بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 حزب البعث العربي الاشتراكي                        امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة

قيادة قطر العراق المنتخبة                                         وحدة حرية أشتراكية

شبكة البصرة

العدد 52 الصادر في 20 كانون الثاني 2024

جريدة أسبوعية تصدر عن حزب البعث العربي الاشتراكي

عدد خاص بالحرب على غزة

الفهرس

الافتتاحيه: الانتفاضة ضد إسرائيل تتعولم

بيانات الحزب

بيان قيادة قطر العراق وبيان البعث السوداني حول استشهاد الرفيق عماد عركي

 

مقالات

1- فلسطين في عيون الشهيد صدام حسين محاضره الرفيق دكتور منذر من فلسطين الجزء 1

2- إصرار نتنياهو على اهداف العدوان بقلم الرفيق أبو هنيدة القدس المحتلة

3- حرب غزة بدايات سيئة تنفي النهايات الجيدة بقلم سليمان الفرزلي

4-ما هي أهداف تصعيد الميليشيات الايرانية للهجمات؟ بقلم صلاح المختار

5- الأهداف الأكبر في غزة بقلم مروان المعشر

6- بعد غزه الاستياء من الولايات المتحدة يزداد في الشرق الأوسط بقلم مايكل يونج

7- اسرائيل مشروع غربي لا زال قيد التنفيذ بقلم دكتور نبهان غانم

 

تقارير وأخبار

1- تحذير في إسرائيل من تحالف جديد بين دولة عربية وايران

2- طلاب هارفارد مستمرون في حراكهم دعما لفلسطين

3- رساله قوية إلى أمريكا وبريطانيا ومن لف لفهم

4- الحرب الاقليمية التي كان يخشاها الجميع بدأت!

5- سيناتور أمريكي لا يعارض وضع شروط على المساعدات الأمريكية لإسرائيل

6- أميركا أبلغت الحوثيين قبل الضربة!

 

لقطات من جنوب افريقيا تدين الحكام العرب:

1- أن تخلت عنك الحكومات العربيه يا بني!؟

2- شكرا للشهامة العربية لجنوب افريقيا!

3- رئيس جنوب افريقيا يشعر بالفخر لرفعه دعوى ضد اسرائيل

 

الشعر في المعركة

الله اكبر هانت أمة العرب! شعر دكتور أحمد قايد الصايدي

 

الافتتاحية: الانتفاضة ضد إسرائيل تتعولم

بعد مطالبة محكمة العدل الدولية في لاهاي اسرائيل بوقف الحرب على غزة فورا، وهو تطور مهم جدا في مجرى الصراع، وبعد أن انتقل الاتحاد الأوروبي بكتلته الأكبر من دعم الحرب ومواصلتها الى المطالبة بايقافها، وهو تطور يزيد من عزلة الموقف الامريكي والاسرائيلي، وبعد أن تشكلت لجان عالمية مشتركة من اجل تصعيد الانتفاضة العالمية ضد إسرائيل وداعميها خصوصا أمريكا وبريطانيا، وبدء ذلك العمل المنسق عالميا بتظاهرات هذا اليوم السبت الشاملة لكثير من بلدان العالم، بعد هذه التطورات المهمة جدا والمقترنة بالفشل الاسرائيلي التام في تحقيق الأهداف التي أعلن عنها نتنياهو في بدء الهجوم البري وهي القضاء على حماس وتحرير الاسرى الاسرائيليين وتدمير الأنفاق وتهجير سكان غزة إلى مصر وخارجها، بعد كل هذه التحولات الكبرى في مجرى الصراع: كيف يمكن أن نرى مستقبله؟

ان الجواب الواضح هو أن اسرائيل وكذلك امريكا وبريطانيا ودول أخرى تدعم اسرائيل تجد نفسها لأول مرة منذ عام 1948 في حالة عزلة عالمية الأخطر فيها هو أن شعوب تلك الدول تنتفض ضد حكوماتها الموالية لإسرائيل والخادمة لأهداف تتناقض مع القيم الانسانية والاخلاقية، ومع القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان التي وضعها الغرب بنفسه ولكنه الآن يمزقها ويدوس عليها بالأحذية!

إن الانتفاضة العالمية الحالية حدث مركزي جوهري كبير غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، وهي عولمة حقيقية للرفض الانساني لامريكا والصهيونية، يحدد طريق المستقبل ويؤكد بان عصر الغرب قد انتهى وبأن كل الأساطير التي نسجها حول نفسه وحول قيمة العليا قد تهدمت وإلى الأبد، ولعل أخطر ما في هذا الأمر هو أن شعوب أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية هي في مقدمة شعوب العالم التي ترفض بصورة جذرية وحاسمة الدعم الأمريكي والغربي لاسرائيل مثلما ترفض بقاء اسرائيل بوضعها الحالي الذي نراه.

ولا يمكن في هذا الاطار الا ان نعيد التركيز على الشعارات والهتافات التي تصدرت كل تلك المظاهرات منذ أكثر من 100 يوم وهي ان الجماهير المنتفضة في العالم لم تعد تطالب فقط بدعم الفلسطينيين بل اخذت تتبنى الشعارات التي انطلقت بها فتح في الستينيات من القرن الماضي عندما فجرت الثورة الفلسطينية وقادت المقاومة ضد الكيان الصهيوني وابرزها (فلسطين حرة من البحر الى النهر)، أن هذا الشعار هو الذي يرعب الكيان الصهيوني وأمريكا فلم يعد العرب وحدهم من يحملون هذا الهدف ويناضلون من اجله بل أصبح العالم كله، بما فيه الكثير من يهود العالم الذين يرون ان كيان اسرائيل غير شرعي وغير مبرر لا دينيا ولا أخلاقيا ولا قانونيا، ولهذا يجب أن ينتهي وتقوم بدلا عنه دولة فلسطينية فوق أرض كل فلسطين من البحر الى النهر.

أليس ذلك تطور نوعي في النضال القومي العربي والنضال العالمي ضد التمييز العنصري والتطهير العرقي والابادة الجماعية للسكان؟ وبناء عليه نرى ان الهم الاول للغرب والصهيونية الان هو محاولة ايقاف الانتفاضة العالمية وتشكيل لجان متخصصة تقوم بوضع خطط لازالة التأثيرات الجذرية للحرب على غزة في العالم، واهمها اعادة رسم صورة اسرائيل المسالمة،وان فشلت لايبقى لدى الغرب والصهيونية الا خيار الحرب الشاملة التي تهدف الى فرض الارادة الغربية والصهيونية بالقوة، وهذا فات اوانه ولم يعد ممكنا.

نضالنا مستمر وفلسطين ستعود كما كانت دولة واحدة من البحر الى النهر.

هيئة تحرير البعث

 

بيانات الحزب:

بيان قيادة قطر العراق وبيان البعث السوداني حول استشهاد الرفيق عماد عركي

حزب البعث العربي الإشتراكي        أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة

قيادة قطرالعراق المنتخبة              وحد ة حرية أشتراكية

قيادة البعث في العراق تنعى الرفيق الشهيد عماد عركي

تتقدم قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي بأحر التعازي لرفاق الشهيد عماد عركي عضو قيادة البعث السوادني وعائلته الكريمة ومحبيه، مبتهلين الى الله ان يسكنه جناته وان يغفر له ويلهم اهله ومحبيه ورفاقه الصبر. انا لله وانا اليه راجعون.

قيادة قطر العراق المنتخبة في 14-1-2024

بسم الله الرحمن الرحيم

إنا لله وانا اليه راجعون.

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

ودع السودان مساء الامس الشهيد الرفيق/عماد عركي عضو قيادة حزب البعث السوداني بمدينة امدرمان والذي طالته قذيفة دانة حاقدة امام منزله بالثورة الحارة السادسة إثر قصف عشوائي تمارسه مليشيا الجنجويد بعد كل هزيمة تنالها.. كان الرفيق امام باب منزله بعد ان كان يقضي غرضا لأسرته ولم يمهله القدر ليوصل الخبز لابنتيه اليافعتين.

رحل اليوم عن أم درمان عميد الإنسانية ورجل الحوبات.. الرفيق الخدوم..الواصل.. صاحب اليد العليا في كل نفير وفزعة.. فقدته صوالين الثقافة في ام درمان والساحات الابداعية في كل السودان.. فقدته الملمات الانسانية و دور الإستنارة.. فقده رفاق دربه في قيادة حزب البعث السوداني سندا ومناضلاً لا تفتر له همة.. فقدته الاسر البعثية التي كان لها أخا ورفيقا و اباً.. فقده السودان كشعلة تنير في كل الدروب.

تم مواراة جثمانه الطاهر في مقابر السرحة بالثورة مساء الامس و لكن لاحقته قذائف العدو داخل المقابر لتؤخر دفنه لساعة من الزمن.. قذائف تحمل كل الحقد لكل ما هو جميل في هذا البلد.،رحل الرفيق تاركا ارملته التشكيلية التي رافقته في كل ملماته وكانت سندا له وخير معين... رحل الرفيق تاركا خلفه طفلتين لم تبلغ الكبيرة فيهن ثلاثة سنوات..

رحل الرفيق تاركا فراغا يصعب سده في قيادة الحزب في ام درمان وفراغا عريضا وسط الاهل والأصحاب في كل السودان،اللهم ارحم الرفيق عماد عركي ونحتسبه في زمرة الشهداء و اجعل الفردوس مسكنه انك سميع بصير.ويقدم حزب البعث السوداني تعازيه لأسرته الصغيرة و الكبيرة وكافة رفاقه و اصدقائه ومعارفه.

المكتب السياسي حزب البعث السوداني

 

مقالات

1- فلسطين في عيون الشهيد صدام حسين

محاضرة الرفيق الرفيق الدكتور منذر/فلسطين لمناسبة استشهاد القائد صدام حسين ال17

الجزء الأول

أيها الرفاق

شرف لي أن أقف اليوم، وفي هذا المقام، حيث يجتمع الحزن مع السعادة، حزن على زين الرجال الذي فقدنا كرفاق له ومن فقدته الأمة كقائد وحادي مسيرة الثورة والنهوض والتحدي وسعادة لأن زين الرجال هذا الذي تحدى عنجهية أمريكا والصهيونية وقوى الشر في العالم ومرَّغ أنوف ووجوه الفرس في تراب الخزي وعواصف الهزيمة هو الرفيق الأمين العام لحزب البعث العربي الإشتراكي.

علاقة البعث بفلسطين تعود إلى بدايات القرن التاسع عشر حيث كانت هناك تأثيرات كثيرة على أفكار المثقفين والمتنورين من الشباب العربي وخاصة تأثيرات الثورة العربية الكبرى واتفاقية سايكس بيكو ووعد بيلفور إلى جانب الهبّات والثورات العربية الأخرى على الساحات العربية، وقد تأثر منظروا البعث العربي بهذه المستحدثات التي أثرت على طروحاتهم الفكرية وعلى ممارساتهم اليومية إذ بانَك هذا من خلال فِعلين إحدهما جماعي وهو توجه قادة الحزب للمشاركة بالدفاع عن عروبة فلسطين وثانيهما الفعل الفردي البعثي المتمثل بما قام به الرفيق السوري - جول جمال - الطالب البحري في سلاح البحرية المصرية خلال العدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦ عندما امتطى طوربيدا وفجر نفسه بالبارجة الفرنسية جان دارك. لقد طالب الحزب كافة كوادره بالإنخراط بالثورة وبالمقاومة الفلسطينية وكانت كافة أدبياته ومنشوراته الحزبية الصادرة عن قيادته القومية أو قياداته القطرية تحث على هذا التوجه ولا ننسى موقف الرفيق القائد المؤسس الأستاذ ميشيل عفلق، خلال ندائه لكافة الرفاق الحزبيين إبان أحداث أيلول في الأردن عام ١٩٧٠ والطلب اليهم الإلتحاق بالثورة الفلسطينية لأجل الدفاع عنها كونها مستهدفة من الأنظمة الرجعية العربية إلى جانب الصهيونية والقوى الإمبريالية ولأنها، حسب قوله، أنبل ظاهرة في التاريخ العربي الحديث. وفي حديث آخر للرفيق القائد المؤسس أن لمعركة فلسطين أهمية كبيرة لدى حزب البعث العربي الإشتراكي فأهميتها في الثورة الفلسطينية أن الحزب سيتجدد من خلالها ومن خلال الكفاح الشعبي المسلح، فمن هذا المفهوم المبدئي المتوافق مع رؤى البعث أعلنت القيادة القومية للحزب في السابع من نيسان عام ١٩٦٩ تشكيل جبهة التحرير العربية فصيلا عربياً مقاوماً ومشاركاً في معركة التحرير من خلال تنظيمها العسكري الفدائي القومي ولتعمل الجبهة كجهة ضابطة ومانعة لأي توجه شعوبي أو ديني داخل منظمة التحرير الفلسطينية. مع رؤى البعث لدوافع الصراع العربي الصهيوني ولثوابت التحرير لديه والكفاح الشعبي المسلح طريقاً لحرب التحرير الشعبية أطلق الحزب على نفسه ومنذ نشوئه إسم حزب فلسطين.

منذ أن وعى الرفيق الشهيد صدام حسين القضية الفلسطينية بكل أبعادها وتعمَّق بمفاهيم الصراع الفلسطيني الصهيوني وأسباب طرح المفاهيم والأبعاد القُطرية والدينية على هذا الصراع وعدم اعتماد المفاهيم القومية له، في حينه، إبان هذه المفاهيم وفي العام ١٩٥٧ انتمى الرفيق الشهيد لحزب البعث العربي الإشتراكي فتجذر الإيمان بتحرير فلسطين وبالكفاح المسلح في فكر ه حيث آمن منذ البدايات بحرب التحرير العربية التي دعا لها الحزب وثقف بها، حرب التحرير هذه التي تُشكل تيار الكفاح الشعبي المقدس ضد العدو الصهيوني ومصالحه وضد أعداء الأمة و مصالح العدو الإستعماري حيثما كانت على امتداد الساحات العربية. خرج الرفيق الشهيد بنتائج، وصلت إلى حد القناعة، من أن الحركة العربية الثورية قد قصَّرت في بناء الثورة العربية الشاملة كونها كانت حركة ثورية قطرية لم تأخذ بعدها القومي كما أنها لم تعطِ صورة الكفاح الشعبي المسلح كما أن الكفاح الشعبي المسلح بقي مقصراً في الوصول إلى مستوى حرب التحرير الشعبية إذا أنه لم يتصل بمبادئ العقيدة العربية الثورية والتي كانت بمفهوم الرفيق الراحل وبمفهومنا نحن هي جبهة التحرير العربية وحزب البعث العربي الإشتراكي.

عديدة هي مواقف الفخر التي كانت لحزبكم القومي، الثوري النضالي الإشتراكي والإنساني، حزب البعث العربي الإشتراكي، تجاه القضية المركزية للأمة والمركزية للبعث على وجه الخصوص، إذ وعى حزبكم أصول القضية الفلسطينية منذ ثلاثينات القرن الماضي وتيقن بفطرته القومية أن التآمر على فلسطين ليس امبريالي صهيوني فقط بل وعربي أيضاًمن خلال الأنظمة والرئاسات المفروضة على الأمة في الأقطار العربية التي كانت تحررت شكلياً ولم تمتلك إرادتها أو في أقطار لا زالت حتى ذلك التاريخ قيد التحرر إلى جانب تخاذل القيادات العربية واعتمادها على المستعمرين وأعداء الأمة في تقرير مواقفها كما يجري الآن. (تتمة)

 

2- اصرار نتنياهو على اهداف العدوان بقلم الرفيق ابو هنيدة القدس المحتلة

مرت اكثر من 105ايام على العدوان على قطاع غزة والاعلان الرسمي الإسرائيلي الحرب على غزة وما يسمونه (الحرب على حماس داعش)! ومحددين ثلاثة اهداف معلنه اولها القضاء على حماس وبنيتها العسكرية وانفاقها وقياداتها والثاني اطلاق سراح المخطوفين والثالث اسقاط حكم حماس لقطاع غزة، طبعا والكل يستطيع ان يقرا ويستنتج اهداف العدوان غير المعلنه من ممارسات الاحتلال طيلة هذه الفترة الماضية المتمثلة بالابادة الجماعية وسياسة التطهير العرقي وتهجير السكان ومنع الغذاء والماء والكهرباء والدواء والوقود واستهداف البنية التحتية من المستشفيات والمراكز الصحية والمؤسسات التعليمية من جامعات ومدارس وطرقات وصرف صحي ومراكز حكومية ودفاع مدني ومقار وزارات مدنية ومراكز شرطة وحتى المساجد والكنائس ولم تسلم المزارع والأشجار والمقابر من التجريف، استهداف واسع للصحفيين والكوادر الصحية وكوادر الدفاع المدني! فماذا يعني كل ذلك غير الابادة الجماعية والتهجير لمن يبقى حيا بعد ذلك؟، فوجدت جنوب افريقيا ان مهمتها ليست صعبة في ايراد الادلة المادية التي تعكس النوايا الحقيقية لدى دولة الكيان بارتكاب جريمة الابادة الجماعية والتي من استهتار قادة الكيان وضربهم عرض الحائط بالقانون الدولي ومؤسساته ان تسابقت تصريحات قادته بدءا من رئيس الكيان مرورا برئيس وزراءه ووزير حربه وباقي أركان حكومته التي تدعوا لتدمير غزة وان ليس هناك احد غير مستهدف لا بل ان احدهم دعى لضرب القطاع بقنبلة نووية.

نعود لموضوعنا للاجابة على التساؤول الاول لماذا هذا الاصرار على مواصلة الحرب حتى تحقيق الاهداف المعلنة حتى لو امرت محكمة لاهاي بوقف العدوان كما اعلن نتنياهو في مؤتمره الصحفي الاخير؟

اولى هذه الاسباب والتي يجمع عليها اركان النظام الصهيوني من حكومة ومعارضة وان تعالت اصوات الانقسامات في صفوفهم متفقون ان تحقيق اهداف الحرب لا بد منها وان اختلفوا فهم يختلفون في المقاربات التي ينبغي الاخذ بها لتحقيق هذه الاهداف، وهذا الاجماع يتاتى من شعورهم بالتهديد الوجودي لكيانهم وقناعتهم انهم لا يمكنهم نزع الخوف من قلوب مواطنيهم ما بقيت هناك مقاومة والحالة هذه فهم يصرون على تحقيق نصر يشعرهم بالامان الذي افتقدوه في السابع من اكتوبر والاحساس بالخطر الوجودي هم وداعميهم الغربيبن الذين هبوا دفاعا عن مشروعهم الاستعماري هذا.

وثاني هذه الاسباب غطرستهم واحساسهم ان وقف الحرب دون تحقيق الأهداف سيكون اقرارا عمليا بالهزيمة التي ستكون بداية الانهيار لمشروعهم العنصري التوراتي في دولة يهودية من النيل للفرات، الذي اعتقدوا انهم قاب قوسين او ادنى لتحقيقه بعد ان نجحوا في تحقيق سلسلة من عمليات التطبيع مع انظمة عربية معروفة بعد ان اراحهم التحالف الغربي بزعامة امريكا من قوى الصد العربي ممثلة بالعراق وليبيا، فكيف يتنازلون عن هذا الحلم ٍ؟

وثالث هذه الاسباب هو انهم يعرفون وكما قال مؤسس كيانهم بن غوريون عندما سال هل ستزول اسرائيل؟ اجابهم نعم تزول بعد اول هزيمة عسكرية جدية، لهذا لن تجد مسؤولا اسرائيليا واحدا يتصور انه ممكن ان تنتهي الحرب بدون نصر واضح لجيشهم لانهم جميعا يعون ويفهمون مقولة بن غوريون.

ورابع هذه الاسباب هو شخصي يتعلق بنتنياهو وبن غفير وسموترتش وباسباب انتخابية لبني غانتس ولابيد فبالنسبة لنتنياهو وقف الحرب دون تحقيق الاهداف سينهي حلمه السياسي للابد وفي اليوم التالي يواجه مصيره القضائي واليمين المتطرف امثال بن غفير وسموترتش سيجدان نفسيهما في زاوية صغيرة في الكنيسيت بدون اي وزن وغانتس سيخسر من شعبيته التي زادت في استطلاعات الراي عشبة انضمامه لحكومة الحرب ربما للحد الذي تتراجع مقاعده عن التي يمثلها حاليا باعتباره شكل غطاء للفاشل نتنياهو دون ان يحقق دخوله حماية حقيقية لدولتهم على المدى الاستراتيجي، ولابيد بانتقاده للفشل في تحقيق الاهداف يرغب بتحقيق نتائج انتخابية على حساب اليمين وحليفه بني غانتسِ.

لذا فصمود المقاومة ونجاح تكتيكاتها في تكبيد العدو اثمانا عالية وباهظة كفيلة بادامة نصر اكتوبر وتعميق جرحه لكل المنظومة الصهيونية في الكيان مما يضطره وداعميه للاسراع بالبحث عن مخرج لهذه الورطة المصيرية يكون لامريكا وراس السوء بريطانيا وبتحريك عملائهم في المنطقة ان يخرحوا بسيناريوا يحفظ ماء وجه الكيان مصورا الهزيمة نصرا من خلال حزمة من الوعود الفارغة التي تستغل موضوع الاعمار وعودة المهجرين الى شمال القطاع وتقديم العون الغذائي المشروط مقابل تحقيق اهداف العدوان التي فشلوا في تحقيقها في الميدان، متباكين بدموع التماسيح على الوضع الانساني مقابل راس المقاومة وسلطتها ونزع سلاحها مرددين صباح مساء اليوم الثاني بعد حماسِ،التي تنبهت لذلك واعلنت اهدافها واضافت عليها هدف قيام الاحتلال بتحمل مسؤولية الاعمار.

 

3- حَربُ غزَّة: بداياتٌ سَيِّئة تَنفي النهاياتَ الجَيِّدة بقلم سليمان الفرزلي*

بدأت الرواية الإسرائيلية بكذبة هي: "شَعبٌ بلا وطن (اليهود)، وبَلَدٌ بلا شعب (الفلسطينيون)". وكلُّ الذين في العالم، خصوصًا في الغرب، وعلى الأخص في الولايات المتحدة، الذين قدَّموا غطاءً أخلاقيًا لهذا الادِّعاء، وقدّموا جميع ما لديهم من إمكانيات لجعله مشروعًا قائمًا على هذا الأساس يتحمّلون المسؤولية عن جرائم الإبادة والتمييز العنصري التي مارسها الإسرائيليون بحقِّ الشعب الفلسطيني المُحاصَرِ في أرضه.بل إنَّ داعمي الاغتصاب الصهيوني في العالم، ارتكبوا جنايةً أكبر بحقِّ شعوبهم وبقيّة شعوب العالم، لأنهم أجازوا تَدميرَ القوانين الدولية، وكشفوا خَطَلَ ادعائهم المشروخ بالدفاع عن الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان ودعاوى أخرى من هذا القبيل. حتى الدعاوى الصهيونية التي قامت على "تجارة الهولوكوست" كسدت تجارتهم بفعل جرائم الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل في حرب غزة من خلال اعتماد سياسة الدمار الشامل بأسلحتهم.

ولا يُخفّف من هول ما حدث في غزة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بل خلال الحصار الخانق الذي فُرِضَ على الشعب الفلسطيني هناك طيلة سنوات، لإذلاله وكَسرِ إرادته، قول القائلين بأنَّ الدول الغربية الداعمة لإسرائيل، والدول العربية الساعية الى التطبيع معها، وتلك المُطَبِّعة معها سابقًا، فوجئت بردِّ الفعل الجنوني الذي قامت به إسرائيل على عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في غزة لتذكير العالم بمأساة الشعب الفلسطيني. ذلك أنَّ من طبيعة العالم أنه ينسى أيَّ حقٍّ ليس وراءه مُطالِب.

وقد تبيَّنَ الآن أنَّ جميعَ الدعوات السابقة للسلام، والتسوية العادلة، والشرق الأوسط الجديد، وغير ذلك من الادِّعاءات المُماثلة، كانت كلّها بمثابةِ تقطيعٍ للوقت بغية إضفاء الشرعية على الاغتصاب الصهيوني لفلسطين، وعزل الشعب الفلسطيني من خلال تطبيع علاقات إسرائيل مع العالمَين العربي والإسلامي، وهو مشروعٌ اكتسب ركيزتَين أساسيتَين، واحدة في العالم الإسلامي والثانية في العالم العربي هما تركيا ومصر.

لكن البدايات السيِّئة، أو السَيِّئةِ النية، لا تنتجُ نهاياتٍ جيدة، لا للمُغتَصِب ولا لمعاونيه أو المُعتَرِفين به. وهذا المسارُ القائم على البدايات السيّئة، من طبائعه الفوقية أنه لا يهمّه النظر الى المدى البعيد، مُفتَرِضًا أنَّ القوة الغاشمة المُتاحة له من شأنها أن تَحسُمَ الأمرَ لصالحه في المدى المنظور. ومن مثل مسار من هذا النوع تنشأ إشكالية تاريخية من خلال التضارب بين نوعَين من التاريخ، وليس مجرد قراءتَين مُختلفتَين للتاريخ. نوعٌ عنوانه البغي، باعتباره صراعًا بين فريقٍ مُتفوِّق وفريقٍ مُنحَط. ونوعٌ عنوانه الحق والعدل، باعتباره صراعًا بين فريقٍ مظلوم وفريقٍ ظالم. ولذلك تخفق كل المحاولات التضليلية القائمة على التساوي بين الظالم والمظلوم، مما يعطي انطباعًا خادعًا بأنَّ أيَّ تناقضٍ وجودي، كالقضية الفلسطينية، يمكن أن يُصَحِّحَ نفسه بنفسه. وليس في التاريخ القديم أو الحديث أيّ شاهدٍ أو برهان على أنَّ التناقضات المصيرية يمكن أن تحلَّ نفسها بنفسها. فلو كان الأمر غير ذلك، لما نشبت في الأصل أيُّ حروب، وما كانت هناك أي حاجة للمؤتمرات والتسويات، أو للقوانين والهيئات الدولية الناظمة للخلافات والصراعات.

