائيل" ولقد تعرضت هذه القواعد لامتحان خطير في الأيام الأخيرة من شهر كانون الثاني/2024.. حين أخطأت بعض القذائف، فتعدت القواعد، وأصابت الهدف!!ورغم أن المحادثات الودودة في المخادع بين "قم" و"النجف" لم تنقطع قط منذ وصول الولي الفقيه إلى قم، وسقوط الدولة العراقية في بغداد، ومن ثم عبر سنوات طوال من الغزو الصفوي الطائفي لكل من سورية واليمن، إلا أن العارفين ببواطن الأمور، ظلوا يؤكدون، أن المحادثات والترتيبات لم تتوقف بين الطرفين قط.. وأن المخطط الأمريكي حول الفوضى الخلاقة في منطقتنا يسعى على قدميه الطائفيتين الصفويتين.

الولايات المتحدة ليس في علاقاتها مع "قم" فقط؛ بل مع كل مراكز صنع القرار في العالم، تعتقد أنها هي الطرف الوحيد الذي يحق له أن يساءل، وأن يغضب، وأن يعاقب، وأن ينتقم، وأن على كل من يتعامل معها، أن يتفهم ذلك، وهكذا كان أولياء الولي الفقيه يتفهمون، كل ما قامت به الولايات المتحدة وعملاؤها من قبل، من عمليات اغتيال في العاصمة الإيرانية طهران وفي العراق وفي الشام، والقائمة لا تتوقف عند سليماني وبعض ظلاله فقط...حتى أساتذة جامعيون إيرانيون تم اغتيالهم في قلب العاصمة طهران، ولم يسأل عن دمهم أحد، ربما تبرع بعض الآيات الكبار، بتزوج نسائهم من بعدهم. زواجا دائما وليس مؤقتا!!

يؤكد العالمون ببواطن السياسات الأمريكية أن النقاشات بين الطرفين الأمريكي والإيراني، كانت أكثر وردية في عهد الرئيس أوباما، وربما ينسى هؤلاء عهد "البوشين" الأب والأبن وأن أوباما كمّل الثالوث بوصفه الروح القدس.. على يد بوش الأب أثمر المكر...

منذ السابع من تشرين الأول كان من حق القائم في "قم" حسب قواعد الإخراج، أن يرفع الوتيرة في الوعيد والتهديد والتنديد، ولعل ذلك من "لزوم الشغل" كما يقول نجيب محفوظ على لسان العاهرة المناضلة "نور" في اللص والكلاب.

المراقبون والمتابعون يؤكدون أن اتصالات "الترتيب" لم تتوقف بين الفريقين منذ ذلك التاريخ.حسب التجربة التاريخية لجماعات "التَّقية" والعقائد "الباطنية" ما كل شيء يقال أمام الصغار. والصغار هنا لا تدل على فئة عمرية، بل على موقع في التراتبية الدينية أو العرفانية..يصطدم الولي الفقيه حين تمتد قواعده الموالية على مساحات أوسع، ويقوم دعاته "مكلِّبوه" على التستر بعباءات أكثر رقة، بانكشاف الحقائق أمام المغرَّر بهم والمغرورين...

حسب وكالة رويترز وواشنطن بوست...فإن محادثات أمريكية – إيرانية تسعى لتلافي ما حدث منذ 28/1/2024. حيث تم إصابة ثلاثة جنود أمريكيين على طريق الخطأ، في قاعدة التنف ثلاثية الأبعاد. إن الولايات المتحدة وهي تدير رحاها على جثامين الآلاف من الفلسطينيين والسوريين – كل السوريين- والعراقيين واليمنيين واللبنانيين والباكستانيين والأفغان، واسمحوا لي أن أقول وحلفائها الحميمين من الصهاينة الإسرائيليين، يعز عليها في كل هذه الفوضى من حمامات الدم أن تخسر ثلاثة مجندين..!! ونحن للاحتياط ضد قتل جميع الناس...فاشهدوا، نحن مع قدسية كل الدم الإنساني وصيانته، ولا عصمة للمعتدين الظالمين.

كانت عمليات الثأر الأمريكي القبلي، من أذرع القائم في قم، حاضرة..سارعت إيران حسب المصادر التي تحدثنا عنها، إلى إعادة حساباتها، طيّرت مبعوثيها الدبلوماسيين والعسكريين، إلى مجنديها الغفل، لإعادة ضبط الوتيرة، وشد الأحزمة، والاكتفاء باللعلعة الصوتية، فوصل إسماعيل قاآني عميد فيلق القدس إلى بغداد، فتحدث إلى الصغار من قيادة حزب الله العراقي، يشرح طبيعة الدور والمرحلة، وطريقة الإخراج؛ فأعلن الأخير توقفه عن القصف بل انسحابه من الميدان..

وصل وزير الخارجية "أمير عبد الله يان" إلى بيروت، والضاحية الجنوبية، فعلّم وشرح ووضح ولقّن، فعادت جحافل حسن نصر تقصف مزارع شبعا، وما شبعت، على الرغم من تغول العدو الصهيوني إلى ما وراء الليطاني في القصف المشهود..لا ندري إذا كان السي حسن سيغضب يوما، أو أنه سيكون من الكاظمين الغيظ والعافين عن الغزاة..

إن اكتفاء الردود الأمريكية بالنيل من القواعد المستهدفة في سورية والعراق واليمن، وتوقير وتوفير الأراضي الإيرانية استقبلت في قم بتقدير كبير.. وكذا عند جميع القيادات الوسيطة، التي تابعت مصارعها بعينيها على أرض دمشق الشام...إن كبار القادة الإيرانيين الذين باتوا يشعرون أنه غير آمنين في لبنان وسورية والعراق، سيكونون أكثر قلقا حين لا يأمنون حتى في طهران!!

كنا ونحن أطفال صغار جدا، نتوقف طويلا عند لعيبة الكشتبان، ومع إعجابنا بمهارة من يدير الحبة، كنا ندرك مع طفولتنا، أن اللعبة على الحبة، ملغومة، وإن لم تستطع أعيننا الصغيرة متابعتها. نوقن أنها لعبة، ونعجب من السذج الذين يظلون يراهنون. وحين كان أحدهم يربح جولة أو جولتين، كنا ندرك ما سيكون بعد الطعمة الطعم..

الحياة دروس:ورسالتي إلى كل إدارات منصات التواصل: أنا داعية سلام ولست داعية حرب. لا أدعو إلى سفك الدم الأمريكي، بل أدعو إلى أن يكون كل الدم الإنساني في حرمة وقدسية الدم الأمريكي؛ بمن فيه الدم الفلسطيني والسوري، الدم الشامي الواحد- وليس الوحيد- المستباح..سئمنا من نشرة أخبار قتل وقصف ودمر واستباح وحاصر..

 

13- فشل خليجي.... على كل الأصعدة الشيخ عصام البوهلالة سياسي عراقي مستقل

الاثنين 2024/2/19

منذ فترة ابتعدت عن الكتابة والتزمت الصمت بسبب حالة الحزن التي مررت بها لفقدان أخ عزيز، لكن ما حصل من تطور للأحداث في العراق والمنطقة جعلني أخرج عن صمتي بسبب الإخفاقات المترادفة لحكومات الخليج في إدارة الملفات، وآخرها موقفها احداث الإبادة الجماعية في غزة.لو عدنا قليلا الى الماضي لوجدنا أن هذه الدول الخليجية لم يسجل لها اي نجاح في إدارة الملفات التي واجهتها أو أسندت إليها سواء من المنظمات الأممية أو الإرادة الدولية باستثناء (سلطنة عمان) التي تنأى بنفسها عن بقية دول مجلس التعاون الخليجي التي انتهجت سياسة خاصة كانت نتيجتها الفشل مما أدت إلى كوارث عمت المنطقة وهددت استقرارها الامني والإقتصادي.

من أبرز تلك الملفات التي فشلت في معالجتها:

اولا.. فيما يتعلق بالسياسة الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي الذي تأسس عام 1981، لم تأخذ اي خطوة ايجابية لتطوير سياستهم فيما يخدم مصلحة المواطن رغم الرعاية الخارجية والغطاء الغربي المشترك لها، فهي لم تتمكن من توحيد جواز السفر لمواطنيها، كما انها تتمكن من إصدار عملة موحدة لدولها على غرار دول الاتحاد الأوروبي بالرغم قوة اقتصادها وتوفر العوامل الكثيرة المشتركة لهذه الخطوات، إضافة إلى عدم تمكنها من توحيد موقفها السياسي ورسم خارطة طريق متوازنة وموحدة تجاه الأزمات الخارجية التي أحاطت بها.

