بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الاختبار الحاسم لما يسمى المجتمع الدولي!؛

شبكة البصرة

أن مصطلح (المجتمع الدولي) مضلل لانه، وحسب المفهوم الغربي،يقتصر على قوى الغرب الاستعمارية التي تقرر ما تريد خدمة لمصالحها حتى ولو كان ضد كل البشرية، هذا المجتمع الدولي مر بتجارب عديدة أثبت خلالها أنه لا يحترم العدل والمساواة ولا حقوق الانسان، بل انه يسعى من أجل هدف واحد وهو امتصاص دماء الشعوب لخدمة أغراضه الأنانية،حتى لو أدى ذلك إلى ابادتها وهو ما شهده القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين وأكثر من كل القرون التي مضت على تاريخ الجنس البشري.

نقول ذلك ومحكمة العدل الدولية وهي اخر منظمات ما يسمى المجتمع الدولي التابعة للامم المتحدة تنظر في الابادة الجماعية التي تقوم بها اسرائيل في غزة منذ ثلاثه شهور وسقط خلالها اكثر من24 الف شهيد واكثر من 50 الف جريح ومعوق فلسطيني، وتعرض ويتعرض اثناءها اكثر من مليوني انسان للتجويع المنظم وتعريضهم للامراض الناجمة عن شحة المياه والغذاء وتدمير المستشفيات عمدا، ومنع الاعانات الخارجية، ولان الانظمة العربية اما متواطئة مع اسرائيل او خائفة منها ومن امريكا لم تقم بدورها المطلوب قوميا ووطنيا ودينيا،فان دولة اجنبية بعيدة هي جنوب افريقيا تصدت لهذه الجريمة الكبرى ضد الانسانية ورفعت الدعوة لدى محكمة العدل الدولية لادانة اسرائيل بتهمة الابادة الجماعية (الجينوسايد)، وطالبت بايقاف الحرب فورا لحين البت في القضية، وقد كان التأثير العالمي كبيرا للجلسات الاولى والثانية للاستماع الى دوافع جنوب افريقيا من رفع الدعوى، والى دوافع اسرائيل وتبريراتها للقيام بالجينوسايد ضد الشعب الفلسطيني.

المحكمه اطلعت على تفاصيل الامور خصوصا وان حرب غزة الابادية لم تشابه اي جينو سائد اخر في السابق لان هذه الجريمه التي ترتكب الان تنقل فورا من شاشات التلفزيون ويراها العالم بكل بشاعتها ودمويتها ولا انسانيتها، مثلما يسمع قادة اسرائيل وهم يعتبرون الفلسطينيين (حيوانات وان اتخذت شكل بشر وقتلهم مطلوب). واخلاء غزة من الفلسطينيين هو الهدف المعلن رسميا، وفي هذا الاطار فان قرار المحكمة الاول يجب ان يكون ايقاف الحرب فورا وبلا ابطاء ثم مواصلة النظر في كل ما قدم من ادلة وبراهين للوصول وبسرعة لا تقبل التاخر الى ادانة اسرائيل بتهمة ارتكاب جريمة الابادة الجماعية لتوفر الادلة المادية التي قدمتها جنوب افريقيا من وقائع ومن شواهد مصورة بالصوت والصورة ولا تقبل اي تفسير لتبرير الحرب الحالية.

نعم البشريه تنتظر قرار المحكمة فان كان يقر الحقيقة الميدانية المعروفة وهي أن اسرائيل تشن حرب جينوسايد ضد الشعب الفلسطيني فمرحبا بيقظة العالم من غفوته، أو من رعبه من امريكا وبقية دول الغرب الاستعماري، اما اذا تواطأت المحكمة ولم تصدر قرارات مثل هذه فإنها تثبت انها سقطت تحت تأثير المجتمع الدولي وهو مجتمع قوى استعمارية معادية للشعوب والعاملة من اجل ابادة المليارات من البشر تحقيقا لهدف إلابقاء على (المليار الذهبي) كي يسيطر على الكرة الارضيه ويتحكم فيها بدوافع عنصرية ولا إنسانية كما اثبتت كل الوقائع، فهل ستسقط هذه المنظمة مثل غيرها أم ستنقذ اسم البشرية من تهمة انها استسلمت للقتلةقادة الغرب الاستعماري؟

هيئة تحرير جريدة البعث

افتتاحية  جريدة البعث العدد 51

شبكة البصرة

الاحد 2 رجب 1445 / 14 كانون الثاني 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط