بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ |
ما هي أهداف تصعيد الميليشيات الايرانية للهجمات؟ |
شبكة البصرة |
صلاح المختار |
بنظرة سريعة يمكن التاكيد، استنادا الى المعطيات الميدانية اقليميا وعالميا بان ثمة اهداف لدخول الحوثيين والحشد الشعوبي في العراق الصراع تحت غطاء دعم الشعب الفلسطيني، وباطنيا لتحقيق هدف اخر هو اخفاء الغدر الايراني بحماس وكتائب القسام حيث لم تنفذ اسرائيل الشرقية (ايران) واتباعها خصوصا حزب الله الاتفاق الذي تم بالرد على اسرائيل الغربية من خمسة جبهات بصورة متزامنة، وعندما نفذت كتائب القسام عملية طوفان الاقصى رفضت طهران رسميا وبشدة دخول الحرب، واكتفي ذيلها حزب الله في لبنان بأسقاط فرض بالقيام بالمناوشات الحدودية، في اطار قديم وضعته الامم المتحده منذ حرب 2006 وهو قواعد الاشتباك، وهذا الموقف وضع الفرس واتباعهم في زاوية حرجة وافقدهم كثير من الدعم واكد ما ثبتته القوى الوطنية العربية من ان اسرائيل الشرقية دولة استعمارية لها اهداف امبراطورية في الوطن العربي ولا تدعم حركات التحرر ولكنها تستغل بعض الحالات لتحقيق مصالحها القومية ومنها استخدام اسم فلسطين غطاء لقيامها باحتلال اقطار عربية. من هنا فان طهران بحاجة لازالة الانطباعات السلبية عنها التي نتجت عما جرى اثناء عملية طوفان الاقصى وقبلها وهي جرائمها الاخطر من جرائم اسرائيل الغربية في العراق وسورية واليمن ولبنان وغيرها،فهجمات الحوثيين وحزب الله من لبنان والميليشات العراقية تقوم باعاده تجميل وجه طهران امام العرب والمسلمين لاجل استمرار الغزو الايراني لاقطار عربية تحت غطاء فلسطيني.وفي ذلك أيضا مصلحة امريكية اسرائيلية مشتركة: لأن بقاء الدور الايراني الحالي ضرورة استراتيجية غربية واسرائيلية مادام الهدف المشترك هو تقسيم الاقطار العربية حسب مخطط برنارد لويس ومخططات اسرائيل الاخرى المعروفة. فما هو الخلاف اذا بين امريكا واسرائيل الغربية من جهة واسرائيل الشرقية من جهة ثانية؟ انه يتركز حول المشروع النووي الايراني،وتجاوز طهران للخطوط الحمر الخاصة بحدود توسعها الإقليمي على حساب مناطق النفوذ الامريكية والصهيونية. وتاكيدا لما سبق فان طهران لو دخلت الحرب هي وحزب الله بكل ثقله لتغيرت معادلة الصراع جذريا في غزة وفلسطين عموما لصالح فلسطين، ولكن ذلك سيقضي على دور طهران المرسوم لها من قبل الغرب كشرطي اقليمي،وبما ان الدور الاقليمي الايراني هدف مركزي في المشروع الامبراطوري الفارسي فانه هو الذي حول عملية طوفان الاقصى من عملية هدفها المتفق عليه وهو تحرير فلسطين الى صراع محدود بين المقاومة الفلسطينية واسرائيل الغربية، الامر الذي منح الكيان الصهيوني وامريكا فرصة التحكم في اطارات الصراع ومنع انفلاتها. ولو نظرنا الى دور الحوثيين والحشد الشعوبي في العراق فانه تافه لا قيمه له فما اطلق من العراق واليمن لم يؤثر حتى ولو جزئيا في مجرى الصراع في غزة ولذلك فهو