ثانياً.. فشلها في بناء علاقات استراتيجية إيجابية موحدة مع الدول الإقليمية ودول الجوار مثل العراق وإيران ومصر واليمن وتركيا وغيرها مما أدى إلى توتر المنطقة وتهديد أمنها واستقرارها.

ثالثاً.. فشلت في التعامل كحزمة موحدة تجاه حرب الخليج الأولى التي استمرت ثمان سنوات، وكذلك حرب الخليج الثانية إلا في {مرحلة مؤقتة} وهي فترة التحالف الدولي والهجوم على العراق عام 1991 لاستعادة الكويت وإخراج الجيش العراقي منها.

رابعاً.. فشلت في الحفاظ على أمن واستقرار الممرات المائية في الخليج العربي مما سمح لأساطيل بحرية دولية كان من الصعوبة تواجدها بهذه المياه في العقود السابقة.

خامساً.. فشلت في إدارة ملف جامعة الدول العربية الذي هيمنت عليه بعد أحداث الكويت عام 1990 ولم تستطع أن تشغل الفراغ الحاصل وتتزعم المشروع العربي الذي ٱل إليها حصراً بعد انحسار دور الدول العربية الكبيرة مثل العراق وسوريا ومصر والجزائر والسودان والمغرب وكذلك دورها في رابطة دول العالم الإسلامي.

سادساً.. فشلت في ملفي السودان وليبيا فشلا ذريعاً مما أدى إلى إشعال الحروب الداخلية في البلدين والمستمرة لغاية الآن إضافة إلى تقسيم السودان.

سابعاً.. فشلت في إدارة ملف ما يسمى [بالربيع العربي] ولم تترك سوى الخراب والدمار وانهار من الدماء والمليشيات المتحاربة، بالرغم من الأموال الهائلة التي ضختها في تلك الدول.

ثامناً.. تسببت في انتشار الإرهاب والتطرف الطائفي الذي اجتاح المنطقة نتيجة السياسات الخاطئة التي مارستها وما قامت به أجهزتها ووسائل إعلامها الذي انعكس عليها بشكل سلبي مما أثر على علاقاتها الخارجية حتى أنها صنفت بدول راعية للإرهاب.

تاسعاً.. فشلت في حربها العبثية على اليمن مخلفة خسائر بشرية ومادية.

عاشراً.. فشل في إدارة الملف اللبناني حيث كان يدار من قبل عائلة الحريري المعروفة بولائها المطلق لهم والذي مكن إيران من الاستحواذ على القرار السياسي والأمني وفرض النفوذ الأكبر فيه.

احدى عشر.. فشلت هذه الدول في إدارة ملف القضية الفلسطينية وعملية السلام مع { إسرائيل } مما دفع بالفلسطينيين وفصائلهم المقاومة بالتوجه إلى إيران وبناء علاقة استراتيجية معها رغم التباين الطائفي والذي مكن إيران من أخذ دور الراعي الفعال في هذه القضية التي تمس استقرار منطقة الشرق الأوسط وانعكاسها على السلم والأمن العالمي.

إثنا عشر.. لم تتمكن هذه الدول من رسم سياسة إيجابية موحدة وواضحة تجاه الشعب العراقي بعد احتلال العراق عام 2003 رغم تفردها بالقرار العربي بل إنها تخلت عنه مما أتاح الفرصة لدول إقليمية وفي مقدمتها إيران بالهيمنة على القرار السياسي فيه بشكل كامل، وعندما ادركت هذه الدول خطئها الجسيم وحاولت أن تخطوا خطوة تجاه الساحة العراقية لم تجد مكاناً لها، فاتجهت إلى تغذية الفكر الطائفي المتصاعد ودعم التنظيمات والشخصيات المتطرفة لوجستيا ومعنويا { في المناطق الغربية } بالتعاون مع الدول الإقليمية والعالمية التي احتلت العراق، وبعد فشل مشروعها الذي خلف خراباً ودماراً في تلك المناطق مما دفع أبنائها للجوء إلى الحاضنة الإيرانية.

ثالث عشر.. اخفاقها في الملف الرياضي متمثلا ببطولات كرة القدم الآسيوية ومنها بطولة أمم آسيا التي اقيمت مؤخراً في قطر حيث اديرت بشكل يشوبه التآمر الفاضح ورائحة الفساد طغت على إدارة تلك البطولة مما زعزعت ثقة الجمهور الرياضي بالاتحاد الآسيوي.

إن ما تم ذكره اعلاه من إخفاقات سياسية وإدارية لدول مجلس التعاون الخليجي وفشلها في معالجة هذه الملفات وملفات أخرى لا يسعنا ذكرها في هذه المقالة تؤكد أن المنطقة العربية بحاجة إلى إعادة تصويب وضعها من خلال تصحيح وضع العراق السياسي واعادته إلى مكانته الطبيعية في المنطقة لمعالجة جميع الملفات بشكل متوازن وعقلاني يؤدي إلى استقرار المنطقة والحفاظ على السلم والأمن الدوليين.

 

14- توطين المهاجرين.. وعد بلفور ثان!! ح-1 بقلم/محمد الكوري ولد العربي.

تناولت و سائل الإعلام البديل (منصات الرأي الافتراضي) خبرا خطيرا بكل المقاييس و زوايا التقويم: أن السلطة الموريتانية أبرمت اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي تقضي بإيجاد مستقر في موريتانيا للمهاجرين الأفارقة السريين (غير النظاميين) إلى أوروبا. لم يتأكد الخبر و لم ينف من قبل الجهات الرسمية ؛ شأنها في ذلك شأن تقليد سيء دأبت عليه الأنظمة السابقة في الاستهتار بمشاغل الرأي العام الوطني الموريتاني. فالسلطة لا تؤكد و لا تنفي على نحو حاسم وقاطع للتضارب في هذه القضية. إلا أن كلاما منسوبا لرئيس الجمهورية، ولد الغزواني، و آخر منسوبا للوزير المنتدب لدى وزير الخارجية و التعاون و للموريتانيين في الخارج،حمل من الغموض أكثر مما قدم من الوضوح في أمر الاتفاقية: " موريتانيا لم تعد بلد عبور للمهاجرين نحو وجهات أخرى ؛ بل أصبحت وجهة نهائية لمئات الآلاف من المهاجرين من جنسيات مختلفة". فما معنى هذا الكلام؟ هل معناه أن موريتانيا باتت وجهة مفضلة لاستقرار المهاجرين بعد ما كانت مجرد ممر عبور إلى أوروبا و لا رغبة لهم في الأقامة بها ؛ و المسؤولون بهذه التصريحات يطلبون المساعدة الدولية في ترحيل هؤلاء المهاجرين إلى الجهات التي قدموا منها؟ أم أن معنى الكلام يعني أن السلطات الموريتانية تقبل من الآن فصاعدا أن موريتانيا أصبحت مستودعا و مستقرا دائما للمهاجرين و لا تقبل منهم الهجرة عنها إلى أوروبا... و هي بهذه التصريحات تقايض حراسة الأراضي الأوروبية بالمال لقاء توطين المهاجرين و إيوائهم على أرضها؟. إن هذا الغموض في قضية بهذا الخطر العالمي لا داعي له؛ خصوصا أن الهجرة باتت كابوسا يؤرق حتى الدول ذات القدرات الأمنية و العسكرية و الاقتصادية و التقنية الهائلة. فكيف تلعب بها دولة فقيرة و تعاني من هشاشة عميقة على كل صعيد. إنه بكل الأحوال، تأكد الخبر أو لم يتأكد، فإن هذه لم تكن المرة الأولى التي أثار فيها البعثيون، و منذ سنوات، مشكل تدفق الهجرة السرية إلى موريتانيا؛ سواء بهدف العبور منها أو بهدف الإقامة فيها؛ كما لم يقصروا في طرق مسامع صانع القرار حول خطورة هجرة عشرات الآلاف من الشباب الموريتانيين عن وطنهم و بالتزامن مع هجرة مئات الآلاف إلى موريتانيا من إفريقيا، جنوب الصحراء؛ باتجاه جنة أوروبا. و قد نبه هؤلاء إلى الخطر الماحق للهجرة الشاملة لسكان البلاد الأصليين، خاصة الشباب، من وطنهم، و هجرة شعوب أخرى من أوطانها إلى موريتانيا، في تزامن مريب مع شبه التسهيل و التشجيع (الضمني) لهجرة الشباب الموريتانيين عن وطنهم. هذا التسهيل و التشجيع أخذ مظهرين:

ا- عدم الاكتراث من قبل السلطة بظاهرة النزوح الجماعي للشباب من البلد.