والبدايات السَيِّئة هذه تنطبق أيضًا على الدول العربية المُطَبِّعة مع إسرائيل أو الساعية الى التطبيع معها، لأنها تقوم ضمنًا على التخلّي العربي عن القضية الفلسطينية. وقد كان من الممكن أن يكون التطبيع العربي مُبرَّرًا لو أنه أعقبَ أيَّ حلٍّ للقضية الفلسطينية يرضى به الفلسطينيون وينتهي به الصراع العسكري. لكن أن يجري التطبيع مع استمرار الصراع، من شأنه أن يُعطي انطباعًا بأنه يتجاوز التخلّي عن القضية الفلسطينية إلى انحيازٍ ضمني داعم ليس فقط لإسرائيل، بل للحالة الصهيونية العالمية برمّتها، من إسرائيل وصاعدًا، ومن أميركا ونازلًا.

ومن مخاطر هذا التوجه أنه يُحَوِّلُ السياسة الى معارك عسكرية، بدلًا من تحويل المعارك العسكرية الى سياسة.لكن مثل هذا التحوّل، الذي يمكنه الوصول الى نهاياتٍ جيدة، من غير الممكن أن يحصل انطلاقًا من البدايات السيِّئة.

سليمان الفرزلي هو كاتب، صحافي ومُحَلِّل سياسي لبناني مُقيم في لندن.

 

4- ما هي أهداف تصعيد الميليشيات الايرانية للهجمات؟ بقلم صلاح المختار

بنظرة سريعة يمكن التاكيد،استنادا الى المعطيات الميدانية اقليميا وعالميا بان ثمة اهداف لدخول الحوثيين والحشد الشعوبي في العراق الصراع تحت غطاء دعم الشعب الفلسطيني، وباطنيا لتحقيق هدف اخر هو اخفاء الغدر الايراني بحماس وكتائب القسام حيث لم تنفذ ااسرائيل الشرقية (ايران) واتباعها خصوصا حزب الله الاتفاق الذي تم بالرد على اسرائيل الغربية من خمسة جبهات بصورة متزامنة، وعندما نفذت كتائب القسام عملية طوفان الاقصى رفضت طهران رسميا وبشدة دخول الحرب، واكتفي ذيلها حزب الله في لبنان بأسقاط فرض بالقيام بالمناوشات الحدودية، في اطار قديم وضعته الامم المتحده منذ حرب 2006 وهو قواعد الاشتباك، وهذا الموقف وضع الفرس واتباعهم في زاوية حرجة وافقدهم كثير من الدعم واكد ما ثبتته القوى الوطنية العربية من ان اسرائيل الشرقية دولة استعمارية لها اهداف امبراطورية في الوطن العربي ولا تدعم حركات التحرر ولكنها تستغل بعض الحالات لتحقيق مصالحها القومية ومنها استخدام اسم فلسطين غطاء لقيامها باحتلال اقطار عربية.

من هنا فان طهران بحاجة لازالة الانطباعات السلبية عنها التي نتجت عما جرى اثناء عملية طوفان الاقصى وقبلها وهي جرائمها الاخطر من جرائم اسرائيل الغربية في العراق وسورية واليمن ولبنان وغيرها،فهجمات الحوثيين وحزب الله من لبنان والميليشات العراقية تقوم باعاده تجميل وجه طهران امام العرب والمسلمين لاجل استمرار الغزو الايراني لاقطار عربية تحت غطاء فلسطيني.وفي ذلك أيضا مصلحة امريكية اسرائيلية مشتركة: لأن بقاء الدور الايراني الحالي ضرورة استراتيجية غربية واسرائيلية مادام الهدف المشترك هو تقسيم الاقطار العربية حسب مخطط برنارد لويس ومخططات اسرائيل الاخرى المعروفة.

فما هو الخلاف اذا بين امريكا واسرائيل الغربية من جهة واسرائيل الشرقية من جهة ثانية؟ انه يتركز حول المشروع النووي الايراني،وتجاوز طهران للخطوط الحمر الخاصة بحدود توسعها الإقليمي على حساب مناطق النفوذ الامريكية والصهيونية. وتاكيدا لما سبق فان طهران لو دخلت الحرب هي وحزب الله بكل ثقله لتغيرت معادله الصراع جذريا في غزة وفلسطين عموما لصالح فلسطين، ولكن ذلك سيقضي على دور طهران المرسوم لها من قبل الغرب كشرطي اقليمي،وبما ان الدور الاقليمي الايراني هدف مركزي في المشروع الامبراطوري الفارسي فانه هو الذي حول عملية طوفان الاقصى من عملية هدفها المتفق عليه وهو تحرير فلسطين الى صراع محدود بين المقاومة الفلسطينية واسرائيل الغربية، الامر الذي منح الكيان الصهيوني وامريكا فرصة التحكم في اطارات الصراع منع انفلاتها.

ولو نظرنا الى دور الحوثيين والحشد الشعوبي في العراق فانه تافه لا قيمه له فما اطلق من العراق واليمن لم يؤثر حتى ولو جزئيا في مجرى الصراع في غزة ولذلك فهو عمل دعائي صرف. ولكن دخول الحوثيين الصراع له هدف اخر امريكي غربي رئيس وهو السيطرة التامة على مضيق باب المندب وبقية المقتربات الستراتيجية في المنطقة بهدف تسخيرها في الصراع الاوسع مع الصين وروسيا حيث توجد هناك قواعد صينية وروسية، وعملية الحوثيين وفرت الحجة القوية للسيطرة الغربية على تلك المنطقة الحيوية، فهي مصلحة غربية اولا وقبل كل شيء،والحوثيون اعطوا المبرر لتحقيق هذا الهدف الجوهري، ولذلك كان من الطبيعي ان تخبر واشنطن الحوثيين بالضربات قبل وقوعها كي يخلوا مناطق مستهدفة مما فيها من سلاح وبشر وهو ما اعلن رسميا في امريكا.

ان الدور الايراني المتحكم بكل تحركات اتباعه (حزب الله،الحوثيون،الحشد الشعوبي في العراق) ما زال هو الرافعة الاساسية للمخططات الامريكية والصهيونية في الوطن العربي خصوصا مواصله خطه نشر الفتن الطائفيه والعنصريه لايصال الاقطار العربيه الى الانهيار والتقسيم، واسرائيل الشرقية وحدها التي نجحت في تحقيق الكثير من خطوات هذا المخطط.

من هنا نرى كيف تتشابك وتتداخل المصالح الستراتيجية الغربية الصهيونية مع المصالح الايرانية،ويظهر لنا ان الخلاف بينهما ثانوي وليس جوهري، ولعل اكبر الادلة على ذلك ان طهران ورغم كل ما قامت به من اعمال عدوانيه ضد القواعد الامريكية عبر اتباعها واخرها هجوم اليوم بضرب قاعدة عين الاسد في العراق ب60 صاروخا كما اعلن الحشد الشعوبي ولكنها لم تقتل ولا امريكيا! فهل هذا معقول؟ 60 صاروخا لاتقتل ولا جندي وضربات الحشد الشعوبي وطهران على اربيل بصواريح اربعة او خمسة قتلت كثير من اكراد العراق؟! والتفسير الوحيد الصحيح لهذه الظاهرة هو وجود اتفاق بين واشنطن وطهران على ان ترد طهران على الهجمات الامريكية باطلاق صواريخ لاتصيب الاهداف الامريكية وهو ما اعلنه الرئيس الامريكي السابق ترامب وكرره.

ويزداد الامر وضوحا حينما نلاحظ ان اسرائيل الشرقية احتلت اربعه اقطار عربيه ولم تتدخل امريكا لمنعها بل ساعدتها ودعمتها وكذلك بقيه العدوانات التي ترتكب يوميا واخرها اعتراف امريكا بان من مول وخطط لطوفان الاقصى كان طهران وان من يدعم حماس في هذا المجال العسكري هي ايران، فلماذا لم تهاجمها أمريكا؟ ولماذا كانت تهاجم العراق اثناء الحكم الوطني بدون أن يقوم العراق قبل غزوه بأي عمل عدواني ضد السفارات الأمريكية وضد المصالح الامريكية؟ ان الجواب على هذا السؤال هو الذي يحدد حقيقة أن إسرائيل الشرقية ورغم كل اختلافاتها مع امريكا واسرائيل الغربية تبقى ذخيرة ستراتيجية لهما كما قلنا واكدنا مرارا طوال سنوات حكم خميني وخامنئي لانها وحدها من تملك الادوات البشرية داخل الاقطار العربية التي تسخر لنشر الفتن الداخلية، تحقيقا للهدف المشترك الغربي والصهيوني والفارسي وهو ومحو العروبة.

 

5- الهَدَفُ الأكبر في غزّة مروان المعشّر*

16-1-2024

ينبغي أن تتخذ الولايات المتحدة وشركاؤها الدوليون قرارًا تاريخيًا بإنهاء الصراع في الأراضي الفلسطينية الآن وتحريك الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني، بسرعة نحو حلِّ الدولتين القابل للحياة أو سيتعيَّن على العالم أن يتعامل مع مستقبلٍ أكثر قتامة.

الرئيس السابق بيل كلينتون يتوسط حسني مبارك، ياسر عرفات وإسحق رابين والملك حسين: لم تنجح إتفاقات التطبيع بين كل هؤلاء لأنَّ حلَّ القضية الفلسطينية كما يجب لم يتم.مع دُخولِ الحرب الإسرائيلية في غزّة شهرها الرابع، احتدَمَ الجَدَلُ حولَ مَن يجب أن يَحكُمَ القطاع عندما يتوقّف القتال. إقتَرَحَ البعضُ تشكيلَ قوة عربية، وهي الفكرةُ التي رفضتها بالفعل مصر والأردن ودول عربية أخرى. واقترحَ آخرون إعادة بناء وتجديد السلطة الفلسطينية، مُتجاهِلين حقيقةَ أنَّ أقلَّ من عشرة في المئة من الفلسطينيين سيؤيدون مثل هذه النتيجة، وفقًا لاستطلاع رأي فلسطيني أُجريَ أخيرًا. ومع ذلك، هناك فكرة ثالثة تتلخّصُ في وَضعِ غزة تحت السيطرة الدولية، وهو النهجُ الذي رفضته إسرائيل أصلًا، والتي لا تريد أن تكون هناك مثل هذه السابقة.

لكن هناك سببًا أكبر يجعل هذه الحلول المُتَصَوَّرة محكومًا عليها بالفشل: فهي جميعها تتعامل مع غزة بمعزلٍ عن غيرها، وكأنَّ من المُمكن مُعالجة وضعها من دون النظر إلى القضية الأوسع المُتَمَثِّلة في الدولة الفلسطينية وتقرير المصير. بهذه الطريقة في التفكير، بمجرّد اختفاء "حماس" والإجابة عن السؤال حَولَ مَن يحكم غزة، فقد يكون من الممكن العودة إلى الوضع الذي كان قائمًا من قبل. وكلٌّ من الافتراضَين مُعيبٌ في الأساس، وأيُّ سياسةٍ تعتمد عليهما ستؤدّي إلى كارثة.ولكي يكون حلُّ مُستَقبل غزّة مُستدامًا حقًا، فلا بدَّ أن يُوضَعَ في إطارِ نهايةٍ أكبر لجميع الفلسطينيين الخاضعين للسيطرة الإسرائيلية. ويتعيَّن عليه أخيرًا أن يُعالج السبب الجذري للعنف الذي لا ينتهي: الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية وقطاع غزة والضفة الغربية. أوضَحَت سنواتٌ من المفاوضات الفاشلة أيضًا ما سوف تتطلّبه مثل هذه الخطة حتى تنجح: خلافًا للعديد من سابقاتها، لا بدَّ أن تكون ذات مصداقية ومُحَدَّدة بفترةٍ زمنية، ولا بدَّ أن تكون نهاية اللعبة في حدِّ ذاتها مُحَدَّدة بشكلٍ جيد في البداية.

إنَّ إنشاءَ مثل هذه العملية الشاملة سوف يتطلّبُ جُهدًا استثنائيًا. لكنَّ البديلَ أسوأُ بكثير. لقد أدت الحرب الحالية بالفعل إلى مقتلِ أعدادٍ كبيرة من المدنيين، وتدمير غزة، وتقويض أمن إسرائيل والدعم الدولي، وخلق 1.5 مليون لاجئ فلسطيني جديد، والتهديد الذي يلوح في الأفق بحدوث المزيد من الترحيل الجماعي للفلسطينيين إلى خارج أراضي أجدادهم. وأي محاولة لحلِّ مشكلة اليوم التالي من خلال العودة إلى النماذج القديمة لن تؤدّي إلّا إلى تكرار هذه الكوارث مرة أخرى.

نهاية اللعبة المفقودة:لكي نفهمَ النطاقَ الحقيقي لمشكلة اليوم التالي، فمن الضروري أوَّلًا الإدراك أنَّ الصراعَ الحالي لم يبدأ بالهجوم الذي شنّته حركة "حماس" في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الفائت. كما إنه لا يقتصر على قطاع غزة وحده. على الرُغم من أنَّ القضية الفلسطينية بدأت مع حرب العام 1948، التي جُرِّدَ خلالها وطُرِدَ ما يُقدَّر بنحو 750 ألف شخص من منازلهم، فإنَّ أفضلَ نقطة انطلاق لأزمة اليوم هي حرب العام 1967. هذه الحرب أدّت إلى احتلال إسرائيل لقطاع غزّة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وأنتجت ما يُقَدَّر بنحو 300 ألف لاجئ فلسطيني جديد. كما تُمثّلُ بدايةَ عقود من الجهود لإنهاء الاحتلال وإقامة مستقبل فلسطيني قابلٍ للحياة.كانت المحاولة الأولى من هذا النوع هي القرار رقم 242 الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي في تشرين الثاني (نوفمبر) 1967. ورُغمَ أنَّ القرارَ أشارَ إلى "عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالحرب"، فإنه لم يَتَصَوَّر إقامة دولة فلسطينية مُنفَصِلة. بدلًا من ذلك، كان من المُفتَرَضِ أن يعودَ قطاع غزة إلى السيطرة المصرية والضفة الغربية إلى السيطرة الأردنية. كما إنَّ القرارَ لم يُحَدِّد إطارًا زمنيًا لإنهاء الاحتلال، واكتفى بالدعوة إلى عمليةٍ سياسيةٍ مفتوحة وغير مُلزِمة. وجرت مفاوضاتٌ غير مباشرة بين الأطراف الأردنية والمصرية والإسرائيلية عبر وسيطٍ أممي، من دون التوصّل إلى أيِّ نتائج.

بعدَ عقدين ونصف من الزمن، نجح مؤتمر مدريد ــالذي أطلقه الرئيس الأميركي جورج بوش الأب في العام 1991 بعد حرب الخليج الأولى ــ في جلب الفلسطينيين أخيرًا إلى طاولة المفاوضات مباشرة. ومع ذلك، مرة أخرى، تركت العملية نهاية اللعبة غير واضحة مع الإشارة إلى القرار 242، الذي فسّرته إسرائيل بطريقةٍ مختلفة تمامًا عن المجتمع الدولي. (رُغمَ أنَّ القرار دعا إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي المحتلة، فإنَّ إسرائيل فسَّرت ذلك على أنه لا يعني الانسحاب من كل هذه الأراضي، بل يعني فقط ما يسمى بالحدود الآمنة التي لم تُحدّدها قط). وحتى بعد أن بدأ الفلسطينيون التفاوض بشكلٍ مُنفَصِلٍ مع إسرائيل مع وصول رئيس الوزراء الراحل إسحق رابين إلى السلطة في حزيران (يونيو) 1992، لم تُحَدِّد العملية قط إقامة دولة فلسطينية مُنفَصِلة كهدفٍ للمفاوضات.

ثم جاءت اتفاقيات أوسلو في العام 1993، والتي ربما كانت الأكثر شهرةً بين كل جهود السلام. في هذه الحالة، لم يقتصر الأمر على اعتراف الجانبين ببعضهما البعض وإنشاء سلطة فلسطينية مؤقتة في غزة وأجزاء من الضفة الغربية فحسب، بل إنهما أسّسا أيضًا لعمليةِ مُفاوضاتٍ تدومُ خمس سنوات نحو السلام الدائم. ولكن على الرُغم من أنَّ العملية كان من المفترض أن تؤدي إلى حلٍّ دائمٍ للصراع، فإنَّ الأطراف فشلت في تحديد ماهية هذا الحل: بعبارة أخرى، لم تكن نهاية اللعبة واضحة في البداية. فضلًا عن ذلك فإن اتفاقيات أوسلو لم تُجَمِّد النشاط الاستيطاني، وهذا يعني أنَّ الجانبين كانا يتفاوضان حول مستقبل الأراضي المحتلة في الوقت الذي كان أحدهما ــالإسرائيلي ــ مُستَمِرًّا في تغيير جغرافية هذه الأراضي وتركيبتها السكانية. والواقع أنَّ رابين، في خطابه الأخير أمام الكنيست في أيلول (سبتمبر) 1995، حيث صدَّقَ البرلمان على الجُزء الثاني من اتفاقيات أوسلو، أعلن أنَّ هدفَ إسرائيل هو "كيانٌ فلسطيني أقل من دولة".

الواقع أنَّ اللاعبين الرئيسيين في الصراع لم يتَّفقوا على نموذج حلّ الدولتين حتى العام 2000، قرب نهاية ولاية الرئيس الأميركي بِيل كلينتون. في ذلك الوقت، عرض كلينتون على الجانبَين إطارًا شاملًا يقوم على إقامة دولة فلسطينية، تُحدّدها إلى حدٍّ كبير حدود العام 1967، والتي سيتم إنشاؤها إلى جانب دولة إسرائيل، مع ترتيباتٍ خاصة للقدس، واللاجئين، والأمن. وعندما فشلت مفاوضات اللحظة الأخيرة حول هذه المعايير واندلعت الانتفاضة الثانية، أصبح الطرفان على قناعةٍ بأنه ليس لديهما شركاء للسلام على الطرف الآخر من الطاولة. وتوالت الجهود منذ ذلك الحين، بما في ذلك مبادرة السلام العربية لعام 2002، وخارطة الطريق للسلام في الشرق الأوسط للفترة 2002-2003، ومؤتمر أنابوليس في العام 2007، والديبلوماسية المكوكية التي قام بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري في العام 2013 --وهي آخر الجهود الرسمية التي بذلتها الولايات المتحدة للمساعدة في التفاوض على تسويةٍ سلمية– وقد فشلت جميعها.

ورُغمَ وجود أسبابٍ عديدة وراء تعثّرِ كل جولة من هذه الجولات من المفاوضات، إلّا أنها كانت تُعاني من أوجهِ قصورٍ أكبر كانت مُشتَرَكة بين غالبيتها: فقد كانت في أغلب الأحوال تقريبًا إما مفتوحة النهاية أو لم تحدد نهاية اللعبة في البداية. كما إنها افتقرت إلى آلية مراقبة ذات مصداقية للتأكّد من أنَّ الأطراف تفي بالتزاماتها التدريجية على الطريق المؤدّي إلى التسوية الدائمة. علاوةً على ذلك، في مناسباتٍ عديدة، انهارت المفاوضات بسبب ما يجب أن تؤولَ إليه النتيجة النهائية بدلًا من الخطوات اللازمة للوصول إلى هذا الهدف.

من الفشل إلى الكارثة:بالنسبة إلى الفلسطينيين، كانت عواقب هذه الإخفاقات مُدَمِّرة. فقد تمكّنت إسرائيل من مواصلة النشاط الاستيطاني، الذي يُعتَبَرُ غير قانوني بموجب القانون الدولي، في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية (وحتى العام 2005 في قطاع غزة)، فاستحوذَت على أراضٍ فلسطينية وجعلت إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة أمرًا متزايد الصعوبة. منذ التوقيع على اتفاقيات أوسلو، ارتفع عدد المستوطنين الإسرائيليين من حوالي 250 ألفًا إلى أكثر من 750 ألفًا، أي ما يقرب من ربع السكان في كامل الضفة الغربية والقدس الشرقية، في حين أدّى التوسّعُ المستمر في المستوطنات إلى تفكيك وتقسيم الأراضي الفلسطينية المُتاخِمة بشكلٍ مطرد.

في خضمِّ هذه المفاوضات الفاشلة، عانى قطاع غزة من مصيرٍ قاسٍ بشكلٍ خاص. في العام 2005، قرّرَ رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون الانسحاب من غزة بشكلٍ أحادي، مُنهِيًا الوجود العسكري الإسرائيلي المباشر هناك. لكنَّ الحكومة الإسرائيلية قامت ببناءِ حاجزٍ أمني حول القطاع لعزله، وواصلت إسرائيل السيطرة على مَن يدخل ويخرج من القطاع. كما منعت إسرائيل سكانه الفلسطينيين من امتلاك مطار أو ميناء بحري، ما أدّى فعليًا إلى عزل قطاع غزة عن العالم. ونتيجةً لذلك، استمرَّ الاحتلال الإسرائيلي فعليًا، وكانت له عواقب وحشية. وبعد أن سيطرت "حماس" بشكلٍ كامل على القطاع في أعقاب الانقسام مع السلطة الفلسطينية والانفصال عنها في العام 2007، تدهورت الظروف المعيشية إلى درجة انخفض فيها دخل الفرد في قطاع غزة إلى جُزءٍ صغيرٍ من دخل الفرد الفلسطيني في الضفة الغربية.

ثم، عندما انتهت ولاية إدارة باراك أوباما، تخلّت الولايات المتحدة تمامًا عن المفاوضات بين الجانبين. أوّلًا في عهد الرئيس دونالد ترامب ثم في عهد الرئيس جو بايدن، استبدلت واشنطن جهود صنع السلام باتفاقيات أبراهام، وهي سلسلة من المعاهدات الثنائية بين العديد من الدول العربية وإسرائيل والتي لا تَستندُ إلى صيغة “الأرض مقابل السلام” المُستَمَدَّة من القرار 242. ولم يكن للفلسطينيين أيُّ دورٍ على الإطلاق. وافترضت إدارة بايدن، على وجه الخصوص، أنها إذا شجّعت التعاون الإقليمي، فإنَّ السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يمكن أن ينتظر أوقاتًا مُلائمة أفضل. في المقابل، استخدمت الحكومة الإسرائيلية الاتفاقيات لتقول إنه لم يعد من الضروري التوصّل إلى تسويةٍ مع الفلسطينيين، حيث يمكنهم إبرام اتفاقيات مُنفَصِلة مع الدول العربية في المنطقة.

هذا هو السياق الذي وقعت فيه هجمات 7 تشرين الأول (أكتوبر). إن استهدافَ المدنيين أمرٌ بغيضٌ في أيِّ سيناريو، بغضِّ النظر عن الجانب الذي يكون مُرتَكِبه. ولكن من المستحيل تجاهل حقيقةً مفادها أنَّ قطاعَ غزة تحوّلَ إلى سجنٍ عملاق مُسَوَّرٍ على مدى الأعوام العشرة الماضية، حيث يعيش الملايين من السجناء الذين لم يعد لديهم أيُّ سببٍ يجعلهم يعتقدون أنَّ الاحتلالَ قد ينتهي.

المُتَطَلَّبات الأساسيّة للسلام:أدركت إدارة بايدن أنه ستكون هناك حاجة إلى عمليةٍ سياسية بعد انتهاء الحرب في غزة. مُستَرشِدةً بحرب تشرين الأول (أكتوبر) 1973، التي أدّت في النهاية إلى السلام بين مصر وإسرائيل، وحرب الخليج الأولى في العام 1991، التي أدّت إلى مؤتمر مدريد، بدأت إدارة بايدن مناقشة خطط اليوم التالي لغزة. ولكن إذا كان هذا التفكير مُقتَصِرًا على مَن سيحكم غزة بعد "حماس"، أو إذا التزمت واشنطن بعمليةٍ مفتوحة تُكَرّرُ ببساطة أخطاءَ العمليات السابقة، فإنَّ احتمالات النجاح تصبح معدومة عمليًا. إنَّ الفلسطينيين، بغالبيتهم الساحقة، يشعرون اليوم أنَّهم خُدِعوا، وانخرطوا في الجهود السلمية لإنهاء الاحتلال بينما كانت إسرائيل تخلقُ حقائقَ على الأرض تجعل حلّ الدولتين مُستحيلًا. وبالتالي، فإنَّ أيَّ عمليةٍ سياسيّة في غزة يجب أن تكون ذات مصداقية، ومُحدَّدة زمنيًا، وذات نهاية مُحَدَّدة بوضوح - قبل بدءِ أيِّ مفاوضات. وإلّا فإنه سيكون الأمر مجرّد مَضيَعة للوقت.

اعتبارًا من الآن، من الأهمية بمكان الاعتراف بأنَّ العناصرَ الضرورية لعمليةٍ جادة بقيادة الولايات المتحدة غائبة. تدخل الولايات المتحدة عامًا انتخابيًا تكون فيه فُرَصُ إطلاق عملية سلام تتطلّب ممارسة الضغط على جميع الأطراف، وخصوصًا على إسرائيل، بعيدة. كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية اليمينية الحالية مرارًا وتكرارًا أنها لا تنوي إنهاء الاحتلال أو المساعدة على إنشاء دولة فلسطينية. وعلى الرُغم من أنَّ غالبية الإسرائيليين تُحمّلُ الحكومة الحالية مسؤولية الهفوات الأمنية التي حدثت في 7 تشرين الأول (أكتوبر) -وتشير استطلاعات الرأي إلى أنَّ المعارضة ستفوز بسهولة في الانتخابات الجديدة إذا أجريت غدًا- إلّا أنَّ الانقسامَ العام في إسرائيل اليوم لم يعد بين المعسكرات المؤيدة للسلام والمناهضة للسلام، كما كان الحال قبل عقود. بدلًا من ذلك، فإنَّ الأمرَ يدورُ فقط بين المعسكرين المؤيد والمعارض لبنيامين نتنياهو، حيث يتّخذُ الجانبان موقفًا مُتشدّدًا ومُتطابقًا تقريبًا ضد قيام دولة فلسطينية.

في الوقت نفسه، فقدت السلطة الفلسطينية الكثير من مصداقيتها وشرعيتها. فهي لم تعقد انتخابات منذ العام 2006، وكانت نسبة تأييدها مُنخَفِضة للغاية، حتى قبل السابع من تشرين الأول (أكتوبر). وفي استطلاعٍ للرأي أُجرِيَ أثناء وقف إطلاق النار القصير في غزة في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر)، وجد المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية أنَّ 88% من الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة يريدون استقالة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. ويريد سبعة في المئة فقط أن تحكُمَ السلطة الفلسطينية بقيادة عباس غزة بعد الحرب. لا يُمكنُ لأيِّ طرفٍ أن يَدَّعي أنه يُمثّلُ الفلسطينيين في أيِّ عمليةٍ سياسية بدون انتخابات، لكن من المؤكد تقريبًا أنَّ السلطة الفلسطينية وإسرائيل والولايات المتحدة ستُعارِضُ إجراء مثل هذه الانتخابات في المدى القريب، نظرًا لأنَّ "حماس" قد تحصل على أكثرية الأصوات، كما يشير الاستطلاع. وفي حين يُشيرُ الاستطلاع نفسه إلى أنَّ شخصياتٍ مثل مروان البرغوثي تتمتّع بدعمٍ واسع النطاق بين جماهير "فتح" و"حماس"، فمن المشكوك فيه أن توافق إسرائيل على إطلاق سراحه، وذلك على وجه التحديد لأنَّ الحكومة الحالية ليست مُهتَمّة بالتوصّلِ إلى صفقةٍ سياسية.

لكن على الرُغمِ من هذه الصعوبات، فمن المُفيدِ تحديد العناصر المُحدّدة التي تتطلّبها عملية ذات مصداقية حتى تتمكّن واشنطن من تجنّب مخاطر وعثرات المفاوضات السابقة. أوّلًا، يتعيّن على الولايات المتحدة أن تُقدّمَ خطةً سياسية تُحدّدُ هدفًا مُحدَّدًا بوضوح يتمثّلُ في: إنهاء الاحتلال خلال إطارٍ زمنيٍّ مُحَدَّد، ولنَقُل من ثلاث إلى خمس سنوات؛ تحديد الحدود بشكلٍ دقيق على أساس خطوط 1967 مع تبادلات طفيفة ومتبادَلة للأراضي لاستيعاب المستوطنات على طول الحدود والتي ستكون خاضعة للمفاوضات؛ إصدار الأمم المتحدة قرارًا يعترف بالدولة الفلسطينية على أساس حدود العام 1967، على أن يتمَّ الاتفاق على التفاصيل من خلال المفاوضات؛ تجميد البناء الاستيطاني الجديد بالكامل.

بعد ذلك، لتنفيذ هذه الخطة، يجب أن تُركّزَ المفاوضات على الخطوات اللازمة للوصول إلى الهدف بدلًا من التركيز على الشكل الذي قد تبدو عليه نهاية اللعبة. العديد من الخطوات الممكنة الضرورية معروضٌ ومعروفٌ أصلًا. وينبغي إجراء استفتاءات حول الخطة في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة من أجل الحصول على الدعم والضمان الشعبي: حيث سيذهب الناخبون إلى صناديق الاقتراع على أساس الأفق السياسي المُحَدَّد بوضوح للخطة، وهو ما قد يكسر ويُغيِّرُ الانطباع لدى كلا الجانبين القائل بأنَّ حلَّ الدولتين لم يعد مُمكِنًا. في هذا الإطار، تصبح مسألة مَن يَحكُم غزة خطوة على الطريق نحو إنهاء الاحتلال وليس نهاية اللعبة في حدِّ ذاتها: ففي مسائل الحُكم، ينبغي التعامل مع قطاع غزة والضفة الغربية باعتبارهما كيانًا واحدًا.

بمجرّد أن تبدأ مثل هذه العملية، فسوف يكون لدى الجانبين الحافز لإعادة النظر في الحلول التي تمَّ رفضها في الماضي بسبب غياب إطارٍ سياسي شامل أو جدولٍ زمني ملموس. على سبيل المثال، من الممكن أن تتحوَّلَ عملية إعادة إعمار غزة إلى خطوةٍ على الطريق نحو التسوية النهائية، مع استعدادِ أطرافٍ مثل دول الخليج، والاتحاد الأوروبي، والبنك الدولي للمشاركة على نحوٍ غير مسبوق اليوم. (تقدم حالة سوريا درسًا مفيدًا هنا: رُغمَ أنَّ الحربَ الأهلية قد انتهت فعليًا منذ ما يقرب من خمس سنوات، فإنَّ عملية إعادة الإعمار لم تتم إلّا قليلًاً في غياب خطة شاملة لمستقبل البلاد). من الممكن إنشاء صندوقٍ دولي لمساعدة الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية على البقاء والصمود في أراضيهم لتخفيف المخاوف بين الفلسطينيين من أنه سيتم نقلهم وتهجيرهم بشكلٍ جماعي خارج أراضيهم التاريخية. ومن الممكن بعد ذلك إحياء مبادرة السلام العربية، التي عرضت معاهدات سلام جماعية وضمانات أمنية جماعية لإسرائيل من جانب جميع الدول العربية، مما يمنح الدول العربية دورًا سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا في الأراضي الفلسطينية وحافزًا قويًا للإسرائيليين لتبنِّي هذه المبادرة.

ورُغمَ أنَّ هذا المخطّط قد يبدو طموحًا، إلّا أنه يرتكز على الواقعية: فالغرضُ منه يتلخّص في إظهار ما قد تستلزمه عمليةٌ سياسيّة جادّة، والتوضيح بأنَّ عمليات الماضي الفاشلة لا يُمكِنُ إحياؤها ببساطة. ومن الجدير بالذكر أن هذه الخطة تترك جانبًا القضية الأكثر صعوبة، وهي ما يجب فعله بالمستوطنات القائمة. حتى لو توفّرت الإرادة السياسية لدى الجانبين لإنهاء الاحتلال وتبنّي حلّ الدولتين، فإنَّ التوصّلَ إلى حلٍّ مُبتَكَرٍ لمسألة الاستيطان سوف يظل مهمة شاقة. إذا قرر المجتمع الدولي أن هذه الخطة الشاملة غير واقعية إلى حد كبير بحيث لا يمكن تحقيقها، فيتعيّن عليه أن يزن ويعي تكاليف البدائل.

من سيِّئٍ إلى أسوَإٍ:إذا ثبت في نهاية الحرب في غزّة أنَّ تنفيذَ عمليةٍ سياسيةٍ جدية أمرٌ مستحيل، فقد تتكشّفُ ثلاثةُ سيناريوهات بديلة. أوّلًا، يُمكِنُ للأطراف العودة إلى انتظار وقت أفضل وأكثر هدوءًا، مثلما فعلت الولايات المتحدة في السنوات التي سبقت هجمات 7 تشرين الأول (أكتوبر). وهذه الاستراتيجية، إذا ما اتُّبِعَت الآن، ستفشل بالتأكيد. فهي تفترضُ أنَّ حلَّ الدولتين هو في النهاية النتيجة المُفضَّلة لجميع الأطراف، وأنَّ الأمرُ ببساطة يتعلق بوجود القوى السياسية المناسبة في السلطة لتحقيق ذلك. لكن في إسرائيل، انخفضَ الدَعمُ في الكنيست لاتفاقية سلام لتقاسم الأرض من أغلبية الأعضاء قبل 30 عامًا إلى ما لا يزيد عن 15 عضوًا اليوم. علاوة على ذلك، فإنَّ منطق الانتظار يفترضُ وجود وضع راهن ثابت، ومن الواضح أنَّ الأمرَ ليس كذلك نظرًا لاستمرار إسرائيل في توسيع المستوطنات. وإذا كان عدد المستوطنين اليوم يجعل من الصعب للغاية فصل المُجتمَعَين إلى دولتين، فقد يصبح الوضع أسوأ بشكل لا رجعة فيه في غضون سنوات قليلة، بمجرد أن يتجاوز عدد المستوطنين المليون.

البديلُ الثاني، في غيابِ عمليةٍ سياسيةٍ جادّة، قد يكون الوضع أسوأ من ذلك: النقل والتهجير الجماعي (الترانسفير) للفلسطينيين من أرضهم التاريخية إمّا بالقوة أو بجعل الحياة الفلسطينية في الأراضي المحتلة غير مقبولة أو لا تُطاق. السبب وراء ضرورة أخذ مثل هذه النتيجة الجذرية على محمل الجد هو الواقع الديموغرافي الذي تواجهه إسرائيل الآن: فقد بلغ عدد العرب الفلسطينيين في المناطق الخاضعة لسيطرة إسرائيل الآن 7.4 ملايين نسمة، وهو عددٌ أكبر من عدد اليهود الإسرائيليين داخل إسرائيل والأراضي المحتلة والذي يبلغ 7.2 ملايين نسمة. وبالنظر إلى أنَّ إسرائيل في الوقت الحاضر لا تريد إنهاء الاحتلال وقبول حلّ الدولتين، ونظرًا إلى أنها لا تريد أن تُصبحَ أقلّية تحكم الأغلبية وهو وضعٌ يصفه العديد من منظمات حقوق الإنسان بالفصل العنصري، فإنَّ خيارها المُفضَّل سيتمثل في نقل وتهجير أعداد كبيرة من الفلسطينيين خارج الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية: من غزة إلى مصر، ومن الضفة الغربية إلى الأردن.

وقد أوضحت الحكومة الإسرائيلية بالفعل أنها تُفكّرُ بهذا الحل. لقد أصبحت أجزاءٌ كبيرة من غزة غير صالحة للسكن عمليًا، وقام العديد من الوزراء الإسرائيليين، بمَن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفسه، بشكلٍ مباشر أو غير مباشر بالترويج لفكرة نقل الفلسطينيين إلى بلدان أخرى. كما صَوَّرَ العديد من المُعلّقين الإسرائيليين والدوليين القرارات المصرية والأردنية بإغلاق حدودهما أمام الفلسطينيين على أنه عملٌ غير إنساني، ربما للضغط على كلا الدولتين للسماح للفلسطينيين بالفرار. لكن من الواضح أنَّ الحكومة الإسرائيلية ستمنعهم بعد ذلك من العودة.

لكن أي محاولة لنقلٍ جماعي لن تكون سهلة التنفيذ. لقد لفت الأردن ومصر بالفعل الانتباه الدولي إلى هذا السيناريو، إلى الحدِّ الذي أبدت فيه الولايات المتحدة ودول أخرى معارضة قوية علنًا. ويبدو أن الفلسطينيين أنفسهم غير مُهتَمّين بالمغادرة، بعد أن تعلّموا من العام 1948، عندما أُجبِرَ 750 ألف فلسطيني وفلسطينية على مغادرة أراضيهم ولم يُسمح لهم العودة أبدًا.

وهذا يتركُ البديل الثالث وهو الأكثر ترجيحًا: إستمرارُ الاحتلال الإسرائيلي، ولكن الآن في ظلِّ ظروفٍ غير قابلة للاستمرار. إنَّ معدل المواليد لدى الفلسطينيين أعلى من نظيره بين اليهود الإسرائيليين، ومع فقدانهم الأمل على نحوٍ متزايد في احتمال قيام دولة فلسطينية، فإنَّ مطالبتهم بالمساواة في الحقوق مع الإسرائيليين سوف ترتفع بصوتٍ أعلى وأكثر إصرارًا. وقد يصبحُ الصراعُ بعد ذلك أكثر عُنفًا. ووفقًا لاستطلاعٍ أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، فإنَّ 63% من الفلسطينيين اليوم يقولون إنهم يؤيدون المقاومة المسلحة لإنهاء الاحتلال. والواقع أنَّ مثل هذه المقاومة كانت بدأت بالفعل في الضفة الغربية في الأشهر التي سبقت السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، حيث حمل شبابٌ بلا قيادة السلاح وأطلقوا النار على الإسرائيليين.

علاوةً على ذلك، إذا اختارت مواصلة الاحتلال، فإنَّ التحدّي الذي تواجهه إسرائيل لن يكونَ داخليًا فقط. تواجه البلاد أيضًا جيلًا شابًا ناشئًا في الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية الأخرى الذي أظهر أنه أكثر دعمًا للفلسطينيين وقضية المساواة في الحقوق من أسلافه. ومع صعود هذا الجيل إلى مناصب السلطة، فسوف يتزايد انتقاد العالم للاحتلال الإسرائيلي، وسوف يتحوّلُ التركيز من تعريف تسوية سلمية وَهمية إلى معالجة مشكلة الظلم العميق في الأراضي المحتلة إلى أجلٍ غير مسمى. ومن المرجح أيضًا أن يؤدّي ذلك إلى عزلة إسرائيل بشكلٍ متزايد على المسرح العالمي.