عمل دعائي صرف. ولكن دخول الحوثيين الصراع له هدف اخر امريكي غربي رئيس وهو السيطرة التامة على مضيق باب المندب وبقية المقتربات الستراتيجية في المنطقة بهدف تسخيرها في الصراع الاوسع مع الصين وروسيا حيث توجد هناك قواعد صينية وروسية، وعملية الحوثيين وفرت الحجة القوية للسيطرة الغربية على تلك المنطقة الحيوية، فهي مصلحة غربية اولا وقبل كل شيء،والحوثيون اعطوا المبرر لتحقيق هذا الهدف الجوهري، ولذلك كان من الطبيعي ان تخبر واشنطن الحوثيين بالضربات قبل وقوعها كي يخلوا مناطق مستهدفة مما فيها من سلاح وبشر وهو ما اعلن رسميا في امريكا. ان الدور الايراني المتحكم بكل تحركات اتباعه (حزب الله،الحوثيون،الحشد الشعوبي في العراق) ما زال هو الرافعة الاساسية للمخططات الامريكية والصهيونية في الوطن العربي خصوصا مواصله خطه نشر الفتن الطائفيه والعنصريه لايصال الاقطار العربيه الى الانهيار والتقسيم، واسرائيل الشرقية وحدها التي نجحت في تحقيق الكثير من خطوات هذا المخطط. من هنا نرى كيف تتشابك وتتداخل المصالح الستراتيجية الغربية الصهيونية مع المصالح الايرانية، ويظهر لنا ان الخلاف بينهما ثانوي وليس جوهري، ولعل اكبر الادلة على ذلك ان طهران ورغم كل ما قامت به من اعمال عدوانيه ضد القواعد الامريكية عبر اتباعها واخرها هجوم اليوم بضرب قاعدة عين الاسد في العراق ب60 صاروخا كما اعلن الحشد الشعوبي ولكنها لم تقتل ولا امريكيا! فهل هذا معقول؟ 60 صاروخا لاتقتل ولا جندي وضربات الحشد الشعوبي وطهران على اربيل بصواريح اربعة او خمسة قتلت كثير من اكراد العراق؟! والتفسير الوحيد الصحيح لهذه الظاهرة هو وجود اتفاق بين واشنطن وطهران على ان ترد طهران على الهجمات الامريكية باطلاق صواريخ لاتصيب الاهداف الامريكية وهو ما اعلنه الرئيس الامريكي السابق ترامب وكرره. ويزداد الامر وضوحا حينما نلاحظ ان اسرائيل الشرقية احتلت اربعة اقطار عربية ولم تتدخل امريكا لمنعها بل ساعدتها ودعمتها وكذلك بقية العدوانات التي ترتكب يوميا واخرها اعتراف امريكا بان من مول وخطط لطوفان الاقصى كان طهران وان من يدعم حماس في هذا المجال العسكري هي ايران، فلماذا لم تهاجمها أمريكا؟ ولماذا كانت تهاجم العراق اثناء الحكم الوطني بدون أن يقوم العراق قبل غزوه بأي عمل عدواني ضد السفارات الأمريكية وضد المصالح الامريكية؟ ان الجواب على هذا السؤال هو الذي يحدد حقيقة أن إسرائيل الشرقية ورغم كل اختلافاتها مع امريكا واسرائيل الغربية تبقى ذخيرة ستراتيجية لهما، كما قلنا واكدنا مرارا طوال سنوات حكم خميني وخامنئي، لانها وحدها من تملك الادوات البشرية داخل الاقطار العربية التي تسخر لنشر الفتن الداخلية، تحقيقا للهدف المشترك الغربي والصهيوني والفارسي وهو ومحو العروبة. Almukhtar44@gmail.com 21-1-2024 |
شبكة البصرة |
الاثنين 10 رجب 1445 / 22 كانون الثاني 2024 |
يرجى الاشارة الى
شبكة البصرة
عند اعادة النشر او الاقتباس |