ب- عدم اتخاذ إجراءات اقتصادية و اجتماعية على نحو طارئ تعيق أو تحد من هذا النزيف في الطاقة الحية المميت للبلد... (يتواصل).

 

15-في ذكرى "الوحدة العربية" مطلوب رؤية حديثة للعروبة

 زياد سامي عيتاني/لبنان في مثل هذا اليوم، قبل 65 عاماً، استيقظ العرب على إعلان قيام أول وحدة عربية، جمعت آنذاك مصر وسوريا تحت لواء "الجمهورية العربية المتحدة" كنواة لوحدة عربية شاملة.توهج حلم الوحدة في خمسينيات القرن الماضي، حين غزت الشعارات القومية الدول العربية، لتنحاز نخب وأنظمة تلك الفترة، للثورات ودعوات التوحد والإندماج.

فقد إتّسمت الحقبة الناصرية، والتي إستمرت نحو عقدين بدءاً بعام 1952 حتى 1970، بتوهّج مشاعر القومية العربية، والثورة ضد الإستعمار، وتطبيق مبادئ الإشتراكية، إضافة إلى توجّهات وطنية بتأميم الاقتصاد المصري، وتعزيز القوات المسلحة.وتمخض عن ذلك، توقيع ميثاق الجمهورية العربية المتحدة في 22 شباط 1958، من قبل الرئيسين السوري شكري القوتلي والمصري جمال عبد الناصر.

وأُجري إستفتاء شعبي على الوحدة، جرى على إثره إنتخاب جمال عبد الناصر رئيساً، والقاهرة عاصمةً للجمهورية العربية المتحدة. ووضِع في 5 آذار 1958 دستور جديد مؤقّت للجمهورية الجديدة، كما أُسس إلى جانب الحكومة المركزية في القاهرة، مجلسان تنفيذيان إقليميان؛ وهما المجلس التنفيذي المصري، والمجلس التنفيذي السوري.

غير أن تلك الوحدة انتهت بانقلاب عسكري في دمشق يوم 28 أيلول 1961، أعلن فك ارتباطه بالقاهرة وقيام الجمهورية العربية السورية. ورضخت القاهرة أمام انقلاب دمشق، منعاً لسفك الدماء، واحتفظت مصر باسم الجمهورية العربية المتحدة حتى عام 1971، عندما سميت باسمها الحالي "جمهورية مصر العربية" مع خلافة أنور السادات لعبد الناصر في الحكم.

ورغم أن تلك الوحدة لم يكتب لها الحياة سوى لثلاث سنوات فقط، ما يزال الحلم العربي حتى يومنا هذا، يراود الأجيال المتعاقبة، خصوصاً إزاء الصراعات العربية العربية، وقيام عدد من الأنظمة العربية بالتطبيع العلني والسري مع العدو الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين.تأتى هذه الذكرى المجيدة وسط تصدعات فى بلدان عربية تعاني من الإقتتال الداخلي، وتدخلات الخارج في شؤونها، ومع بروز الجماعات الظلامية والتكفيرية والشعوبية، قد يكون أول رد فعل مطلوب على تلك التحديات غير المسبوقة، التمسك بالهوية العربية فى مواجهة قوى إقليمية على التخوم تتربص بالعرب، وقوى دولية تحرض وتخطط وتتدخل في الشأن الداخلي لبلدان عربية، سعياً لاستحداث كيانات عرقية أو طائفية، على حساب دولها الوطنية...

أمام كل هذ التحديات التي تواجه الأمة العربية، يبقى الرهان على إنتاج ثقافة عربية جديدة، وتغيير الحقائق الاقتصادية والاجتماعية، نحو الأفضل على قاعدة معرفية تتيح فهم حركة التاريخ وإمكانية توظيفها إيجابياً.ولعل ذلك، هو جوهر النضال الفكرى المطلوب من جانب المثقفين القوميين والمؤمنين بفكرة الأمة العربية الواحدة، وذلك للخروج برؤية حديثة لمعنى القومية ومفهوم الأمة، بعيداً عن الإطار العاطفي التقليدي،

تساعد الأمة العربية في مواجهة الواقع الراهن، المشحون بالتحديات الخطيرة والأحداث الجسام، فضلاً عن بناء ما يمكن وصفه "بثقافة حداثية قومية قادرة على الاستجابة لمتطلبات الواقع المعاصر".

 

16- الضوابط المتحكمة بالخلاف الامريكي الايراني صلاح المختار

هناك حلقة مفقودة في فهم ممارسة المخابرات الأمريكية الخاصة بالتعامل مع قوى موجودة أصلا ويجب احتوائها، والاحتواء (Containment) في المصطلح الأمريكي يعني السيطرة إلى حد كبير على جهة ما تدريجيا من خلال ممارسة مختلف أساليب التأثير عليه بحيث تصبح محاطة بخيارات أفضلها التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، رغم أنها قد لا تكون في الأصل تريد ذلك، ولكن غلق كافة الأبواب أمامها وترك باب واحد مفتوح فقط يجبرها على الدخول منه، وهذا هو الاحتواء في المفهوم الأمريكي، وهو يشمل قوى او افراد او دول قد لا تكون تابعة للولايات المتحدة بل أحيانا معادية لها،أو قوى أسستها هي بالذات ووضعت حدودا تضمن لها السيطرة التامة عليها في مرحلة من المراحل، ولكنها لا تضمن استمرار هذه السيطرة في مراحل لاحقة، وهذا ينطبق مثلا على علاقة الولايات المتحدة مع (المجاهدين الأفغان) خصوصا مع القاعدة، والتي قامت المخابرات الأمريكية بالتعاون معهما ضد الغزو السوفيتي لأفغانستان، ووفرت لهما كل أنواع الأسلحة والمال، خصوصا من السعودية ودول الخليج العربي لأجل مواصلة الحرب ضد السوفيت، رغم أن المجاهدين الأفغان وخصوصا القاعدة لم تكونا عميلتين لأمريكا، بل وجدتا أن الطريق الوحيد لمحاربة السوفييت هو استغلال الصراع الأمريكي السوفيتي، وهكذا نشأت دوافع مختلفة لدى الطرفين ولكنها تشكل قاسما مشتركا بينهما هو أن كلا منهما يريد الاستفادة من الآخر ولو مرحليا، ونحن نعرف ما حصل بين نهاية السبعينات وبداية القرن الجديد حيث انقلبت العلاقة من تحالف وتعاون إلى صراع مع المجاهدين الأفغان خصوصا مع طالبان.

بهذا المعنى فالاحتواء يعني السيطرة على طرف أو أطراف من خلال تحديد خياراته ومنعه من اللجوء إلى خيارات ترفضها أمريكا، ويضطر ذلك الطرف بحكم الحاجة للدعم الأمريكي إلى الموافقة مؤقتا، إن كان يمثل حركة تحرر حقيقية، ثم ينهي ذلك الاحتواء بالتمرد على أمريكا وحمل السلاح ضدها، حالما يتحقق هدفه.

وهذا ينطبق على العلاقة مع إسرائيل الشرقية (إيران) حيث أن رجال الدين فيها هم بالأصل صناعة المخابرات البريطانية عندما كانت بريطانيا تستعمر بلاد فارس، فصنعت مجمع رجال الدين في قم ليكون أداة بيدها لاجل السيطرة على البلد، ووسعت بريطانيا نفوذ رجال الدين الإيرانيين الذين يمثلون التشيع الصفوي إلى خارج إيران ليشمل أقطار عربية كثيرة في مقدمتها العراق. وورثت امريكا اسرائيل الشرقية من بريطانيا،فأصبح بيد أمريكا سلاح الحكم الشاهنشاهي وسلاح رجال الدين في قم، وبهذان السلاحان تحكمت، او اثرت، ليس في اسرائيل الشرقية فقط بل في جيرانها العرب باستخدام قدرات النظام الايراني، وقدرات مؤسسة قم.

إن هذه المقدمة ضرورية لاستيعاب ما يجري الآن بين الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل الشرقية وهي حالة مزدوجة الطبيعة: ظاهرها صراع سياسي وباطنها توافق ستراتيجي، فأمريكا، وبعد أن توصلت إلى قناعة واضحة بأن كل الأساليب والأدوات التي استخدمت منذ بداية القرن ال20 لتقسيم الأقطار العربية من خلال نشر الفتن الطائفية والعنصرية وغيرها فيها، قد فشلت لسبب واضح وهو أن القوى الغربية معادية أو على الأقل غريبة عن الجماهير العربية عقائديا ودينيا وسياسيا، لذلك كانت الحصانة ضد القوى الغربية هي الأقوى من كل محاولات الغرب اختراق الجماهير، أما إسرائيل الشرقية فإنها تختلف عن الغرب لانها تعرّف كبلد مسلم ويمثل التشيع       (الصفوي)، وهاتان الميزتان منحتا اسرائيل الشرقية القدرة على اختراق الشعب العربي لأنها في وعيه الخارجي ليست عدوا كالغرب، بل هي بلد مسلم ومجاور لكثير من الأقطار العربية،هذه الميزات منحت اسرائيل الشرقية نفوذا داخل الأقطار العربية، وهذا ما ظهر جليا حينما نصب الغرب خميني حاكما مستبدا على اسرائيل الشرقية، واخذ يحرك الجاليات الايرانية وانصاره الطائفيين في الاقطار العربية لاجل اثارة الفتن الطائفية والعرقية وتحقق ذلك بنجاح بعد أسقاط الشاه الذي فشل في تحقيق تلك الاهداف بسبب نزعته القومية الفارسية.

وهكذا بدأت عملية تقييم أدوات الغرب في المنطقة ودور كل منها والثمن الذي يدفع لها سواء كان ماديا أو حماية عسكرية وغيرها، وظهرت فكرة أن إسرائيل الغربية التي أنشأت أصلا لتكون كما سميت (واحة الغرب في قلب صحراء العرب) تقوم بإجهاض كل محاولات العرب للنهوض وتحقيق التقدم العلمي والتكنولوجي والاجتماعي وإقامة الوحدة العربية، وبما أن إسرائيل جسم غريب ومعاد بالأصل للشعب العربي فقد فشلت واقتصر دورها على عرقلة النهوض العربي عن طريق شن الحروب على العرب لإجهاض التجارب التقدمية، كما في العراق ومصر، وهذه الحروب بالذات عززت العداوة بين العرب وإسرائيل الغربية على عكس حالة إسرائيل الشرقية التي كانت متداخلة مع العرب دينيا وطائفيا. وبمقارنة الدور الإسرائيلي بالدور الإيراني في تحقيق أهداف الغرب المحددة منذ بداية القرن ال20،خصوصا في تقرير بنرمان، ظهر واضحا بأن كل ما قدم لإسرائيل الغربية من مال ضخم جدا ودعم عسكري وسياسي وتكنولوجي لم يحقق اغلب واهم الأهداف الغربية في الوطن العربي، مقابل ذلك فإن نجاحات إسرائيل الشرقية في اختراق العرب شعبيا ونشر الفتن الطائفية على نطاق واسع أكد لأمريكا ولبريطانيا بأن طهران أقدر من تل ابيب بكثير على إلحاق الخراب والدمار بالأقطار العربية، وهنا كانت النقلة النوعية في تحديد من هي الذخيرة الستراتيجية الرئيسة للغرب في المنطقة: هل هي إسرائيل الغربية أم إسرائيل الشرقية؟ الجواب واضح لأن الثمن الذي دفع لإسرائيل الشرقية أقل بكثير من الثمن الذي دفع لإسرائيل الغربية فأصبحت إسرائيل الشرقية الذخيرة الأساسية للغرب.

وهنا ظهرت معضلة أن من يقودون اسرائيل الشرقية يستبطنون تطلعات ومطامع إمبراطورية قديمة ومتجذرة نفسيا تتجاوز حدود ما تسمح به الولايات المتحدة لهم بتحقيقه، فأمريكا وبريطانيا تريدان من إسرائيل الشرقية أن تخدم أولا المخطط الغربي وأن يكون الدور الإيراني ضمنه وليس نقيضه او عقبة امام تحقيقه،وبالتالي فإن حدود التوسع الاستعماري الإيراني تقرره أمريكا وبريطانيا وليس قيادات إيرانية، وهذا هو جوهر الصراع بين إسرائيل الشرقية والولايات المتحدة الأمريكية، فبعد أن وفرت أمريكا وبريطانيا وغيرهما لطهران الكثير مما يلزمها لاختراق صفوف العرب بقوة تفتحت شهيتها الإمبراطورية على نطاق واسع، وظهر ذلك في احتلالها للعراق وسوريا ولبنان واليمن، والذي تم بدعم أمريكي طبعا ولكن بشروط واضحة وهي أن هذا التوسع الإقليمي يجب أن يكون مؤطرا ضمن المصالح الغربية والتي تهددها المطامع الفارسية.

كان طبيعيا أن تبدأ لعبة احتواء طهران مثلما حصل مع طالبان وغيرها،فرغم ثبات قاعدة أن إسرائيل الشرقية هي الذخيرة الستراتيجية الأهم في المنطقة وليست إسرائيل الغربية،والتي صارت عبئا ستراتيجيا على الغرب، فإن ذلك يتطلب وضعها ضمن مناخ ضاغط متعدد الأشكال ولزمن طويل بحيث تتم السيطرة على النزعات الإمبراطورية الفارسية،ويتوج ذلك باقتناع القيادة الإيرانية بأن الخيار الوحيد المتاح لها هو أن تمارس النفوذ الإقليمي ضمن المخطط الغربي وليس على حسابه. وخير من عبر عن هذه الفكرة هي نظرية (الاحتواء المزدوج) التي تبنتها ادارة بيل كلينتون وهدفها احتواء كلا من العراق وإسرائيل الشرقية، فميزت بينهما بدقة بتأكيد أنه (في حين أن العراق لن يتم احتوائه بالحوار والوسائل السلمية بل بالحرب فإن إيران يمكن احتوائها بالوسائل السلمية والضغوط الاقتصادية والسياسية).

وتجسد ذلك في مواقف كل الإدارات الأمريكية تجاه إسرائيل الشرقية والعراق، فالعراق تم غزوه وتدميره باختلاق الأكاذيب وبتحالف دولي قادته أمريكا في عام 2003،وقبلها شنت عليه الحرب في عام 1991 تحت غطاء (تحرير) الكويت! ولكن مقابل ذلك فإن اسرائيل الشرقية لم تتعرض حتى الآن لحرب من الولايات المتحدة الأمريكية وحتى مؤخرا ورغم كل ما قامت به من استفزازات وعمليات عسكرية عن طريق حزب الله والحوثيين في اليمن والمليشيات الشعوبية في العراق، وإن كانت محدودة إلا أنها كانت تشكل ضغطا مباشرا على كل من إسرائيل الغربية وأمريكا لزيادة حصة إيران في النفوذ الإقليمي وعدم تقليم أظافرها التي وصلت إلى احتلال أربعة أقطار عربية وتريد إكمال ذلك باحتلال أقطار أخرى خصوصا دول الخليج العربي والسعودية.

فمن يريد أن يعرف السر وراء عدم شن الحرب على إسرائيل الشرقية رغم اعتراف أمريكا وإسرائيل الغربية رسميا بأنها هي التي وقفت وراء عملية طوفان الأقصى من ناحية التسليح طوال السنوات الماضية، بل إنها تعترف بأنها تدعم حماس وحزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن والميليشيات الشعوبية في العراق، وجرأة إسرائيل الشرقية في كل ذلك لا تنبع من قدرتها العسكرية بل من معرفتها التامة بأن أمريكا لن تفرط فيها على المستوى الاستراتيجي، لانها الذخيرة الستراتيجية الأهم لها في المنطقة، إذ يمكن تحقيق ذلك من خلال الضغوطات عليها، خصوصا بتصفية كثير من قادة ميليشياتها في العراق أولا، وبدأت هذه العملية بشن أكثر من 80 عملية تصفية جسدية لقادة الميليشيات في العراق إضافة لقتل قادة في الحرس الثوري موجودون في سوريا وفي العراق، وكل ذلك تم خارج نطاق الحدود الجغرافية لإسرائيل الشرقية لأن العمليات الأمريكية ليس هدفها الدخول في حرب مع طهران بل لأجل إخضاعها عن طريق هذه العمليات، فتبنت هدف تجريدها من بعض قوتها الإقليمية كي تخضع للغرب، وهذا ما يجري الآن في العراق بشكل واضح وادى إلى نتائج إيجابية، حيث أن طهران وبعد أن أدركت خطورة العمليات الأمريكية ضد ميليشياتها والتي تهدد بتصفيتها ليس على مستوى القادة بل إذا استمر الصراع بين الطرفين حول مناطق النفوذ ستضطر أمريكا إلى النزول في التصفيات من القادة إلى القواعد.