هذا هو المكان الذي من المُرَجَّح أن ينتهي فيه استمرار الوضع الراهن. ومن المؤكد أن المجتمع الدولي يتحمّل جُزئيًا المسؤولية عن كلِّ أعمال العنف التي تتكشَّف اليوم. من خلال التخلّي عن أيِّ محاولة جادة لمعالجة الأسباب الأساسية للصراع في الأعوام الأخيرة، ساعد زعماء الغرب، فضلًا عن حكومات المنطقة، على خلق الوضع القائم الآن والذي لا يُمكن الدفاع عنه. ومن الممكن أن تبدأ عملية أخرى على غرار العديد من العمليات السابقة. وإذا حدث ذلك فإنه أيضًا سوف يفشل، وسوف يستمر العنف في تحديد عالم الإسرائيليين والفلسطينيين. فإما أن تتخذ الولايات المتحدة وشركاؤها الدوليون قرارًا تاريخيًا بإنهاء الصراع الآن وتحريك الجانبين بسرعة نحو حلِّ الدولتين القابل للحياة أو سيتعيَّن على العالم أن يتعامل مع مستقبلٍ أكثر قتامة. وفي القريب العاجل، لن يعودَ الأمرُ يتعلّق بالاحتلال، بل بالمسألة الأكثر صعوبة المتمثلة في الفصل العنصري الصريح. الاختيارُ لا يمكن أن يكون أكثر وضوحًا.

مروان المعشّر هو نائب الرئيس للدراسات في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي. شغل منصب وزير خارجية الأردن من العام 2002 إلى عام 2004 ونائب رئيس الوزراء من العام 2004 إلى العام 2005. يمكن متابعته عبر منصة (X) على: @MarwanMuasher

يَصدُرُ هذا المقال بالعربية في "أسواق العرب" توازيًا مع صدوره بالإنكليزية في "فورين أفّيرز" الأميركية.

 

6- بَعدَ غزّة، الاستياءُ من الولايات المتحدة يَزدادُ في الشَرقِ الأوسط بقلم مايكل يونغ

17-1-2024

يعتقدُ كثيرون أنَّ من بين الذين قد يخسرون من الحرب في غزة إدارة بايدن والولايات المتحدة بشكلٍ عام. لأشهرٍ عدّة، قامت واشنطن بتغطيةِ الحملة العسكرية الدموية الإسرائيلية، ومنعت الدعوات لوقف إطلاق النار، وأعادت تسليح القوات المسلحة الإسرائيلية بدون أيِّ قيودٍ على كيفية استخدام أسلحتهاعلاوةً على ذلك، فقد أضرَّ هذا النهجُ بمصالح الولايات المتحدة. لم يؤدِّ استمرارُ الصراع في غزة إلّا إلى زيادة احتمال انتشاره إقليميًا وجَذبِ الأميركيين. والهجمات المُستمِرّة ضد الحوثيين هي مثالٌ على ذلك. وبينما يواجه الرئيس جو بايدن ناخبين أكثر انعزالية في عامٍ انتخابي، فهو لا يستطيع أن يتحمّلَ وقوعَ القوات الأميركية في فخِّ حربٍ أُخرى في الشرق الأوسط.

لكن هناك قضية أخرى سيتعيَّن على الأميركيين أن يتعاملوا معها قريبًا. أدّت حربُ غزة إلى تفاقم الصَدَعِ المُتزايد حولَ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي في مجتمعات المنطقة، التي تواصل الاستجابة لمصير الفلسطينيين بمشاعر عميقة.لقد ضخّت هذه المشاعر بدورها بُعدًا أخلاقيًا في المناقشة، الأمر الذي أدّى إلى تفاقُمِ الاستياء والغضب ضدّ الولايات المتحدة. على المستوى المجتمعي، أكّدَت حربُ غزّة للعديد من العرب أنَّ الولايات المتحدة لا تَعتَبرُ حياة الفلسطينيين، أو حياة العرب بشكلٍ عام، مُعادِلة لتلك التي تعتبرها غربية، مثل حياة الإسرائيليين. لا يستطيع الكثيرون من العرب أن يفهموا كيفَ يُمكن للمرء أن يُفسِّرَ مقتل ما لا يقل عن 24 ألف إنسان بالإشارة إلى مقتل نحو 1200 إسرائيلي في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، وهو حادثٌ وحشي باعترافِ الجميع.

في صحيفة "واشنطن بوست"، أعرب الكاتب المصري عبد الرحمن الجندي عن هذا الشعور بخيبة الأمل، فكتب: "لم يُبنَ هذا العالم قط لاستيعابنا. حتى في الدوائر الأكثر تقدّمية، فإننا نُشَكِّلُ اضطرابًا لا يُمكِنُ التسامحُ معه إلّا إذا بقينا نموذجًا رمزيًا للعرب: سائغون وخجولون، نُقدّمُ الإدانات المُسبَقة قبل المطالبة بإنسانيتنا".ولذلك فإنَّ الانقسامَ الجديد بين العالم العربي وواشنطن، بسبب غزّة، أصبح أكثر جوهرية، بل وأكثر عاطفية. فهو مَبنيٌّ على تصوُّرٍ مفاده أنَّ الوعدَ الأميركي لا يمتدُّ إلى شعوب المنطقة، التي سعت الإدارات الأميركية الثلاث الماضية، مهما كانت خلافاتها الأخرى المتعددة، إلى التحرّر منه.

ويتكرّرُ هذا الصَدَعُ داخل الولايات المتحدة. لقد أصبح من الملاحظ على نحوٍ متزايد أنَّ فلسطين، التي ظلّت حتى الآن قضية هامشية في الخطاب السياسي الأميركي، تتمتع بقدرةٍ مُدهِشة على تعبئة الأميركيين، وخصوصًا الشباب منهم. وهذا لا يعني أنَّ النفوذَ الإسرائيلي قد تضاءل، ولكن في حين كان هناك إجماعٌ واسع النطاق بين النُخَب الأميركية على مركزية العلاقة مع إسرائيل، فإنَّ هذا الأمر أصبح اليوم موضع خلاف أكبر بكثير.

يأتي كل هذا على رأس موقف جديد بين زعماء المنطقة، يُركّزُ على ملاحقة المصالح الوطنية والتوقّف عن قبول أولويات الولايات المتحدة باعتبارها أولوياتهم. وقد تُخَلِّفُ هذه الديناميكيات ــ-الدول العربية الأقل استعدادًا للانصياع لأوامر واشنطن، والمجتمعات العربية التي تنفر على نحوٍ متزايد من الولايات المتحدة بسبب قضايا مثل غزة، والخلاف الأميركي الداخلي بشأن فلسطين ــ عواقبَ وخيمة على قوة ونفوذ أميركا في المنطقة.في الواقع، سيؤثر ذلك سلبًا في قدرة واشنطن على تحديد أسس السلام ما بعد الكارثة. ومع ضعف الولايات المتحدة على العديد من المستويات، اقترحت إدارة بايدن العودة إلى صيغةٍ بشأن فلسطين لا يؤمن بها أحد، والتي يرفضها حليفها الإسرائيلي. وقد فعلت ذلك حتى مع استمرار واشنطن في معارضة الخطوات الرامية إلى إنهاء المذبحة في غزة، وبالتالي لم تعد تتمتّع بأيِّ مصداقية كوسيط.

بعبارةٍ أُخرى، لا يملكُ بايدن نهايةً سياسية واقعية للحرب، ولا يحظى بدعمٍ إقليمي كبير لأيِّ شيءٍ يقترحه، كما إنَّ الناخبين مُنقَسمون بشدّة في الداخل، مع انقلاب العديد من المؤيدين، حتى في حزبه الديموقراطي، ضده.وبينما تصبحُ فلسطين قضيةً أُخرى مُثيرةً للخلاف داخل الولايات المتحدة، وبينما تدفع سياسات واشنطن حلفاءها العرب إلى أخذ مخاوف شعوبهم بشأن الأميركيين على محمل الجد، ستجد الإدارات الأميركية أنه من الصعب للغاية تجنيد دول المنطقة، أو حتى الدول الغربية التي لديها مصالح في المنطقة، في إطارِ جهودها لدعم أجنداتها السياسية العالمية.

ادَّعى المحافظون المؤيِّدون لإسرائيل في الولايات المتحدة لفترةٍ طويلة أنَّ القضية الفلسطينية ماتت. وقد أثبت يوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) خطأهم. إنَّ فلسطين لا تُشغِلُ شعوبَ الشرق الأوسط فحسب، بل إنها تُستَخدَمُ من قِبَلِ خصومِ الولايات المتحدة لإضعاف النفوذ الأميركي الإقليمي. وفي الوقت نفسه، فإنَّ سياسات واشنطن المُثيرة للجدل تمنح القادة في المنطقة حريةً أكبر للمناورة في عالمٍ مُتعَدِّد الأقطاب بشكلٍ متزايد.

عندما تُصبِحُ كلُّ مناطق العالم أماكنَ مُحتَمَلة للمنافسة بين الولايات المتحدة والصين، فإنَّ الأخطاءَ التي ترتكبها أميركا في الشرق الأوسط سوف تؤثر في علاقاتِ القوة مع بكين، بل وحتى مع روسيا، التي ستكسبُ من خلال عدم القيام بأيِّ شيءٍ على الإطلاق. ولكي لا تُفاجَأ الولايات المتحدة بالقضية الفلسطينية مرّةً أُخرى، يتعيَّن عليها بالتالي أن تُولي المزيد من الاهتمام لحَلِّ الصراع الذي أمضت عقدَين من الزمن في تجاهله ــ الإهمال الذي كان في واقع الأمر لصالح الجانب الأقوى.وبدون ذلك، سيتعيّن على واشنطن أن تقبلَ وتتقبّلَ أنَّ موقعها في الشرق الأوسط محكومٌ عليه بالتآكل، حيث تُشَجِّعُ المجتمعات في العالم العربي قادتها على النأي بأنفسهم عن القوة العالمية التي لا تستجيبُ لما يهمّهم. ونظرًا إلى مزاجهم اليوم، فقد يكون هؤلاء القادة أكثر ميلًا للقبول بما تريده مجتمعاتهم عمّا كانوا عليه في السابق.

•مايكل يونغ هو رئيس تحرير "ديوان"، مُدوّنة برنامج كارنيغي الشرق الأوسط، بيروت، وكاتب رأي في صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية.

 

7-إسرائيل مشروع غربي لا زال قيد التنفيذ بقلم دكتور نبهان غانم

مضى 106 أعوام على وعد بلفور، و75 عاما على اعلان قيام المشروع الغربي الصهيوني المتمثل بدولة إسرائيل. ولا زالت تجري محاولات الغرب والصهيونية دمجه في المنطقة، بشتى الأساليب السياسية والعسكرية والاقتصادية والاعلامية. وباستعمال ادوات البروباغندة، بالكذب والتمويه واختلاق مسوغات لا تستند الى حقائق واقعية، واختلاق مفاهيم تاريخية بالتزوير والادعاء حتى الى درجة انتحال ملكية مكونات ثقافية فلسطينية مثل الثوب الشعبي الفلسطيني والمأكولات الفلسطينية من حمص وفلافل.

الا أن هذا المشروع لا زال قيد التنفيذ. رغم ما قام به الاعلام من تسويق باساليب متعددة، لفكرة انشاء وطن لليهود في فلسطين.

وكما قال بن غوريون " الاعلام اقام دولتنا على الخارطة، واستطاع بجدارة الحصول على الشرعية الدولية لها، قبل أن تصبح حقيقة واقعية على الارض". وادخلها الغرب كعضو في الأمم المتحدة و في منظماتها، وعضوا في المؤسسات الدولية، وأصبحت عضوا في الفيفا، وتدخل في منافسات الفرق الرياضية لكأس العالم لكرة القدم. لكنها ليس من فرق المنطقة وليس من فرق اسيا، بل من فرق أوروبا. العالم كله يعرف ان أرض فلسطين المحتلة هي في قارة اسيا.

ورغم كل الجهود المبذولة من الغرب ومن إسرائيل،، إلا انها لا زالت مشروعا قيد التنفيذ. مرفوضا منبوذا من شعوب المنطقة، لأنه منتوجا غربيا سيءا، مكوناته غريبة عن ثقافة المنطقة. من صهيونية وعنصرية وتميز بين الاديان وعنف وابادة للجنس البشري وحروب يقتل فيها الأبرياء والأطفال والنساء والمدنيين، دون رحمة. هذا المنتج لا زال قيد التنفيذ، سينهار وسيتفكك. محاولات دمجه مع شعوب المنطقة تجري منذ فرضه بالقوة، على حساب الشعب الفلسطيني، الذي سرق وطنه نعم سرق باحتلاله وبمعونة الغرب الاستعماري.

إسرائيل هي نموذج من نماذج الاستعمار الغربي الاحلالي، الذي أساسه ابادة الشعب الأصلي او تهجيرة بالقوة كما حصل مع الشعب الفلسطيني.دمجه يتطلب الاعتراف بشرعيته من شعوب المنطقة وليس من دولها. وخاصة من الشعب الفلسطيني. الذي علية ان يصر على مطلبه التاريخي العودة الى وطنه وإقامة دولته المستقلة، التي ستجسد ثقافة شعوب المنطقة، التي اساسها تعايش الاديان ورفض العنصرية والصهيونية والتمييز بين الأجناس والاقوام والايمان الدين لله والوطن للجميع.

وهكذا سيبقى مشروع اسرائيل مشروع غربي قيد التنفيذ، غير قابل للدمج والتعايش مع مكوناته العنصرية والفاشية الى أن يتفكك وينهار، وبهذا يعم الاستقرار والامن والسلام للجميع وللعالم.

 

تقارير واخبار

1-تحذير في إسرائيل من تحالف “جديد” بين دولة عربية وإيران

19 يناير، 2024

حذّرت تقارير عبرية اليوم الجمعة، إسرائيل، من “تحالف جديد” بين دولة عربية وإيران، وصل مراحل متقدمة تحت ستار الحرب في غزةوذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية أن “مصر وإيران تقتربان تحت ستار الحرب في غزة”، محذرة تل أبيب من “التقارب المصري الإيراني الذي بلغ مراحل متقدمةوأوضحت الصحيفة العبرية أن وزير الخارجية الإيراني سيصل إلى القاهرة في الأيام المقبلة، وأنه من المتوقع أن تتعزز العلاقات أكثر.

وقال المحلل السياسي بالصحيفة ليئور بن آري، إن التقارب الذي يجب أن يقلق المسؤولين في تل أبيب هو التقارب بين القاهرة وطهران،وأشارت الصحيفة إلى أن هناك محادثات مكثفة تجري بين القاهرة ومسؤولين كبار من الحوثيين والإيرانيين في الأيام الأخيرة بهدف منع توسع الصراع البحري بين إسرائيل والغرب وإيران خوفاً من أن يؤدي التصعيد إلى الإضرار بحركة المرور في قناة السويس ووفقاً للصحيفة الإسرائيلية يتم الإعداد لوصول وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى القاهرة خلال الأيام المقبلة.

وتقول الصحيفة “إن ما يحدث في المنطقة يعزز العلاقات بين مصر وإيران، بسبب المصالح المشتركة للبلدين ولأن إيران تعتبر لاعبا رئيسيا في المنطقة، وأنه على الرغم من التوتر الذي نشأ بين مصر والولايات المتحدة وإسرائيل، فمن المتوقع أن تتعزز علاقات مصر مع إيران بشكل أكبر”.يذكر أنّ علاقة مصر وإيران كانت غير مستقرة لفترات طويلة من الزمن، حيث تشهد مد وجذب، إلا أنّه خلال مراحل أخيرة شهدت نوعاً من الاستقرار وجولات استكشافية لتطويرها.

 

2- طلاب هارفارد مستمرون في حراكهم دعما لفلسطين

الخميس، ١٨ يناير/كانون الثاني ٢٠٢

** غييرمو سيلفا، طالب في قسم السياسة والفلسفة بجامعة هارفارد:ـ

الجامعة تعرضت لضغوط خارجية ترمي إلى "قمع" حرية التعبير المؤيدة للفلسطينيين

ـ رئيسة الجامعة كلودين غاي أجبرت على الاستقالة بعد تعرضها لانتقادات كبيرة لعدم منع الهيئات الطلابية من تنظيم مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين

ـ الوضع الحالي في الحرم الجامعي بالنسبة للعديد من الناشطين المؤيدين للفلسطينيين يسوده الخوف والحذر

ـ جامعة هارفارد لديها استثمارات مرتبطة "بالمستوطنين غير الشرعيين" في فلسطين، وهذا أمر "فظيع"

ـ حجم الموارد التي أنفقتها الجماعات المؤيدة لإسرائيل على مهاجمة طلاب هارفارد كبير لكننا لن نستسلم

رغم ضغوط الجماعات المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة على جامعة "هارفارد"، فإن عددا من طلاب الأخيرة يقولون إنهم مستمرون في مظاهراتهم المؤيدة لفلسطين والمنتقدة للهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة،ويعتقد الطلاب العائدون من العطلة الشتوية أن التوتر في الجامعة لم ينته بعد، رغم استقالة رئيستها كلودين غاي بسبب الضغوط التي مورست عليها بعد اعتبارها أن الاحتجاجات ضد إسرائيل تنضوي ضمن نطاق "حرية التعبير"

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأربعاء، 24 ألفا و448 قتيلا و61 ألفا و504 مصابين، وتسببت في نزوح نحو 1.9 مليون شخص، أي أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة،وخلال تلك الفترة عمت مظاهرات في جميع أنحاء العالم مطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي تدعمها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إذ استخدمت حق النقض "الفيتو" مرتين في مجلس الأمن الدولي ضد مشروعي قرارين طالبا بوقفها

وقال غييرمو سيلفا وهو طالب في قسم السياسة والفلسفة بجامعة "هارفارد" لمراسل الأناضول، "للأسف في هذه الأيام نتصدر عناوين الصحف والإعلام أكثر مما يحدث في قطاع غزة"وأضاف سيلفا وهو عضو في رابطة طلاب لجنة التضامن مع فلسطين بالجامعة، أن الأخيرة "تعرضت لضغوط خارجية خاصة من العديد من المانحين والسياسيين في الولايات المتحدة، ترمي إلى قمع حرية التعبير المؤيدة للفلسطينيين"

** خوف وحذر وأشار سيلفا، إلى أن "الهيئة الطلابية بجامعة هارفارد نشطة للغاية سياسيا، وأنه منذ 7 أكتوبر أصبح النشاط المؤيد للفلسطينيين واضحا جدا في الحرم الجامعي"

ولفت إلى أن "الوضع الحالي في الحرم الجامعي بالنسبة إلى العديد من الناشطين المؤيدين للفلسطينيين، يسوده الخوف والحذر لعدم يقين أحد بما سيحدث مستقبلا"

وأردف: "نعلم أن رئيسة الجامعة غاي أجبرت على الاستقالة"، مشيرا إلى أنها "تعرضت لانتقادات كبيرة لعدم منع الهيئات الطلابية من تنظيم مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين"

وأوضح أن الجامعة كانت في عطلة شتوية عند اتخاذ القرار باستقالة رئيسة الجامعة، وأن الطلاب لم يتمكنوا من إظهار رد الفعل اللازم تجاه ذلك،وزاد: "نتوقع الكثير من النشاط عندما يعود الطلاب إلى الحرم الجامعي لأننا لن نوقف الحديث عن فلسطين وغزة لمجرد أننا نواجه معارضة شديدة"

ولفت سيلفا إلى أن "رئيس الجامعة الجديد هو من داخل المؤسسة وأن الطلاب ليس لديهم حتى الآن أي سبب للاعتقاد بأنه سيكون أكثر عدوانية تجاه الطلاب"واستدرك: "لكننا نعلم أن جامعة هارفارد تواجه المزيد من الضغوط (لم يوضحها)، وأن الجهات (دون تسمية أحد) التي تمارسها لن تتوقف"ودون الخوض في التفاصيل، أكد سيلفا أن "جامعة هارفارد لديها استثمارات مرتبطة بالمستوطنين غير الشرعيين في فلسطين"

واعتبر أن "هذا أمر فظيع وأن الجامعة ليست في وضع جيد لدعم الطلاب الفلسطينيين، والتعاطف مع الذين فقدوا أفراد عائلاتهم"، مشيرا إلى أن من وصفهم "بالسياسيين اليمينيين المتطرفين في البلاد يستخدمون هذه الأحداث لمهاجمة جامعة هارفارد"

وتابع: "ليس من الطبيعي أن يضيّع الكونغرس وقته في استدعاء رئيس جامعة ويحاول تدمير حياته المهنية فقط لمجرد أنه لم يُسكت طلاب جامعته، إننا نرى محاولات التشهير بنا وتدمير مستقبلنا المهني واستهدافنا بوضوح"،وأعرب عن اعتقاده بأن "الجمهوريين في الكونغرس لن يتوقفوا عن استهداف طلاب الجامعات وأن الضغط سيستمر في التزايد"، مؤكداً في هذا السياق "تصميم الطلاب على عدم التراجع عن المطالبة بالسلام"ولفت إلى أن "الأحداث المناهضة للفلسطينيين في الجامعة تنظمها في الغالب مجموعات خارجية"

** على الجانب الصحيح وأشار سيلفا إلى أن "الطلاب لم يدعوا أبدا إلى تشجيع العنف ضد إسرائيل، بل كانوا يحاولون فقط إظهار معاناة الفلسطينيين"وأضاف: "أعتقد أن السبب وراء مهاجمتهم لنا بهذه القوة هو الخوف من تغير الرأي العام، لأن الرأي العام يتغير لمصلحة فلسطين، ليس في الولايات المتحدة فقط، بل في المجتمع الدولي أيضاً"

وتابع: "هناك رد فعل متزايد ضد سياسة إسرائيل، وهذا سوف يستمر حتى لو لاحقوا طلابا جامعيين مثلي، وحتى لو وضعوهم في القائمة السوداء واستهدفوهم بقوة، سيعرف الناس ما يحدث في غزة.

ولفت إلى "الحجم الكبير للموارد التي أنفقتها الجماعات المؤيدة لإسرائيل على مهاجمة الطلاب في جامعة هارفارد وإطلاق الافتراءات ضدهم"، مؤكداً أن الطلاب "لن يستسلموا رغم ذلك"وأكمل سيلفا: "رغم كل هذه الهجمات، وكل الأوصاف الخاطئة التي يصفوننا بها مثل المتعاطفين مع الإرهاب أو المعادين للسامية سنواصل إظهار الحقيقة"وأوضح أن "لجنة التضامن مع فلسطين هي مجموعة من طلاب جامعة هارفارد الذين يهتمون بفلسطين وبالقانون الدولي وبمنع معاناة المدنيين، ومخطئ من يعتقد أن استهدافنا بقوة من شأنه أن يثنينا عن الاهتمام بهذه القضايا"

وأردف سيلفا أن "آلام الفلسطينيين ما زالت قائمة قبل وبعد النكبة (قيام دولة إسرائيل عام 1948)، وهذا غير مقبول بالنسبة إلينا"

وزاد: "نعتقد أن هذا سيصبح غير مقبول للعالم أيضًا في غضون سنوات قليلة وكما هو الحال مع المتظاهرين ضد حرب فيتنام (مع الولايات المتحدة)، فإننا نعلم أننا على الجانب الصحيح من التاريخ ولهذا السبب سنواصل هذا النهج، ويمكنهم أن يفعلوا كل ما في وسعهم ضدنا"

** حرية التعبير وانتقدت بعض الجماعات المؤيدة لإسرائيل المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين التي جرت في جامعات الولايات المتحدة ردا على الهجمات الإسرائيلية على غزة، بداعي أنها "معادية للسامية"وفي 5 أكتوبر الماضي، استدعت لجنة التعليم والقوى العاملة بالكونغرس الأمريكي كلا من غاي، ورئيسة جامعة بنسلفانيا إليزابيث ماغيل، ورئيسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا "MIT" سالي كورنبلوث، إلى جلسة "محاسبة رؤساء الجامعات ومكافحة معاداة السامية"وتعرضت غاي وماغيل وكورنبلوث لضغوط وانتقادات من أجل تقديم الاستقالة لأنهن اعتبرن الاحتجاجات ضد إسرائيل ضمن نطاق "حرية التعبير"

ووقع أكثر من 500 من أعضاء هيئة التدريس في هارفارد عريضة لدعم رئيسة الجامعة

 

3- رسالة قوية الى امريكا و بريطاني ومن لف لفهم

يستعد الملايين على امتداد ستة قارات، للخروج في مسّيرات حاشدة في أنحاء العالم كافة؛ اليوم السبت، في يوم عالمي للمطالبة بوقف إطلاق النار، وإنهاء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة،وأصدر تحالف أوقفوا الحرب، والمنتدى الفلسطيني في بريطانيا، بيانين حول الفعالية العالمية، اللذين يعتبران فيه مسّيرات يوم السبت، أول وأكبر حركة دولية منسّقة ضد العدوان الذي يُشّن على الشعب الفلسطيني في قطاع غزةوأعرب المنظمون للفعالية العالمية؛ أن المظاهرات الحاشدة، ستخرج على امتداد: خمسة و اربعون دولة، وأكثر من: مائة و عشرين مدينة، وتأتي بعد يوم واحد على اختتام المرافعات في محكمة العدل العُليا، عقب دعوى جنوب إفريقيا، لاتهام الاحتلال بارتكاب إبادة جماعية في فلسطين.

وقال الأمين العام لتحالف أوقفوا الحرب، ومقره بريطانيا؛ كيت هدسون؛ إن مظاهرات السبت الحاشدة، لن تكون رسالة قوية للإسرائيليين فحسّب، بل للقوى الغربية الداعمة لهم بأن الرأي العام يقول؛ إن الحرب ليست باسمنا.ودعا كيت هدسون، كل شخص لديه ضمير، للانضمام إلى الملايين الذين سيرفعون صوتهم، في جميع أنحاء العالم، لمواجهة الكارثة التي تجري للفلسطينيين والمطالبة بإنهاء الحرب. وشدد على ضرورة المشاركة الواسعة، لتحقيق العدالة للفلسطينيين، وإرسال رسالة إلى كل دولة تقدم صواريخها لأسرائيل بأنها لا تحظى بدعم مواطنيها لأفعالها. وقال؛ إن علينا إحداث فرق كبير، وأن نقف معًا، لخلق موجات تغيّير يتردد صداها عالميًا، ورسم صورة للأمل، ووقف إطلاق النار.

من جانبه؛ قال المنتدى الفلسطيني في بريطانيا؛ إنه يتوقع مظاهرات عالمية حاشدة السبت، للمطالبة بوقف إطلاق نار فوري في غزة. وأوضح أن هناك مؤشرات على تحول عالمي كبير في مواجهة الاحتلال، مع تواصل محاكمة الاحتلال أمام العدل الدولية، في تهم الإبادة الجماعية؛ بـقطاع غزة.وأشار إلى أن مئات الآلاف سيخرجون في بريطانيا، بالتوازي مع المظاهرات في أكثر من مائة و عشرين مدينة ضمن خمسة و اربعون دولة، لتكون حدثًا محوريًا من أجل المطالبة بوقف الحرب.

ودعا المنظمون؛ وهم حملة التضامن مع فلسطين، والمنتدى الفلسطيني في بريطانيا، وتحالف أوقفوا الحرب، وحملة نزع السلاح النووي، وأصدقاء الأقصى، والرابطة الإسلامية في بريطانيا، التي سترفع شعارًا واحدًا، هو: دعم فلسطين ووقف الحرب.

ويسّعى التجمع في بريطانيا، إلى توجيه رسالة قوية إلى الحكومة البريطانية، والمجتمع الدولي، من أجل وقف الحرب الوحشية على غزة، ونبذ الظلم ورفع المعاناة عن الفلسطينيين.

وأشاد المنتدى بدعوى جنوب إفريقيا، وقال؛ إنه لا يُبرز خطورة الجرائم المزعومة فقط، بل يُبرز تحول الرأي العام العالمي، في إظهار قصور مبررات “بريطانيا وأميركا”، لدعم الاحتلال.

 

4-الحرب الإقليمية التي كان يخشاها الجميع بدأت بالفعل في الشرق الأوسط

صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية:

▪الصراع الإقليمي الذي كان الرئيس الأمريكي جو بايدن يحاول تحاشيه منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة قد بدأ بالفعل، بعد الضربات الأمريكية والبريطانية الواسعة على الحوثيين في اليمن.السؤال الأكبر الآن هو مدى حدة ذلك الصراع وما إذا كان من الممكن احتواؤه.وهذه هي بالضبط النتيجة التي لم يكن أحد يريدها، بما في ذلك إيران، تقول الصحيفة.

▪قرار بايدن بإطلاق العنان للغارات الجوية، بعد مقاومة الدعوات للعمل ضد المسلحين الحوثيين المتمركزين في اليمن والذين بدأت هجماتهم المتكررة على الشحن في البحر الأحمر تؤثر سلبًا على التجارة العالمية، يعد تحولًا واضحًا في الاستراتيجية التي اختارتها واشنطن منذ بداية حرب غزة، وهي الاستراتيجية التي كانت تقوم على مبدأ التحركات المحسوبة والحساسة للغاية من قبلها ومن قبل إيران أيضا.والآن، يبدو أن انجرار القوات الأمريكية والإيرانية إلى الصراع في المنطقة بات مرجحا بشدة، وفقا للصحيفة.

♦وتنقل “نيويورك تايمز” عن هيو لوفات، خبير شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية قوله: “إن هذه حرب إقليمية بالفعل، ولم تعد مقتصرة على غزة، ولكنها امتدت بالفعل إلى لبنان والعراق وسوريا واليمن”.

 

5-سيناتور امريكي لا يعارض وضع شروط على المساعدات الأمريكية لإسرائيل

(ملاحظة جريدة البعث: هذا الموقف ربما فيه تحذير لبايدن من مغبة الدعم المطلق لاسرائيل وعدم مراعاة مصالح امريكا، وهي كذلك تحذير لاسرائيل)

وكالة أنباء كل العرب APA:

أعرب السيناتور كريس كونز حليف بايدن في مجلس الشيوخ عن انفتاحه على فرض شروط على المساعدات العسكرية المستقبلية لإسرائيل، في إشارة إلى تزايد الضغوط على الرئيس الأمريكي جو بايدن لمعاقبة إسرائيل بسبب هجومها البري المميت على غزة.

ويمكن أن يكون موقف كونز، الذي تم التعبير عنه لأول مرة خلال مقابلة مع صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، بمثابة صداع لبايدن.ويُنظر إلى السيناتور على أنه المبعوث غير الرسمي للرئيس والحليف الأقرب في مجلس الشيوخ.

وبحسب ما ورد، فإن انفتاح كونز على تكييف مبيعات الأسلحة لإسرائيل يمكن أن يؤدي إلى المزيد من الأسئلة حول سبب عدم متابعة البيت الأبيض لهذا الخيار.

وقد انتقد السيناتور طريقة تعامل الحكومة الإسرائيلية مع العمليات الانتقامية ضد حماس، لكنه لم يصل إلى حد التشكيك علنًا في المساعدات المستقبلية للاحتلال الإسرائيلي.

وذكرت “بوليتيكو” أن كريس “قد تجاوز هذا الخط بالكاد، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وقال: “هناك شروط على مساعداتنا”، في إشارة إلى القوانين والسياسات العديدة المحيطة بعمليات نقل الأسلحة، بما في ذلك توجيهات إدارة بايدن التي تقيد عمليات النقل إلى دول أجنبية عندما يكون من المرجح أن يؤدي ذلك إلى انتهاك خطير لحقوق الإنسان.

 

6- أميركا أبلغت الحوثيين قبيل الضربة.. وهكذا استعدوا

12 يناير 2024 سكاي نيوز عربية - أبوظبي

قالت مصادر مطلعة لسكاي نيوز عربية إن الولايات المتحدة أبلغت الحوثيين قبيل تنفيذها ضربات جوية على مواقع لهم في اليمن.ونفذت طائرات حربية وسفن وغواصات أميركية وبريطانية ضربات في أنحاء اليمن خلال الليل ردا على هجمات الحوثيين المتحالفين مع إيران على السفن في البحر الأحمر، في اتساع لنطاق الصراع الإقليمي الذي أشعلته الحرب الإسرائيلية في غزة.وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان "هذه الضربات المحددة رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة وشركاءنا لن يغضوا الطرف عن الهجمات على أفرادنا أو يسمحوا لجهات معادية بتعريض حرية الملاحة للخطر".

وذكرت المصادر أن الحوثيين تبلغوا بالضربات، في إشارة على ما يبدو إلى نية الولايات المتحدة تقليل الأضرار وعدم استنفار رد فعل يفاقم التصعيد في البحر الأحمر.

الحوثيون اتخذوا إجراءات احترازية:وفي ذات السياق، أوردت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلا عن مسؤول دفاعي أميركي ومصدر مقرب من الحوثيين، أن ميليشيات الحوثي قامت بالفعل قبيل الضربة، بنقل بعض الأسلحة والمعدات المهمة، بينما وضعت الصواريخ الباليستية قي مخابئ في مدينة صنعاء ذات الكثافة السكانية العالية.

ونقلت الصحيفة عن شركة تانكر تراكرز التي تقدم استشارت الشحن، فقد غادرت سفينة تجسس إيرانية البحر الأحمر في وقت مبكر من يوم الخميس متوجهة إلى مدينة بندر عباس على الساحل الجنوبي لإيران، والتي قال مسؤولون أمنيون سابقًا إنها من المحتمل أن تكون مستهدفة لدورها في مساعدة الحوثيين في هجمات على السفن.

تأثير الضربات:وأكد شهود في اليمن لرويترز وقوع انفجارات في أنحاء البلاد وقالوا إن الضربات استهدفت قاعدة عسكرية في محيط مطار صنعاء وموقعا عسكريا قرب مطار تعز وقاعدة بحرية تابعة للحوثيين في الحديدة ومواقع عسكرية في محافظة حجة.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الموجود في المستشفى بسبب مضاعفات عملية جراحية، في بيان إن الضربات استهدفت قدرات الحوثيين بما في ذلك الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والرادارات الساحلية والاستطلاع الجوي.وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في بيان "الدلائل الأولية تشير إلى أن قدرة الحوثيين على تهديد الشحن التجاري قد تلقت ضربة قوية".

وقال وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي إن الضربات جاءت في إطار الدفاع عن النفس لكن ليس هناك المزيد من الخطط لتنفيذ ضربات أخرى في الوقت الحالي.

وأكد قيادي حوثي وقوع "غارات" على العاصمة صنعاء وكل من الحديدة وصعدة وذمار ضمن ما وصفه بأنه "عدوان أميركي صهيوني بريطاني".

ونشرت الولايات المتحدة ودول حليفة لها قوة مهام بحرية في المنطقة لحماية السفن وأسقطت سفن حربية أمريكية وبريطانية 21صاروخا وطائرة مسيرة يوم الثلاثاء في عملية لصد أكبر هجوم للحوثيين في المنطقة حتى الآن، ونددت إيران، التي تدعم جماعات مسلحة في أنحاء الشرق الأوسط بما في ذلك حركة الحوثي وحماس، بالهجمات الأميركية البريطانية على اليمن. وقال متحدث باسم الحوثيين إن تلك الهجمات لامبرر لها.

ووجهت روسيا اليوم الجمعة انتقادات حادة للولايات المتحدة وبريطانيا بسبب تنفيذهما الضربات العسكرية في اليمن، وقالت موسكو إنها أدت إلى تصعيد التوتر في أنحاء الشرق الأوسط وأظهرت تجاهلا تاما للقانون الدولي.كما طلبت روسيا عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لبحث هذه المسألة اليوم الجمعة.

وتسببت الهجمات التي ينفذها الحوثيون في تعطيل حركة التجارة الدولية وأجبرت بعض السفن على قطع الطريق الأطول حول جنوب القارة الأفريقية مما زاد من تكلفة ووقت نقل السلع وأجج مخاوف من موجة جديدة من ارتفاع التضخم عالميا.

وارتفعت أسعار النفط بشدة تحت وطأة القلق من تعطل الإمدادات.إلا أن الضربات، وهي الأولى على الأراضي اليمنية منذ عام 2016، تمثل دليلا على ما تجده واشنطن من صعوبات لاحتواء تداعيات الحرب بين إسرائيل وحماس في الشرق الأوسط منذ اندلاع شرارتها في أكتوبر.

لقطات من جنوب افريقيا تدين الحكام العرب:

 

1-ان تخلت عنك الحكومات العربية يابني!؟

 

2-شكرا للشهامة العربية لجنوب افريقيا

 

3-رئيس جنوب افريقيا يشعر بالفخر لرفعه دعوى ضد اسرائيل

 

الشعر في المعركة

اللهُ أكبرُ هانت أمَّةُ العربِ د. أحمد قايد الصايدي

اللهُ أكبرُ هانت أمَّةُ العربِ

وعاث في أرضها صرَّافةُ الذَّهبِ

وأسلمت رسنها يقتادها هملٌ

من بعد ما قادت الدنيا ولم تهبِ

إستبدلت قادةً كانوا ضراغمةً

بقادةٍ ما رَقَوا عن مستوى الذَّنبِ

فاستأسدت قططٌ منفوخة كذباً

وأعلنت حقَّها في القدسِ والنَّقبِ

جاءت تروِّج أسفاراً ملفَّقةً

عصابةٌ لم تزل مشبوهةَ النَّسبِ

كأنما الأرضُ لم تُنسب لصاحبها

يوماً وما كان كنعانٌ من العربِ

كأنما عُمَرٌ لم يعطِ عهدتَه

(لأهلِ إيليا) ولم يصدع بأمر نبي

كأنَّ صنعاءَ ما ساقت قوافلَها

إليكِ يا غزَّةَ الأبطالِ والنُّجبِ

ولم تُسيِّر جيوشَ الفتح من سبأ

تشقُّ حُجْبَ الدجى بالنَّارِ والقُضبِ

يا أمَّةً يعرفُ التاريخُ عزَّتَها

مالي أرى حالَها يدعو إلى الكرَبِ

مالي أراها غدت قطعانَ ماشيةٍ

يسوقُها كلُّ أفَّاقٍ ومغتصبِ؟

يا أمَّةً يهتكُ الأغرابُ حرمتَه

ويُستباحُ حماها دونما غضبِ

ترضى الدَّنيَّةَ إن دِيست كرامتُها

بئساً لمن لم يثرْ يوماً ولم يثبِ

ما سرُّ عثرتِها ما سرُّ غفلتِها؟

فكَّرتُ في الأمر لم أعثر على سببِ

شبكة البصرة

الاحد 9 رجب 1445 / 21 كانون الثاني 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط