بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ |
حزب البعث العربي الاشتراكي امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة قيادة قطر العراق المنتخبة وحدة حرية أشتراكية |
|
شبكة البصرة |
جريدة البعث العدد 55 في 10-2-2024 جريدة أسبوعية تصدر عن حزب البعث العربي الاشتراكي |
الفهرس الافتتاحيه: بنضال الجماهير ستتحرر فلسطين
بيانات الحزب بيان البعث في العراق في ذكرى عروس الثورات
مقالات 1- إذا كنت تصمت فمتى تنطق؟ بقلم رشاد أبو شاور 2- فلسطين في عيون الشهيد صدام حسين بقلم الرفيق الدكتور منذر من فلسطين 3- التوقعات العالية في قضية الابادة الجماعية ضد اسرائيل - مقابله مع ميشيل بورجيس كاثالا 4- حكومه الحرب الواهية في الكيان الصهيوني بقلم الرفيق ابو شجاع رام الله 5- الدولة الفلسطينية تقوم تلقائيا بعد التحرير بقلم انيس فوزي قاسم 6- خبر وتعليق بقلم الرفيق ابو علي القدس المحتلة 7- رفض نتنياهو لشروط حماس وذهابه للتفاوض بقلم الرفيق أبو هنيدة القدس المحتلة 8- صور من مصائب لبنان! 9- ملاحظات المفكر الروسي دوجين حول طوفان الأقصى 10- هل خسرت اسرائيل الحرب؟ بقلم صالح حسن الدليمي 11- الدولة الفلسطينية كحاجة ملحة بقلم جهاد الزين 12- الموقف من محكمة العدل الدولية بقلم منير شفيق 13- اخطر الاحتلالات التي يجب أن نقاومها بقلم زهير سالم
التقارير والأخبار 1- مئات المسؤولين الغربيين يحتجون على سياسات حكوماتهم بشأن غزة 2- تسريب بشأن صفقة القرن 3- ما حقيقة العلاقات الاستراتيجية التي تجمع روسيا مع السعودية والإمارات؟ 5- رقم قياسي بعدد المغادرين لإسرائيل.
الافتتاحيه: بنضال الجماهير ستتحرر فلسطين كلما مر يوم تتضح أبعاد جديدة لانهيارات الكيان الصهيوني الداخلية والعسكرية والاقتصادية والنفسية، ويترتب على ذلك أن مرور الزمن والحرب على غزة مستمرة تؤكد ان هذه التراجعات الواضحة والمهمة جدا في قدرات اسرائيل، ستقودها الى مقتلها حتما ولكن ذلك لن يحدث تلقائيا بل لابد من دور حاسم للنضال في التعجيل بالانهيار الحتمي للكيان الصهيوني، وهذه النتيجة بحد ذاتها نصر لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، فبعد قرارات محكمة العدل الدولية التي كانت بمجملها تحولا نوعيا في تعامل المنظمات الدولية مع الكيان الصهيوني الذي كان فوق القانون ومستثنى منه، أما الان فقد أخضع له وستكون تلك مجرد بداية لجعله يتحمل اثمان الجرائم التي ارتكبها بحق فلسطين والامة العربية طوال اكثر من سبعة عقود. ان هذه الحقيقة تشير الى ان عملية طوفان الاقصى في إطار نتائجها الإستراتيجية، وبغض النظر عن النوايا وما خطط، تشكل انعطافة جوهرية في نضال شعبنا الفلسطيني خصوصا ونضال امتنا العربية عموما،حيث ان هذه العمليه بكل ما بلورته من حقائق ثابتة لا يمكن تغييرها فتحت الطريق أمام نهوض تحرري عربي شامل، منطلقه النموذج الذي نراه الآن في غزة، فلا تعويل بعد الآن على النظم العربية التي كان افضلها عاجزا عن إطلاق رصاصة او عن إيصال لقمة او قطرة ماء لشعب غزة الصامد المدمر، فالتعويل كل التعويل على الجماهير المنظمة في الأقطار العربية، حيث يجب على طلائع الامة العربية أن تستخلص الدروس ومنها أن أهم مقومات النصر قد توفرت وان كفاءة القوى الوطنية تقاس الان بقدرتها على استثمار هذه المقومات وتسخيرها في نضال جماهيري في إطار جبهة قومية على امتداد الوطن العربي تناضل لفرض إرادتها على الأنظمة وتقوم بالتغييرات المطلوبة لفتح طريق تحرير فلسطين من البحر الى النهر، فالجماهير اولا واخيرا هي التي ستقرر مصير الأنظمة التي تعد الآن العائق الرئيس أمامها وهي تحاول تحقيق النصر على العدو الصهيوني وعلى العدو إلايراني الاشد خطرا من العدو الصهيوني فهو يحتل الاحواز والعراق وسوريا ولبنان واليمن. تحية لأرواح شهداء فلسطين وتحية لشعبها الصامد البطل،وتحية لأبطال المقاومة الفلسطينية، تحية للصامدين في غزة والاحواز والعراق وسوريا واليمن ولبنان وكل بقعة عربية. هيئة تحرير البعث
بيانات الحزب بيان البعث في العراق في ذكرى ثورة 14 رمضان حزب البعث العربي الإشتراكي أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة قيادة قطرالعراق المنتخبة وحد ة حرية أشتراكية البعث في العراق يحيي ذكرى عروس الثورات تمر في مثل هذا اليوم 8 شباط من عام 1963 ذكرى قيام ثورة 14 رمضان والتي قام بها حزبكم العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي ضد النظام الديكتاتوري الشعوبي القاسمي، الذي انحرف بثورة 14 تموز عام 1958 عن خطها التحرري الوحدوي، وارتكب المجازر تلو المجازر في عام 59 في الموصل ثم في كركوك وبعدها اعدم الشهداء قادة الثورة في مقدمتهم ناظم الطبقجلي ورفعت الحاج سري،واضطهد البعثيين واعتقلهم وحكم عليهم بالاعدام وشن حملات عدائية ضد الجمهورية العربية المتحدة لاجل فصل سورية عن مصر. ان كل هذه الانحرافات فرضت واجب اسقاط النظام بالقوة وهو ما قام به حزبكم العظيم في يوم 8-2-1963، فقدم الحزب تجربة طورت فيما بعد وهي اشراك الجماهير المدنية في التغييرات الثورية وعدم الاكتفاء بالاعتماد على القوات المسلحة في اسقاط النظم المنحرفة. في ذلك اليوم العظيم شهد العراق ظاهرة غير مألوفة اذ قام الحرس القومي – وهم رفاق البعث - باحتلال مراكز الشرطة وتقاطعات الطرق وساحات بغداد الحيوية، ومحاصرة بيوت قادة النظام منذ الفجر وقبل نزول الجيش بساعات لتأمين الطرق لمرور الجيش بلا مقاومة معادية،فتمت محاصرة الديكتاتور،وتوجت تلك العملية بأسقاطه وهكذا ولدت ثورة من نمط جديد في الوطن العربي. ولكي يمنع الحزب من تحقيق اهدافة الكبرى المقررة في ستراتيجيته جرت عملية اسقاط نظام البعث بعد 9 اشهر فقط من ولادته، وكانت عملية شق الحزب هي الوسيلة التي استخدمت لاسقاط اول تجربة للبعث.وللتاريخ يجب ان نسجل بان ماقام ما قام به الديكتاتور قاسم من تخريب ونشر الفتن والصراعات غير المبررة كان محاولة اولى لتدمير العراق وهو ما أكمل بعد غزوه في عام 2003 حيث تجري محاولات محو هوية العراق الوطنية والقومية بعد تدميره واقامة كيانات قزمة تنخرط في صراعات دامية تعيده الى عصور ما قبل التاريخ. ايها الرفاق: ان ذكرى هذه الثورة العظيمة تعيد لنا الأمل وتعززه بأن بإمكان الحزب وجماهيره مدنيين وعسكريين وكل القوى الوطنية انقاذ العراق وتحريره من الوضع الكارثي الذي يعيش فيه ليعود قاعدة محررة تساهم في النهوض القومي الحضاري وفي تحرير بقية الأقطار العربية من الغزوات الفارسية الصهيونية والامريكية، ولكن ذلك مشروط بنهوض الحزب وتوحيده ليعود قويا وفاعلا وحاسما في دوره كما كان، وبناء عليه فأن كل من يعرقل هذا الهدف المقدس تحت اي ذريعة يتحمل المسؤولية التاريخية ويخدم أعداء الامة واعداء الحزب معا،فلنناضل من اجل وحدة الحزب بصفتها المنطلق لوحدة القوى الوطنية العراقية، عاشت ثورة الثامن من شباط 1963 والمجد والخلود لشهدائها. قيادة قطر العراق المنتخبة في 8-2-2024
مقالات 1- إذا كنت تصمت الآن، فمتى يمكن أن تنطق؟! بقلم رشاد أبوشاور السؤال موجه لكل واحد منّا، وليس لواحد محدد بعينه، ومنّا أعني: من الحركة الثقافية والأدبية والفنية الفلسطينية حيثما كان يعيش، داخل الوطن تحت الاحتلال، أو خارج الوطن، فلسطين، في مكان قريب، أو بعيد.حتى كتابة هذه الكلمات تكون قد مرّت على 7تشرين أوّل أكثر من مائة وعشرين يوما، وهي ليست أياما عادية، ومتى كانت الأيام، أيامنا، نحن الفلسطينيين عادية، كأيام بني البشر؟ أنا من جيل النكبة، وعمري أكبر من عمرها، فقد مرّت عليها 75 سنة، بينما عمري 81 سنة وبضعة أشهر، وهذا يعني أنني عانيت منذ البداية أنا وأبناء وبنات جيلي، وصرنا آباءً وأجدادا، وأمهات وجدّات، وها نحن نعيش هذه الأيام الجحيمية، سواء كنا نعيش في قطاع غزّة، أو الضفة الفلسطينيّة، وهذه التسمية كي نميّز ما بقي عربيا فلسطينيا بعد احتلال 1948، أو في ما أطلق عليه: الشتات، وهو في بلاد العرب، أو بعيدا عن بلاد العرب. الصمت فاضح و..فادح، فاضح للصامتين، وفادح لهم لأنهم متهمون بهذا الصمت، ولا براءة للساكت لأنه شيطان أخرس، وإذا كان غير مغفور لأي كاتب ومثقف وفنان عربي صمته، فكيف يكون مغفورا هذا الصمت للفلسطيني، مهما حاول التملّص من المسؤولية، والهرب ببراعة القول التبريري الذي لا يقنع حتى صاحبه، فما بالك بالشعب المقاوم الذي ينتمي إليه؟! يدّعي بعض من يُطرح عليهم السؤال بأنهم ليسوا مع (حماس) وعقائديتها، وهم يرون في هذا حجة تبرر لهم صمتهم، وهم لاذوا بالصمت عندما كانت حركة الجهاد الإسلامي تخوض المعارك وحدها، وتتلقى الطعنات في الظهر وحدها، وليس من العدو، ولكن ممن يخدمونه، فهل كانوا يختلفون مع عقائدية الجهاد الإسلامي بسكوتهم؟ وفي أي المواقع كانوا يتموضعون: أهم قوميون، ماركسيون، أم هم لا أدريون وخارج أي تصنيف، يعني عدميون؟ مفاجأة حماس ممثلة بطوفان الأقصى يوم 7 تشين أوّل ربّما كانت تبرر التريّث في الحكم على الحدث التاريخي المفصلي في الأيام الأولى، ولكن بعد كل هذا الوقت من المعركة، وقد مضت أيام وأسابيع وأشهر..في أطول حرب يخوضها شعب فلسطين، تبهر العالم، وتحدث تحولاً في الوعي، في شعوب العالم، بما في ذلك شعب الولايات المتحدة الأمريكية، تفتضح فيها وحشية الكيان الصهيوني جيشا وأحزابا ومؤسسات يجمعها ويوحدها الحقد على شعب فلسطين، والتنكيل فيه، والتدمير الوحشي غير المسبوق في أية حرب وقعت من قبل في تاريخ البشرية المعاصر..أهناك مبررات؟! لقد رأينا الشعب الأمريكي وهو يسيّر التظاهرات الحاشدة احتجاجا على جرائم الجيش الأمريكي في فياتنام، ورأينا انحياز العرب والمسلمين وشعوب العالم ضد الحرب الوحشية الفرنسية والتنكيل بالشعب الجزائري، وعشنا انتفاضة العالم وانحياز الشعوب في كل القارات لشعب جنوب افريقيا وزعيم كفاحه البطل نيلسون مانديلا الذي صرّح عندما خرج مرفوع الرأس من السجن: استقلال جنوب افريقيا ناقص ما دام شعب فلسطين لم ينل حريته..ولذا لا مفاجأة بأن دولة جنوب أفريقيا اختارت أن تحاكم الكيان الصهيوني نيابة عن البشرية أمام محكمة العدل الدولية، وتتحدّى أمريكا وكل دول الاستعمار بصلابتها وثباتها على المحاكمة، وتفضح تخاذل دول عربيّة لاذت بالصمت الذليل المُتربّص!. أحرجت دولة جنوب أفريقيا الدول العربية والإسلامية التي اجتمعت في الرياض..ثمّ صمتت صمت القبور، فالمعركة استمرت وهذا ما أصابها بالخرس لأنها لم تتوقع أن تمتّد بطولة قطاع غزّة وطوفان الأقصى المُعجزة في مواجهة الكيان الصهيوني، بل وأبعد من ذلك فضحت بطولات قطاع غزّة أكذوبة الجيش الذي لا يقهر، فهو قُهر لأنه ووجه بمحاربين بواسل أشداء يؤمنون بحقهم في وطنهم، ويفخرون بتاريخ شعبهم الذي بدأت ثوراته بعد احتلال بريطانيا لفلسطين إثر هزيمة تركيا العثمانية في الحرب العالمية الأولى، والتي امتدت مع الكيان الصهيوني عندما رحل الاحتلال الانتدابي البريطاني بشكل نهائي في تاريخ 15/5/1948..أي بعد أن أدّت بريطانيا دورها التآمري المخزي في تأسيس الكيان الصهيوني الذي انتقل من الحضن البريطاني إلى الحضن الأمريكي..وما زال. أما شاهدتم كيف أخذ الرئيس الأمريكي بايدن يربت على ظهر نتياهو،بعد أن طار بلمح البرق قلقا إلى الكيان الصهيوني، وكأنه يقول له: شّد حيلك..أمريكا في ظهركم..وهي من تحتضنكم لأنكم مشروعنا وقاعدتنا في الشرق الأوسط، ولن نسمح لقطاع غزة وشعب فلسطين بجزء من قوته أن يواجه القوّة الأمريكية التي لن تترككم وحدكم!. أين هي أصوات الكتاب، أين هو دوركم، وأين هم المثقفون الثوريون المنحازون لهذا الحدث البطولي الذي بدأ يلهم شعوب العالم، ويوقظها من غفلتها، ومن التضليل الأمريكي و..التدليس الصهيوني والكذب الذي ابتز وضلّل؟ أصوات قليلة محدودة، تكتب بانحياز والتزام وانتماء، دون حسابات صغيرة تُحرّكها أطماع الربح والخسارة الفردية الأنانية الضيقة، تصّب في جوهرها في خدمة حكام التبعية العرب، الذين ينتظرون نهاية المعركة التي تؤرقهم نتائجها، وخشيتهم من غضب الشعوب العربية عليهم وهي ترى وتلمس تخاذلهم، وكم أن تقاعسهم وخذلانهم لغزة وفلسطين وفجورهم وتآمرهم عليها، فهم لم يقدموا جرعة ماء للفلسطينيين في قطاع غزة، وحبة دواء لتسكين أوجاع أطفالهم، وعلبة حليب لأطفالهم..أهؤلاء عرب؟!أهولاء مسلمون؟! أهؤلاء بشر؟!. أين أنتم ايها الكتاب، والشعراء، والمفكرون (التقدميون) و المنظرون، والصحفيون المحللون؟! لن تربحوا من صمتكم، فكل الجوائز والمردود المالي من دول النفط والغاز لا تساوي دمعة طفل فلسطيني يتّم إنقاذه من تحت الدمار، أو فتى يرسم بأصابعه المدماة المغلفة بطبقة من نثار البناء الذي وارى أهله إشارة النصر..وهو يصرخ: نحن غزة، نحن أبطال، نحن سننتصر..الم تروا ذلك الفتى المغطى بنثار الدمار وهو يصرخ في وجه العدو..ويوجه صراخه للعالم ليسمع ويرى!.شعبكم يراكم، ويعرفكم، فلا تتوهموا بأنه مشغول بتضميد جراحه، فهو يرسم في ذاكرته اليقظة وجوه كل من خذلوه ويخذلونه..ويواصل قصف الميركافات بالياسين 105..ويواصل قنص جنود الاحتلال التائهين بين خرائب مدن ومخيمات القطاع المحارب البطل..حيث بطولات القسام، وسرايا القدس، وأبوعلي مصطفى، وكتائب الأقصى، والناصر صلاح الدين... شعبنا يعرف من ينتمي لبطولاته، لكبريائه، لمقاومته، أيها الكاتب الفلسطيني، أيها المثقف، أيها الفنان، أيها الصحفي،أيها الشاعر.. يا صاحب الكلمة: إذا كنت تصمت الآن، فمتى ستنطق بالكلمة الشجاعة، كلمة الانتماء لشعبك ووطنك فمتى سترفع صوتك مطالبا شقيقك العربي بقول الكلمة الشجاعة..أأنت حاكم عربي يا رجل مرتهن بمصالحك؟! عيون عبد الرحيم محمود، ونوح إبراهيم، وغسان كنفاني، وحنا مقبل، وناجي العلي، وماجد أبوشرار، ووائل زعيتر، وعلي فودة.وعيون كل شهداء الثقافة الفلسطينية تتابعنا...ولا مغفرة، ولا مبرر لأحد في التقاعس..وشعبنا يقدّر لكل فنان، كاتب، مبدع..بالكلمة، بالصورة، بالنشيد..فعله، ويفخر بالمراسلين والمراسلات الذين ينقلون بالكلمات وبعيون الكاميرات كل جرائم العدو..ويتساقطون شهداء و..يواصلون. يا ويل من يتقاعس..ويا لعاره!..ففي هذا الطوفان يُكرم كل فلسطيني..عربي..إنسان، أويُهان.
2- فلسطين في عيون الشهيد صدام حسين، محاضرة الرفيق الدكتور منذر من فلسطين الجزء (الأخير). كان للشهيد مواقف متميزة، سيذكرها التاريخ، تجاه منائر العمل الشعبي الكفاحي على الساحة الفلسطينية وقد انعكست هذه المواقف، بشكل خاص، على جميع أعضاء القيادة العراقية وعلى سبيل المثال عندما طلبتُ من الرفيق الشهيد طه ياسين رمضان نقل شكر وتقدير الشعب الفلسطيني، خاصة ذوي الجرحى والمعتقلين وذوي الشهداء وسكان مخيم جنين اللذين هُدمت منازلهم للرفيق الشهيد صدام حسين على مكرمته تجاه المعتقلين والجرحى والشهداء الفلسطينيين وأيضاً على توجيهه بإعادة إعمار ما تم هدمه من منازل الشهداء والمعتقلين وذويهم في المخيم، كان تعليق الرفيق الشهيد طه ياسين رمضان أن ما تم تقديمه وما سيقدم لشعب فلسطين، وبكل تواضع، هو سداد دين في أعناقنا يقدمه شعب العراق لأشقائهم الفلسطينيين اللذين ضحوا بأرواحهم من أجل التحرير وقدموا ولا زالوا يقدمون الكثير من أجل الحفاظ على عروبة فلسطين، إن ما تسمونه مكرمة الرئيس هو جزء بسيط مما هو واجب علينا، حكومة العراق وشعب العراق ونحن اعتبرنا، وبتوجيهات من الرفيق صدام، كل شهيد فلسطيني هو شهيد في الجيش العراقي بكامل حقوق الشهيد حتى الأطفال الرُضّع يُعتبروا شباباً نالوا شرف الشهادة. لقد بلغ مجموع ما قدمه العراق (وما أسماه الشعب الفلسطيني بمكرمة الرئيس صدام) إثنين وأربعين مليون دولار خلال عام ونصف العام. كان الرفيق الشهيد صدام حسين يعيش هاجس تحرير فلسطين، ففي عام ٢٠٠١ أعلن العراق عن تأسيس جيش القدس بقصد دعم ومساعدة الفدائيين الفلسطينيين ومشاركتهم معارك التحرير وقد تم افتتاح مراكز للتطوع ومعسكرات للتدريب وقد تسجل ثلث الشعب العراقي بهذا الجيش، أما بما يختص من إعداد العراق لحرب التحرير، بناءاً على قناعته وما يعتنقه من مبادئ، فقد قرر الرفيق الشهيد صدام حسين إرسال مجموعتين من ضباط الجيش العراقي بلباسهم المدني لدراسة الحدود الأردنية الفلسطينية من كافة النواحي العسكرية كما طلب الشهيد من ياسر عرفات شخصياً تزويده بحيثيات بعض المواضع الاستراتيجية داخل فلسطين المحتلة فقام عرفات بتكليف خليل الوزير (أبو جهاد) بالحصول على هذه المعلومات المطلوبة وقد قام أبو عمّار بإرسالها فور الحصول عليها لبغداد. حدد الرفيق الشهيد علاقته بالرؤساء العرب على قاعدة الوفاء والإخلاص لمبدأ ومنهج التحرير لفلسطين. في نوڤمبر من العام ١٩٧٧ قام السادات برحلة العار للقدس فكانت صدمة الرفيق الشهيد كبيرة (كان لا زال حينها نائباً لرئيس الجمهورية) وقد استنكر جداً هذه الخطوة التي اعتبرها طعنة في ظهر الأمة ومن أنها ستكون خطوة مشجعة لبعض الأنظمة الرخوة وفاقدة القرار والسيادة لأن تخطو نفس خطوة الخيانة هذه إذا لم يكن للأمة رد قوي إزاء هذه الخطوة الخيانية وإلّا سيزداد الأمر صعوبة وابتدأ بوضع استراتيجية تمتين الوضع العربي الرافض لخطوة السادات. جاء السابع عشر من أيلول سبتمبر عام ١٩٧٨ ليتم الإعلان عن توقيع معاهدة كامب ديڤد، المعاهدة التي أخرجت مصر من معادلة الصراع العربي الصهيوني وأسست للعديد من معاهدات السقوط العربي وعلى قمتها إتفاقية أوسلو. دفع التوقيع على معاهدة كامب ديڤد العراق لتنسيق المواقف العربية ودعا لعقد قمة عربية في بغداد وقد انعقدت بعد شهرين بتاريخ الثاني من تشرين الثاني نوڤمبر عام ١٩٧٨ تلاها مؤتمر بغداد الثاني بتاريخ ١٩٧٩/٣/٣١ (أي بعد أربعة أشهر من تاريخ عقد مؤتمر بغداد الأول) والذي تم به إقرار تجميد عضوية مصر بجامعة الدول العربية ونقل مقر الجامعة من القاهرة إلى تونس والذي أعيد ثانية للقاهرة بناءً على مقترح العراق في العام ١٩٨٩ خلال رئاسة حسني مبارك الذي لم يكن قد إفتُضح أمره ومواقفه الخيانية حين شارك بالعدوان الثلاثيني على العراق. في السادس عشر من تموز عام ١٩٧٩ وصل الرفيق الشهيد صدام لرئاسة السلطة في العراق واستمر النهج السياسي المبدئي للعراق تجاه فلسطين نهجاً يسير وفق مفاهيم الوفاء للقضية المركزية للأمة ولعقيدة البعث وإيمانه بالكفاح المسلح وحرب التحرير الشعبية طريقاً وحيداً لتحرير فلسطين وكان العراق يؤمن بأن أي تحرير لأية أرض عربية مغتصبة يشكل دفعا عميقاً ودعماً غير محدود تجاه تحرير فلسطين لذا شارك العراق، بجيشه وبمقدرته المتعددة في كل معارك الأمة،القريبة منه والبعيدة، ومثال على ذلك سوريا القريبة منه وموريتانيا البعيدة عنه جغرافياً وبكل اقتدار فقد صان عروبة دمشق ومنع سقوطها عندما وصل العدو الصهيوني في هجومه المضاد في حرب ١٩٧٣ الى مدينة سعسع البعيدة عن دمشق سبع وأربعين كيلومتراً فقط وصان عروبة موريتانيا ووحدة أراضيها بإرساله السريع لقوات عراقية تحميها وتمنع الهجوم العسكري السنغالي عليها، ولا ننسى أن الطيران العراقي بطائرات الهوكر هنتر Howker Hunter وطياريها كانوا أُرسلوا إلى مصر ووضعوا تحت إمرة قيادة سلاح الجو المصري وشكّلوا أول أسراب طيران تطير فوق سيناء في حرب التحريك عام ١٩٧٣ لتقصف قواعد الصواريخ والطيران الصهيوني مقدِمة لعبور الجيش المصري لقناة السويس، أما الجيش العراقي الذي أرسل بكامله لسوريا لحمايتها ولنيل شرف المشاركة في معارك التحرير حتى الحرس الجمهوري كان أرسل أيضا إلى جانب كافة أسلحة الجيش العراقي ومنها الدبابات العراقية التي تم أرسالها قاطعة المسافة ما بين قواعد تمركزها في العراق وساحة المعركة في سوريا سائرة على الجنازير لعدم وجود شاحنات خاصة لتحملها عبر المسافة الطويلة هذه وقد تكامل وجودها وبكامل معداتها وآلياتها ووضعت نفسها بإمرة القيادة العسكرية السورية و وضعت خطتها للتحرك ليلة الخامس والعشرين من تشرين الأول عام ١٩٧٣ لتحرير الجولان وإدامة التقدم لشمال فلسطين وناقشت خطتها مع القيادة العسكرية السورية وكانت ساعة الصفر بعد منتصف ليلة ٢٥/٢٤ آذار وقد تفاجأت القيادة في بغداد بما تم بثه بإذاعة دمشق وإذاعات العالم من إيقاف سوريا إطلاق النار ليلة ١٩٧٣/٣/٢٣ وتم هذا كله دون إشعار بغداد بذلك. عاد الجيش العراقي للعراق دون معداته العسكرية إذ تركها بكاملها لسوريا وقد تفاجأت الحكومة ببغداد بعد شهرين بتسلمها مذكرة من حكومة حافظ أسد تطالبها بدفع قيمة استهلاك الجيش العراقي من الماء والكهرباء أثناء تواجده في الأراضي السورية عندما حمى دمشق ومنع سقوطها وأوشك على تحرير الجولان في طريقه لتحرير فلسطين. هذا هو العراق وجيشه عندما كان الشهيد نائباً لرئيس الجمهورية. بعد أن أصبح الشهيد صدام رئيسا للعراق فإن الإندفاع القومي والثوري لم يَخبُ ولم ينقُص بل إزداد تجذرا وازداد وهجاً إذ أن النهج ثبُت أكثر وأكثر فعلى سبيل المثال وبالنسبة لموقع فلسطين من فكر الرفيق ورؤاه وفي ما يختص بأهلها العرب:- ⁃ تمت مضاعفة عدد البعثات الدراسية المقدمة للفلسطينيين. ⁃ فتح كافة الوظائف الحكومية أمام الفلسطينيين. ⁃ حق الإستملاك كالعراقيين. ⁃ زيادة الدعم المالي لمنظمة التحرير الفلسطينية. ⁃ تأييد ودعم كافة الخطوات الفلسطينية السائرة على طريق التحرير. ⁃ زيادة الدعم المقدم لجميع فصائل العمل الوطني الفلسطيني. ⁃ زيادة الدعم المالي المقدم للجامعات الفلسطينية. خلال أحد اللقاءات المتكررة للملك حسين مع الرفيق الشهيد صدام عرض الملك حسين على الرئيس إنشاء حلف يسمى " الفيلق العربي " فاقترح صدام أن يكون الإسم " مجلس التعاون العربي " لكي لا يُفهم أن لهذا التجمع طابعاً حربياً بل هو حلف عربي مفتوح لكل الدول العربية الراغبة بالإنضمام إليه وأن من أولى مهامه توثيق عرى التعاون بين الدول المشاركة بهذا الحلف وأيضاً العمل على إيجاد حالة من التكامل الإقتصادي بين أعضائه، إلا أن هذا الحلف لم يدم للأسف أكثر من سبعة عشر شهراً إثر مشاركة مصر، وهي إحدى الدول الأربع المؤسسة للحلف، بالعدوان الثلاثيني الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية على العراق بعد تحريره للكويت في الثاني من شهر آب أغسطس عام ١٩٩٠ وقرار العراق إعادة محافظة الكويت إلى حظيرة الوطن الأم. في حديث خاص مع الرفيق الشهيد طه ياسين رمضان ذكر أن الرفيق صدام كان متحمساً على تحقيق هذا الحلف العربي لأهدافه خاصة لوجود الأردن بين الدول المؤسسة له والذي قد ينتهي بوجود موطئ قدم للجيش العراقي على حدود فلسطين، هذا الوجود الذي حرمتنا منه سوريا عند وقفها إطلاق النار مع العدو الصهيوني في ١٩٧٣/١٠/٢٣. يعرف العالم كله أن سياسة العراق العربية والدولية كانت تتمحور حول القضية الفلسطينية ويعرفون أيضاً مقدار العطاء العراقي لفلسطين، أرضاً ووطناً وشعباً وانتماءً عربياً وقضية، ولمّا كان العالم الغربي بمجمله والمسيحية المتصهينة التي تتحكم بالقرار السياسي الأمريكي تقف مدافعا صلباً عن اسرائل الكيان اليهودي الصهيوني لذا كان التطلع إلى العراق كعدوٍ مقتدر ووحيد للكيان الصهيوني يهدد حاضر هذا الكيان وبقاءه، لأجل هذا الهدف المبدئي ولمجمل أهدافه الوطنية، كدولة راعية لشعبها وتطلعاته، سعى العراق لجَسْر الهوة العلمية بينه وبين العرب واستطاع فعل هذا باقتدار مقرونا أيضاً بنهضة صناعية ونهضة زراعية r العراق قد امتلك كل مقومات الدولة العصرية الرائدة - أرض خصبة ومياه وتخطيط زراعي علمي وثروات دفينة وطاقة ويد عاملة وأنهر تم شقها وجسور تم إنشاؤها وطرق تم تعبيدها وجامعات تم افتتاحها وأبحاث علمية متطورة ومتوافقة مع النهضة العلمية العالمية والمتطورة ونفط تم تأميمه، فكيف وبعد هذا النهوض المعجزة يُراد للعراق أن يرتاح؟؟؟ لذا كان التكالبُ والتآمر عليه والسعي لإسقاط العراق الواعد. لأجل كل ما ذكرنا جرى استهدافك يا عراق، ولأجل نهوضك واقتدارك جرى استهدافك يا عراق، ولأجل إعدامك للجواسيس من أمثال بازوفت جرى استهدافك يا عراق ولأجل أن حافظ الرفيق الشهيد على مركزية فلسطين في كل قضايا الأمة المصيرية فكانت فلسطين منه مهجة القلب وبؤبؤ العين جرى استهدافك يا عراق، لأجل قضايا الأمة جميعها ولاجل حمايتها بنى العراق جيشاً يُحسب حسابه ويشار إليه، جيش شارك بكل معارك الشرف في فلسطين منذ العام ١٩٤٨ حتى عام ١٩٧٣، هذا الجيش العربي بجنده الصيد الميامين، فخار الأمة، والذي نحيي اليوم، السادس من كانون الثاني يناير ذكرى تأسيسه، إلى قيادته وأفراده كل التقدير المكلل بالفخار، وتُجزى التحية بكل إجلال وإكبار وشموخ لشهداء هذا الجيش العظيم وشهداء المقاومة العراقية الباسلة، أما من رعى هذا الجيش ومنحه الهيبة والقوة والإقتدار ومن أخذ على نفسه فضح المواقف العربية تجاه مفهوم تحرير فلسطينه هو من نجتمع اليوم لأجل إحياء ذكرى استشهاده إنه سيد شهداء العصر المهيب الركن الرفيق صدام حسين المجيد الذي ارتقى في الثلاثين من كانون الأول ديسمبر من العام ٢٠٠٦ والذي لم يذهب لحبل المشنقة شامخاً مرفوع الرأس بكل شجاعة وإباء فقط وإنما ذهب إلى صفحات التاريخ كزعيم وحيد (بعد عمر المختار) رافضاً كل إغراءات الحياة التي عرضت عليه ورافضاً أن ينحني لأعداء الأمة وكانت آخر كلماته بعد الشهادتين تتغنى بأمجاد الأمة وعروبة فلسطين قائلاً …. عاش العراق عاشت فلسطين حرّة عربية، أليس هذا العظيم في الشهداء هو من قال لأمريكا أعظم. لا. في التاريخ؟؟!! هذا الذي قالوا عنه أنه لغز التاريخ العربي وأنا أقول أن … الشهيد الرفيق صدام حسين هو التاريخ العربي. لروحك أيها الراحل تُرفع التحية مع الوعد القاطع، أيها الرفيق، أن نبقى على عهد الوفاء لمبادئ البعث التي آمنت بها واعتنقناها. نم قرير العين … يا أبا عدي … أيها الرفيق الغالي وإلى أن نلتقي.
3-ألتوقعات العالية وقضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضدّ إسرائيل جاسمين خليل تشير ميشيل بورجيس كاثالا، في مقابلة معها، إلى الانتصار القانوني الذي تحقّق من خلال التدابير المؤقّتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية. 05 شباط/فبراير 2024 ميشيل بورجيس كاثالا محاضِرة بارزة في كليّة الحقوق في جامعة إدنبرة، حيث تركّز على القانون الدولي العام والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وتتمحور اهتماماتها البحثية حول تطبيقات ومنازعات القانون الدولي في مختلف أنحاء العالم العربي. قبل انضمام بورجيس كاثالا إلى كليّة الحقوق، كانت محاضِرة في القانون الدولي ودراسات الشرق الأوسط لمدة خمس سنوات في كليّة العلاقات الدولية في جامعة سانت أندروز. أجرت "ديوان" مقابلة معها في أواخر كانون الثاني/يناير للاطّلاع على رأيها في القرار الابتدائي الصادر عن محكمة العدل الدولية بشأن الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا واتّهمت فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحقّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. جاسمين خليل: بعد القرار المؤقت الذي صدر عن محكمة العدل الدولية في 26 كانون الثاني/يناير في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضدّ إسرائيل، وردت تعليقات كثيرة عن كيفية تأثير قرار المحكمة في الوضع القائم في غزة. في هذا السياق، هلاّ تشرحين لنا عن اتفاقية منع الإبادة الجماعية للعام 1948 الصادرة عن الأمم المتحدة وعلاقتها بالقضية التي رفعتها جنوب أفريقيا؟ ميشيل بورجيس كاثالا: أعتقد أن تأثير القرار على الصراع في غزة كان جوهر ردود الفعل الإيجابية والسلبية التي شهدناها عقب صدوره عن المحكمة. أراد كثرٌ المزيد، أو اعتقدوا أن بالإمكان فعل المزيد. ولكن الأمر الأساسي هو أن القرار يجب أن يرتبط دائمًا ببندٍ محدّد ضمن اختصاص المحكمة. ثمة ثلاث طرق أساسية لعرض قضية على محكمة العدل الدولية. الطريقة الأولى هي من خلال معاهدة؛ والطريقة الثانية هي اتفاق الدول على رفع قضية أمام المحكمة؛ والطريقة الثالثة هي دخول الدول في اتفاقٍ خاص لطلب المساعدة من المحكمة. مما لا شك فيه أن إسرائيل لم تكن لتتّفق مطلقًا مع جنوب أفريقيا على رفع القضية أمام محكمة العدل الدولية. لذلك، كان على جنوب أفريقيا تحديد المعاهدات التي وقّعتها الدولة الأخرى والتي يمكن أن يكون لها رابط ما بالنزاع، وهي ظاهرة شهدنا عليها في الديناميات الأوكرانية الروسية أيضًا. بند التحكيم هو وسيلة يتم من خلالها تفعيل اختصاص المحكمة وفتح الدعوى. يتعلق الأمر بالعمل ضمن المعايير التي حُدِّدت من خلال محكمة العدل الدولية، لذا ربما ثمة معاهدة أخرى كان من الممكن الاستعانة بها لتحقيق غرض مماثل. يسود شعورٌ بالإحباط لدى الناس لأن اتفاقية منع الإبادة الجماعية لا يمكن أن تحقّق كل شيء. في هذه الدعوى، كان يجب توجيه جميع الأدلة نحو إثبات حدوث إبادة جماعية، ولهذا جرى الاستناد في نهاية المطاف إلى اتفاقية منع الإبادة الجماعية للعام 1948، التي هي بمثابة المرجع في هذه القضية. يمكن أن تختار الدول ما إذا كانت ترغب في الانضمام إلى هذه المعاهدة التي تتضمّن بندًا ينصّ على أن الدول يمكن أن ترفع خلافها إلى محكمة العدل الدولية حيثما يطرأ خلافٌ بشأن تفسير المعاهدة. تَعيّن على جنوب أفريقيا أن تُبيّن أنّ ثمة خلافًا حول نطاق المعاهدة أو تفسيرها. بدا ذلك واضحًا جدًّا، مثلما كان جليًّا إعلان جنوب أفريقيا أن ثمة قضية إبادة جماعية وإنكار إسرائيل ذلك. كان التباين واضحًا حول كيفية تطبيق معنى المعاهدة، وشكّل هذا المحور الأساسي للبتّ في اختصاص المحكمة. وبعد أن تحدّد المحكمة أنها صاحبة اختصاص، غالبًا ما تعقد جلسات منفصلة بشأن ما إذا بإمكانها تثبيت اختصاصها. وبعد الانتهاء من مرحلة المقبولية والاختصاص، تصل إلى مرحلة الأُسس الموضوعية التي تتعلّق بموضوع الدعوى. ولكن ثمة إمكانية منفصلة تُعرَف بالتدابير المؤقتة، والأساس الذي يُستنَد إليه في اتخاذ هذه التدابير هو طول مدة القضية خلال مرحلة الأُسس الموضوعية. تركّز قرارات المحكمة على الإبقاء على الوضع القائم. لم يتمكّن الفريقان من الاتفاق على تفسير المعاهدة وتطبيقها، ولذلك تَعيّن على المحكمة أن تضمن بقاء الأمور على حالها في هذه الأثناء، ولا سيما في ما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني. بإمكان المحكمة أن تأمر بسلوكٍ معيّن لمحاولة ضمان بقاء الوضع القائم على حاله. تُجمّد المحكمة الوضع القائم، وبهذا المعنى، لا تتّخذ أي نوعٍ من القرارات الموضوعية. ونظرًا إلى حدود التدبير المؤقت، أعتقد أنها قامت بعمل رائع. في ظل هذه القيود، لا أعتقد أنه كان بوسعنا أن نتوقّع أكثر من ذلك. يرى البعض أن المشكلة الكبيرة في قرار اتخاذ تدابير مؤقتة هي أن القرار لم يذكر أنه يمنع إسرائيل من شنّ حملة عسكرية. إذًا، لم تصدر المحكمة فعليًا أمرًا بوقف إطلاق النار. خلال الشهر المقبل، ستحاول إسرائيل إعداد تقرير تُبيّن فيه أنها تلتزم بالقانون في سلوكها، في محاولةٍ منها لإظهار أن عملياتها لا تستهدف البنية التحتية المدنية. من الآن فصاعدًا، أي خطوة عسكرية تقوم بها إسرائيل يجب أن تندرج بوضوح ضمن السلوك غير المصنّف بأنه إبادة جماعية. خليل: ما هي العناصر الأساسية التي استند إليها حكم المحكمة، وماذا ستكون تبعات هذا القرار على مدى الأسابيع المقبلة برأيك؟ بورجيس كاثالا: أعتقد أن الأمر تعلّق جزئيًا بتحديد ما إذا كانت المحكمة صاحبة اختصاص. كان عليها أن تبتّ، كما قلتُ سابقًا، في ما إذا ثمة قضية يمكن رفعها، وفي ما إذا كان ثمة خلاف. شكّك البعض في وجود أدلّة كافية على خلاف واسع بين الفريقَين. ولكن جنوب أفريقيا أثبتت أنها احتجّت سابقًا ووجّهت رسائل في محاولةٍ منها للتواصل مع إسرائيل. وبذلت جهودًا حثيثة بالفعل للتشديد على أنه ليس قرارًا موضوعيًا. أعتقد أن الأبعاد الأساسية التي دفعت حقًّا بالمحكمة إلى اتّخاذ قرارها هو استشهادها بتصريحات صدرت عن الكثير من كبار المسؤولين في الأمم المتحدة عن الكارثة الإنسانية المنهجية التي تحدث. وربطت المحكمة أيضًا تلك التصريحات بالكلام الذي صدر عن مسؤولين إسرائيليين وكشف عن وجود نيّةٍ بارتكاب إبادة جماعية. عند الجمع بين هذَين البُعدَين، ثمة عتبة كافية تؤشّر إلى إمكانية قوية، وفقًا للقانون الدولي، بأن لدى إسرائيل نيّة بارتكاب إبادة جماعية. ولكن القرار الأوّلي الصادر عن محكمة العدل الدولية لم يذكر أن ثمة فعلًا قضية مثبتة بارتكاب إبادة جماعية. لقد أعلن القاضي أن ثمة حتمًا خطرًا وشيكًا من هذا القبيل، وهو لا يشمل بالضرورة جميع عناصر الإبادة، ولكنه يشمل جميع عناصر الكارثة. لذلك، اتّخذت محكمة العدل الدولية قرارًا بمناشدة إسرائيل تنفيذ الخطوات التي طلبتها منها. لا يرقى ذلك إلى مستوى وقف إطلاق النار، إذ من الناحية التقنية، لا يتعلّق اختصاص المحكمة باستخدام القوة؛ ولا يقوم اختصاصها على النظر في ما إذا كان لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس. يستند اختصاصها إلى تحديد ما إذا ثمة احتمال بأن سلوك إسرائيل يندرج في إطار ارتكاب إبادة جماعية. بدلًا من ذلك، كان عليها أن تفصل، استنادًا إلى المعاهدة ومتطلبات إسرائيل بموجبها، في الطرق التي يجب أن تتصرّف وفقها إسرائيل. قد يقول بعضهم إن فرض وقف إطلاق النار ممكنٌ، لكنني أعتقد أن ذلك مستبعد نظرًا لأن القضاة يتحركون بسرعة كبيرة. خليل: ما النتائج المحتملة للقرار الصادر عن محكمة العدل الدولية على الصراع في غزة؟ بورجيس كاثالا: من الناحية التقنية، إن التدابير المؤقتة تُعدّ مُلزمة. ربما علينا التفكير بما تم تحقيقه حتى الآن. فلدينا الرأي الاستشاري الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في العام 2004 بشأن الجدار الفاصل الذي بنته إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واليوم بات لدينا هذا الحكم الابتدائي؛ ويُحتمل أن نصل إلى مرحلة الأُسس الموضوعية في وقت لاحق. يُشار في هذا الصدد إلى أن إسرائيل رفضت رأي المحكمة بشأن الجدار، معتبرةً أنه استشاري وأن هدفه كان الإجابة عن سؤال طرحته الجمعية العامة (أو يمكن أن يكون أيضًا سؤالًا من مجلس الأمن إلى المحكمة). من هذا المنطلق، لم يشكّل الرأي خلافًا، بل قدّم توصيفًا للوضع واقترح مفاعيل قانونية لإسرائيل ولأطراف ثالثة. وفقًا لهذا السيناريو، لم تكن إسرائيل مُلزمة بأي تدابير قانونية. أما في السياق الحالي، فالوضع مختلفٌ لإسرائيل. فهي قرّرت المشاركة في المحاكمة، وحتى إن لم تفعل ذلك، لما كان الوضع اختلف، لأن القضية هي خلاف بين دولتَين. وقد حدّدت المحكمة بوضوح أن اختصاصها يشمل النظر في هذه الدعوى، وعلى خلاف الرأي الاستشاري، فقد أصدرت هذه المرة قرارًا ملزمًا يتضمّن مجموعةً من التدابير المحدّدة. ولكن المحكمة لا تملك آلية لتنفيذها. من الناحية التقنية، يمكن لمجلس الأمن أن يتولّى ذلك، ولكن يجب أن نأخذ في الحسبان أن الولايات المتحدة ستستخدم على الأرجح حق النقض لمنع تنفيذ التدابير. جوهريًا، ما من طريقة لمحاربة ذلك، لكن هذا الأمر سيلحق الضرر بسمعة إسرائيل، إذ سيكون من السيّئ جدًّا لصورتها أن تتجاهل على نحو سافر قرار محكمة العدل. وفي ما يتعلق بالتقرير الذي ينبغي على إسرائيل تقديمه إلى المحكمة في غضون شهرٍ واحد من تاريخ صدور الحكم، أعتقد أنها ستحاول التعاطي مع ذلك بمرونة. فهي لا يمكنها أن ترفض ذلك. على المستوى الدولي، أعتقد أن إسرائيل ستصوّر نفسها على أنها ممتثلة لقرارات المحكمة الدولية، لكن السؤال هو ما إذا ستخفّف من وطأة عملياتها على الأرض. أعتقد أننا بحاجة إلى رؤية ضغطٍ كبيرٍ يُمارَس من الأطراف الثالثة. على سبيل المثال، بُعيد صدور القرار، طالب الاتحاد الأوروبي إسرائيل بالامتثال التام لأوامر محكمة العدل الدولية. برأيي، كان هذا بيانًا قويًا لأن الاتحاد الأوروبي بقي مكتوف الأيدي، على نحو متعمّد، حيال هذه الحرب. أعتقد أن محكمة العدل الدولية وسيلة فعّالة جدًّا لممارسة الضغط، لكن لا أظن أنها ستبدّل مسار الأحداث. ففي الكثير من الأحيان، تفعل إسرائيل كل ما تقدر عليه، إلى أن تدرك أنها وصلت إلى حدّها الأقصى. وعند هذه النقطة، تتدخّل الولايات المتحدة عادةً لكبح جماحها. في الوقت الراهن، تعتبر إسرائيل أن في وسعها مواصلة ما تفعله لأنها، برأيي، لم تواجه ضغوطًا أميركية كافية. مع ذلك، أعتقد أن بعض الأطراف الثالثة ستمارس ضغوطًا أكبر على الأميركيين بسبب قرار المحكمة الدولية. في نهاية المطاف، أرى أن الولايات المتحدة هي التي ستحدّد متى ستنتهي هذه الجولة من الصراع وكيف ستنتهي. خليل: من أيّ نواحٍ تؤثّر هذه الدعوى على منظومة العدل الدولية الأوسع؟ بورجيس كاثالا: إن لم يصدر القضاة أي قرارات أو تدابير، لشكّل ذلك خسارة كبيرة. بعد قضايا جنوب غرب أفريقيا في العام 1966 (حين رفضت محكمة العدل الدولية شكوى رفعتها أثيوبيا وليبيريا ضدّ جنوب أفريقيا لانتهاكها، من خلال سياسات الأبرتهايد ]أي الفصل العنصري[، واجباتها بصفتها قوة انتدابية على جنوب غرب أفريقيا بتفويض من عصبة الأمم)، لم تعد دول الجنوب العالمي تعير قرارات المحكمة الدولية أهميةً تُذكر. أما اليوم، فيبدو أن المحكمة تنبّهت إلى هذه الصفحة الشائنة من تاريخها، ووقعت عليها مسؤولية ضمان أن يُنظر إليها على أنها مُدركة للظلم الناجم عن الممارسات الاستعمارية المستمرة في فلسطين. نشهد مجدّدّا دينامية المعركة بين داود وجليات، وهي برزت أيضًا في الحرب الروسية الأوكرانية. لذا، أعتقد أن صدور قرار المحكمة بسرعة شكّل إنجازًا عظيمًا. تتألّف المحكمة في هذه القضية من سبعة عشر قاضيًا: ففي حالة عدم وجود قاضٍ من الدول الأطراف في القضية الخلافية، تقوم كلٌّ منها بتعيين قاضيها الخاص. وَجَب الحصول على تسعة أصوات مؤيّدة لإقرار التدابير المؤقتة، وقد نلنا خمسة عشر صوتًا مؤيّدًا وصوتَين معارضَين، وأعتقد أن هذا انتصارٌ كبير. لم تأمر المحكمة بوقف إطلاق النار، لكن لم يكن ينبغي توقّع ذلك أساسًا. من الآن وصاعدًا، ستتمحور المسألة حول مدى استعداد الدول والمؤسسات لاستخدام نفوذها سعيًا إلى ضمان احترام إسرائيل للقرار الصادر عن المحكمة. تحمل هذه القضية دلالة رمزية، إذ يبدو من خلالها أن دول الجنوب العالمي قد تتّخذ إجراءات أوسع ما لم تُظهر دول الغرب استعدادًا لدعم القرار.
4- حكومة الحرب الواهية في الكيان بقلم الرفيق ابو شجاع رام الله لا شك ان للسابع من اكتوبر وقعه القاسي والمؤلم على الكيان الصهيوني حكاما ومحكومين ارتقى وما زال الى الاحساس بتهديد وجودي لكيانهم بانت مفاعيله الاولى على الصعيد الشعبي بهجرة ما يقرب من المليون انسان في هجرة جماعية الى خارج الكيان وفي غالبية هؤلاء من اخذ قرار العودة للبلدان التي جاؤوا منها بلا عودة، وهذا الاحساس بالخطر والتهديٍد الوجودي دعا كل اقطاب الحكم والمعارضة على التماسك والاتفاق على الرغم من عمق خلافاتهم في الذهاب للحرب التي اعلنها نتنياهو على حماس وان هي بالحقيقة حرب على كل الشعب الفلسطيني وقضيته ووطنه، لقد ذهب بعض المعارضة كحزب غانتس الى المشاركة في حكومة الحرب بينما بقي لابيد داعما من الخارج واخرين بقوا صامتين اولا لانهم يتفقوا مع هدف الصهيونية في الاستحواذ والاستيطان بفلسطين مهما حاولوا تزيين ذلك بشعارات يسارية وتقدمية وقليلين منهم من تحرك ضميره الانساني ونطق بالحق او جزء منه، فاولمرت رئيس الحكومة الاسبق وان لا يختلف بالعداء مع حماس لكنه لا يرى ان اهداف الحرب قابلة للتحقيق وما هو الهدف منها غير اطالة امد الحرب والايغال في الدم الفلسطيني لقتل فرص السلام وقيام دولة فلسطينية معتدلة ولكسب الوقت للبقاء على راس حكومة اليمين الاشد تطرفا، وايهود باراك يتهم نتنياهو بالفشل والفاشل وانه طرح اهداف للحرب من الاستحالة تحقيقها وانه زعزع المجتمع الاسرائيلي واشغله في التعديلات القضائية للدرجة التي انسحب ذلك على الجيش والاجهزة الامنية مما تسبب في خلل بنيوي ادى لنجاح عملية الطوفان. والمؤرخ جدعون ليفي العسكري المخضرم الذي تسللت لعقله الصحوة مبكرا فقد كتب في عدة مقالات منتقدا الحرب وهذا التدمير والتطهير العرقي والتهجير مؤكدا لا حل الا باعطاء الفلسطينيين حقوقهم ووقف توغل اسرائيل في نظام الابارتهايد.اما اقطاب حكومة الحرب فتتنازعهم المصالح وان كانوا متفقين فيي العلن على المضي في الحرب حتى النهاية والتي اظن انهم في الخفاء مختلفون في المقاربات فغالانت تحركه عقدتان الاولى ان يحقق نصرا يدفع عنه وعن الجيش الفشل الذريع في السابع من اكتوبر والعقدة الثانية طموحه ان يحقق لنفسه انجازا تاريخيا يحمله ليكون بديل نتنياهو في رئاسة الليكود والحكومةٍ،اما غانتس فيسعى ليكون المنقذ للوطن من رئيس وزراء فاشل في وقت البلاد تخوض الحرب في موقف انتهازي يرغب ان تحمله هذه المشاركة الى زيادة مقاعده البرلمانية على حساب الليكود واليمين وبالتالي يتاهل لتشكيل الحكومة في اي انتخابات مبكرة بعد وقف الحرب واما ازنكوت كرئيس اركان سابق يريد ان يقول هو جندي للدفاع عن الوطن في مطمع ان تدفع به هذه المشاركة ليتراس موقعا متقدما في الحالة السياسية، اما لابيد زعيم المعارضة فلا يرى رغم الخطر ان السير مع نتنياهو الفاشل لن يستفيد منه غير نتنياهو شخصيا وسيجر الجميع ليكون في خدمته وسيتفرد في اتخاذ القرارات الحاسمة مستندا على حلفائه سموترتش وبن غفيرٍ. ان حكومة الحرب هذه التي صباح مساء يهدد بني غانتس بتركها وفعلا في حالة التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار لمدة 45يوم الاولى سيقفز من قاربها لانه يعرف انها ذاهبة لحتفها لخضوعها لشروط حماس في النهاية، وهكذا سيفعل ايزنكوت وسيعود نتتياهو لحكومة الكابينيت المصغرة والتي استبق ذلك بالامس نتنياهو واعلن ان قرارات الحرب ستتخذ اولا في الحكومة المصغرة ومن ثم تذهب لحكومة الحرب. هذه حكومة لملوم جمعها الخوف المصيري الذي نفسوا عنه بالانتقام غير المسبوق من كل الشعب الفلسطيني في غزة قتلا وتدميرا وتهجيرا، وكذلك المصالح الانتخابية وسيكون الرابح الاكثر عندما تنجلي غبار المعارك زعيم المعارضة لابيد.
5- الدولة الفلسطينية تقوم تلقائياً بعد التحرير بقلم أنيس فوزي قاسم* في وسط هذه المحرقة التي تلتهم أهلنا في غزة وتقطع أنفاسنا، يخرج علينا بعض المترفين البلهاء بمقولة إنه لا بدّ من منح الفلسطينيين «دولة»، والمثير للشك ان يتبنى هذه الدعوى فجأة زعيم الإمبريالية العالمية السيد جو بايدن، ويسايره في ذلك وزير خارجية بريطانيا دافيد كاميرون. كيف ولماذا اكتشف هؤلاء «الأسياد» هذه الدولة؟ وهل طرح هذا الاقتراح وسط المحرقة، صرفاً للانتباه عن جريمة الإبادة التي تجري بسلاح وطائرات أمريكية وبريطانية؟ إنه طرح مشبوه! إنه ـ تاريخياً- طرح مشبوه حقاً منذ أن أعلنه ياسر عرفات، فقد رأى أبو عمار أنه غير قادر على «تحرير» الأرض، فراح يتلطى خلف شعار «الدولة»، وأعلن عن قيام تلك «الدولة العتيدة» من الجزائر، مستغلاً تاريخ النضال المشرّف لأهلنا في الجزائر. ومن المثير للانتباه والاستغراب أن قام قادتنا الكرام بعد إعلان «قيام الدولة» من قبل أبو عمار بعناق بعضهم بعضاً مهنئين بـ»الدولة» التي لم تغادر «طائرة أبو عمار». وربما لم ينتبه أحد، أو ربما انتبه البعض من هؤلاء الكرام، أن أبو عمار قد مرّر في ذلك الاعلان قبوله بالقرار الأممي (242) توطئة لدخول «بيت الطاعة الأمريكي». وحين دخل بيت الطاعة ذاك، بدأ مسلسل التنازلات، حيث أعلن من باريس في العام التالي لإعلان «الدولة»، إن الميثاق الوطني أصبح «كادوك»، اي عفا عليه الزمن. ثم دخل إلى نفق أوسلو، حيث أعلن اعترافه ليس بإسرائيل، بل بـ»حق» إسرائيل في الوجود، ومضى استسلامه حيث وقّع على مسلسل أوسلو، الذي على الأرجح لم يقرأه ولا من حوله من مستشارين، قبل ان يوقعه، وسلّم راية الاستسلام إلى خليفته الذي كان أول مهندسي أوسلو، وما زال أبو مازن يكرر مقولة «الدولة الفلسطينية» ولكنه يبحث عمن يقدم الحماية لها تحت شعار «احمونا»! إن إنجاز التحرير ودحر المستوطنين هما القضية الوطنية، التي لا يعلو عليها أي مطلب، إذا أنجز شعبنا قضية التحرير فإن الدولة تأتي تحبو على قدميها،ويجب أن نستذكر ما روّجته القيادة الفلسطينية لتسويق أوسلو من أن «الدولة» هي في نهاية نفق أوسلو. ولو راجعنا اتفاقيات أوسلو جميعها والمرفقات والخرائط ومحاضر الاجتماعات المرفقة بها لا نعثر على كلمة «دولة»، مجرد ذكر. ومع ذلك، استمرت القيادة في الحديث عن «الدولة» التي هي، حسب قول القيادة «مفهومة ضمناً» في نهاية المرحلة الانتقالية. ولكن لم تشرح لنا القيادة أين تقع هذه «الدولة» في سطور أوسلو. ومضى زمن غرق فيه الباحثون عن المقارنة بين حلّ الدولتين، أو الدولة الواحدة، وأن الأولى أقرب إلى التحقيق من الثانية، إذ أن الدولة الواحدة تعني تفكيك الصهيونية، وهو بلا شك أقرب إلى تطهير العالم من أيديولوجية عنصرية أقسى وأشد أذى من أيديولوجية الحزب الاشتراكي النازي، وهذه عملية صعبة ومعقدة باعتبار أنها عقيدة مكرسة في خدمة الإمبريالية العالمية، وهذا مناط بقائها. ولا أقصد هنا التقليل من أهمية المفاضلة الأكاديمية بين الفريقين، وقد قدما أطروحات غاية في الذكاء والتفكير العميق. ومنذ اندلاع محرقة غزة، أعيد إحياء حلّ «الدولة الفلسطينية» من جديد، إلاّ أنه إحياء مشبوه جداً ومضلل إلى درجة كبيرة، حيث إنه ورد على يد رموز الإمبريالية العالمية، ما يجعل الأمر برمته تحت طائلة الشك. فمنذ متى تسعى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا إلى مصلحة الشعب الفلسطيني؟ ومنذ متى يجرؤ الاتحاد الأوروبي على طرح مشاريع خاصة بالقضية الفلسطينية خارج الإطار الأمريكي؟ وازدادت حميّة الولايات المتحدة لطرح مشروع الدولة الفلسطينية أثناء محاولاتها ما تطلق عليه تضليلاً، اسم «التطبيع» بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، أي هي رشوة و»جرّ رجل» المملكة إلى مستنقع التطبيع ـ والتطبيع في الواقع هو التعريف المهذب لخلق واقع «السيطرة» الصهيونية. وإذا نظرنا إلى الخريطة السياسية في إسرائيل، نجد أن هناك شبه إجماع على المعارضة الصريحة والقوية، لفكرة إنشاء دولة فلسطينية. إن الإسرائيليين يعتبرون إنشاء مثل هذه الدولة يشكل خطراً أمنياً ووجودياً على إسرائيل، فضلاً عن أن قيام دولة فلسطينية سوف يكبح جماح التوسع والتمدد الصهيوني في الإقليم المحيط. والمقولة الإسرائيلية التي يرددونها في معارضة قيام دولة فلسطينية بلا ملل وبلا شرح هي «الأمن»، وهي الهاجس الذي يهيمن على عقل وتفكير وأحلام كل حركات الاستيطان الاستعماري. إن تفتيت فلسطين إلى ضفة غربية ممزقة بالمستوطنات، والقدس التي يجري تهويدها بسرعة هائلة، وقطاع غزة الذي يجري تدميره ومحاولات مسمومة لتهجير سكانه، أو تصفيته بالطائرات إن قاوم التهجير، هي جزء من مخطط «الأمن» الصهيوني، حتى إن اتفاقيات أوسلو تم تصميمها لتحويل الثوار إلى أجهزة أمن تحمي المستوطنات والمستوطنين، وهو ما نشاهده حالياً في ما تقوم به سلطة أوسلو وأجهزتها الأمنية. فعن أي دولة أو دولتين يتحدث هؤلاء السادة الإمبرياليون؟ إن النفاق الأنكلوأمريكي بلغ مدى هزلياً، إذ أن ديفيد كاميرون وزير خارجية الاستعمار البريطاني يقترح دولة فلسطينية «منزوعة السلاح»، على غرار ما جرى في الضفة الغربية، في ظل حكم أبو مازن، وفي الوقت نفسه تقوم بريطانيا حالياً بتزويد إسرائيل بكل أنواع أدوات التدمير والقتل لشعب غزة، وطائرات النقل الإسرائيلية، لا تتوقف عن الإقلاع والعودة إلى مطارات بريطانية من قاعدتها في أكروتيري، في جزيرة قبرص، ومطارات بير السبع العسكرية. وهذا التنقل هو إضافة للجسر الجوي والجسر البحري بين الولايات المتحدة والقواعد العسكرية الإسرائيلية. وهل يعتقد السيد ديفيد كاميرون أنه بعد ان شاهد الفلسطيني درجة التوحش، بل الهمجية التي يتصف بها الإسرائيلي في قطاع غزة يمكن أن يقبل بالإقامة في دولة منزوعة السلاح؟ وأظن ان المنطق يفرض على الفلسطيني بعد محرقة غزة أن يضاعف تسليحه. إن أعمال الإبادة، التي ما زال يباشرها المستوطنون الصهاينة تجعل من إقامة الدولة فكرة سخيفة. وتثور ثائرة بعض الصهاينة المسيحيين واليهود (وربما بعض المسلمين) على حدٍّ سواء، حين يرفع المتظاهرون في مدن العالم شعار «من النهر إلى البحر، ستكون فلسطين حرّة»، ولكن حين رفعت منظمة التحرير الفلسطينية شعار إقامة دولة فلسطينية على حدود حزيران/يونيو عام 1967، لم يرق لهم ذلك، وراحوا يفاوضون، مرة على مبادلة أراضٍ، وأخرى على الإبقاء على المستوطنات. ثم راحت إسرائيل تبني مستوطناتها في داخل الأراضي المحتلة، ما يعني أن إسرائيل رفضت حتى إبقاء الأراضي المحتلة للفلسطينيين. فإذا رفضت إسرائيل ذلك العرض لماذا يلام الفلسطينيون إن سحبوا عرضهم بإقامة دولتهم في الأراضي المحتلة وطالبوا الآن بكامل الأرض التاريخية من النهر إلى البحر؟ وخلال هذه المناظرات، أين يقترح شيوخ الإمبريالية إقامة الدولة العتيدة؟ إن الهم الأكبر والطلب الأكثر إلحاحاً هو التحرير وليس قيام الدولة. إن إنجاز التحرير ودحر المستوطنين هما القضية الوطنية، التي لا يعلو عليها أي مطلب، إذا أنجز شعبنا قضية التحرير، فإن الدولة تأتي تحبو على قدميها. وهل أنجز اهلنا في الجزائر إنشاء دولتهم قبل إنجاز التحرير؟ *محام وكاتب فلسطيني.
6- خبر وتعليق بقلم الرفيق ابو علي - القدس: اخر خبر الليلة بلينكن يقول رد حماس يفوق الممكن ولكن فرصة الاتفاق كبيرة! علق وزير الخارجية الامريكي بلينكن على رد حماس والمقاومة عشية لقاءه بقادة الكيان على رد المقاومة بانه يفوق الممكن ولكن بالتفاوض يمكن تحقيق اتفاق فماذا يعني ذلك؟ ان بلينكن يريد ان يقول غير مسموح لاسرائيل الرد برفض مطلق للخطة المقدمة من حماس وان يبقى خيار التفاوض حولها لتحسين شروطها متاحا ووفق فاصل زمني لا يتجاوز العشر ايام لانه في راي الادارة الامريكية لا خيار سوى الاتفاق عكس ذلك عدم رفضة الخطة من نتنياهو والذهاب في اليوم التالي بوفده للقاهرة للتفاوض، وجاء التصريح لوزير الخارجية مرفقا بعصا الضغط العملي المتمثل برفض مجلس النواب تقديم حزمة المساعدات ب17 مليار دولار مع الطلب تحاشي دخول رفح. ان هذا يعني ان ضغطا حقيقيا بدات تمارسه ادارة بايدن للذهاب لتحقيق وقف تدريجي لاطلاق النار حيث يصبح صعبا بعد المرور بالمراحل الثلاث العودة للحرب وهي الالية الوحيدة الكفيلة بانزال نتتنياهو وحكومته وجيشه عن الشجرة بحفظ شيء من ماء الوجه والابقاء على فرص اعادة انتخاب بايدن رئيسا لدورة ثانية خاصة اته يجابه خصما شرسا كترمب.
7- رفض نتنياهو لشروط حماس وذهابه للتفاوض بقلم الرفيق ابو هنيدة القدس المحتلة اعلنت القسام والفصائل الفلسطينية المقاومة ردها المشترك على المقترح الرباعي الذي افرزه اجتماع باريس قبل اسبوع المتمثل بنعم المثقلة بجملة من الملاحظات تخفيفا وهي شروط في الواقع ثبتتها المقاومة تميزت بمراحلها الثلاث التي تمتد كل مرحلة لمدة 45 يوما وتحت وقف شامل لكل العمليات وللفعاليات العسكرية بما فيها عمليات الاستطلاع الجوي، مع انسحاب جيش الاحتلال الى الحافات الحدودية من كل توغلاته في المناطق السكنية، وما يرافق ذلك من السماح بتدفق المساعدات الانسانية الى كل مناطق القطاع بما لا يقل عن 500شاحنة يوميا،مع الافراج في المرحلة الاولى عن 1500 اسير فلسطيني يشمل كل النساء والاطفال والمرضى وكبار السن فوق سن الخمسين مع اشتراط المقاومة بحقها بتسمية 500من اسرى المؤبدات مقابل اطلاق سراح المدنيين ومن هم تحت عمر 19سنة من اسرى العدوٍ خلال المرحلة الاولى. تليها المرحلة الثانية والثالثة بما يفضي لوضع مطالب المقاومة موضع التطبيق في الوصول لوقف اطلاق نار شامل ودائم مع انسحاب كامل، ورفع للحصار وفتح للمعابر وتشغيل للكهرباءوالماء والسماح بادخال الاليات اللازمة لازالة الركام ووضع الخطط لادخال 60الف وحدة من البيوت الجاهزة والعدد المناسب من الخيم واعادة ترميم واصلاح المستشفيات والمنشات الانتاجية والصناعية والمخابز وتاهيلها مع وضع خطة لاعادة الاعمار في مدة لا تتجاوز 3سنوات مع الوصول لتبيض السجون وتبادل الجثث. لقد علق نتنياهو مستشيطا غضبا مرددا كالعادة من انه لن يوقف الحرب الا بعد ان يحقق النصر على حماس وتصبح غزة منزوعة السلاح، وانه اعطى اوامره بالبدء في الدخول الى رفح اخر معاقل حماس كما يدعي. لقد عبر الاعلام العبري عن موافقة حماس والمقاومة بانها نعم بطعم لا وانها شروطا للمنتصر وليست مجرد ملاحظات وان ثمن الموافقة عليها من حكومتهم هو اقرار بالهزيمة وتسليم بمطالب حماس واهمها تبييض السجون من الاسرى الفلسطينيين، ووقف فعلي ودائم للحرب دون تحقيق اي من الاهداف المعلنة وان الحديث عن ما بعد اليوم التالي قد اصبح وهما. ماذا يعني الصراخ والتاكيد على النصر الكامل في ضوء ذلك من قبل نتنياهو؟ ان هذا الهذيان تعبير عن عمق المازق الذي يواجهه هذا النتنياهو خاصة انه يواجه ضغوطا متعددة المصادر فمن ناحية تصاعد ضغط اهالي اسراه التي تتسع لتطالب بعودة ابنائهم، وضغوط الاكثر تطرفا من وزراء حكومته من حزبه وحزبي سموتريش وبن غفير للاستمرار في الحرب حتى تحقيق الاهداف وضغوط حاجته للذخائر والاسلحة التي باتت تشكل مشكلة حقيقية له وضغوط الوضع الاقتصادي والحراك الداخلي الرافض لاستمراره في قيادة الحكومة ولا نسقط ضغط الامتثال لقرارات محكمة العدل التي تلزمه بتقديم تقرير شامل عن امتثاله لطلباتها خلال شهر والاهم الضغط القاسي من الادارة الامريكية الذي تمارسه عليه كون اطالة الحرب واستمرارها يؤثر سلبا على فرص بايدن بالفوز،وخاصة مع تصاعد الراي العام الرافض لدعم اسرائيل في حربها ضد الشعب الفلسطيني والذي انعكس رسميا على عدد كبير يتجاوز 800شخص من كبار موظفي الادارات الحكومية الامريكية وعبر عن نفسه واثمر بان رفض الكونغرس منذ ايام تمرير قانون بمساعدة الكيان ب17 مليار دولار ٍ كل ذلك يعني بمعزل عن اللاءات والصراخ العالي فهو سيرضخ للموافقة على الصفقة وكل ما سيعمل عليه هو محاولة تحسين شروطها بالتفاوض غير المباشر الذي سيبدا الخميس في القاهرة بين وفد بلده ووفد من قيادة حماس، ليطيل عمر ائتلافه الحكومي الذي سيبدا في اليوم التالي لوقف اطلاق النار بالتاكل ليواجه سقوطه التام مع تثبيت الوقف الدائم للحرب.
8-صور من مصائب لبنان جاء في “الأنباء” الكويتيّة: انكشف المشهد في البلدات والقرى الحدودية الجنوبية على دمار هائل في منازل وبنى تحتية ومقومات العيش، ما يجعل العودة الوشيكة للنازحين من سكان هذه البلدات غير متيسرة، في حال الوصول إلى هدنة بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي، تتلازم مع الجهود الدولية التي تبذل لمنع توسع دائرة الحرب بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي. أرقام أولية شبه رسمية، تجعل من يطالعها مذهولا لجهة عودة الحياة إلى البلدات والقرى المتاخمة للجبهة مع إسرائيل. نزوح كامل من 30 قرية من 37 من قضاء بنت جبيل، ومثله لـ 28 قرية من 32 في قضاء مرجعيون. وحديث عن 8 آلاف تلميذ يتابعون العام الدراسي عن بُعد «أونلاين». وإشارة إلى نقل قسم لا بأس به من تلامذة هذه البلدات إلى مدارس في صور والنبطية ومدارس جمعية «المبرات» في بيروت.نزوح من الخيام وكفركلا والعديسة وحولا وطير حرفا والطيبة وعيتا الشعب ويارون واللبونة وشيحين والجبين وبرعشيت وغيرها… نزحت الغالبية من السكان إلى تلال مقابلة، كما حصل في حاصبيا، منطقة العرقوب القريبة من مزارع شبعا (تقع تحتها جغرافيا)، حيث البيئة هناك تشعر بأنها غير مستهدفة من العدو الإسرائيلي كما يحصل في بلدات وقرى المواجهة. إجماع على مقاربة رقم النازحين الإجمالي 100 ألف نسمة، بينهم 45 ألفا استقروا في مدينة صور ومحيطها، وتوزع البقية في المناطق اللبنانية، وإن كان القسم الأكبر لم يبتعد خارج الضفة الجنوبية لنهر الأولي في صيدا.إعلانات بالجملة عن نقل مصالح ومصانع وعيادات طبية من بنت جبيل وغيرها إلى النبطية وصور وبلدات أخرى. وتقديرات تشير إلى بقاء 500 مواطن في الخيام من أصل عشرة آلاف اعتادوا تمضية الشتاء هناك. وتخطى عدد البيوت المهدمة بالكامل في بلدة كفركلا المقابلة لمستوطنة المطلة الـ 560، وقد دمرت في شكل كامل وسويت بالأرض، ولم يبق منها معالم تشير اليها، ويتكرر المشهد في بلدات أخرى. والمحصلة ان حجم الدمار فاق ما حصل في حرب يوليو 2006، ما يعكس شعورا بالقلق حول عودة السكان بعد السكوت المتوقع لأصوات المدافع وهدير المقاتلات والمسيرات الإسرائيلية التي تقصف المناطق، ويقلق صوتها السكان الصامدين طوال الساعات الـ 24، اذ لا يغيب أزيز أصوات المسيرات. في بلدة دبين المتاخمة لجديدة مرجعيون، أعادت «أم حسين» وزوجها فتح البقالة التي تحمل اسم السيدة، بعد إغلاق استمر شهرين، لبقالة اشتغلت بقوة منذ خمسة أعوام، غابت بسطة الخضار التي كانت تعرضها السيدة التي ناهزت منتصف الخمسين من عمرها في الخارج، خشية تلف البضاعة لقلة الحركة التجارية، بسبب ضآلة عدد السكان المقيمين.الموردون لا يقصدون هذه البلدات، ما يجعل أصحاب المتاجر الكبرى يتجهون إلى مدينة صيدا للتبضع، وتأمين النقص الذي بدا واضحا في رفوف المحال على أنواعها، كما الحال في سوبرماركت حنا ادمون في بلدة القليعة الحدودية. وأفاد مقيم في البويضة بمرجعيون عن انقطاع المياه المعدنية لأكثر من شهرين، والتي كانت تؤمن إلى المنازل والمتاجر. وطال الحديث شكوى من أساتذة وتلامذة مدرسة في مرجعيون، الذين أطلقوا «صرخة وجع» توجهوا فيها «إلى كل من لم يكن يعرف ان جزءا من الوطن ينزف ويسير درب الجلجلة منتظرا الخلاص». فيما رفض القيمون على بعض المدارس إخضاع تلاميذهم للامتحانات الرسمية الخاصة بالثانوية العامة، بسبب تعليق الدروس حضوريا. مناطق تفتقد في الأساس مقومات الحياة من مستشفيات قريبة مجهزة لحالات طارئة. وضائقة اقتصادية ترخي بظلالها على مقيمين يحتاجون إلى المحروقات للتدفئة، والى حرية التنقل من دون خشية الاستهداف من المسيرات والطائرات الحربية. وتنعدم الحركة بعد غياب الشمس، وخصوصا قرب جسر الخردلي حيث نقطة مراقبة ثابتة للجيش اللبناني، تفصل بين المنطقة المشمولة بالقرار 1701 الذي أمن وقفا للنار بعد حرب يوليو 2006، والبلدات والقرى المؤدية إليها. «طرقات عدة لا تشهد حركة سير، مثل طريق كفركلا الخيام، ويلجأ السكان إلى الالتفاف عبر بلدات أخرى تشهد وتيرة أقل من الاستهداف الإسرائيلي، لقلة حركة المقاومين فيها».الكلام لشاب أربعيني من العديسة، الذي عرض لقصة سيدة شابة من الخيام «أعطت مفتاح منزلها للشباب (من المقاومة)، وكانت النتيجة تسوية المبنى المؤلف من أربعة طوابق بالأرض». «اليوم التالي» لوقف الحرب في جنوب لبنان يختلف كثيرا عن ذلك الذي شهده الجنوب بعد حرب تموز 2006. لا مقومات للحياة في بلدات تواجه تحديات جمة في ظروف طبيعية، ويعتمد أهلها على تحويلات مالية من أبنائهم والأقرباء من المغتربين. هناك وضع اللبنانيون المقيمون في أفريقيا والولايات المتحدة جنى العمر في منازل تخطت القيمة الإجمالية للواحد منها الـ 300 ألف دولار أميركي. لم يخش اللبنانيون إسرائيل، وشيدوا منازلهم قرب الجهة المقابلة للشريط الحدودي المنصوب في الجهة الشمالية من الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقد بنيت استراحات خارج المنازل لجعلها مضافة، وكان أهلها ينفخون نار الشيشة فوق السياج الفاصل. قد تبدو العودة صعبة إلى «بلدات وقرى المواجهة»، اذ دون ذلك إعادة إعمار كاملة تحتاج الى مبالغ طائلة. ولا داعي للحديث عن الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي تضرب البلاد منذ أواخر 2019، وحجز الودائع في المصارف لا بل تبخرها، وانهيار سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار الأميركي. لكن أبومحمد يأخذ مجة عميقة من سيجارته التي أعدها يدويا، من محصول التبغ الذي زرعه الموسم الماضي وباع القسم الأكبر منه إلى الريجي. وقال الرجل الثمانيني لـ«الأنباء» قائلا: «اعتدنا على مواجهة الصعاب والشدائد، وسيعود الناس مهما طال الغياب».
9-ملاحظات المفكر الروسي دوجين حول طوفان الاقصى دوجين في محاضرة في جامعة سان بطرسبورغ: 1-اسرائيل منيت بهزيمة مدوية يوم ٧ اكتوبر، لكنها ستمنى بهزيمة هي الأقسى في تاريخها بعد انتهاء العمليات البرية. 2- وإذا انتصرت اسرائيل عسكريا على حماس فستمنى بهزيمة سياسية، وإذا انتصرت عليها حماس عسكريا فستكون بداية حقيقية لدولة عمرها تجاوز ال75 عام ويبدوا أنها لن تصل عتبة ال80. 3- ان إنتصار حماس في غزة سيحولها من مجرد حركة تحرير إلى ضابط ايقاع سياسي وشريك مركزي في رسم خارطة الشرق الأوسط السياسية. 4- ان إنتصار حماس يعني أن تتحول قبلة المسلمين من مكة المكرمة إلى غزة. 5- اذا لم تسارع العربية السعودية كدولة مهمة في العالم الإسلامي والعربي بالاحتواء السياسي لحركة حماس فإن ذلك سيساهم إلى حد بعيد في خلخلة أعمدة الحكم الملكي في السعودية والأردن. 6- ان انتصار حركة حماس سيكون له تبعات سياسية على المنطقة الشرق اوسطية أكبر من تبعات ثورة الخميني سنة 79 في إيران. 7- في روسيا نراقب عن كثب مجرى الحرب الإسرائيلية في غزة ونعتقد أن ثمة زلزال سياسي كبير سيضرب المنطقة. 8- الولايات المتحدة ستترك حلفاءها في الشرق الأوسط يواجهون مصيرا مروعا شبيه بما حدث في فيتنام و أفغانستان. 9- الدول العربية والإسلامية معرضة لاهتزازات داخلية قوية إذا دخل رمضان المقدس لدى المسلمين وهم يشاهدون أطفال غزة يقتلون بالطائرات الأمريكية. 10- الإدارة الأمريكية وقوى الغرب النيوليبرالية صدمت من ٧ أكتوبر وصدمت من هجمات جماعة الحوثيين في البحر الأحمر.
10- هل خسرت اسرائيل الحرب؟ بقلم صالح حسن الدليمي إسرائيل من خلال حربها الحالية على قطاع غزة خسرت مجمل آليتها الدعائية التي بنتها على مدى 70 عاما، إذ شهد العالم كيف أنها تدمر وتقتل المدنيين بطريقة انتقامية بشعة، وأظهرت أنها ظالمة وليست مظلومة كما ظلت تروج عبر دعايتها، وأنها لا تريد السلام، لأنها تمارس الإرهاب بشكل واضح وعلني.والانتصار الوحيد الذي حققته إسرائيل في حربها على غزة هو سلسلة المجازر التي استهدفت النساء والأطفال والكهول، واستهداف المستشفيات والمدارس والمساجد، حيث سجل الإسرائيليون رقماً قياسياً في قتل الأطفال، عندما أصبحت هذه الحرب واحدة من أكثر الحروب في التاريخ استهدافاً للأطفال من حيث النسبة المئوية، إذ لم نسمع عن حربٍ من قبل كان نحو نصف ضحاياها من الأطفال، وأكثر من ثلثي الضحايا من النساء والأطفال، ما يعني أن الإسرائيليين لم يكن لديهم أي أهداف عسكرية، ولم يتمكنوا من الوصول إلى أي من معاقل المقاتلين ومواقعهم وقواعدهم.وإسرائيل لم تتمكن من تحقيق أي من أهدافها، ولم تتمكن من استرداد ولو أسير إسرائيلي واحد من غزة بالحرب، وإنما بالتفاوض والحروب تُقاس بنتائجها وليس بتفاصيلها اليومية، أي أن العبرة في المآلات وليس المسارات، فحسابات الربح والخسارة أو النصر والهزيمة في الحروب، ليست في كمية خسائر كل طرف ولا في أعداد الضحايا. وهناك شواهد تاريخية تشير إلى منتصرين رغم أنهم تكبدوا خسائر فادحة. وذكرت صحيفة The New York Times الأمريكية في تقريرها، أنه مقابل التنميط العنصري للفلسطينيين والتقليل من قيمتهم وقدراتهم العسكرية، والذي ساهم في عدم توقع طوفان الأقصى، بات يتشكل لدى إسرائيل تصوراً معاكساً تماماً عن المقاومين الفلسطينيين، لا سيما حماس، فيحيى السنوار هو أكثر شخصية مكروهة في إسرائيل، ولكن أكثر شخصية مرهوبة في الوقت ذاته، وبات له صورة أسطورية واغتياله هدفاً أساسياً للجيش الذي لا يقهر، كما باتت صلابة وصبر وكفاءة المقاتلين الفلسطينيين وصعوبة استسلامهم حديث كثير من المحللين العقلاء الذين يتحدثون عن صعوبة الانتصار على حماس. حتى إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق دان حالوتس قال إن إسرائيل خسرت الحرب ضد حماس، وإن صورة النصر الوحيدة التي ستتحقق هي الإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.وأضاف: "لن تكون هناك صورة للنصر في هذه الحرب، بل صورة للخسارة فقط مع وجود 1300 قتيل و240 مختطفاً و200 ألف لاجئ". وإحدى المفارقات الكبرى في المجتمع الإسرائيلي في الوقت الحالي أنه رغم انجرافه نحو التطرف تجاه الفلسطينيين وبالتالي ازداد معسكر السلام ضعفاً، إلا أن المجتمع الإسرائيلي، فقد ثقته أيضاً في السياسيين اليمينيين، سواء الليكود الذي تحول لواجهة حزبية لشخص بنيامين نتنياهو الذي ارتبط اسمه بدوره بفشل 7 أكتوبر/تشرين الأول، كما امتد السخط لزعماء اليمين الأكثر تطرفاً مثل إيتمار بن غفير وسموتيرتش، الذي يشعر كثير من الإسرائيليين أنهم ورطوهم في سياستهم المتطرفة بما جرى، كما أنهم يفتقدون للخبرة العسكرية والأمنية، وأنهم هواة رغم خطاباتهم الزاعقة. في المقابل، تصاعدت الثقة في بيني غانتس القائد العسكري السابق، الذي قدم نفسه بانضمامه لحكومة نتنياهو في وقت الحرب كرجل يترفع عن الصغائر، ويحرص على دعم خصمه نتنياهو إلى أن تنقشع الأزمة.ولكن هذا المجتمع نفسه حتى لو منح صوته لغانتس الذي يوصف بالوسطي، فإنه لن يقبل منه أن يبرم تسوية معقولة مع الفلسطينيين، وسيطلب منه أن يواصل سياسته الأمنية المتشددة ضدهم، وهو ما سيؤدي لرد فعل من قبل الفلسطينيين، سيقابله غانتس بالقمع، الأمر الذي سيؤدي لانتقام من المقاومة الفلسطينية وإدانة دولية وتكرار لدورة العنف الحالية المدفوعة بشيء واحد هو استمرار الاحتلال.
11- الدولة الفلسطينية كحاجة مُلحّة لتوازن العالم بقلم جهاد الزين 06-02-2024 المصدر: "النهار" بعد الهولوكوست النازي (وهو أوروبي)، ها هي الآن الدولة الفلسطينية تصبح، كمشروع وكواقع، حاجة لتوازن العالم أخلاقيا وسياسيا وأمنيا.وحدهم الإسرائيليون بقيادة اليمين العنصري (وباستثناء أقلية من النخب اليسارية والليبرالية) هم خارج هذا التوافق - التوازن العالمي.تلقّيتُ على "الواتس أب" نسخة عن ملف قامت بإعداده مجلة "جويش ريفيو أوف بوكس" تحت عنوان " قبل وبعد 7 أكتوبر" وتضمّن مقاطع من شهادات لنُخَب يهودية أميركية وإسرائيلية (15 شخصا) متنوعي المهن بين الأكاديميا في معظمهم والديبلوماسية والثقافية. جميع الإجابات، حتى القلة التي لا تزال مؤمنة بإمكان التعايش المستقبلي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، تعكس شعورا عميقاً بالاهتزازالوجودي كيهود، أفرادا وجماعة، بعد 7 أكتوبر.أحد الآراء اعتبر أن 7 أكتوبر يمكن أن تكون حرّرت اليهود من وَهْم إمكان حكم ملايين الفلسطينيين في دولة واحدة وأعادت الاعتبار لفكرة دولة فلسطينية. رأي آخر وربما وحيد أبدى استمرار إيمانه بإمكان العيش المشترك بين الفلسطينيين والإسرائيليين أما الآخرون فكانوا تحت هول تغيير معتقداتهم السياسية والثقافية بسبب 7 أكتوبر، وأكثر من رأي بينهم اعتبر أن الفارق الذي كان قائما بين العداء للسامية والعداء لاسرائيل قبل 7 أكتوبر تلاشى بعد 7 أكتوبر وأصبح العَداءان للمرة الأولى عداءً واحدا لا فارق بينهما. إحدى المشاركات (ليا سارنا)قالت انها هي التي كانت مؤيدة للحركة النسوية في العالم وخصوصا ضد التحرش والعنف بحق..
12 - الموقف من محكمة العدل الدولية بقلم منير شفيق قبول محكمة العدل الدولية النظر في الدعوى التي قدمتها دولة جنوبي أفريقيا، ضد "دولة إسرائيل" (الكيان الصهيوني). وجّه صفعة قوية للكيان الصهيوني ولأمريكا والغرب عموماً. لأن محتوى الدعوى يستند إلى قانون الإبادة البشرية. وهي بالطبع أبشع تهمة توجّه إلى دولة، وأسوأ جريمة ترتكبها دولة. فكيف إذا كانت الدولة المعنية "دولة إسرائيل" التي عوملت، منذ تأسيسها، باعتبارها الدولة الوحيدة فوق القانون، مهما انتهكت من قانون دولي، وارتكبت من جرائم القتل الجماعي، وجرائم حرب. ولهذا، وبالضرورة يكون مجرد تشكيل محكمة العدل الدولية، ولهذا الغرض، (اتهام الكيان الصهيوني، بارتكاب جرائم القتل الجماعي، انتصاراً مهماً للقضية الفلسطينية، وحاضراً للمقاومة والشعب في قطاع غزة.وقد أدّى فوراً، وقبل أن تعقد المحكمة أولى جلساتها، إلى إعطاء دفع قوي للتظاهرات، والرأي العام العالمي للمضيّ، بعزائم أشدّ، في إدانة الكيان الصهيوني باعتباره مجرم حرب، ومجرم إبادة، ومنتهك للقانون الانساني الدولي.ولا يقللن أحد من أهمية الرأي العام العالمي راهناً ومستقبلاً. اقتضت الجلسات الأولى للمحكمة أن تدرس حيثيات دعوى دولة جنوبي أفريقيا، وردّ الكيان الصهيوني عليها، وقد انقسم طلب الدعوى إلى قسمين رئيسيين: الأول إصدار قرار بوقف إطلاق النار، والثاني مراجعة الحيثيات المتعلقة، بمدى مطابقة الدعوى، مع القوانين الخاصة بجرائم القتل الجماعي فيها. وهو ما يتطلب ما يزيد على سنة، وربما أكثر، لاتخاذ قرار الإدانة. وذلك بالرغم من أن هذه التهمة الموحهة للكيان الصهيوني، لا تحتاج من محكمة العدل الدولية، إلى أي تحقيق، وتقديم بيّنات، لأن ارتكاب الكيان الصهيوني لجرائم الإبادة، طوال مائة يوم، مشهودة أمام العالم كله، كما أمام قضاة المحكمة، وبالصوت والصورة، فضلاً عن تصريحات كبار مسؤولي الحكومة الصهيونية المعلنة، وبلا محاولة نكران، أو نفي، بإظهار النية والتصميم لارتكاب الجريمة، وصولاً إلى مطالبة وزير الآثار الصهيوني بإلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة. ومع ذلك، بالطبع، لا بد للمحكمة كما تقتضي إجراءاتها، في العادة، أن تذهب إلى التحقيق ومناقشة البيّنات، ولمدى، ربما سنوات حتى تصدر قراراتها النهائية.وبالمناسبة، في هذه القضية، وطوال المائة يوم، أعلنت عشرات الملايين، أو مئات الملايين من المتظاهرين والمتظاهرات في كل بلدان العالم، إدانتهم للكيان الصهيوني باقتراف الجرائم، وبأكثر، مما هو مطلوب من المحكمة أن تصل إليه. وطبعاً مع ذلك، لا بدّ للمحكمة أن تأخذ وقتها، ولا بد لنا من أن ننتظر. اتخاذ القرار في التاسع والعاشر من تشرين الأول/أكتوبر 2023.من هنا ما كان لأمريكا، بسبب نفوذها وسطوتها العالمية، ومعها عدد من الدول الغربية، إلاّ أن ترفض الإقرار بما رأته عيناها، وشاركت فيه بنفسها، بأن ثمة جرائم حرب وإبادة، ليس هذا فحسب، وإنما، وبلا حاجة إلى معلومات، راحت تمارس مختلف الضغوط (التهديدات والإغراءات) على أعضاء المحكمة لعدم إصدار قرار، حتى بوقف إطلاق النار، ولو من قبيل الاحتراز من استمرار جرائم الإبادة. وذلك لبدء الضغوط الأشدّ لتسييس قرارها النهائي. ولهذا تجنبت المحكمة إصدار قرار لوقف إطلاق النار، على العكس مما فعلت، وبسرعة البرق (29 يوماً) حين أصدرت قراراً ضد روسيا، ونصّه "يجب على روسيا الاتحادية أن تعلق فوراً العمليات العسكرية التي بدأتها في 24 من فبراير/شباط 2022 على أراضي أوكرانيا". وذلك إلى جانب ما أبدته من شعور "بقلق عميق إزاء استخدام القوة" (الروسية)، وما يثيره من "مشاكل خطيرة جداً بالقانون الدولي". فقد طلبت وقفاً لإطلاق النار فوراً حيث لا تهمة بارتكاب جرائم إبادة. فيما جرائم الإبادة في غزة مستمرة، وقد تنفسّ مرتكبوها الصعداء، لعدم صدور الأمر بوقف اطلاق النار في عدوانهم على غزة. حقاً ليس من الحكمة، ولا بدّ من إقامة التوازن الصحيج، أن تشنّ حملة شعواء على محكمة العدل الدولية، بسبب عدم الأمر بوقف إطلاق النار. وذلك لأن الأهم جرأة المحكمة، بقبول دعوى الإبادة ضد الكيان الصهيوني، ووضعه في قفص الاتهام من جهة، ومضيّها، من جهة أخرى، بإجراءات المحاكمة، على الرغم من تناقضهما مع عدم صدور القرار الاحترازي بوقف اطلاق النار.فتلك الجرأة هي الأهم في حساب هذين المتناقضين في موقف المحكمة. الأمر الذي يجب إبراز الأهمية التاريخية والاستراتيجية، لمجرد إدخال الكيان الصهيوني في قفص الاتهام، بأخطر جريمة ترتكبها دولة. ما ينبغي للموقف الأمريكي أن يحسب بأنه وراء الانحياز الأعمى للكيان الصهيوني فحسب، وإنما هو أيضاً موقف لحساب إدارة بايدن الشريكة في استراتيجية جرائم الإبادة المستمرة في قطاع غزة، ولم تزل. وهي شريكة في اتخاذ القرار في التاسع والعاشر من تشرين الأول/أكتوبر 2023. أي قرار الرد على السابع من أكتوبر، كما في استخدام الكيان الصهيوني للطائرات الأمريكية، والقذائف الأمريكية في تنفيذ جرائم الإبادة ضد المدنيين مسنين ومسنات، ورجالاً ونساءً وأطفالاً، وبيوت سكن ومنشآت مدنية من مساجد وكنائس ومدارس ومستشفيات. هذا، وإلى جانب إبقاء التقدير العالي، لجرأة قبول محكمة العدل الدولية، للدعوى المقامة من قِبَل دولة جنوبي أفريقيا ضد "دولة إسرائيل"، فإن باقي محتويات قرارها الذي لم يأمر بوقف إطلاق النار، تضمنت حثاً للكيان الصهيوني بضرورة الالتزام بكل البنود التي تضمنتها الاتفاقية الدولية بمنع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية، فيما يتعلق بالفلسطينيين في غزة. الأمر الذي يتضمن موضوعياً، اتجاها مبطنا لاتهام الكيان الصهيوني، بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية التي تنصّ عليها الاتفاقية الدولية. ولكن الامتحان الحقيقي فهو في صدور القرار النهائي إن كان هناك، بسبب الضغوط، قرار نهائي.ومن ثم ضرورة الإفادة من محكمة العدل الدولية في المرحلة الراهنة في تعبئة الرأي العام.
13- أخطر الاحتلالات التي يجب أن نقاومها في وطننا سورية زهير سالم 9/2/202 كل الاحتلالات المنتشرة على الأرض السورية مرفوضة وخطيرة ومدمرة؛ سواء منها ما تم بدعوة بشار الأسد، أو ما تم خارج إطار هذه الدعوة. ولكن أخطر هذه الاحتلالات، الاحتلالات ذات الطبيعة الاستيطانية، أو الأهداف التقسيمية، بإقامة دويلات أو إمارات تابعة وحليفة..فمن الأول الاحتلالان: الصهيوني في الجولان، وقد أعلنت دولة الكيان ضم الجولان جغرافيا وديمغرافيات منذ ما يقرب من نصف قرن. ثم احتلال ميليشيات الولي الفقيه المتعددة الجنسيات، والتي انتشرت على الأرض السورية منذ عقد، والتي أخذ الكثير من مكوناتها، يبحثون عن سبل لاختراق المجتمع السوري، والديمغرافيا الوطنية. مسمار جحا للولي الفقيه أكثر خطرا. وتحول أفراد هذه العصابات إلى مستوطنين من نوع جديد، ومنحت لهم الجنسيات، وذللت أمامهم العقبات. احتلال الكيان الصهيوني للجولان له أبعاده العسكرية والأمنية والوطنية. انغماس عصابات الولي الفقيه في الجسد السوري، له أبعاده المجتمعية الأخطر. ويمكن أن نقول مثل هذا عن لبنان وعن العراق وعن اليمن..أليس عجيبا أن مسيحيي لبنان يجدون أنفسهم في لحظة خُمار ودوار حضاري، أنهم أقرب إلى الولي الفقيه الإيراني منهم إلى الإمام الأوزاعي الذي عرفوه وألفوه؟؟!!المهم هذه سيرورة أو صيرورة المشهد، والأخطر أن أطراف المعادلة السورية، لا يكادون يدركون خطورة هذا، ولا يفكرون ببرامج عملية للتصدي له. وعندما أقول أطراف المعادلة السورية فإنني أعنيها.هناك مثل شامي "الجكارة في الطهارة" فهل يفكر القائمون على المشهد السوري بكل أبعاده، بخطورة هذا الاختراق ذي البعدي الحضاري والمدني والقومي والطائفي المقيت، للمجتمع السوري. مجتمع قدم للحضارة الإنسانية الحرفَ والقرمزي. سأميز على مسؤوليتي: العلويون في سورية ليسوا طائفة "ديّانة" وهم قليلا ما حاولوا أن يستفزوا من حولهم بعقائدهم، بل هم أقرب إلى التكتم عليها لأسباب تعنيهم. ويمكن أن تصنفهم بسوادهم أنهم غير مهتمين دينيا. الطائفية التي كان يشكو منها المجتمع السوري وما زال، هي الطائفية السياسية أو التمييزية على مستوى الفرص الوطنية. العلويون في سورية يعجبهم أن يندمجوا دينيا، وهم حريصون على أن يُقبلوا، حتى يوم مات حافظ الأسد، قدم بشار الأسد شيخا سنيا ليصلي عليه..الاختراق أو الاحتلال الذي نتحدث عنه ذو طبيعة أخرى..التصدي له لا يكون بالأساليب العسكرية والأمنية فقط، كما الاحتلال الصهيوني؛ بل يحتاج إلى برامج إسلامية وثقافية وتمدينية دقيقة وحذرة، فطبيعة هذا الاحتلال منافية لقواعد التمدن البشري، والعمران الحضاري، بما نتابعه من لطم على الرؤوس، ورمي الأضرحة بالأحذية... سأعترف أن بعضا من خطاب بعض ممن يسمون أنفسهم "أهل سنة" يخدم مشروع الاحتلال هذا من حيث لا يشعرون..أي يخدم مشروع الاختراق الطائفي.ومشروع الولي الفقيه إن انتصر في سورية وفي العراق وفي لبنان وفي اليمن، فإنه يؤسس لصراع أبعد مدى من الصراع السياسي الذي يدور حاليا، ولن ينتهيَ بانتهائه.وسيضع مجتمعات متمدنة متحضرة مثل المجتمع السوري، أمام كتلة كثيفة من التخلف الإنساني، يخرج في مثل شوارع لندن، ويشج رأسه بالساطور، وهو ينادي "واحسيناه" والعقلاء ينادون "واسوأتاه"كل الاحتلالات في سورية تحتاج إلى مشروعات وطنية لمقاومتها، إلا مشروع عصابات الولي الفقيه، فهي تحتاج إلى مشروع أكثر شمولا ونوعية، وإلى لقاح ومصل ومواجهة ومكافحة واستئصال,,, إلى أولي الأحلام والنهى من السوريين على جميع الضفاف أكتب,,,
التقارير والاخبار 1- مئات المسؤولين الغربيين يحتجون على سياسات حكوماتهم بشأن حرب غزة بقلم توم بيتمان وقع أكثر من ثمانمائة مسؤول في الولايات المتحدة وأوروبا على بيان يحذّرون فيه من أن سياسات حكوماتهم بشأن حرب غزة، يمكن أن ترقى إلى مستوى الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي.وقال البيان الذي وقعته دول على ضفتي الأطلسي، وحصلت بي بي سي على نسخة منه، إن إداراتهم تخاطر بالتواطؤ في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في هذا القرن، وأن نصائحهم كخبراء هُمِّشت. ويعدّ البيان أحدث مؤشّر على وجود مستويات عالية من المعارضة داخل بعض حكومات حلفاء إسرائيل الغربيين الأساسيين.وتحدث أحد الموقعين على البيان، وهو مسؤول حكومي أمريكي، يتمتع بخبرة تزيد عن خمسة وعشرين عاماً في مجال الأمن القومي، لبي بي سي عن التجاهل المستمر لمخاوفهم.وأضاف المسؤول الذي تحدّث شرط عدم الكشف عن هويته: الأمر المختلف حقاً هنا هو أننا لا نفشل في منع شيء ما، بل نحن متواطئون... وهذا يختلف جوهرياً عن أي موقف آخر أستطيع تذكره. ووقّع على البيان موظفون حكوميون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واحد عشر دولة أوروبية بما في ذلك المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا.ويقول التقرير إن إسرائيل لم تظهر أي حدود في عملياتها العسكرية في غزة، التي أدّت إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، وكان من الممكن تجنب ذلك، إلى جانب... المنع المتعمد للمساعدات... ما يعرض آلاف المدنيين لخطر المجاعة والموت البطيء. وأضاف: هناك خطر حقيقي من أن تساهم سياسات حكوماتنا في الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي وجرائم الحرب وحتى التطهير العرقي أو الإبادة الجماعية.لم يُعلن عن أسماء الموقعين على البيان، ولم تطلع بي بي سي على لائحة الموقعين، لكنها علمت أن نصفهم تقريباً مسؤولون يتمتع كل منهم بخبرة لا تقل عن عشر سنوات في العمل الحكومي.وقال سفير أمريكي متقاعد لبي بي سي إن التنسيق بين الموظفين الحكوميين المعارضين في حكومات عدّة كان غير مسبوق. وقال روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في الجزائر وسوريا: إنها تجربة فريدة من نوعها في مراقبة السياسة الخارجية خلال الأربعين سنة الماضية.ويربط فورد ما جرى بالمخاوف داخل الإدارة الأمريكية في عام 2003، بشأن المعلومات الاستخباراتية الخاطئة التي أدت إلى غزو العراق، لكنه قال هذه المرة إن العديد من المسؤولين الذين لديهم تحفظات، لا يريدون التزام الصمت.وأضاف كان هناك أشخاص يعرفون، ويعرفون أن المعلومات الاستخباراتية تخصع للانتقاء، ويعرفون أنّه لا توجد خطة لليوم التالي، لكن لم يقل أحد أي شيء علناً. واتضح أن ذلك يمثّل مشكلة خطيرة. وقال إن مشاكل حرب غزة وتداعياتها خطيرة للغاية لدرجة أنهم يشعرون بأنهم مضطرون لاتخاذ موقف علني.ويجادل المسؤولون في البيان بأن الطبيعة الحالية للدعم العسكري أو السياسي أو الدبلوماسي الذي تقدمه حكوماتهم لإسرائيل دون شروط حقيقية أو مساءلة لا تخاطر فقط بمزيد من القتلى الفلسطينيين،لقد تجاهلت العمليات العسكرية الإسرائيلية كل الخبرة المهمة في مكافحة الإرهاب المكتسبة منذ عام 9/11... العملية العسكرية لم تسهم في هدف إسرائيل المتمثل في هزيمة حماس، وبدلاً من ذلك عززت جاذبية حماس وحزب الله وغيرهما...، بحسب ما ورد في البيان.ولكنها تهدد أيضاً حياة الرهائن الذين تحتجزهم حماس، وكذلك أمن إسرائيل. والاستقرار الإقليمي. ويقول المسؤولون إنهم أعربوا عن مخاوفهم المهنية داخلياً لكن غلبتهم الاعتبارات السياسية والأيديولوجية.وقال مسؤول بريطاني دعم البيان لبي بي سي إن هناك خروجاً متزايداً عن الصمت بين الموظفين الحكوميين.وأشار المسؤول إلى تداعيات الحكم الأولي الذي أصدرته محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي في قضية رفعتها جنوب إفريقيا، والتي طلبت من إسرائيل بذل كل ما في وسعها لمنع أعمال الإبادة الجماعية.وأضاف إن رفض وزير خارجيتنا لقضية جنوب أفريقيا باعتبارها غير مفيدة يعرض النظام القائم على القواعد الدولية للخطر. وقال المسؤول الذي تحدث شرط عدم الكشف عن اسمه: لقد سمعنا وزراء يرفضون الادعاءات ضد الحكومة الإسرائيلية دون تلقي المشورة القانونية المناسبة والمثبتة بشكل جيد. يبدو أن نهجنا الحالي لا يخدم مصالح المملكة المتحدة أو المنطقة أو النظام العالمي.وتم التواصل مع وزارة الخارجية الأمريكية، ومفوضية الاتحاد الأوروبي، ووزارة الخارجية والكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة للتعليق. وأشار البيان إلى أنه إضافة إلى التدمير غير المسبوق للأرواح والممتلكات في غزة، فإن العملية العسكرية الإسرائيلية لا تظهر،على ما يبدو استراتيجية عملية للقضاء على حماس، وأنه لا يوجد حل سياسي لضمان أمن إسرائيل على المدى الطويل.ويدعو البيان الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية إلى التوقف عن التأكيد للجمهور على أن هناك مبرراً استراتيجياً يمكن الدفاع عنه وراء العملية الإسرائيلية. يرفض المسؤولون الإسرائيليون باستمرار تلك الانتقادات. ورداً على البيان الجديد، قالت السفارة الإسرائيلية في لندن إنها ملتزمة بالقانون الدولي. وقالت إسرائيل تواصل العمل ضد منظمة إرهابية ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.ويدعي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الضغط العسكري الكامل على حماس سيؤمن الإفراج عن المزيد الرهائن، بينما يقول الجيش الإسرائيلي إنه دمر بنية تحتية كبيرة تحت الأرض تستخدمها الحركة، بما في ذلك مراكز القيادة ومواقع الأسلحة ومنشآت احتجاز الرهائن. وقال الجيش الإسرائيلي السبت: في أنحاء مدينة خان يونس، قضينا على أكثر من ألفَيْ إرهابي فوق الأرض وتحتها.ورفضت إسرائيل اتهامها بأنها تستهدف المدنيين عمداً، وقالت إن حماس تتخفّى داخل وحول بنى تحتية تخصّ المدنيين.ومنذ بداية الحرب، قُتل أكثر من 26,750 فلسطينياً وجُرح ما لا يقل عن 65 ألف آخرين، وفق مسؤولي الصحة في قطاع غزة، الذي تحكمه حماس، وتحاصره إسرائيل ومصر منذ عام 2007.ويقول مسؤولون إسرائيليون إن تسعة آلاف قتيل كانوا من مقاتلي حماس، لكنهم لم يقدموا دليلاً على هذا الرقم. وقُتل أكثر من الف و مائتان شخص في إسرائيل خلال هجمات حماس في السابع من شهر تشرين الاول، وتوفي مائة آخرون متأثرين بجراحهم، بحسب مسؤولين إسرائيليين، واحتجز أكثر من مائتان و خمسون شخصاً كرهائن في غزة.ورغم أن الإدارة الأمريكية قالت مراراً وتكراراً إن عددا كبيراَ جداَ من الفلسطينيين قتلوا في غزة، إلا أنها لا تزال ترى أن لإسرائيل الحق في ضمان أن السابع من شهرتشرين الأول لن يتكرّر أبداً مرة أخرى.
2-تسريب بشان صفقة القرن. بعد ان تكدس مليون و نصف فلسطيني في مدينة رفح الفلسطينية و على بعد امتار بسيطة من الحدود الدولية مع مصر اتفق السيسي و نتانياهو في اتصال مباشر اول امس و بعلم امريكي على الاتي.الجيش الصهيوني سوف يقوم بعملية على رفح من شمالها بحجة تسلل مقاتلين من حماس داخل رفح و اتخاذ المدنيين دروع بشرية ليضغط السكان الى الجنوب، و سوف يقوم بضرب بعض التجمعات لاحدث مجازر بشرية كبيره بين المدنيين و عندما يندفع السكان نحو الحدود جراء القصف سيتم استقبال بعض منهم ثم يتم القصف مباشرة على المجموعات التي تعتبر قريبة من الحدود فتتجه للسلك الشائك مباشرة فتقصف السلك الشائك من عدة نقاط فيندفع الناس داخل سيناء و باعمال سياسة الامر الواقع سوف تستقبلهم مصر و تعترض مصر و تهدد و تتوعد.. و المطلوب من نتانياهو بناء على طلب السيسي ان ينتهي من هذه العملية قبل انتهاء الشهر الذي حددته محكمة العدل الدولية يعني خلال ٣ اسابيع.و ان مصر سوف تعترض على هذه الاجراءات لدى الامم المتحدة و سوف تماطل امريكا في عقد جلسة لمجلس الامن لحين انتهاء عملية اسمها الحركي "الامر الواقع" و بعدها سيتم تسهيل دخول عدد كبير من الفلسطينيين الى سيناء و سوف يخرج السيسي بكلام معسول اننا لن نتركهم يموتون امام اعيننا و لا نتدخل لانقاذهم، و ستعلن اسرائيل بعد نزوح معظم السكان وقف اطلاق النار و ستعلن اسرائيل مراقبة الحدود و قصف من يتحرك هناك بحجة مراقبة تدفق السلاح لداخل غزة من مصر و تمنع دخول و خروج الافراد من غزة الى مصر و لتنفيذ هذا سوف تحتل بقوات برية كامل الحدود او ما يعرف بمحور فلادلفيا. و قال نتانياهو للسيسي سوف يتم تكوين لجان لم الشمل للاسر بعد ذلك كي تسمح لمن لم يتمكن من عبور الحدود اذا كان له اقارب من الدرجة الاولى و الثانية يمكنه العبور للجانب المصري يعني الاب و الام و الابن و الابنة و الاخ و الاخت و هذا يعني لو هناك اخ واحد دخل مصر يمكنه ان يدخل ٥٠ واحد من اخوته و اولادهم بالطبع و اخوانه و زوجها يفعل ذلك مع اهله كي يتم تفريغ غزة خلال عام و تحت اشراف لجنة دولية سوف تشكلها امريكا للمساعدة و سوف تكون مهمتها تسهيل عبور الناس الى سيناء. المقابل هو ابقاء السيسي في السلطة و مبلغ محترم لهؤلاء البشر و تسهيلات لمصر في كافة المجالات. هذا ما وصلني الان من مصدرنا داخل مؤسسات السيسي القريبة منه و يمكن استعمال هذه المعلومات للنشر باي طريقة.
3- كيف ضربت "إسرائيل" بأمر محكمة العدل الدولية عرض الحائط؟ المصدر: إنترسبت - ترجمة وتحرير نون بوست - الاثنين 5/2/2024 في الأسبوع الذي انقضى منذ أن حكمت محكمة العدل الدولية بأن اتهام الحكومة الإسرائيلية بارتكاب جريمة إبادة جماعية اتهام معقول، وأمرتها بمنع وقوع المزيد من أعمال الإبادة الجماعية المحتملة، واصلت القوات الإسرائيلية ارتكاب الفظائع ضد الفلسطينيين. وبدعم مستمر من المسؤولين الأمريكيين؛ قتلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 874 فلسطينيًا وأصابت ما لا يقل عن 1490 في غزة منذ صدور حكم محكمة العدل الدولية الأسبوع الماضي، وفقًا لأرقام وزارة الصحة الفلسطينية من السبت 27 كانون الثاني/يناير إلى الجمعة 2 شباط/فبراير، ناهيك عن أعمال العنف الإسرائيلية الأخرى في الضفة الغربية المحتلة والقدس؛ حيث لا ينبغي اعتبار الخسائر في الأرواح بمثابة “أضرار جانبية”، على عكس ما قاله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وتؤكد مقاطع الفيديو والتقارير الإخبارية من الأسبوع الماضي الرعب المستمر؛ حيث عُثر على مقبرة جماعية تضم 30 جثة مكبلة الأيدي ومعصوبة الأعين في إحدى المدارس شمال غزة، وأفادت التقارير أن فتاة تبلغ من العمر 6 سنوات في غزة شاهدت القوات الإسرائيلية تطلق النار وتقتل عائلتها داخل السيارة التي كانت تستقلها؛ ويبدو أنها نجت، لكن مكان وجودها غير معروف الآن، وصور جندي إسرائيلي نفسه في مدينة خان يونس مرددًا خطاب نتنياهو حول قصة عماليق التوراتية؛ حيث يأمر الله بقتل مجتمع بأكمله وهي تعليقات ساعدت المحامين في جنوب إفريقيا على إظهار نية إسرائيل للإبادة الجماعية؛ وأعلن الجندي: “لقد قتلنا عشرات الآلاف من العماليق، الأمر الأخلاقي هو أن نفهم أن كل عربي هو مشتبه به”.وأفادت قناة الجزيرة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قيدت شابا فلسطينيا بالسلاسل وأجبرته على ارتداء الزي العسكري واستخدمته كدرع بشري خلال مداهمة مخيم للاجئين في القدس المحتلة. وفي يوم الثلاثاء الماضي؛ اقتحم جنود إسرائيليون يرتدون زي الطاقم الطبي مستشفى في الضفة الغربية وأعدموا ثلاثة فلسطينيين بإطلاق النار عليهم “في الرأس من مسافة قريبة”، وكان أحدهم يرقد في المستشفى منذ ما يقرب من أربعة أشهر بعد أن أصيب بالشلل بسبب شظايا صاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية بدون طيار، كما شارك الفلسطينيون الذين تم إطلاق سراحهم من أحد السجون الإسرائيلية يوم الخميس، شهادات مثيرة للقلق حول تعرضهم للإذلال في الداخل وتظهر على أجسادهم آثار التعذيب، وفي أحد المقاطع التي انتشرت هذا الأسبوع؛ يظهر جندي إسرائيلي وهو يجبر الفلسطينيين المختطفين على الثناء على عائلته والقول إنهم سيكونون عبيدًا لهم. إن خلفية الفظائع في غزة هي البؤس الأوسع الذي يواجهه جميع السكان؛ حيث أشارت هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن مصدر القلق الأكبر لدى اليونيسف هو “ما يقدر بنحو 19.000 طفل تيتموا أو انتهى بهم الأمر بمفردهم دون أي شخص بالغ يرعاهم”، وذكرت شبكة سي إن إن أن الفلسطينيين يأكلون العشب ويشربون المياه الملوثة وسط ظروف المجاعة، وذكرت صحيفة الغارديان أن ما بين 50 إلى 62 بالمائة من جميع المباني في غزة من المحتمل أن تكون قد تضررت أو دمرت. وطلب موقع “إنترسبت” من السيناتور جون فيترمان، الديمقراطي عن ولاية بنسلفانيا، التعليق على أحكام المحكمة بأن اتهامات “إسرائيل” بالإبادة الجماعية ذات مصداقية، وقال فيترمان، الذي برز كواحد من أقوى الديمقراطيين المدافعين عن “إسرائيل”: “أنا لا أقبل ذلك، أنا أرفض ذلك، لا أعتقد أن هذه هي نية إسرائيل: ارتكاب إبادة جماعية، أعتقد أن هدفهم هو تحييد حماس أو إزاحتها، وأعتقد أنهم بالتأكيد لا يريدون إزهاق حياة أي فلسطيني بريء، وأنا بالتأكيد لا أعطي قيمة أعلى لأطفالي مقابل طفل فلسطيني، أعني أنني لا أريد أن يموت أي شخص خلال كل هذه المأساة، وهو مجرد وضع فظيع”. وفي غضون ساعات من إصدار محكمة العدل الدولية حكمها، زعمت “إسرائيل” أن 12 من أصل 30 ألف موظف – 0.04 بالمائة – في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى كانوا متورطين في هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وقامت الولايات المتحدة على الفور بتعليق تمويلها للأونروا، وهي أكبر جهة تقدم المساعدات الإنسانية في غزة، مما دفع سلسلة من الدول الأخرى إلى أن تحذو حذوها.وحصلت سكاي نيوز في وقت لاحق على وثيقة إسرائيلية تخفض في الواقع الادعاء إلى 0.02 بالمائة من موظفي الأونروا (ستة أشخاص) متورطين في هجوم حماس، وذكرت سكاي نيوز أن الوثائق، التي تزعم وجود المزيد من العلاقات بين الأونروا وحماس “تقدم عدة ادعاءات لم تر سكاي نيوز دليلاً عليها والعديد من الادعاءات، وحتى لو كانت صحيحة، فإنها لا تشير إلى تورط الأونروا بشكل مباشر”. إن التناقض صارخ بين قرار الولايات المتحدة بوقف التمويل بناءً على مزاعم لم يتم التحقق منها وعدم رغبتها في إعادة النظر في تمويلها العسكري لـ”إسرائيل”، على الرغم من الادعاءات الخطيرة بارتكاب إبادة جماعية.وقال فيترمان أيضًا إنه يؤيد تعليق التمويل للأونروا، وعندما سئل لماذا لا ينطبق معيار تعليق التمويل أثناء التحقيق في الادعاءات الخطيرة على الحكومة الإسرائيلية، تهرب فيترمان من السؤال. “فيترمان: حسنًا، مرة أخرى، ليس الأمر كذلك، نحن بحاجة إلى إجراء تحقيق كامل ومعرفة مدى ارتباط جزء منه بهذا الأمر وإلى أي حد، كما تعلم، السؤال القديم: ما مدى معرفتهم ومتى عرفوا ذلك؟ ذا إنترسبت: إذن أنت تقول ذلك لـ”إسرائيل” أيضًا؟ فيترمان: نعم، حسنًا، جيد جدًا، حسنًا.” وقد واجه المراسل سعيد عريقات المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر بشأن التوتر يوم الأربعاء، ورد ميلر: “سأقول فيما يتعلق باتهامات الإبادة الجماعية، فإننا نعتقد أنها لا أساس لها من الصحة، نحن مستمرون في دعم حق إسرائيل في اتخاذ إجراءات لضمان عدم تكرار الهجمات الإرهابية التي وقعت يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، ولكننا نريدها أن تفعل ذلك بطريقة تتوافق تمامًا مع القانون الإنساني الدولي”. ثم سُئل ميلر عن تلقي إ”سرائيل” المساعدات حتى في الوقت الذي يدعو فيه مسؤولو الحكومة الإسرائيلية إلى التطهير العرقي للفلسطينيين والحفاظ على مكانة جيدة في الحكومة. وقال ميلر: “عندما سافر الوزير إلى “إسرائيل” في زيارته الأخيرة، أوضح أنه يعتقد أنه من المهم أن تتحدث الحكومة الإسرائيلية علنًا ضد تلك الأمور وتلك التعليقات، وأن تكرر التأكيد على أن إجبار الفلسطينيين على الخروج من غزة ليست سياسة الحكومة الإسرائيلية”. ولكن، وكما هو الحال دائمًا، داس المسؤولون الإسرائيليون على تأكيدات الولايات المتحدة، فبعد يومين من إصدار محكمة العدل الدولية أمرًا للحكومة الإسرائيلية بمنع ومعاقبة التحريض على الإبادة الجماعية من جانب المسؤولين الحكوميين، كان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش من بين 11 وزيرًا و15 عضوًا في الائتلاف في الكنيست الذين احتشدوا في مؤتمر جديد استضافه مئات المستوطنين للمطالبة بالاستيطان في غزة. وفي يوم الثلاثاء؛ قال وزير الدفاع يوآف غالانت لأعضاء لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست إنه بعد انتهاء حملتهم العسكرية، ستحتفظ “إسرائيل” بالسيطرة العسكرية على غزة، حتى تتمكن من العمل بشكل مماثل للطريقة التي تعمل بها في الضفة الغربية.وفي يوم الخميس، قال سموتريش إن السماح بدخول المساعدات إلى غزة يتعارض مع أهداف الحملة الإسرائيلية، وأنه تحدث مع نتنياهو، الذي من المفترض أنه أكد له أن الأمور ستتغير قريبًا، وبحسب ما ورد، دعا الوزيران الإسرائيليان بيني غانتس وغادي آيزنكوت إلى الحد من المساعدات الإنسانية أيضًا، وفي الوقت نفسه، أخذ الإسرائيليون الإشارة من قادتهم، واحتشدوا عند معابر المساعدات محاولين منع شاحنات المساعدات من دخول غزة؛ حيث يتعرض مئات الآلاف من الأشخاص – بما في ذلك الرهائن الذين تحتجزهم حماس – لخطر المجاعة وسوء التغذية كل يوم منذ صدور حكم محكمة العدل الدولية. بل إن أحد المقاطع يُظهر ناشطًا يمينيًا يقول لسائق شاحنة مساعدات، وهو مواطن فلسطيني في “إسرائيل”، “أنا المالك هنا، وأنت عبد هنا”.
4- ما حقيقة العلاقات الاستراتيجية التي تجمع روسيا بالسعودية والإمارات؟ لندن- عربي21 الاثنين 5/2/2024 نشرت صحيفة "بوليتيكس توداي" الأمريكية تقريرا، قالت فيه إن العلاقات بين روسيا والمملكة العربية السعودية والإمارات تتسم بالبراغماتية والتركيز على المصالح الاستراتيجية، وهي علاقة مهمة في السياق الإقليمي والدولي الحالي.وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن علاقة روسيا مع الرياض وأبوظبي علاقة متعددة الأوجه، وتتسم بأهمية استراتيجية متزايدة، وهو ما تؤكده الزيارة الأخيرة للرئيس فلاديمير بوتين، والحوارات حول مواضيع مثل حرب أوكرانيا والهجوم الإسرائيلي على غزة وتحالف الدول النفطية أوبك بلس. وتشير الصحيفة إلى أن زيارة بوتين للإمارات والسعودية في 6 كانون الأول/ديسمبر الماضي كانت واحدة من الرحلات النادرة للرئيس الروسي، منذ أمر القبض الذي أصدرته ضده المحكمة الجنائية الدولية، حيث إنه اضطر على سبيل المثال لإلغاء حضوره في آخر قمة لدول البريكس في جنوب أفريقيا، وقمة الدول العشرين في الهند. ومع اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فقد اتخذت الدول الخليجية وخاصة الرياض وأبوظبي موقفا محايدا. وقد رفضت هذه الدول المشاركة في العقوبات المفروضة من الدول الغربية على روسيا. وتواجه هذه البلدان الخليجية أصلا بعض التعقيدات في علاقتها مع الولايات المتحدة، بسبب التغييرات التي طرأت على خطابها وتوجهها نحو سياسة الانسحاب من الشرق الأوسط. كما أن هذه العلاقة دخلت في أزمة ثقة، مع سيطرة طالبان على أفغانستان. إضافة إلى ذلك فإن واشنطن تواجه بعض الخلافات مع السعودية على مواضيع من بينها سياسات محمد بن سلمان وسياسات إنتاج النفط، كما أنها تواجه بعض الخلافات مع الإمارات حول موضوع العلاقة بين هذه الأخيرة وبشار الأسد. وترى الصحيفة أن هذه الدول الخليجية التي كثفت من بحثها عن شراكات جديدة إقليمية ودولية، رفضت الانضمام للعقوبات الغربية ضد روسيا، وسعت لتطبيع علاقتها مع إسرائيل وإيران وتركيا منذ العام 2020، وإن كان ذلك بمقاربات مختلفة. ويمكن اعتبار أن موقف هذه البلدان من الحرب الروسية الأوكرانية، مرده التوجه العام نحو عالم متعدد الأقطاب.وترى الرياض وأبوظبي روسيا قوة بديلة في هذا العالم متعدد الأقطاب، ولاعبا محوريا في سياسات الطاقة والمخاوف والتحديات الأمنية. يذكر أن تراجع الطلب العالمي على النفط والغاز الطبيعي منذ العام 2019، في سياق انتشار وباء كورونا والانتقال نحو الطاقات النظيفة، جعل روسيا وبلدان الخليج تشتغل جنبا إلى جنب لإيجاد حلول مشتركة. وإلى جانب هذا التعاون في المجال الطاقي، فقد اتجه الأثرياء الروس نحو حماية مواردهم المالية بالاستعانة بهاتين الدولتين، من خلال إيداعها في الإمارات هربا من العقوبات الغربية. وبحسب بيانات العام 2020، فإن المواطنين الروس جاؤوا في المرتبة الأولى في شراء المنازل في دبي، متقدمين على البريطانيين والهنود. الشراكة الاستراتيجية في مجالي الأمن والدفاع بحسب الصحيفة تعود العلاقة بين هذه البلدان إلى وقت طويل، عندما بدأت تظهر معالم نظام عالمي متعدد الأقطاب. ويجدر التذكير هنا بأن السعودية والإمارات كانتا تسعيان لتطوير تعاون عسكري دفاعي وأمني مع روسيا منذ العام 2010. حيث اشترت الرياض نظام الدفاع الجوي أس 400، وصواريخ كورنيت-إي أم الموجهة والمضادة للدبابات، إلى جانب معدات عسكرية أخرى.ووقع البلدان اتفاق تعاون عسكري في آب/أغسطس 2021، وهي خطوة اعتبرت في ذلك الوقت علامة على أن السعودية تتجه نحو بناء علاقات مع لاعبين دوليين مؤثرين في العالم لتحقيق استقلالية نسبية عبر هذه الشراكات، عوض الاعتماد الكلي على الولايات المتحدة. أما الإمارات من جهتها فلطالما كانت منخرطة في الشراكة العسكرية والدفاعية والأمنية مع روسيا، لدرجة أن هذه الأخيرة دخلت في مفاوضات مع أبوظبي والهند على مشروع إنتاج مشترك للجيل الخامس من الطائرات المقاتلة سو-57.ولسنوات طويلة كانت الشركات الروسية تعرض منتجاتها الجديدة في المعارض الدولية في أبوظبي. وهذا النوع من المنصات كان يستخدم للتفاوض على عقود تزويد بالمعدات العسكرية. ويمكن اعتبار هذا التعاون خيارا إماراتيا لتنويع شراكاتها الأمنية والدفاعية، وليس نابعا من حاجة ملموسة. تقول الصحيفة إن زيارة بوتين إلى أبوظبي والرياض يمكن تلخيصها في ثلاث نقاط أساسية: الأولى هي أن روسيا لاعب استراتيجي في هندسة الأمن في الخليج، منذ تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران. وليس أدل على ذلك من الترحيب الحار الذي لقيه بوتين في أبوظبي، ثم الصور الحميمية التي ظهرت خلال لقائه بمحمد بن سلمان، وهي إذا قارناها مع الصور التي ظهرت خلال زيارة جو بايدن إلى جدة مؤخرا، فإنها تكشف عن الحظوة التي تلقاها روسيا في الخليج.أما النقطة الثانية فهي أنه خلال زيارته للإمارات ولقائه مع الرئيس محمد بن زايد آل نهيان، قال بوتين إن العلاقات الروسية الإماراتية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، وأصبحت أبوظبي أكبر شريك تجاري في المنطقة. وارتفع حجم المبادلات التجارية بين البلدين بنسبة 68 بالمائة في 2022، لتصل قيمتها الجملية إلى قرابة التسعة مليارات دولار. أما النقطة الثالثة المهمة، فهي أن زيارات بوتين للمنطقة تعتبر بالنسبة له مهمة لكسر العزلة الدولية التي يواجهها.وبعد زيارة بوتين السابقة للإمارات في 2019، فإن محمد بن زايد زار مدينة سانت بطرسبورغ لمتابعة تطورات الحرب الروسية الأوكرانية. وأدى زيارة رسمية أخرى لروسيا في تموز/يوليو 2023، لحضور المنتدى الاقتصادي في سانت بطرسبورغ. وقد أكد بوتين على أن روسيا والإمارات لديهما شراكة استراتيجية في إطار تحالف أوبك بلس، إلى جانب الشراكة السياسية والأمنية والمبادلات التجارية. وترى الصحيفة أن العلاقات الروسية مع السعودية والإمارات، كما أظهرت ذلك زيارة بوتين الأخيرة إلى الخليج، تكشف عن تحالف استراتيجي متزايد ومتعدد الأوجه.. إذ إن هذه الدول الخليجية بالتوازي مع حفاظها على تحالفها الاستراتيجي مع الدول الغربية، تتجه شيئا فشيئا نحو سياسة خارجية أكثر توازنا، خاصة في الملفات الجيوسياسية الهامة، وفي مجال التعاون الاقتصادي. وترمز زيارات بوتين لهذه المنطقة إلى تغير هادئ في الدبلوماسية الخليجية، في سياق عالم متعدد الأقطاب، يمكن فيه لقوى إقليمية مثل الرياض وأبوظبي تنويع تحالفاتها الدولية.أما علاقات روسيا مع دول الخليج، وبشكل خاص السعودية والإمارات، فإنها تتسم بالبراغماتية والتركيز على المصالح الاستراتيجية، حيث أنها في البداية كانت تركز على التعاون في مجال الطاقة والحفاظ على استقرار أسواق النفط عبر تحالف أوبك بلس، ولكنها تطورت لاحقا لتتضمن ملفات أخرى أوسع مثل الأمن والتعاون العسكري والتنسيق الجيوسياسي. في المقابل فإن مقاربة هذه الدول الخليجية في التعامل مع روسيا تعكس سعيها للتموقع في محيط عالمي معقد، وذلك من خلال الحفاظ على التوازن في علاقاتها الخارجية، بين حلفائها الغرب التقليديين والقوى الصاعدة مثل روسيا والصين. هذه الحسابات تكشف عن تغييرات في المشهد الدولي بشكل خاص، وعن رغبة هذه الدول الخليجية في مزيد من الاستقلالية في اتخاذ قراراتها الخارجية.
5- رقم قياسي لعدد المغادرين لإسرائيل اليوم.. وشركة طيران مجرية توجه طعنة للاحتلال 04/فبراير/2024 تقرير دعاء أبوهشيمة أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الأحد، بأن اليوم كان أكثر الأيام ازدحاما في مطار بن جوريون، منذ 7 أكتوبر (طوفان الأقصى).وذكرت القناة 12 العبرية، أن حوالي 30000 شخص غادروا مركز السفر الرئيسي في إسرائيل، اليوم، حيث يتم إعفاء المزيد من الأشخاص من الرسوم الاحتياطية.وتستأنف المزيد من شركات الطيران، رحلاتها إلى البلاد، وتنخفض الأسعار. وأعلنت شركة الطيران المجرية منخفضة التكلفة "ويز اير Wizzair"، عن قرار نهائي بإلغاء مئات الرحلات الجوية من إسرائيل إلى وجهات في أوروبا، بعد عودتها الجزئية إلى مطار بن جوريون الدولي، بحسب موقع "اي 24” الإسرائيلي.وبحسب الإعلان، تم إلغاء الرحلات الجوية إلى الوجهات الشهيرة إيطاليا وبلغاريا واليونان وبولندا حتى إشعار آخر، بالإضافة إلى بعض الدول الأوروبية الأخرى.وبالإضافة إلى عمليات الإلغاء، ستقلل "ويز اير" عدد الرحلات التي لا تزال قيد التشغيل. وأجرت شركة الطيران بالفعل، تغييرات على نظام طلب التذاكر عبر الإنترنت، لكن عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين لديهم حجوزات، سيتلقون إشعارًا بالإلغاء خلال الأيام التالية.وكانت الشركة المجربة قد أعلنت مؤخرًا عودتها إلى إسرائيل، بعد إلغاءات سابقة، قائلة: سيكون هناك استئناف للخدمات في أوائل شهر مارس، مع تقديم 6 وجهات على 3 رحلات أسبوعية. |
شبكة البصرة |
الاثنين 2 شعبان 1445 / 12 شباط 2024 |
يرجى الاشارة الى
شبكة البصرة
عند اعادة النشر او الاقتباس |