إنها لعبة أن تضع فأرا في حلقة فيها أبواب تغلقها وتفتحها كلما تريد، وتفتح له باب ولكن ليخرج من حلقة إلى حلقة أخرى أكثر اتساعا ولكنها تبقى مقيدة للفأر في حركته، وهذه هي من أبرز أساليب الولايات المتحدة في تكييف سلوك من تريد من الدول والأفراد،حتى ولو لمرحلة محددة، وهذا هو المهم لأن أمريكا لا تريد الاحتلال كهدف بل سيطرتها على اقتصاد البلد هو هدف امريكا، فإذا تحقق لا تحتاج لقتل العدو ولا للاستمرار في الحرب ضده بل تتعامل معه على أنه جزء من التركيبة السياسية في ذلك البلد.

وما سبق يؤكد ويوضح بنفس الوقت أن عدم توسيع إسرائيل الشرقية لنطاق الحرب على غزة بإصدار الأوامر لحزب الله ولغيره بالاكتفاء بما سمي بقواعد الاشتباك، أي أن تحصر الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل في المناطق الحدودية كما كانت طوال العقود الماضية، بينما الحوثيون والحشد الشعوبي في العراق يقومان بعمليات هي أقرب إلى الألعاب النارية التي لا تؤثر على الصراع في غزة،بل ان أعمال الحوثيين مطلوبة من الغرب لأجل إيجاد المبرر للسيطرة على المقتربات الستراتيجية البحرية خصوصا مضيق باب المندب وغيره، ومن هناك تبدأ عملية الضغط على الصين وروسيا وليس على اسرائيل الشرقية، ناهيك عن ان تلك العمليات لها هدف خطير اخر وهو منح هذه الميليشيات شرف انها مقاومة لامريكا واسرائيل الغربية، وهو شرف لا تستحقه لكن اللعبة المعقدة تفرضه خصوصا لإكمال عزل المقاومة الحقيقية والقوى الوطنية.

ونتيجة الموقف الإيراني القاطع والحاسم بعدم توسيع الحرب أصيبت طوفان الأقصى بضربة قاسية لأنها انطلقت بالأصل، وفقا لخطة كتائب القسام، لتكون خطوة على طريق تحرير فلسطين، وتخيلوا لو أن حزب الله وحده دخل الحرب بكافة قدراته العسكرية ماذا كان سيحصل؟ دون أدنى شك ستتحقق أهداف كبرى لفلسطين وستخسر إسرائيل كثيرا جدا، وذلك يحدث انقلابا ستراتيجيا في المنطقة كلها هو الاهم منذ اغتصاب فلسطين، وهذا ما لا تريده أمريكا مثلما لا تريده اسرائيل الشرقية لأن الانتصار في فلسطين سوف يوقظ ما تم تنويمه وتخديره، وهو النضال الوطني والقومي العربي، فالنصر في غزة يعني نهوض الأمة العربية مجددا وذلك مرفوض بقوة وهو قاسم مشترك بين الغرب وإسرائيل الشرقية، لان اي نهوض قومي عربي جديد يقلب توازنات القوى الستراتيجية مرة أخرى مثلما حصل بعد تزعم عبد الناصر في مصر والبعث في العراق.

Almukhtar44@gmail.com

23-2-2024

 

17- هل بقي شيء مخفي؟ الرفيق ابو الحسن/فلسطين المحتلة

إسرائيل دوله العدوان وامريكا حائط الصد تحمي ظهرها وتمنع اي محاوله او قرار لوقف النار والدول العربية مجرد نائحه مستأجره تشارك في العزاء والتشييع واحصاء القتلى..إسرائيل تنفرد بالمشهد قتلا وتدميرا وتخريب وحصار وتجويع حرب اباده بكل ما تعنيه الكلمة ولا تنجح معها مفاوضات او محاولات لصناعة تسويه او فرض حل او رؤيه بسبب طبيعة الحكومة اليمينية العنصرية والحسابات السياسية الداخلية والتخاذل العربي الذي يتماهي مع الرؤية الإسرائيلية التي تقوم على تصفية حكم حماس وقوتها الضاربة ومشروعها السياسي ومن يقول غير ذلك فهو وأهم.

العرب جزء من المشكلة وليس الحل ولو أرادوا الحل لسعوا اليه لكنهم لا يريدون حلا يعطي قبلة الحياه لحماس ويعيدها للمشهد السياسي الفلسطيني وهم يرون سقوط السلطة الفلسطينية ومشروعها التفاوضي والأمني ويذهبون باتجاه واحد يقوم على التصفية...التهحير والتغيير الديمغرافي في غزه بعد ان اصبحت غزه مكانا لا يصلح للحياة واعادة اعمارها بدها مشروع مارشال لا توجد له ايه ملامح اليوم...العقبة في وجه وقف النار هي صمود المقاومة وما تقدمه من تضحيات حفاظا على الانجازات التي تحققت ويريد الصهاينة والامركان والعرب ضربها واجتثاثها..

لا يوجد فلسطيني واحد اليوم في نظرهم مؤهل لحكم غزه او قادر على السيطرة عليها سياسيا وامنيا ولا يمكن لغاية اليوم تصفية المقاومة في غزه ولا في الضفة والتخوف من انفجارها بشكل اكبر قد يشعل المنطقة.لذلك يستمر كل هذا الضغط رغم تعب الصهاينة وخسائرهم على كل الصعد والدعم الأمريكي والجدار الذي تصنعه لمنع هزيمه إسرائيل..ممنوع هزيمه إسرائيل ولا يمكن هزيمة حماس لذلك ما زال هناك المزيد من الوقت والمزيد من الجولات والألم والجوع..

ومحاولات خلق البدائل وآثاره المشاكل الداخلية وتشديد الحصار الغذائي والسياسي....

أمريكا تطلب من العرب مضاعفة دورهم في الضغط على حماس وهذا ما يجرى هذه الأيام على قدم وساق والا لا وقف لاطلاق النار لا في رمضان ولا بعد رمضان...

 

18-لم يبق للحكومة النازية في اسرائيل سوى ثقب في نهاية النفق بقلم ابو غياث – العراق

ماقامت به المقاومة الفلسطينية الباسلة والشجاعة والجرئية من فعل هز الكون، واعاد الى الواجهة او في المقدمة قضية فلسطين كقضية رأي عام عالمي، رغم الابادة الجماعية التي مارسها حكام تل ابيب الفاشيين، النازيين،يخرج البعض لكي يشيطين المقاومة، في محاولة لدس السم في العسل، لكي يقول،، لولا قيام المقاومة بهجوم السابع من تشرين الثاني عام 2023 لما ذهب اكثر من ثلاثين الف شهيد فلسطيني في غزة الصمود والتحدي والبسالة والتعشق والذوبان والتمسك بالارض الفسطينية، وهذا هو ديدن من يرفع شعار (المقاومة السلمية)، ان لكل فعل رد فعل يساويه بالمقدار ويعاكسه بالاتجاه، فحياة الشعب الفلسطيني في غزة ورفح، هي حياة ذل ومهانه واحتقار واستكبار من الصهاينة، يعاملون كعبيد للاسرائيليين، وما كان لهذا الامر ان يستمر لولا الاقدام البطولى علي قيام ثورة طوفان الاقصى ليقول الفلسطيني الحر الابي: كفى مهانة وخذلان وامتهان لكرامة الانسان الفلسطيني، الموت اشرف من هذه الحياة البائسة، فأما حياة بكرامة واما الاستشهاد،فأنتفض الشعب الفلسطيني بقيادة مقاومته الباسلة، ومرة اخرى يظهر من يعيش خارج الوطن الفلسطيني، لكي يشكك بهذا الفعل الجبار، فيدعي ان وراء هذه الثورة الفلسطينية العارمة هي ايران، فليكن ذلك ولكن المقاومة ليست عبدا لاحد، انما هي سيدة نفسها، ومرحبا لمن يقدم لها المساعدة اللوجستية، لكها غير تابعة لاحد، انها تجسد اماني الشعب الفلسطيني، انها روح الشعب الفلسطيني، انها جسد الدولة الفلسطينية المستقلة والحرة والتي لاتنتمي لا الى الشرق ولا الى الغرب، وكان اولى بأصحاب تبعية المقاومة لايران ان يقدموا لها الاسناد المادي والمعنوي واللوجستي في مواجهة اعتى دولة نووية في الشرق الاوسط، لكنه بقوا يقفون على التل يتفرجون، وافضل ما قدموه هو الشجب الخجل والاستنكار المهين، لا اكثر ولا اقل، غالبية العالم اليوم يقف مع مظلومية الشعب الفلسطيني، ممثلا بغزة الصمود والشهادة والثبات، خمسة اشهر والمقاومة تقاوم ومستمرة، وهذا لم يحص في كل تاريخ اسرائيل الفاشية، فالجيوش العربية قاتلت لمدة ستة ايام فقط وانهزمت، بينما المقاومة استمرت خمسة اشهر ولازالت في عنفوانها مستمرة رغم انها قدمت الشهداء الاكرم من الجميع على طريق التحرير الناجز لفلسطين، لاول مرة في تاريخ اسرائيل المتغطرسة تقف امام محكمة العدل والدولية وهي ذليلة، ولاول مرة تنظر محكمة الدولية في موضوعة الاحتلال الذي مضى عليه اكثر من خمسة وسبعون عاما، وبمعنى اخر ان اسرائيل النازية وضعت في زاوية الاتهام المباشر بأنها تقوم بعملية ابادة بشرية، ليس فقط للبشر ولكن حتى للزرع والضرع، وحتى لو لم تعترف اسرائيل الفاشية بقرارات المحكمة الدولية، لكن الامر قد فلت من يدها، ستدان من كل شعوب العالم وهذه الشعوب سوف تطالب حكامها باتخاذ موقف واضح وصريح من قرارات محكمة العدل الدولية، هذا هو النصر المؤزر الذي حققته المقاومة الشجاعة والباسلة وليس كما يريد اصحاب (المقاومة السلمية) الذين يعيشون في القصور الفارهة ويشتغلون بالتجارة وامتلاك العقارات والسيارات الفارهة والحياة المنعمة، اسرائيل تعيش في عمق النفق الذي وضعته المقاومة الباسلة وليس امامها سوى ثقب صغير لرؤية الشمس المحرقة..

 

تقارير واخبار

1- هل تعرف (ميسا)؟!

ميسا هو الاسم المختصر للتحالف الجديد في الشرق الأوسط و يعني تحالف دول الشرق الاوسط الامني و الاقتصادي، سيتكون هذا التحالف من ١٠ دول كأعضاء وهي: دول مجلس التعاون الخليجي ومصر و الاردن و اسرائيل و امريكا،وعليه يتحالف الاعضاء بحفظ امن كل عضو من التحالف وعدم التعدي على امنه واقتصاده، كما تلتزم الدول الاعضاء بتبادل المصالح والمعلومات الاستخباراتية و التعاون العسكري و التعاون في جميع المجالات، وبهذا التحالف يدق اخر مسمار في نعش القضية الفلسطينة،ماذا تستفيد دول مجلس التعاون من تحالف (ميسا)؟! استقرار اقتصادي قوي مربوط بالنظام المالي العالمي، ردع الخوف والخطر من ايران،ضمان بعدم تعدي اي عضو على العضو الاخر والاضرار بمصالحه، الحصول على الاسلحة و الامدادت والخدمات العسكرية الغير محدودة من امريكا واسرائيل.

كما ان المشاريع السياحية التي تنفذ حاليا وابرزها نيوم التي ستكون بين السعودية و مصر و الاردن واسرائيل ستفتح لها قناة سياحية من البحر الاحمر الي البحر الميت ومن البحر الميت الى البحر الابيض المتوسط مقتصرة على عبور السياح والاستثمار بالسياحة وموازية لقناة السويس التي ستكون فقط للبواخر التجارية و النقل البحري، وتكون المناطق الحدودية بين مصر والاردن والسعودية محددة بانها منطقة دولية تحت قوانين خاصة ومحاكم خاصة وشرطة خاصة متنوعة، ومشكلة من هذه الدول وهذه المناطق ستكون سياحية وتجارية بامتياز يسمح بالاستثمار الاجنبي فيها بشكل كبير وغير مقيد، و الاستفادة من سكة القطار الحديدية التي تبدأ من سلطنة عمان وتنتهي في اسرائيل على البحر المتوسط ستنتعش و تعج بالسياحة.

ماذا تستفيد مصر والاردن من تحالف (ميسا)؟! الاردن ستضم اليها الضفة الغربية   وتصبح تابعة للأردن و تمنح جميع الفلسطينيين هناك الجنسية الاردنية وتكون عليهم كفيل بان لا يعتدون على اسرائيل، ومصر ستضم اليها سينا التي تبنى فيها حاليا وحدات سكنية لسكان غزة لغير الراغبين في العيش في اسرائيل الجديدة وعليه سيتم تجنيسهم بالجنسية المصرية وستمنح امريكا ودول التحالف مصر مزيد من المساعدات المالية لاحتواء الفلسطينيين الذين كانوا في غزة في صحراء سيناء.

ماذا تستفيد اسرائيل من تحالف (ميسا)؟! اسرائيل ستضم اليها غزة من خلال الضغط على سكان غزة بان يختارون اما ان يقبلوا الجنسية الاسرائيلة ولهم جميع حقوق المواطنين الإسرائيليين كعرب ٤٨ او ان يهاجروا الي سيناء ولهم منازلهم الجاهزة و يمنحون الجنسية المصرية او الحرب مع قيام الخيارين السابقين، وبذلك تكون اسرائيل قد استولت على الشريط الساحلي للبحر الابيض المتوسط وامنت من جهة مصر من خلال التحالف ومن ثم تفتح معبر رفح للامدادات والسياحة من قارة افريقيا، و من جهة الاردن فان اسرائيل امنت على حدودها مع الاردن ايضا من خلال التحالف.

ماذا سيحصل لمدينة القدس في ضل تحالف (ميسا)؟!

مدينة القدس سوف تكون تحت حكم اسرائيل ما عدا الاماكن المقدسة القديمة وهي المسجد الاقصى و حائط المبكى وكنيسة القيامة وما سيتم تحديده لاحقا، سيكون تحت تدبير وادارة لجنة دولية فريدة مكونة من ٩ اعضاء ٣ مسلمين (شيعي وسني و درزي) و ٣ اعضاء مسيحين (ارثوذوكسي و ٢ كرستين) و ٣ اعضاء يهود، يشترط بان جميع الاعضاء يحملون الجنسية الاسرائيلية، تكون رئاسة اللجنة بين الا عضاء بالتناوب على ان تكون اول فترة لليهود والثانية للمسيحيين و الثالثة للمسلمين، وتفتح الاماكن المقدسة لجميع السياح والمصلين مع مراعاة خصوصية كل ديانة.

كيف يبداء تحالف (ميسا) و كيف يصبح؟!

في بادئ الامر سيهمش مجلس التعاون الخليجي وتطرح امريكا تحالف (ميسا) بديل شامل وكامل والوحيد الاقوى، و سوف تسحب الدول الاعضاء من حين الاخر حتى اكتمال نصاب الاعضاء، وبعد انشاء هذا التحالف سيكون هناك تحالف عسكري بين تحالف (ميسا) و النيتو لردع خطر روسيا و الصين وهذا الهدف الاستراتيجي لامريكا، فهي بذلك ستقود اكبر واقوى تحالف عسكري في العالم ضد روسيا و الصين و بذلك تضمن بان الدولار بفضل هذا التحالف سيكون الاقوى.

 

 2-عروبة سامراء تتأكل!

*‏تتواصل جرائم التغيير الديموغرافي في سامراء دون حتى أدنى اعتراض من القوى السياسية السنية*هذا ما حدث بالأسابيع الماضية:*اقتطاع 50 دونما لتوزيعها على ما يُعرف بموظفي "العتبات" رغم أنهم ليسوا من أهل سامراء وليست المدينة ولا محافظة صلاح الدين مسقط رأسهم*تم نقل دائرة التسجيل العقاري التي تضم وثائق وسندات ومستندات سامراء إلى مدينة بلد، تحت مزاعم عدم وجود بناية للدائرة في سامراء!*

*فك ارتباط دائرة عقارات سامراء بدائرة عقارات الدولة في محافظة صلاح الدين*

*استيلاء جديد على منازل ومحلات تجارية بحجة توسعة "العتبات"*

*توسعة جديدة للحاجز الأمني حول المدينة مع فسخ عقود فلاحين لأراضيهم الزراعية*

*لم يبق الكثير على سماعنا بمشروع إيراني جديد يَطلقه "الإطار التنسيقي"، لفصل سامراء وتحويلها لمحافظة لا تشبه أهلها ولا تاريخها!*

 

3- الغرب هو من مكن ايران من صنع الطائرات المسيرة بقلم بقلم: جوبين كاتيراي،

ترجمة ماجد مكي الجميل،

تعاونوا في أبحاث الطائرات بدون طيار مع جامعة إيرانية قريبة من النظام

المصدر: نشرة Iran Focus بتاريخ 15 شباط/فبراير 2024، وصحيفة ”ذا غارديان” البريطانية (15 شباط/فبراير 2024)،كشفت منظمة ”متحدون ضد إيران النووية United Against Nuclear Iran -UANI-” عن دراسة تتعلق بتقنية الطائرات بدون طيار، تعاون فيها باحثون من جامعات في بريطانيا وأستراليا والولايات المتحدة مع جامعة شريف الإيرانية. وتخضع جامعة شريف المعروفة بعلاقاتها الوثيقة مع الجيش لعقوبات مالية دولية يفرضها الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، وتفرض الولايات المتحدة عقوبات على مسؤول كبير يعمل في المؤسسة. كما حققت صحيفة ”ذا غارديان” البريطانية في أبعاد هذا التعاون البحثي في تقرير لها.

وشارك في الدراسة، التي نُشرت عام 2023 على منصة معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE)، جامعة ساوثهامبتون في بريطانيا، وجامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا، وجامعة هيوستن في الولايات المتحدة. ودرس البحث بشكل خاص استخدام الطائرات بدون طيار - المعروفة باسم المركبات الجوية بدون طيار (UAVs) - في الشبكات اللاسلكية وكمراكز اتصالات.وجاء الدعم المالي لهذا البحث من مجالس البحوث المرتبطة بالاتحاد الأوروبي، وكذلك من حكومتي بريطانيا وأستراليا.

وقال خبير أمني لصحيفة ذا غارديان إن البحث له تطبيقات عسكرية مباشرة، ووصف خبير أمني آخر طبيعته بـ ”الخطيرة للغاية”.وفي إشارته إلى الارتباط المباشر بين التقنية المدروسة والتطبيقات العسكرية، ذكر أحد الخبراء الأمنيين أن هذه التقنية تُمكِّن من إنشاء قناة اتصال جديدة عندما ينشر الخصم أجهزة التشويش، وإذا قامت قوات العدو بتعطيل الإشارات. وذكر أن هذه القدرة لها صلة مباشرة بحرب الطائرات بدون طيار الحالية في الحرب في أوكرانيا.

وقال خبير أمني آخر لصحيفة ذا غارديان إنه نظراً للطبيعة "الخطيرة للغاية" لهذا البحث، فلا ينبغي لأي جامعة أن تشارك في مثل هذه المشاريع.ووفقًا لتقرير صادر عن معهد واشنطن في أيار/مايو ونيسان/أبريل 2022، لعب دعم جامعة شريف دورًا في تطوير برنامج الطائرات بدون طيار الإيراني.

من جانبه، صرح دانييل روث مدير الأبحاث في UANI التي كشفت لأول مرة عن البحث، أن النظام الإيراني يستخدم بشكل استراتيجي المعرفة من الجامعات الأجنبية لتعزيز أولوياته الأمنية. وأضاف رئيس هذه المؤسسة التي تسلط الضوء بانتظام على التعاون الأكاديمي الذي تعتبره خطرًا أمنيًا، أن التعاون مع إيران في مجال الطائرات من دون طيَّار كان من بين "الأكثر فظاعة”.وقال إن مرسومًا صادرًا عن الحكومة الإيرانية – صدر عام 2021 ونشرته صحيفتا ”جويش كرونيكل” و”تايمز” – دعا إلى “التعاون مع الإدارات [الجامعية] الدولية”. ومن بين أولويات الدفاع والأمن المدرجة في الوثيقة "المعدات الآلية وغير المأهولة (الطائرات بدون طيار)".

ووفقًا لما وجدته صحيفة ”جويش كرونيكل” في حزيران/يونيو 2023، تعاونت الجامعات البريطانية مع النظام الإيراني في تطوير تقنيات الطائرات بدون طيار والطائرات المقاتلة. وشاركت في هذه الدراسات ما لا يقل عن 11 جامعة في بريطانيا، بضمنها جامعة كامبريدج وإمبريال كوليدج لندن.

وفي صيف 2023، بدأت الحكومة البريطانية تحقيقًا في مزاعم بأن بعض جامعاتها تعاونت مع نظيراتها الإيرانية في أبحاث الطائرات بدون طيار. في كانون الثاني/يناير 2024، أصدرت الحكومة الكندية قائمة بالجامعات في إيران والصين وروسيا المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالكيانات العسكرية والأمنية لهذه البلدان.

وتشمل القائمة جامعة شريف، ومعهد باستور الإيراني، وجامعة طهران، ومعهد أبحاث الفضاء الجوي، ومعهد الدراسات والبحوث الدفاعية، ومعهد البحوث في العلوم الأساسية، ومركز أبحاث الانفجارات، ومركز أبحاث الفيزياء، وجامعة نجم التابعة للقوة الجوية في إيران.

وفي السنوات الخمس الماضية، تكثف استخدام الطائرات بدون طيار إيرانية الصنع في مختلف الاشتباكات العسكرية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أوكرانيا والعراق وسوريا، والسعودية وضد الشحن في البحر الأحمر. وفي 28 يناير/كانون الثاني، قُتِلَ ثلاثة جنود أمريكيين، وأصيب أكثر من 40 آخرين في هجوم بطائرة بدون طيار شنته قوات شبه عسكرية تابعة لإيران على قاعدة للقوات الأمريكية في الأردن.

رابط مؤسسة Iran Focus

 

4- تصريحات الأمير ويليام بشأن غزة "ستسبب ثلاث مشكلات" – ديلي ميل

22 فبراير/شباط 2024

علقت بعض الصحف على تصريحات ولي عهد بريطانيا، الأمير ويليام، التي عبر فيها عن قلقه العميق تجاه "التكلفة البشرية الرهيبة للصراع في الشرق الأوسط"، ورغبته في رؤية نهاية للقتال في أقرب وقت.. والحاجة الماسة لزيادة الدعم الإنساني لغزة.. وإطلاق سراح الرهائن.وكان عنوان صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية الفرعي: "تدخل الأمير بالتنسيق مع وزارة الخارجية.. يهدد بالشقاق مع إسرائيل".وذكرت الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية تفاجأت بتعليقات ويليام وشعرت أنها "كانت ساذجة".أما صحيفة "آي" البريطانية فكان عنوانها "اصنع أولا السلام مع أخيك: الإسرائيليون يتجاهلون نداء الأمير وليام لوقف إطلاق النار".

وقال كثيرون إن رد فعل الإسرائيليين كان مزيجا من اللامبالاة والانزعاج تجاه تدخل الأمير ويليام السياسي النادر".

قصص مقترحة نهاية:وبينما أثارت الصحافة بعض المخاوف بشأن تعليقات الأمير ويليام - كما يقول موقع نيوز ويك الأمريكي – دعمها الحاخام الأكبر في بريطانيا، سير إفرايم ميرفيس بشدة. إذ قال ميرفيس "أبدى أمير ويلز اهتماما عميقا برفاهية جميع المتضررين من الصراع في الشرق الأوسط، وكلماته المتعاطفة، التي أرحب بها، هي دليل آخر على ذلك".

ثلاث مشكلات تتسبب فيها تعليقات الأمير:ونلقي نظرة خاطفة على ما كتبته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، التي قالت إن الأمير ويليام "ليس في حصن منيع من مشاهدة الصور ومقاطع الفيديو الرهيبة التي تظهر من غزة، منذ أن بدأت إسرائيل عمليتها للقضاء على حماس".ويروي رتشارد كاي، أحد كبار كتاب الصحيفة وصديق الأميرة ديانا، أن أحد الأصدقاء قال له إن الأمير ويليام "يريد الابتعاد عن التفاهات التي تعد مثالا للتصريحات الملكية. وإذا كان الأمر كذلك، فإننا نتجه نحو مسار ربما يكون مجهولا وخطيرا".ونعرض الآن لما قاله ديفيد مادوكس في الصحيفة تحت عنوان "ثلاث مشاكل كبيرة في تعليقات الأمير ويليام بشأن غزة قوضت النظام الملكي".

ويبدأ مادوكس مقالته بأن ما قاله أمير ويلز "قوض بشكل خطير دستور بريطانيا". وما يعنيه الكاتب هنا هو الصمت الذي حافظت عليه الملكة إليزابيث الثانية خلال سبعة عقود بشأن آرائها السياسية، وبشأن ما دار في جلساتها مع رؤساء الوزراء في عهدها.

ويرى الكاتب أن الاعتقاد السائد في بريطانيا هو "أن الملك يجب أن يكون فوق السياسة"، ولذلك يقول إن تدخل الأمير ويليام أدى إلى ثلاث مشكلات.

أولا: انحياز الأمير – بحسب رأي مادوكس – فعليا إلى أحد الجانبين "أو على الأقل وضع نفسه في موقف يسمح باتهامه بالانحياز إلى أحد الجانبين".. في حرب تشارك فيها إسرائيل، حليفة بريطانيا، ولهذا تأثير في السياسة الخارجية لحكومة صاحب الجلالة، التي دعمت إسرائيل.. بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ثانيا: تصريحات ويليام جعلته – كما يقول مادوكس – يبدو وكأنه يقف في صف المعارضة.

ثالثا: توجد مخاوف جدية حيال ما يسميه الكاتب "الطريقة التي استولى بها المتطرفون على شوارع بريطانيا باستخدام القضية الفلسطينية مبررا.. وهناك تهديد حقيقي للمجتمع اليهودي في بريطانيا". صحيح أن "الأمير ويليام.. لا يدعم أيا من.. الأمرين"، لكن المسؤولين – في رأي الكاتب – قد يستخدمون كلماته مبررا لأفعالهم المستمرة.

هل تفضي تعليقات ويليام إلى "الجمهورية" في بريطانيا؟

ويتساءل مادوكس عن السبب وراء تلك الضجة والأمير "لم يصبح ملكا بعد"؟ ويرد على ذلك قائلا: "الأمير ويليام هو التالي في الصف"، ووالده الملك تشارلز "يعاني من مرض خطير في الوقت الحالي.. أي أن التاج من الممكن أن يصل إلى الوريث في أي وقت".ويقول الكاتب إن ويليام ربط نفسه، بوصفه ملكا في المستقبل، بـ"واحدة من أكثر القضايا السياسية والدبلوماسية إشكالية وتعقيدا في العالم. وهذا يقوض حياد النظام الملكي.. ويفتح الباب أمام التدخل السياسي في حكومة منتخبة ديمقراطيا".

ويختم الكاتب مقالته برجاء ألا يكون ما حدث من سمات النظام الملكي عندما يصبح الأمير ملكا، لأن هذا هو الطريق الأكثر مباشرة إلى تحول المملكة المتحدة إلى جمهورية".

"غزوة سياسية نادرة":ونتحول الآن إلى موقع "تايمز أوف إسرائيل" حيث عنون عرضه لتصريحات الأمير بـ"غزوة سياسية نادرة".ويقول الموقع إن "تدخل أفراد العائلة المالكة سياسيا أمر غير معتاد".وردا على التصريحات يورد الموقع تعليقات المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إيلون ليفي، التي قال فيها: "الإسرائيليون بالطبع يريدون رؤية نهاية للقتال في أقرب وقت ممكن، وسيكون ذلك ممكنا بمجرد إطلاق سراح الرهائن". وأعرب ليفي عن تقديره لـ"دعوة أمير ويلز لحماس إلى إطلاق سراح الرهائن.. ونتذكر أيضا بامتنان بيانه الصادر في 11 أكتوبر/تشرين الأول الذي أدان فيه هجمات حماس.. وأعاد التأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

وأشار الموقع إلى وصف الملك تشارلز الثالث، والد الأمير ويليام، لهجمات حماس التي قتل فيها – بحسب تقدير الموقع – 1200 شخص، بأنها "أعمال إرهابية همجية".

التدخلات السياسية من أفراد العائلة المالكة أمر غير عادي،ونختتم جولتنا بما قالته صحيفة "عرب نيوز" السعودية التي تصدر بالإنجليزية.:أشارت الصحيفة في عرضها للخبر إلى أن "التدخلات السياسية من أفراد العائلة المالكة أمر غير عادي"، ثم عرضت ما قاله الأمير ويليام، حينما عبر عما يشعر به من "قلق عميق إزاء التكلفة البشرية الفادحة للصراع في الشرق الأوسط منذ الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول.. لقد قُتل عدد كبير جدا".

وأضاف ويليام أنه يريد أن "أرى نهاية للقتال في أقرب وقت ممكن. هناك حاجة ماسة لزيادة الدعم الإنساني لغزة. ومن المهم أن تصل المساعدات وأن يطلق سراح الرهائن".

وأشارت الصحيفة إلى زيارة الأمير ويليام الرسمية في عام 2018 إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة".

 

الشعر في المعركة

1-متى تصحون؟ د. أحمد قايد الصايدي

أخاطبُكمْ

أعاتبُكمْ

وأرسلُ صوتيَ المبحوحْ

ليُسمعَكمْ

أنينَ الطِّفلِ والثَّكلى

ويحكي عن عذاباتي

حكاياتٍ

قليلٌ منها ما يروى

وبعضٌ من بشاعتهِ يُعاش ولا يُحكى

فهل تصحو ضمائرُكمْ؟

وهل ما زالَ لحنُ الأمسْ

يُردَّدُ في منازلكمْ؟:

" بلادُ العربِ أوطاني

من الشَّامِ لبغدانِ

ومن نجدٍ إلى يمنٍ

إلى مصرَ فتطوانِ

فلا حدٌّ يباعدنا

ولا دينٌ يفرِّقنا

لسانُ الضادِ يجمعنا

بقحطان وعدنانِ

لنا مدنيةٌ سلفت

سنحييها وإن دثرت

ولو في وجهنا وقفت

طغاةُ الأنسِ والجانِ "

**  **  **

أقاومُ باسمكمْ وحدي

فهل يغشى صباحُ العزْ

أسرَّتكمْ؟

وهل منكمْ رجالٌ تذكرُ القربى

وتدري أنَّني وحدي

بعون اللهْ

أقارعُهمْ

أخوضُ النَّارَ

أطوي الليلَ فوقَ الجمرِ

فوقَ الرَّملِ والأشواكْ

دفاعاً عن كرامتكمْ

أموتُ لكي تحيوا

فهل حقِّي أعاتبكمْ؟

وهل تصحو ضمائرُكمْ؟

وهل في خندقي يوماً

أرى راياتِكم تعلو

وصوت العزِّ أسمعُه

يدوِّي من بنادقكمْ

ويرعدُ في قذائفكمْ؟

وهل تدرون يا قومي

بأنَّي لستُ غايتَهمْ

وأنِّي بدءُ مرحلةٍ

ستطويكمْ

وتنثركمْ

ولا تُبقي على أحدٍ

ولا حتَّى ذراريكمْ؟

متى تَصحُون يا قومي؟

متى تصحو كرامتُكمْ ونخوتُكمْ؟

متى تَصحُونْ؟

متى تَصحُونْ؟

متى تَصحُونْ؟!!!

 

2-اطفال غزة  زين الدين ديب/لبنان

يا ساعةَ الحزنِ

كيف الحزنُ يُختصرُ

أطفالُ غزةَ في النيران

يُحتضروا

أسماؤهمْ... لا تسلْ عنها

فقد نُثرتْ قمحاً

كما نثروا

لمن تركوا أسماءهم

ومضوا

لم يعرفوها

حضرت قبلما حضروا

هم للعلى طلعوا

مثل الشعاع على

الظلْمات ينتصرُ

غدا تصرخُ الأرضُ

إنهم قمحي

وحبةْ الروحِ بألفٍ

سوف تنتشرُ

سنابلُ النورِ ليس يُحرقُها

ظلمُ الطغاةِ

إنْ جنوا وإنْ كفروا

سلامًا لغزة سوف

يسمعُه

قلبُ الوجودِ

وتحكيه لنا السِيَرُ.

كاركتير يشخص الدعم الامريكي لنتنياهو

شبكة البصرة

الاحد 15 شعبان 1445 / 25 شباط 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط