بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ما يجب أن تسمعه أمريكا

شبكة البصرة

السيد زهره

تحدثت في المقالين السابقين عن قضية "اليوم التالي في غزة" بعد حرب الإبادة الصهيونية التي يناقشها وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في جولته الحالية مع الدول العربية، وعن الأفكار التي تطرحها أمريكا بهذا الخصوص وما تطلبه من العرب.

السؤال هو: على ضوء كل هذا ما هو الموقف العربي المفروض إزاء ما تطرحه وما تطلبه أمريكا؟ ما الذي يجب ان يسمعه بلينكن او أي مسئول امريكي من المسئولين العرب؟

بداية، المفروض أن تدرك الدول العربية اننا إزاء نقطة تحول حاسمة فاصلة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني وتاريخ المنطقة العربية عموما.

بناء على الموقف العربي من المخططات المطروحة لما بعد نهاية حرب الإبادة سوف يتحدد مصير القضية الفلسطينية.. اما تصفية القضية او بداية تصفيتها، واما وضع القضية على طريق استعادة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.

واذا تمكن العدو الصهيوني ومعه الغرب من تنفيذ مخططاته فان دمارا سيحل بالمنطقة العربية كلها وسيكون هذا بداية حقبة جديدة من استباحة السيادة والكرامة العربية.

الدول العربية لا يجب ابدا ان تسمح بهذا.

 

لهذا ففي مواجهة ما تطرحه أمريكا من أفكار وما بات معروفا من مخططات للعدو، فان هناك عددا من المواقف التي يجب ان تسمعها أمريكا من القادة والمسئولين العرب مباشرة هي على النحو التالي باختصار شديد:

1- انه في الوقت الحاضر يجب ألا يكون هناك أي حديث يتقدم على ضرورة وقف حرب الإبادة الصهيونية على غزة فورا.

الدول العربية يجب ان تبلغ أمريكا بشكل حازم ان رفضها ورفض الدول الغربية وقف الحرب رغم كل جرائم الحرب والابادة التي ارتكبها العدو الصهيوني هو في حد ذاته جريمة كبرى ومشاركة مباشرة في كل الجرائم الصهيونية، وانه ليس مقبولا الحديث عن أي قضية أخرى قبل الوقف الفوري للحرب.

والأمر الجيد ان المسئولين العرب الذين التقاهم بلينكن في جولته الحالية أعطوا لهذه القضية الأولوية المطلقة وكان مطلبهم الأساسي هو وقف الحرب فورا.

2- أن أمريكا يجب ان تفهم وان تسمع مباشرة من المسئولين العرب ان الدول العربية على المستويات الرسمية والشعبية تعتبر أمريكا شريكا في حرب الإبادة التي يشنها العدو.

أمريكا يجب ان تفهم ان كل العرب يعتبرونها تتحمل نفس القدر من المسئولية التي يتحملها العدو عن كل الجرائم،و خصوصا ان بمقدورها لو ارادت وقف هذه الحرب فورا.

3- ان الرفض العربي لتهجير الفلسطينيين يجب ان يكون اقوى وأكثر حزما وحسما، ويجب ان تحذر الدول العربية امريكا صراحة بوضوح من أن أي خطوة في هذا الاتجاه ستكون عواقبها وخيمة. نقول هذا لأنه رغم كل النفي الأمريكي لأي تأييد لتهجير الفسلطينيين فان كل المؤشرات تدل على ان العدو الصهيوني لم يتخل عن خططه بهذا الخصوص.

4- يجب ان تؤكد الدول العربية لأمريكا وغيرها ان المهمة الأساسية في كل الأحوال هي ضرورة انهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه وفي مقدمتها اقامة دولته المستقلة.

ومن هذا المنطلق يجب ان تفهم أمريكا ان حكم غزة وإدارة شئونها بعد حرب الإبادة هي مسألة تخص الشعب الفلسطنيني وحده وهو الذي يقررها وليس أي أحد آخر.

هذه بعض المواقف العربية الأساسية التي يجب ان تسمعها أمريكا من المسئولين العرب.

في المحصلة النهائية يجب ان تصر الدول العربية على ان العدو الصهيوني المفروض ان يدفع ثمن جرائم الحرب والابادة التي يرتكبها لا أن يكافأ ويجني أي مكسب مستقبلا بعد انتهاء الحرب.

ولسنا بحاجة الى القول ان المواقف العربية لن يكون لها تأثير كبير ان هي ظلت في حدود المواقف الانشائية فقط. يجب ان تكون هذه المواقف مصحوبة بتحذيرات عملية مباشرة لأمريكا ان هي ظلت مشاركة في جرائم العدو ومخططاته، وانها يمكن ان تدفع ثمنا فادحا بسبب هذا.

من دون هذا ستبقى المواقف العربية محدودة القيمة والتأثير.

شبكة البصرة

الثلاثاء 27 جمادى الثاني 1445 / 9 كانون الثاني 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط